LAU تمارس القمع

أقدمت إدارة الجامعة اللبنانية الأميركية على سحب البطاقات الجامعية من 4 طلاب ناشطين فيها. السبب حثّهم بقية الطلاب على المشاركة في التحرّكات الرامية إلى إسقاط قرار رفع الأقساط. هذا الإجراء القمعي، بحسب وصف الطلاب، لن يمرّ اليوم من دون تصعيد قبل أن يمتد إلى جامعات أخرى

حسين مهدي

لم ينته الإضراب التحذيري، الذي دعا إليه البارحة طلاب الجامعة اللبنانية الأميركية في مجمّع بيروت بسلام. فاللقاء الذي عقده رئيس الجامعة مع الطلاب نهار الجمعة لم يكن الرد الحقيقي على التحرّك ضد زيادة الاقساط؛ إذ نزعت إدارة الجامعة البطاقات الجامعية من 4 طلاب، من بينهم رئيس الهيئة الطلابية حسن حرب، بتهمة الدخول إلى الصفوف والتحريض على الإضراب، كذلك مُنعوا من الدخول إلى الحرم الجامعي وأُحيلوا على المجلس التأديبي.

وكان الطلاب قد نظّموا عريضة ضدد زيادة الأقساط، وقّعها نحو 4500 طالب، أي ما يزيد على نصف عدد الطلاب في الجامعة، وهو ما عدّته إدارة الجامعة تهديداً لها، فسارعت إلى محاولة قمع هذه الحركة الاحتجاجية النادرة. وكانت إدارة الجامعة قد حاولت امتصاص غضب الطلاب من زيادة الأقساط بمعدّل وسطي يبلغ 7%، وعقدت لقاءً معهم يوم الجمعة، إلا أن النتائج لم تكن «إيجابية»؛ إذ أبلغهم جوزيف جبرا، رئيس الجامعة، أن الإدارة غير مستعدة للتراجع عن قرارها، مبرراً هذه الخطوة بالحاجة إلى الإنفاق على إعادة تأهيل المباني وتجهيز بعض الكليات وإنشاء مختبرات في الطب والهندسة، فضلاً عن رفع قيمة المساعدات المالية التي وصلت إلى 19 مليون دولار سنوياً. هذه المبررات لم تقنع الطلاب، الذين رأوا أنهم غير مضطرين لتمويل تحسين المباني وتجهيزها من جيوبهم. بل إن أحد الطلاب توجّه إلى رئيس الجامعة في اللقاء المذكور بسؤال عن سبب إنشاء مبنى للجامعة في وسط بيروت لإنعاش «سوليدير»، وفي نيويورك! إلا أن جبرا أصرّ على أن الكلفة لم تموّل من هذه الزيادة، بل من خلال هبات ومساعدات قدّمت للجامعة، وهذا ما أثار حفيظة العديد من الطلاب الذين استغربوا كيف أن إدارة الجامعة لم توظّف هذه الهبات والمساعدات في مجمعي جبيل وبيروت تجنباً لرفع الأقساط. لكن أكثر ما أثار الطلاب في اللقاء المذكور، هو انسحاب رئيس الجامعة من اللقاء وإعلان نهايته، وذلك بعدما قامت ناشطة في الحركة الطلابية البديلة في الجامعة بالدعوة عفوياً إلى الإضراب نهار الاثنين، لتعلو بعدها هتافات التأييد تعبيراً عن عدم اقتناع الحاضرين بالتبريرات المقدّمة. بالفعل، نفّذ نحو 300 طالب اعتصاماً ظهر أمس عند المدخل الفوقي للجامعة، رافعين شعار «لن ندفع»، وكرروا مطالبة إدارة الجامعة بالتراجع فوراً عن قرار رفع الأقساط. إلا أن إدارة الجامعة لم ترفض هذا المطلب فقط، بل رفضت الاستجابة للمطالب الأخرى التي رفعها الطلاب، والمتعلقة باعتماد الشفافية في موازنة الجامعة وسياساتها العامة وإعادة النظر في المعايير التي تخص المنح الدراسية بعد تدني عددها في الأعوام