نفى مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "صحة التقارير الصحافية التي تحدثت عن تحريك القوات السورية الأسلحة الكيماوية"، مشددا، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "الجمهورية" على أن "المعلومات الاستخبارية التي بحوزة الإدارة الأميركية أكدت أخيراً أن ما حصل ليس إلا تحريكاً تكتيكياً مموّهاً أقدم عليه نظام الاسد في مواجهة المعارضة المسلحة التي تمكنت من تحقيق تقدم ميداني سريع واستراتيجي قرب العاصمة دمشق، وهو رسالة ايضاً إلى المجتمع الدولي لإظهار قدراته التي لا يزال يحتفظ بها، وتمكنه بحسب اعتقاده من قلب الطاولة وتغيير المعادلة الميدانية، فضلاً عن انها رسالة الى تركيا رداً على قرار نشر منظومة الدفاع الصاروخي "الباتريوت" على اراضيها".
وحذر من "الاستهانة بقدرات نظام الأسد التي مكنته حتى الساعة من البقاء والصمود، على رغم كل الانهيارات العسكرية والأمنية والسياسية التي لحقت به على امتداد اكثر من عشرين شهراً منذ اندلاع الثورة"، مشيرا إلى أن "نظام الاسد لم يصل بعد الى نقطة التداعي، إذ كيف يمكن لنظام متداعٍ أن يحرّك المشكلات الامنيّة والسياسية لكل من تركيا والاردن، ويحتفظ حتى الساعة بسطوته الامنية والسياسية في لبنان؟".
وأكد أن "الاساسي في ما يجري هو التخوف من تداعيات ما يجري في سوريا على مشكلات المنطقة التاريخية"، لافتا إلى أن "هناك خوف على مستقبل دول مثل تركيا والعراق والاردن وخصوصاً لبنان، خوف على مستقبل الجماعات العرقية والدينية بدءاً بالأكراد ومستقبل العلويين، وخوف على مستقبل موارنة لبنان والمسيحيين عموماً، فلبنان يشبه القنبلة الموقوتة وهناك قلق جدي على مستقبله"، مشيرا إلى أن "نظام الاسد الذي يقاتل الآن تدعمه وحدات عسكرية تقدر بعشرات الآلاف من الجنود الأكثر تدريباً وتجهيزاً، وقد بات واضحاً أنها وقياداتها في مركب واحد مع الأسد، ولا خيارات متاحة امامها للخروج من هذه المواجهة وهي تعلم تماماً أن لا مكان لها في مستقبل سوريا كائناً من كان الحاكم المقبل، لذلك ستواصل القتال حتى الرمق الاخير".
ورأى أن "أن الكثير مما يجري في مصر هذه الايام سيقرر الى حد بعيد ما يمكن أن يحصل سواء في تونس التي بدأ فيها الصراع مع القوى الإسلامية يأخذ منحىً تصعيدياً هو الآخر أسوة بمصر، او في غيرها من بلدان المنطقة وخصوصاً في سوريا".