مطلع الأسبوع المقبل، سيصل الأسير جورج ابراهيم عبد الله إلى بيروت. حتى اليوم، لم تقرر الدولة اللبنانية شكل الاستقبال الذي سيُقام له في المطار. وبعيداً عن الانقسام السياسي التقليدي، سيعود جورج إلى بلدته القبيات العكارية، «مقاوماً آخر» على عكس ما تمنى الكثيرون
بسام القنطار
يطل الاسير اللبناني جورج عبد الله صباح الاثنين من على شاشة داخل سجن لانميزان في مقاطعة بو جنوب غرب فرنسا، في جلسة يواجه فيها للمرة الاخيرة قضاة محكمة تطبيق الاحكام في باريس باستخدام تقنية «فيديو كونفرانس». ومن المقرر ان يبلغ القاضي القرار النهائي بترحيل عبد الله الى لبنان الصادر عن وزارة الداخلية الفرنسية، قبل ان يسمح لعبد الله بالاستفسار عن آلية الترحيل وتوقيته. ونقلت مصادر دبلوماسية لـ«الاخبار» ان عبد الله سينقل الى القنصلية اللبنانية حيث سيكون بانتظاره القنصل اللبناني غدي خوري الذي سيتولى اصدار «جواز مرور مؤقت» لعبد الله تلصق عليه صورته وذلك بعد اخطار الامن العام اللبناني.
وبحسب جدول رحلات الطيران الى بيروت يوم الاثنين، تقلع اول طائرة لطيران الشرق الاوسط عند الساعة 10.40، كما تقلع الطائرة الثانية عند الساعة 13.40. في حين تقلع طائرة «أيرفرانس» عند الساعة 21.00 بتوقيت باريس. وليس معلوماً بعد الوقت الذي سيقضيه جورج في باريس قبل ان يتمكن من صعود الطائرة.
وقال وزير الخارجية عدنان منصور، في اتصال مع «الأخبار»، انه لا يعرف بعد موعد الطائرة التي ستقل عبد الله، وما اذا كانت لبنانية ام فرنسية. ولم يستبعد جوزيف عبد الله احتمال مغادرة شقيقه جورج المطار الباريسي يوم الثلاثاء صباحاً.
ومن المقرر اليوم ان تجري الحملة الدولية لاطلاق سراح جورج عبد الله اتصالاً بعدد من المعنيين والطلب رسمياً أن تتولى اجراءات استقبال عبد الله في صالة الشرف في مطار بيروت، على ان توجه دعوات الى شخصيات رسمية وحزبية لحضور حفل الاستقبال الذي سيسبقه لقاء سريع مع وسائل الاعلام ولقاء عبد الله بعائلته في صالة جانبية. بعدها سيغادر موكب الاسير المحرر الى بلدته القبيات حيث سيتم تنظيم استقبالات شعبية على طريق المطار تشارك فيها قوى واحزاب لبنانية وفلسطينية.
ولم يتضح بعد شكل مشاركة الرئيس نجيب ميقاتي في استقبال عبد الله وما اذا كان سيوفد ممثلاً عنه ام سيحضر شخصياً الى المطار. علماً بأن ميقاتي كان قد طرح قضية عبد الله في زيارتيه الباريسيتين. ومن هادي حبيش الى سيمون ابي رميا، لا يقف التفاعل مع قضية عبد الله عند حدود ١٤ و ٨ آذار. ورغم اتهام الرئيس الاسبق امين الجميل لعائلة عبد الله بالوقوف وراء محاولة اغتيال بشير الجميل، فان ذلك لم يمنعه من المطالبة باطلاق سراحه في تصريح صدر قبل فترة.
ومنذ لحظة اعلان قرار الافراج عن عبد الله بدأت النقاشات تتفاعل حول موقفه السياسي من القضايا اللبنانية والعربية. وتكفي العودة الى رسالة لعبد الله تليت بصوته في مؤتمر نظم في بيروت عام ٢٠١٠ حيث توجه الى الحضور بالقول: «كل منكم يحمل لوناً من ألوان المقاومة، ان اجتمعت وتناغمت كل اطيافها، وهي حكماً بصدد ذلك، تشكل الرد التاريخي على كل مفاعيل الهجمة الأمبريالية الراهنة. صف مرصوص خلف البندقية المقاومة، ومواجهة حازمة لكل متطاول على شرعيتها».
ويضيف عبد الله «صمدت البندقية المقاومة في لبنان، وحررت الارض واعادت السيادة، فماذا كان موقفهم؟ كان وما زال موقفهم تحريضاً وتآمراً على المقاومة ورجال المقاومة، باسم الارض وباسم السيادة، هذا دأبهم وهذه هي طبيعتهم. الرد الطبيعي عليهم يكون بمزيد من تفعيل حركة الجماهير، عبر وضع مطالبها في سلم اولويات المهام النضالية. الرد عليهم يكون بمزيد من التمسك بالبندقية المقاومة والقرار المقاوم. الرد الطبيعي يكون بمزيد من التأكيد على وحدة المصير اللبناني الفلسطيني. فالاستفراد بالشعب الفلسطيني والجماهير الفلسطينية لن يجلب سوى الكوارث للجميع».
هذا بعض من جورج عبد الله العائد الى القبيات والذي لن يكون الا «مقاوماً آخر» على عكس ما تمنى الكثيرون.
السبت ١٢ كانون الثاني ٢٠١٣