شربل لـ«السفير»: سأطالب بلجنة وزارية لمتابعة القضية مع فرنسا

لينا فخر الدين

من الساعة الثانية عشرة، موعد انطلاق الاعتصام الذي نفّذته «الحملة الدولية لإطلاق سراح المناضل جورج ابراهيم عبدالله» والأحزاب اليسارية، أمس، أمام السفارة الفرنسية، وحتى الساعة الثالثة، عندما قامت القوى الأمنية بفتح الطريق المؤدية إلى السوديكو، لم «يرف» للمعتصمين جفن، حتى أن مطر السماء لم يعق تحرّكهم. لا لحظة هدوء واحدة والكلّ بصوت واحد «الحرية لجورج عبد الله»... إلى أن أطلّ صوت «صاحب القضية» بنفسه عبر مكبرات الصوت مباشرةً من فرنسا، فسكت الجميع بانتظار ما سيقوله.

لم يكن يملك المناضل الذي يقف خلف «القضبان الباريسية» تأكيداً أنه سيعود قريباً إلى لبنان، لكنه اكتفى بضرب موعد مع الحرية، مشدداً من جديد وبالشجاعة عينها «أنني لن أتزحزح عن موقفي ولن أعتذر». كلمة جورج كان لها وقعها عند المعتصمين، الذين دعا إياهم إلى «الثبات على موقفكم وعدم التراجع»، مهاجماً «اللاعدالة الفرنسية» التي تزج به بالسجن.

وبعد إنهاء عبد الله لكلمته، قام المعتصمون برشق السفارة بالبيض والبندورة والليمون، دون أن يتضرّر أحد من عاملي السفارة الذين كانوا في إجازتهم الأسبوعية. وحاول بعض الغاضبين الاقتراب من السفارة، غير أن الحواجز الحديدية وعناصر قوى الأمن الداخلي كانت كفيلة بإبعادهم عن المقر.

تحرك الأمس لم يكن ولن يكون الأخير، فـ«الحملة الدولية» مستعدة لـ«خنق أنفاس» المصالح الفرنسية، تماماً كـ«السجان الفرنسي» الذي ما زال يقبض على حرية عبدالله، بالرغم من قرار القضاء الذي أفرج عنه بشرط ترحيله. وأكد رئيس الحملة حسن صبرا الاستمرار بالتحرك، محذراً من أن «كل المصالح الفرنسية ومن ضمنها الاقتصادية ستكون محطة للاستهداف».

وأشار شقيق جورج، جوزف عبد الله الى أن «الحملة ارتأت أن تنظم نشاطات فرعية في المناطق خلال الأسبوع على أن تنظم نشاطاً مركزياً في نهاية كلّ أسبوع»، لافتاً الإنتباه إلى أن «النشاط المركزي المقبل سيكون في 28 الجاري، موعد جلسة ترحيله».

وينظر جوزف بكثير من الرضى والفخر إلى القوى الأمنية اللبنانية، إذ قال لـ«السفير»: نحن نأبى أن نتعرض لعناصرها «لأنها قوى ديموقراطية، بعكس القوى الأمنية في فرنسا التي تدعي الديموقراطية في حين أنها ألقت القبض على 40 شخصاً وأصابت 16 آخرين واعتقلت واحداً من الذين اعتصموا الأسبوع الماضي أمام وزارة الداخلية الفرنسية للمطالبة بالإفراج عن عبد الله».

ولكن التطوّر اللافت خلال الإعتصام كان تلقي جوزف عبد الله اتصالاً هاتفياً من وزير الداخلية مروان شربل، طالباً أن يجتمع مع «الحملة الدولية» اليوم عند الساعة الثانية في مقر «وزارة الداخلية». ويؤكد جوزف أن «لا علم لـ«الحملة» بما سيقوله شربل خلال الاجتماع، ولكننا سنذهب غداً (اليوم) لمعرفة ما سيحمله هذا اللقاء».

