السفير
استشهد ثلاثة شبان فلسطينيين، أمس الأول، في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، أحدهم من «كتائب القسام» وآخر من «سرايا القدس» وثالث من «كتائب شهداء الأقصى»، في مشهد اعتبره الفلسطينيون أداة من أدوات الضغط على السلطة الفلسطينية لتقديم تنازلات في ملف المفاوضات، فيما اعتبرت إسرائيل أن ما قامت به كان يهدف لوقف «قنبلة موقوتة». وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، من أن إسرائيل ستردّ على أي «ضربة». وكانت «كتائب القسام» و«سرايا القدس» و«كتائب الأقصى» قالت في بيان مشترك، أمس الأول، إنّ «المقاومة في الضفة المحتلة ستخرج للمحتل من حيث لا يحتسب». وأضاف البيان أن «الأجهزة الأمنية للسلطة تتحمّل المسؤولية عن هذه الجريمة جنباً الى جنب مع الاحتلال اذ ان الشهداء كانوا ملاحقين من جانب السلطة منذ فترة طويلة وحاولت اعتقالهم في الآونة الأخيرة»، مؤكداً أنّ «شعبنا لن يغفر لهذه الأجهزة جريمة التنسيق مع المحتلّ على حساب دماء خيرة أبنائه المقاومين». وفي ساعات الفجر من يوم أمس الأول، داهمت قوات إسرائيلية مخيم جنين واستهدفت منزلاً كان يتواجد فيه حمزة أبو الهيجا (21 عاماً)، وهو من كوادر حركة حماس في المخيم وعضو كتائب «عز الدين القسام». لحظات حتى وقع إطلاق نار كثيف تلاه سقوط حمزة شهيداً، ومن ثم رفيقيه محمد جبارين، والناشط في حركة الجهاد الإسلامي محمود أبو زينة (19 عاماً)، وسط تناقض الروايات حول حقيقة ما حصل. مصادر من مخيم جنين قالت لـ«السفير» إن ابو الهيجا «تم إعدامه بشكل مباشر حيث أطلقت النار أولاً على قدميه حين حاول الهرب من قوات الاحتلال، ثم اقترب منه الجنود وأطلقوا النار على رأسه، فيما الشابان الآخران قتلا خلال محاولات انتشال جثمان الشهيد، حيث أصيب أيضاً ١٥ آخرون». من جهته، قال النائب عن حركة فتح وهو من سكان المخيم جمال حويل، في حديث إلى «السفير»، إنّ اشتباكاً وقع بين ابو الهيجا وقوات الاحتلال استمرّ خمس ساعات قبل أن يتم قتله. وأضاف «كان بمقدورهم اعتقاله في كل الظروف، لكنهم يستفزون المخيم بقتله». وعملياً، فإنّ مخيم جنين مستهدَفٌ منذ فترة طويلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وفي هذا الصدد، أوضح حويل أنّ الاحتلال يريد إيصال رسائل ترهيب عديدة لسكان المخيم المعروف بتخريجه لقيادات في المقاومة الفلسطينية، مشيراً إلى أن ذلك لن يجدي نفعاً مع سكانه. وأكد حويل أنّ إسرائيل، وفي أكثر من مرة، قتلت شبان المخيم برغم أنه كان لديها الإمكانيات لاعتقالهم، لكنها تستهلّ قتل الفلسطينيين، وتريد من قتلهم أن ترعب أبناء الشعب الفلسطيني. كما هي توجّه رسالة، وفقاً لحويل، إلى القيادة الفلسطينية في ظل المفاوضات المتعثرة «وتريد أن تضغط عليها» بالقول إنّ «العنف هو البديل لعدم التقدم في ملف التفاوض».