صوّت، أمس، مندوبو رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي برفع الأيدي على تعليق مقاطعة التصحيح وأسسه في الامتحانات الرسمية تماماً كما فعلوا عند التصويت على قرار المقاطعة. لكن المندوبين لم يحضروا أمس إلى ثانوية عمر فروخ الرسمية لمناقشة توصية الهيئة الإدارية بالتعليق فحسب، بل كانت جلسة كشف حساب لأداء الرابطة خلال هذه السنة. فالقيادة النقابية وفت، كما قال رئيس الرابطة حنا غريب، بتنفيذ الشعار الذي رفعته في بداية العام الدراسي «رواتب 2010 لن تكون مثل رواتب 2009». هكذا، كسرت معركة استعادة الموقع الوظيفي لأساتذة التعليم الثانوي الرواتب السابقة، كما قال غريب، والأهم أنّها مثّلت حالة استنهاضية للعمل الديموقراطي النقابي المستقل والموحد «فكانت رابطتكم في الصفوف الأمامية وبتنسيقها مع الروابط التعليمية الأخرى ونقابة المعلمين في المدارس الخاصة أفشلت كل محاولات ضرب القطاعات بعضها ببعض». اتفاق الأربع درجات ونصف الدرجة ما هو، بحسب غريب، سوى الجولة الثالثة من استرجاع الـ60%، والدرجتان ونصف الدرجة الباقية هي شعار المرحلة المقبلة. هنا علا التصفيق. ثم أطلع غريب المندوبين المشاركين على تفاصيل الاتفاق والأسباب الموجبة التي استندت إليها الهيئة الإدارية لإعلان التوصية بتعليق مقاطعة أعمال التصحيح. وتتضمن بنود الاتفاق إقرار أربع درجات ونصف درجة لجميع أساتذة التعليم الثانوي الرسمي والمهني والتقني تدخل في صلب الراتب موزعة على الشكل الآتي: ــ تقديم التدرج لسنة واحدة. ــ درجتان ابتداءً من 1/1/2010. ــ استفادة الأساتذة الذين تنتهي خدماتهم اعتباراً من 1/1/2010 بسبب بلوغهم السن القانونية أو بسبب الوفاة من كامل الدرجات (أربع درجات ونصف). ــ تأخير تاريخ الاستفادة من قانون التناقص من خمس عشرة سنة إلى ست عشرة سنة. ــ إقرار مشروع قانون هذه البنود في جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس 8/7/2010 وإرساله إلى المجلس النيابي. وكان أمين سر الرابطة محمد قاسم قد افتتح اجتماع المجلس المركزي للمندوبين بالقول: «أثبتت رابطة التعليم الثانوي الرسمي تاريخياً وتحديداً في السنتين الأخيرتين أنها قدوة للعمل النقابي في لبنان من خلال تماسك الأساتذة الثانويين ووحدتهم وديموقراطيتهم ومثلت عامل استنهاض للحركة المطلبية في هذه المرحلة، وينتظر أن تحذو الهيئات النقابية الأخرى حذوها». أما المداخلات فحرصت على الحديث عن «انتصار» شارك الجميع في صنعه من أساتذة ومديري ثانويات ومديري وأعضاء مكاتب الفروع في المحافظات ومجالس المندوبين وأعضاء الهيئة الإدارية للرابطة ورئيسها. أما مقررو اللجان الفاحصة في الامتحانات الرسمية ونواب المقررين فنالوا تهنئة خاصة على موقفهم النقابي والتزامهم قرار الرابطة واعتبار هذا الموقف تمسّكاً بنضالات أساتذة التعليم الثانوي وصمودهم منذ تأسيس رابطتهم وحتى تاريخه. «المقررون القدامى والجدد كافة اتخذوا موقفاً مشرّفاً مع رابطتهم»، تقول إحدى المندوبات من تيار المستقبل. وتؤكد مقررة فرع بيروت إيمان قاروط من التيار أيضاً إنّ «البعض وقفوا ضد تياراتهم السياسية للحفاظ على الوحدة النقابية للأساتذة وشاركوا في كل التحركات من الاعتصام إلى التظاهرة واللقاء التضامني، وصولاً إلى المقاطعة». وقدّم المندوبون سلسلة من الاقتراحات والتوصيات ركّزت بمعظمها على اعتبار ما تحقق إنجازاً نقابياً بامتياز، وجاء نتيجة وحدة الأساتذة وصمودهم والتفافهم حول أداتهم النقابية وقدرتهم على التصدي لكل محاولات شق الصف أو الاستفراد أو الخرق. وأعلن الأساتذة الثانويون تمسكهم بالجزء الباقي من حقهم المكتسب بالدرجات السبع (درجتان ونصف) واعتبار ما تحقق يؤمن الحد الأدنى المقبول من المكاسب. ووجه المجلس المركزي للمندوبين تقديره لجميع الأساتذة الثانويين في القطاعين الرسمي والخاص ولرابطة أساتذة التعليم المهني والتقني الرسمي ونقابة المعلمين في المدارس الخاصة والمجلس المركزي لرابطات المعلمين في التعليم الأساسي واتحادات المعلمين العالمية ومنظمة العمل الدولية، على مواقفهم المتضامنة ودعمهم تحرك الرابطة وتمكينها من التصدي الناجح لكل أشكال التحريض والاختراق والاستدراج.
وأثنى المجلس على مبادرات المرجعيات السياسية والقوى والفاعليات والهيئات النقابية والاجتماعية والمكاتب التربوية التي وقفت إلى جانب الرابطة ودعمت مطلبها. وسبق مجلس المندوبين اجتماع بين الهيئة الإدارية للرابطة ولجان مواد الامتحانات الرسمية لوضعهم في الظروف التي رافقت مقاطعة أعمال التصحيح وسلسلة الاتصالات والاجتماعات التي عقدتها الرابطة مع المسؤولين ومع رئيس الحكومة وتوقفت أمام الإنجاز النقابي الكبير الذي تجسّد بوحدة الأساتذة وتماسكهم والتفافهم حول أداتهم النقابية، كذلك عرضت مجموعة المبادرات ومواقف الدعم والتأييد التي تلقتها من مختلف المرجعيات والقيادات والفاعليات والمكاتب التربوية التي ساهمت في الوصول إلى الاتفاق بصيغته الحالية. وعليه، دعت الهيئة الإدارية للرابطة المصححين إلى الالتحاق بأعمال وضع أسس التصحيح والتصحيح وبذل قصارى جهدهم بما فيه الوقت الإضافي والتعويض عن أيام المقاطعة، وصولاً إلى إنجاز التصحيح وإصدار النتائج في الأوقات المحددة لها. في المقابل، حدد المدير العام لوزارة التربية ورئيس اللجان الفاحصة فادي يرق المواعيد الجديدة لوضع أسس التصحيح لمسابقات شهادة الثانوية العامة. وتتوزع المواد بين اليوم السبت والاثنين المقبل، في مبنى الأونيسكو والطبقة الثانية عشرة من مبنى وزارة التربية والتعليم العالي.