رحيل «أبو عرب».. شاعر الثورة

رحيل «أبو عرب».. شاعر الثورة
03 Mar
2014

 

أمجد سمحان - السفير

رحل أبو عرب، شاعر الثورة، الذي خلد الحاناً رددها الفلسطينيون على مدار سنوات، وهم اليوم أحوج ما يكونون إليها ليعود بهم الزمان إلى حيث كانت المقاومة عنوان المرحلة، ووسيلة الخلاص. وأعلنت السلطة الفلسطينية في رام الله رسمياً، أمس، رحيل الشاعر إبراهيم محمد صالح «أبو عرب»، عن عمر يناهز ٨٣ عاماً، بعد صراع مع المرض. وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية ايهاب بسيسو إن «الشعب الفلسطيني فقد رمزاً من رموزه، وعنواناً من عناوين النضال، وعناوين الفن، والإصرار على الحقوق وتحقيق حلم شعبنا بقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس». وقال أيهم مطر، حفيد شاعر الثورة، لوكالة «معاً»، إن أبو عرب توفي مساء امس في حمص في سوريا، مكان إقامته الحالي، بعد صراع طويل مع المرض. وأوضح ان الترتيبات جارية لمراسم دفنه، لافتاً انه بسبب صعوبة الاوضاع قد يتم دفنه في حمص. «هدّي يا بحر» هي واحدة من اشهر الاغاني التي يرددها الفلسطينيون حين ينظرون إلى مسيرة «ابو عرب» الذي سيوارى جثمانه في الثرى اليوم، ليطوي معه قصة كفاح طويلة تداولها على مدار حياته الفنية التي جسد فيها الفن المقاوم، وشحنه في أكثر من ٣٠٠ أغنية منذ بدأ مسيرته الفنية في سبعينيات القرن الماضي. لماذا «هدّي يا بحر»؟ يقول أحد المغردين الفلسطينيين على صفحات التواصل الاجتماعي «لأنها تكرس حق العودة وتذكر الفلسطينيين بأن الغيبة طولت لكنها قادمة مع السلام الذي أطلقه أبو عرب لحيفا ويافا وعكا وصفد والرملة حين قال: ودّي سلامي ودّي للأرض اللي ربتنا». ولد أبو عرب بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» في العام 1931 في قرية الشجرة المهجرة في الجليل، والواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي الناصرة وطبرية، وهي قرية رسام الكاريكاتير الشهيد ناجي العلي. وبعد تهجير قرية الشجرة لجأ إلى كفر كنا، لينزح بعدها إلى عرابة البطوف، التي مكث فيها مدة شهرين، وتوجه بعدها إلى لبنان، ثم إلى سوريا. ويُروى ان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله حرص على استقباله في احدى زياراته الى بيروت قبل حرب تموز، بعد مهرجان للحزب في الضاحية الجنوبية. وأصبح أبو عرب مسؤولاً عن الغناء الشعبي في إذاعة «صوت فلسطين»، وأسس في العام 1980 فرقته الأولى التي عرفت باسم «فرقة فلسطين للتراث الشعبي»، إلى أن غير اسمها إلى «فرقة ناجي العلي» بعد استشهاد رسام الكاريكاتير الفلسطيني، وهو احد أقارب الراحل أبو عرب. عاد أبو عرب مع فرقته إلى فلسطين عبر مهرجانات احيتها السلطة الفلسطينية، وذلك بعد غياب ٦٤ عاماً عن الوطن. وفي احدى الليالي التي احياها اجهش الرجل بالبكاء «متألماً على حال شعبنا» كما قال، ومعرباً عن حزنه للوضع الذي وصلت إليه الحالة الفلسطينية بسبب الانقسام وتراجع اهميتها على المستوى العربي. وتناقلت شبكات التواصل الاجتماعي رحيل أبو عرب بعبارات كثيرة منها «الفنان الثائر في ذمة الله، وعزاؤنا بأنه حي في ثورتنا»، فيما ترددت عبارات أخرى منها «راجع ع بلادي.. راجع ع بلادي.. ع الارض الخضرة راجع ع بلادي.. توفي الثائر وما رجع». استشهد والد ابو عرب خلال نكبة العام 1948، فيما استشهد ولده في العام 1982 خلال اجتياح الجيش الإسرائيلي لبنان. وشهد في طفولته انطلاقة الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ضد الاحتلال البريطاني والاستيطان. ألّف ولحّن وغنى كثيراً من الأغاني الوطنية، ومن أشهرها: ــ من سجن عكا ــ العيد ــ الشهيد ــ دلعونا ــ يا بلادي ــ يا موج البحر ــ هدّي يا بحر هدّي ــ يا ظريف الطول زور بلادنا

 

الأكثر قراءة