خيم الطلاب تحتل الأميركية

خيم الطلاب تحتل الأميركية
02 Apr
2014

فاطمة بزي - السفير 01/04/2014يبدو أن رئيس الجامعة الأميركية الحالي بيتر دورمان نسي مقولة المؤسس دانيال بليس: "هذه الجامعة لكل الناس من مختلف الطبقات..". استرسل الرئيس وإدارته في رفع الأقساط. أما الطلاب فقد قرأوا المقولة جيداً وحفظوها. يعلمون أنهم سيدفعون مبلغاً كبيراً مقابل التعليم. لا بأس، طالما أنهم احتسبوا التكاليف مع الأهل. كما أن كثرا من طلاب الجامعة يعملون فيها أو خارجها. تفكر الشابة أنها ستسأل عن المساعدات والمنح التي تقدمها الجامعة. تفضل اعتماد برنامج العمل والدراسة الذي تتيحه الجامعة بالإضافة إلى برامج أخرى. ترددت كثيراً قبل الإقدام على الخطوة. تكاليف الدراسات العليا تبدأ بعشرين ألف دولار. لا يغطي المبلغ اشتراك المكتبة أو الإقامة في الجامعة (إذا تطلب الأمر) أو الضمان الصحي. لا بد أن تعلم أيضاً أن المبلغ سيرتفع تدريجياً. فالجامعة لا تكفّ عن زيادة الأقساط كل سنة. بالإضافة لاعتمادها نظام دفع "١٥ رصيداً"، أي معدل الوحدات التي يسجلها الطالب للفصل الواحد. تطلع على لائحة سائر الأسعار: الوحدة الدراسية لطالب الهندسة تساوي ٨٠٠ دولار. قبل أيام، "بشّرتها" صديقتها بالحصول على وظيفة جديدة، تتقاضى منها كحد أقصى راتب ٨٠٠ ألف ليرة لبنانية فقط. تستفسر من الإدارة عن تفاصيل أكثر في ما يتعلق بالاختصاص الذي تنوي دراسته. تشعر بالإحباط بينما يسترسل الموظف في احتساب الزيادات على الأقساط. خرجت من المكتب. طلب منها والدها أن لا تقلق بسبب القسط. سيسعى بكل الطرق لتكمل دراستها كما تطمح. لم يستثنِ احتمالات عديدة، منها: الحصول على قرض من البنك، رهن منزل القرية أو حتى بيعه. اندمجت في زحمة الطلاب. يتحدث الجميع هنا عن ارتفاع الأقساط. يناقشون الخطوات التصعيدية إن لم تستجب الإدارة لمطالبهم، بعد التحركات الاحتجاجية في الأسابيع الماضية. اليوم، يقيمون مخيماً لمدة ثلاثة أيام أمام الـ"كولدج هول"، يبدأ في الثالثة من بعد الظهر. وبناءً على استجابة الإدارة لمطالب المعتصمين، ستحدد الإجراءات اللاحقة. يسأل بعض الطلاب عن المحال التي تباع فيه الخيم الكشفية. يقدم آخرون احتمالات كثيرة، فيما الأفضلية للمحل الأقل تكلفة. يظهر بعض الطلاب حماسة خجولة على صفحة الـ"فايسبوك"، فيما يعترض آخرون على التحرك لأسباب عديدة، منها احتمال فقدان التحرك لسلميته. برأي أحدهم، سيمنع حراس الأمن الطلاب المعتصمين من المبيت في حرم الجامعة. وسيؤدي ذلك إلى تصادم بين الطلاب ورجال الأمن. لا ينفي المنظمون الإحباط الذي أصاب الطلاب. قلل ذلك من عدد المشاركين في الاعتصام. كذلك، شكل عامل المبيت عائقاً أمام مشاركة قسم منهم. لم تثن قلة الحشد القيّمين على التحرك. يؤكدون على رمزيته والمطالب التي لن يرضوا إلا بتحقيقها. أولا: إيقاف الزيادة على الأقساط. ثانياً: مشاركة الحكومة الطلابية باتخاذ القرارات المتعلقة بمصالح الطلاب. ثالثاً: كل طالب جديد يدخل إلى الجامعة من حقه معرفة المدفوعات المستحقة عليه للاختصاص بكامله (الليسانس، ماجيستير، دكتوراه) وليس لفصل دراسي واحد. رابعاً: الشفافية من خلال وثيقة توضح نفقات الجامعة. اجتماعات الطلاب برئيس الجامعة بيتر دورمان ومجلس الأمناء لم تفض إلى شيء. بتّ القرار وتأجل لشهر أيار، أي في موعد الامتحانات. "لعبوها وسخة"، يعلق أحد الطلبة. لن يستطيع الطلاب حينها الاحتجاج لانشغالهم بالدراسة. في المقابل، دعم الأساتذة مطالب تلامذتهم وأيدّوها. كتبوا توصية للرئيس وضحوا فيها عدم وجود مبرر لارتفاع الأقساط. أدى ذلك لحدوث أزمة ثقة بين الطرفين. يهدف الطلاب إلى معرفة أين تصرف أقساطهم. خدمات الجامعة لا تتحسن. وإذا ما أرادت الجامعة تحصيل أموال إضافية، فعليها ألا تستهدف الطالب وأقساطه أولاً. السيد دورمان مثلا، يقبض شهرياً ما يوازي كلفة دراسة طالب لشهادتي الدبلوم والماجستير في الجامعة إياها، تزيد عليها بضعة آلاف من الدولارات كمصروف للجيب والكتب.

الأكثر قراءة