بشير صفير - الاخبار
افتقد الجمهور اللبناني إطلالات الفنان زياد الرحباني الموسيقية الحيّة لأكثر من سنتَين كاملتَين، بين خريفَي 2010 و2012.حالته الصحّية السيئة لعبت دوراً أساسياً في ذلك خلال النصف الثاني من تلك الفترة الزمنية، بعد السفر الذي كان وراء غياب الرحباني في النصف الأول منها. لكن، ما حدث مطلع تلك المرحلة خفّف من وطأة انحسار فسحة الأمل بالنسبة إلى من يرون في موسيقى زياد ترياقاً نادراً في مجتمعٍ مسموم.
نقصد طبعاً صدور ألبوم فيروز/ زياد «إيه في أمل» الذي شكّل جرعةً استثنائية بقوتها، أحيَت النفوس وأفرحت القلوب. لكن منذ 20 كانون الأول (ديسمبر) لغاية اليوم، عوّض الرحباني هذا الغياب وأكثر. لا نبالغ إن قلنا إن عدد إطلالاته الموسيقية تخطّى الخمسين وربما أكثر بكثير. وفي نهاية السنة الماضية، جاء قرار السفر. لكن، كان لا بد من إنجاز بعض الترتيبات التي فرضت أكثر من تأجيلٍ على الموعد النهائي للمغادرة. هكذا باتت يوميات زياد تتوزّع بين «حزم الأمتعة» ووضع خطط العمل للمشاريع المقبلة التي ينوي إنجازها بين لبنان وألمانيا. وفي الليل، وبدلاً من الترفيه أو السهر في إطار ضيّق، فضّل إحياء مزيدٍ من الأمسيات التي كان لنادي الجاز الأعرق في بيروت، الـ«بلو نوت» الحصة الأكبر منها.الأسبوع الماضي، أحيا مع فرقته أمسيتَين في حانة صغيرة في جبيل اسمها Clover تقع ضمن مجمّع Publicity الذي كان زياد قد قدّم في باحته الخارجية حفلة وحيدة خلال الصيف الماضي. في هاتين الليلتَين، كان الطقس رديئاً، والرياح العاتية كادت أن تقتلع القسم المسيّج بشوادر من النايلون في تلك الحانة. رغم ذلك، احتشد العشرات، مُضَحّين ببعض الدفء ومتحمّلين الركون غير المريح إلى طاولات حُشِرَ بعضها ببعض، للاستماع إلى برنامجٍ موسيقي غنائي أنساهم الداخل والخارج. هنا نودّ الإشارة إلى أن برامج حفلات زياد (أو غيره من الموسيقيين الجدّيين) تقارب العشرين مقطوعة وأغنية في الليلة. وهكذا كانت الحال في أمسيتَيه الأخيرتين، مع فارقٍ له دلالته المهنية والفنية والضميرية: قدّم زياد والفرقة برنامجاً غنياً في الليلة الأولى (تولّت الغناء فيه لارا راين)، وفي الثانية قدّموا برنامجاً مختلفاً بنسبة 90 في المئة (حلّت تينا يمّوت محل لارا)! لنقل إن الحدث أتى بمثابة أمسية واحدة ببرنامجٍ ضخم مدته أربع ساعات، لذا تمّ تنفيذه على ليلتَين. هذا سلوك نادر جداً في الأداء الحي ويتطلّب جدّية وتفانياً في العمل… لكن سلبيته الوحيدة هي الخسارة التي يتعرّض لها من اكتفى بحضور إحدى الليلتَين! بالمناسبة، وضع زياد عنواناً للإطلالتين الأخيرتين هو: «… ممنوع التصوير». غداً، يحلّ ضيفاً على الـZinc (السوديكو)، الحانة البيروتية العريقة نسبياً، لإحياء أمسية وحيدة تحمل العنوان الآنف الذكر ذاته. وللمناسبة كتب شرحاً مختصراً لـ«… ممنوع التصوير»، ستلقيه الفنانة ليال ضو في مستهل البرنامج. ليال ستتولى أيضاً قراءة بعض النصوص والاسكتشات، التي تشكل فواصل قصيرة في البرنامج الذي يتألّف من أعمال زياد الخاصة وكلاسيكيات الفانك والجاز والبوب والسول والبوسا نوفا. يشارك في الأمسية، إلى جانب زياد (كيبوردز)، آيبريل سنترون (درامز)، خالد عمران (باص)، عادل منقارة (غيتار)، دارين شحادة (كيبوردز)، مارتين لوياتو (ترومبت)، والياس المعلّم (باريتون وتينور ساكس)… أما الغناء فتتولاه لارا راين وسيما إتيِّم.
* حفلة زياد الرحباني غداً في الـZinc (السوديكو) ـ للاستعلام: 03/954089