اعتصام في بيروت: أمانة في عنق المقاومة

اعتصام في بيروت: أمانة في عنق المقاومة
27 Feb
2015

زينب سرور - السفير

حصل ما كان متوقّعاً.. ردت «محكمة الاستئناف الفرنسية» الطعن المقدّم من المناضل اللبناني في السجون الفرنسية جورج عبد الله. بالأمس، اتخذ القضاء الفرنسي «وسلطاته» قراراً جديداً بحق مصير عبد الله. وبالأمس، قرر الفرنسيون، «ومَن معهم»، أن تبدأ السنة الحادية والثلاثون لأسر الرجل في السجون الفرنسية. بالأمس أيضاً، وُضع عبد الله أمام استحقاقٍ جديد، فإن أراد أن يرى نور الحرية وأن يتقدّم بطعنٍ جديد عليه أن يمرّ في اختبار نفسي إلزامي أمام «اللجنة المتعددة الاختصاصات»، وهو ما يحتاج إلى إجراءاتٍ تحتاج لأكثر من عامين. وقد سبق لهذه اللجنة أن خلُصت إلى أن عبد الله لا يستحق الإفراج المشروط طالما أنه متمسك بقناعاته السياسية وعلى رأسها الحق في مقاومة الاحتلال. أمس، انتظر «أصدقاء عبد الله» الحكم القضائي ـ السياسي في اعتصامٍ خجول. منعتهم القوى الأمنية من الوصول إلى السفارة الفرنسية، فتمركزوا أمام «الجامعة اليسوعية». ولأن القضية غير مرتبطة بدعوات السياسيين الجماهيرية، ولأن ارتباطها مقتصر على رجلٍ مغيَّبٍ منذ ثلاثين عاماً، جاء الحضور خAffinityCMSً. وقف الأصدقاء والمحبون والداعمون بكلّ تهيبٍ أمام القوى الأمنية، وعلى وقع تسجيلاتٍ صوتيّةٍ لعبد الله والأغاني الثورية، هتفوا منددين بالسلطات الفرنسية واللبنانية على حدٍّ سواء. أسقطوا غضبهم في الشعارات التي طالبوا فيها بالإفراج الفوريّ عن عبد الله، وحملوا لافتاتٍ نددّت بدورها بالاستهتار الرسمي اللبناني تجاه القضية، متسائلةً «أين كرامة الدولة اللبنانية عندما تستهين بها فرنسا؟». وكما جرت العادة، كانت للشخصيات السياسية وقفةٌ تضامنيةٌ إعلاميّةٌ في الاعتصام، حيث شارك فيه ممثلٌ عن «حزب الله»، «وفد الأحزاب الوطنية»، الوزير السابق عبد الرحيم مراد، رئيس لجنة التثقيف السياسي في «التيار الوطني الحر» بسام الهاشم. لن يتمّ اللجوء، في الأشهر المقبلة، إلى أيّ أعمال شغب. بهذا التوجه يمكن اختصار الجوّ العامّ المسيطر على المعتصمين. بنبرةٍ حادّة، يضع بسام القنطار، عضو «الحملة الدولية لإطلاق سراح جورج عبد الله»، مصير عبد الله في عهدة المقاومة الفلسطينية، فـ «عبد الله هو مناضل فلسطين، هو أمانةٌ في أعناقكم، نطالبكم بإدخاله في أي صفقةٍ جديدةٍ مع العدو». ولفرنسا حصة الأسد من الكلمة الغاضبة، و «هبة الأسلحة الفرنسية التي ستقدّمها فرنسا إلى لبنان مردودة، فسلاحنا أسيرٌ موجودٌ في السجون الفرنسية». أما الطائرة التي ستقلّ السفير الفرنسي الجديد الذي سيحلّ محلّ السفير الحالي باتريس باولي فـ «عليها أن تحمل على متنها المناضل عبد الله». وعلى الرغم من سلمية التحرك المرتقب، إلا أن المطالبة بخطوات عملية بعيدة عن الشعارات الرنانة والخطوات غير العملية أخذت مساحةً من المشهد. وهناك، أمام القوى الأمنية، وقف عددٌ من المعتصمين للمطالبة بخطف أحد الديبلوماسيين أو الرعايا الفرنسيين «فهذا هو الحلّ الوحيد كي يعود إلينا عبد الله، فنحن لا دولة لدينا كي تطالب بحقوقنا».

الأكثر قراءة