عثمان تزغارت
باريس | إثر القرار القضائي الذي صدر أول من امس بالإفراج عن عميد السجناء السياسيين العرب في فرنسا، جورج إبراهيم عبد الله، أكد الأخير أنه بدأ يجهز نفسه للعودة إلى بيروت. وقال المحامي جاك فيرجيس، الذي تولى الدفاع عن عبد الله، إن «الملتحي الثوري الشهير ما يزال صلباً في مواقفه، كما عهدته دوماً. وقد فال لي، فور إبلاغه بقرار الإفراج، انه سعيد لأن القرار لم يكن مشروطا بأي إملاءات سياسية». وقال فيرجيس إن «قرار الإفراج عن عبد الله تأخر 8 سنوات كاملة، بسبب إصرار القضاء الفرنسي، تحت الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، على ان يعتذر جورج ويعبر عن ندمه على نشاطاته الثورية والفدائية». وتابع: «رفضنا هذا الابتزاز السياسي، على مدى سنوات، رغم ان الضريبة كانت غالية، وذلك لأننا لا نقبل بأن نركع أو أن ننزل بنطلوناتنا تحت ضغوط الاعداء. فأنا، مثلا، قتلت جنوداً ألمان يوم كنت مقاتلا في صفوف المقاومة الفرنسية ضد النازية. فهل يجب ان اطلب الصفح من عائلاتهم؟ ان عبد الله ثوري وفدائي، وليس إرهابياً كما تريد وصفه الدعاية المعادية. وموقفه لم يتغير، فهو يقول اليوم كما كان يقول في السابق انه يريد العودة إلى بلده لبنان ليعود إلى مهنته الأصلية كمدرس. ولكن إذا عاود الجيش الإسرائيلي اعتداءاته على لبنان، فأنه سيضم مجددا إلى صفوف المقاومة، وهذا موقف مبدئي بالنسبة له، وليس قابلا المساومة».
من جهته، سعى عبد الله عبد الله، الناشط اليساري في جمعية «الإنقاذ الأحمر» في فرنسا، وأحد مؤسسي اللجنة الدولية لمساندة جورج عبد الله، لرصد انطباعات ومشاعر «الملتحي الثوري الاشهر»، بعد قرار الإفراح عنه، ونقل اليه، في مكالمة هاتفية ظهر امس، أسئلة «الأخبار» بخصوص موقفه من قرار الإفراج. وقال جورج عبد الله: «اعتبر هذا القرار إيجابيا، رغم أنه جاء متأخرا كثيرا. وانا سعيد بحالة الابتهاج التي رافقت القرار، ولا افكر حاليا سوى بالعودة سريعا إلى لبنان بمجرد ان يصدر قرار أبعادي من فرنسا». وعند سؤاله كيف يقضي وقته في السجن، منذ إبلاغه بقرار الإفراج عنه، قال جورج عبد الله: «أقضي وقتي في تنظيف الزنزانة وترتيبها، وأعد اغراضي وأقوم بحزمها وتجميعها، وترتيب اجراءات إخراجها من السجن وشحنها إلى لبنان، وبالأخص الكتب التي تجمعت لدي المئات منها على مدى سنوات سجني الطويلة. وأقوم حاليا بفرزها، لأنقل منها إلى لبنان ما لا يمكن ان استغني عنه، بينما سأهدي الباقي إلى رفاقي وأصدقائي هنا في فرنسا».
السبت ١٢ كانون الثاني ٢٠١٣