خالد صاغيةمع الانتقال إلى بيت الدين، بدأت جلسات الحوار تكتسب معناها. الجلسة المقبلة ينبغي أن تُعقَد في بعلبك، تليها جلسة أخرى في بيبلوس. فلبنان بحر وسهل وجبل، وأيّ استراتيجيا دفاعيّة ينبغي أن تأخذ في الاعتبار هذا التنوّع الطبيعيّ. فمن المستحيل تقديم اقتراح قيّم لكيفيّة الدفاع عن لبنان وحدوده، ما لم يختبر الخبراء الاستراتيجيّون المجتمعون الاختلاف في التضاريس ونوعيّة التربة والتحقيب الجيولوجي للمناطق اللبنانيّة.يمكن هذه الجلسات أن تتحوّل إلى جلسات مفيدة حقاً. فقط لو يقتنع المتحاورون بتحويلها إلى نشاطات ترويجيّة للسياحة، تُقدَّم خلالها اقتراحات في الاستراتيجيا السياحيّة، بدلاً من الاستراتيجيا الدفاعيّة. مهلاً، ليس في الأمر مزاح. فهذا ما يدأب على فعله سياسيّون كُثُر حول العالم. الرئيس باراك أوباما شخصياً، بعدما قرّر التخلّي عن كلّ الخطوات الراديكاليّة لإعادة إحياء الاقتصاد الأميركي، شُغل في الفترة الأخيرة بتشجيع السياحة في مناطق عدّة من الولايات المتّحدة الأميركيّة.ليس المطلوب من الرؤساء الثلاثة لعب الغولف مع نسائهم وأولادهم أمام الكاميرات، كما تفعل عائلة أوباما مثلاً. يكفي اعتماد بعض الشفافيّة. فبدلاً من التباحث داخل غرفة مغلقة، ثمّ تسريب محاضر الاجتماع في اليوم التالي، فلتُعقَد الجلسات في الهواء الطلق، وليُسمَح للمواطنين بحضورها. على المدخل، يقف موظّف رسميّ حاملاً صندوقاً يجمع فيه بدلات الدخول إلى جلسة الحوار، على أن تذهب هذه البدلات إلى حساب مصرفيّ مخصّص للتنمية السياحيّة، على غرار صندوق دعم الجيش الذي افتتحه وزير الدفاع عن نيّته ونيّة والده.لمزيد من التشويق، يمكن «الشيف رمزي» أن يفاجئ الحاضرين متأبّطاً أضخم وعاء في العالم. يضعه في الساحة، قبل أن يُوزّع على كلّ من الحاضرين كيلو خيار. فبعد التبّولة والحمّص، لا بدّ من دخول التاريخ من باب السَّلَطة.حسناً. فلننسَ أمر الاستراتيجيا السياحيّة إن كانت تثير حساسيّات. ولْنُسمِّ وعاء السَّلَطة شكلاً من أشكال الاستراتيجيا الدفاعيّة، تماماً كانتظار الحلول الدبلوماسيّة وتعليق الآمال على اليونيفيل. ولْيُسلِّم حزب اللّه سلاحه ما دام لدينا أكبر وعاء سلطة. فالبلاد التي تأكل السَّلَطة، لا تخسر حرباً. اسألوا فؤاد السنيورة عن فوائد الخسّ.