أما وزير الداخلية مروان شربل، فشدّد على أن الاجتماع هدفه «تهدئة الوضع»، وأشار إلى أن «هناك العديد من النقاط التي سنعرضها مع «الحملة الدولية». وقال لـ«السفير»: «أول نقطة سأؤكد لهم أن التعدي على السفارة الفرنسية خط أحمر بالنسبة لنا، والنقطة الثانية سنحاول إيصال صوتهم إلى الدولة الفرنسية بشكل حضاري، فمن المفترض أن يتمّ إطلاق سراح عبد الله بعد 28 عاماً من الاعتقال».

وعما إذا كانت الدولة بصدد إنشاء «لجنة وزارية تتابع موضوع عبدالله في فرنسا»، لفت شربل الانتباه إلى أن «الموضوع بحاجة إلى موافقة مجلس الوزراء»، وأضاف: «أنا سأحاول أن أعرض هذا الاقتراح على الحكومة بغية الموافقة عليه، وإنشاء لجنة مؤلفة مبدئياً من وزراء العدل والخارجية والداخليّة، إضافةً إلى مختصين».

... وتحركات في الشمال والجنوب

وفي إطار التحركات في المناطق، «حبس» المتضامنون مع المناضل عبدالله أمس الأول، أفراد قوة الاحتياط الفرنسية العاملة ضمن «اليونيفيل» اكثر من ساعتين داخل مقريهم الرئيسيين في بلدة برج قلاويه ـ صور (حسين سعد)، بعدما طوق المعتصمون الذين لبوا دعوة «الحملة الدولية» واصدقاء المناضل عبدالله في صور وبنت جبيل و«اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني»، البوابتين المؤديتين إلى الموقعين، اللذين تمت حراستهما بشكل كبير من عناصر الجيش اللبناني، الذي اتخذ اجراءات مشددة في المنطقة.

وخلال الاعتصام، قام احد المشاركين فيه بتسلق الجدار الخارجي لمقر القوة الفرنسية واجتياز الاسلاك الشائكة، وكتابة شعار الحرية لجورج عبدالله بالفرنسية، وعلى الفور استنفر عناصر الجيش المولجون بالحماية وانزلوا الشاب، الذي تبعه شبان آخرون.

وتلا أحد المعتصمين رسالة باللغة الفرنسية عبر مكبر الصوت، ناشد فيها القوات الفرنسية العاملة في «اليونيفيل»، مساعدة المعتصمين ونقل صوتهم إلى فرنسا لأجل الإفراج عن المعتقل عبدالله.

وأعلن جوزيف عبدالله «استمرار التحركات لنعبر عن سخطنا على أي موقع كان تابع للدولة الفرنسية، سواء كان عسكريا او سياسيا او اجتماعيا وعلى كافة الاراضي اللبنانية».

وشدّد حسن رمضان باسم «اصدقاء عبدالله» على «بذل كل ما يلزم للوصول الى هذه الحرية، المجبولة بتسعة وعشرين عاما من النضال خلف القضبان».

ومن الجنوب إلى عكار («السفير»)، تجمع المعتصمون الذين حملوا صور جورج، واللافتات المطالبة باطلاق سراحه فورا في حلبا.

وبعد كلمة لمحمود سليمان دان فيها «الموقف السياسي الفرنسي التابع للسياسة الأميركية – الصهيونية»، لفت شقيق جورج روبير عبد الله الإنتباه إلى أن «لافتات استقبال جورج، والاحتفاء بعودته لا تزال مرفوعة في مختلف الساحات في لبنان، وذلك لأننا نعيش واقع أن جورج أصبح محررا من الناحية القانونية لكن على ما يبدو أن الادارة الأميركية قد تدنت الى مستوى العصابات، ونحن لن نستكين حتى تغيير الواقع القائم».

الأكثر قراءة