من جانبه، يؤكد رئيس مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية، شربل عيد، أن تصويت أبناء الـ18 «حقّ مكتسب، لكن يجب اقترانه بأمرين: الأول هو إعطاء المغتربين حق التصويت، ومنح الجنسية وحق التصويت للمنحدرين من أصول لبنانية». بوضوح، يبدي عيد استعداد شباب القوات للتضحية بممارسة الحقوق السياسية، ولو مؤقتاً، مقابل توفير توازن ديموغرافي «هو أصلاً مفقود، فهل نشرّع قانوناً يزيد اختلاله؟»، يسأل عيد. ويرى أن المنظمات الشبابية تُعدّ جزءاً من أحزابها، وأن التمايز يمكن أن «نجده على طاولة النقاش داخل الحزب، أما في الخارج، فالمنظمات تلتزم بقرار القيادة». يبرّر مطالبته بمنح المغتربين حق التصويت، بأنهم داعم مهم للاقتصاد اللبناني. في التيار الوطني الحر، الشباب مقتنعون بوجهة نظر العماد ميشال عون «فخبرته أقوى من حماستنا»، بحسب رئيس قطاع الشباب في التيار، ماريو شمعون. ويرى شمعون أن السنوات الأربع الماضية «لم تسمح للشباب بتكوين ثقافة سياسية، وخصوصاً مع منع العمل السياسي في الجامعات». يرد شمعون الأمور إلى ظروف يجب أن تتوافر «نريد الدولة المدنية، هل نستطيع تحقيقها حالياً؟». ويغمز من قناة «فساد تنتشر ثقافته، ونحن نقف في وجهه»، مشيراً إلى رشى وترويج مخدرات في الجامعات، متمنّياً أن يمارس الشباب حقهم في انتخابات عام 2013. امتنع 66 نائباً عن التصويت لمصلحة خفض سن الاقتراع، بينما وافق 34 نائباً فقط، وصوّت نائب واحد ضد تعديل القانون. لكن، في مثل هذه الحالات، لا يمكن التفريق بين من يمانع ومن يصوّت بـ«ضد»، وخصوصاً أن النتيجة تصبّ في الاتجاه ذاته. كيف يمكن النواب، وخصوصاً الشباب منهم، إقناع الشباب بصوابية قرار «حرمانهم» حقّ التصويت في الانتخابات البلدية والنيابية؟ امتنع النائبان آلان عون (تكتل التغيير والإصلاح) ونديم الجميّل (كتلة نواب الكتائب) عن التصويت. يؤكّد النائبان أن تصويت أبناء سن الـ18 حق مكتسب «لا يمكن الهروب منه». لكن، لكلّ من النائبين شرح عمّا جرى في المجلس. فالنائب آلان عون، بعد تأكيده «أن القاعدة الشبابية مقتنعة برؤية التكتل»، يشير إلى أن الشباب هم «ضحية التوقيت». كيف ذلك؟ يدخل عون من الباب الواسع للسياسة، ليقول إن مشروع التصويت تحوّل إلى «عنوان لمعركة ترتبط بالتعاطي الانتقائي مع الملفات». ويسأل: لماذا تقرّ مشاريع بسهولة وأخرى تمر بصعوبة؟ يعطي مثلاً يرتبط باستعادة الجنسية وصعوبة إقراره. أما النائب نديم الجميّل، فيلاقي عون في اعتبار التصويت حقاً مكتسباً. ويشير إلى موقفه داخل حزب الكتائب: «كنت من الداعين إلى التصويت مع خفض سن الاقتراع، بمعزل عن أيّ قانون آخر». لكن، التزامه بقرار كتلته النيابية كان أقوى، وأدى إلى امتناعه. وكحل وسط لهذه المسألة، في ظل رفض بعض الأطراف منح حق التصويت على حدة، يقترح الجميّل إقرار الإصلاحات رزمةً واحدة يجري التوافق عليها.