الأخيرة، إضافة إلى تفعيل برامج فرص العمل وتطويرها لكي يستفيد العدد الأكبر من الطلاب منها، وخصوصاً أنهم يضطرون إلى العمل خارج الجامعة من أجل دفع الأقساط. عند هذا الحد كان الصراع بين ادارة الجامعة وطلابها متوقعاً، إلا أن تطوراً خطيراً حصل عندما أقدمت إدارة الجامعة إلى استخدام أساليب القمع لوأد الحركة الاحتجاجية، فسارعت إلى فصل أربعة طلاب ناشطين في هذه الحركة. وقد عمد عميد الطلاب رائد محسن إلى تبرير هذا الإجراء الخطير بأن الطلاب المستهدفين خرقوا القوانين ودخلوا إلى الصفوف لدعوة الطلاب إلى التوقف عن الدروس المقررة والانضمام إلى الاعتصام. وقال: «بعد أن طلبنا منهم مسبقاً عدم القيام بذلك، أصروا على مخالفة طلبنا». ورأى محسن «أنه غير مسموح لأحد عرقلة عمل الصفوف». قرار إدارة الجامعة قضى بإحالة الطلاب المفصولين على المجلس التأديبي، وهو يتألف من عميدي الطلاب ونائبي الرئيس في كل من بيروت وجبيل، بالإضافة إلى ممثل من الهيئة الطلابية. المجلس سيجتمع هذا الأسبوع لاتخاذ الإجراء المناسب بحق الطلاب الأربعة. وقد شدد محسن في اتصال مع «الأخبار» على أنه مع حق الطلاب الكامل في الاحتجاج، «ونحن سنعاونهم بصفتنا عمداء للطلاب، لكن على الجميع التزام القوانين المعمول بها داخل الجامعة». يقول علي جمول، عضو في الحركة الطلابية البديلة، إن «إدارة الجامعة ضربت عُرض الحائط بآراء 4500 طالب من أصل 8000»، مشيراً إلى أن ما حصل اليوم هو انتهاك لحرية الرأي والتعبير، ولجميع القيم الديموقراطية التي تدعيها الجامعة، وخصوصاً أن الجامعة طردت رئيس الهيئة الطلابية المنتخب ديموقراطياً من قبل الطلاب، دون أي وجه حق. وأعلن جمول أنهم كطلاب بصدد التحضير لخطوات تصعيدية في الأيام المقبلة. من جهته، رأى الطالب الممنوع حالياً من دخول الحرم الجامعي، حسن حرب، أنه لم يقم إلا بتطبيق ما علّمته إياه الجامعة اللبنانية الأميركية في مجال المطالبة بالحقوق الأساسية لكل طالب أو مواطن، أما الطرد «غير المحق»، فوضعه حرب في خانة ضرب الحركة الاحتجاجية التي تشكلت. قضية طرد الطلاب الأربعة تفاعلت بسرعة، وقد أعلنت النوادي الطلابية العلمانية في كل من الجامعة الأميركية واليسوعية واللبنانية استنكارها لطرد الطلاب، ودعمها لمطالبهم، وأصدر قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي بياناً عدّ فيه سحب البطاقات الجامعية من الطلاب الأربعة عملاً ميليشياوياً يتعدى كونه إجراء تأديبياً، ودعا القطاع طلاب اللبنانية الأميركية إلى مواصلة إضرابهم والتصعيد بكل الوسائل المتاحة التي تسمح بها القوانين. قضية رفع الأقساط أخذت بعداً جديداً ، وأصبحت المعركة مضاعفة، واليوم يستعد طلاب مجمّع جبيل لمقاطعة الدروس والاعتصام من الساعة الثانية عشرة. أما في بيروت، فلن يمرّ اليوم دون أن يكون هنالك حركة احتجاجية على طرد الطلاب، بحسب ما أفاد العديد من منظمي الحراك.

مجتمع واقتصاد

آخر تعديل على Tuesday, 08 October 2013 12:52

الأكثر قراءة