وبعد؟ ربما يكون هناك رابط قوي بين هذه العملية النوعية وكل هذه الأسئلة، وقد يكون بمقدور جهات نافذة وفاعلة وذات صدقية أن تثبت وجود صلة بين هذا الإنجاز وهذه الأسئلة. لكن ثمة حقيقة تتعلق بالنتيجة التي تقول إن فرع المعلومات سجّل سابقة في الاقتراب من دوائر مشتبه في تورّطها في أعمال إجرامية، بينها الاتصال بالعدو وخدمته، وإنه لم يقف عند الاعتبارات التي حالت حتى اللحظة دون توقيف مجموعة كبيرة من عملاء «الدرجة الأولى»، علماً بأن فريق العمل في فرع المعلومات يعرف أن قيادة المقاومة اتخذت قراراً عملياً بالمضي في هذه المعركة، وإسقاط كل الاعتبارات التي كانت قائمة سابقاً، والتي كانت تحول أو تعرقل المباشرة بحصاد هذه الفئة من العملاء. وبذلك، فإن الفريق الأمني في المقاومة أو في مديرية استخبارات الجيش أو في أجهزة أخرى، قد بات حراً من أيّ قيود، وبات أمام استحقاق القيام بدوره في هذا المجال، وهو الأمر الذي سيفرض واقعاً مختلفاً على البلاد. ولا يعرف حتى اللحظة ما هي الإجراءات الوقائية التي سيلجأ إليها العدو نفسه أو العاملون معه، وسط انطباعات تسود أوساطاً أمنية فاعلة بأن البلاد ستشهد موجة نزوح لعدد من الشخصيات التي تعرف أن وقت قطافها قد حان.وبمعزل عن نتائج الاتصالات الجارية بعيداً عن الأضواء بين الجهات العربية والدولية المعنية بملف المحكمة الدولية، والتي تستهدف خطوة تمنع وقوع لبنان في الفتنة القاتلة، فإن المؤتمر الصحافي الذي سيعقده الأمين العام لحزب الله، الاثنين المقبل، سيكون في الشكل مناسبة لكي يتعرّف الرأي العام إلى بعض جوانب عمل المقاومة الأمني في مواجهة إسرائيل، لكنّه سيفتح الباب أمام سجال مختلف بشأن طريقة مقاربة التحقيقات لجرائم كبرى مثل جريمة اغتيال الحريري. وقد يتحول إلى فرصة لإثبات عدم صدقية القرار الدولي باعتبار اللبنانيين عاجزين عن إدارة ملفات بهذه الحساسية.