خبراء إسرائيليّون: أيّ حرب ستغيّر وضعنا نحو الأسوأ

يحيى دبوق

حذّر خبراء إسرائيليون من أن حزب الله قادر، في أي حرب مقبلة، على تحقيق إنجازات شبيهة بتلك التي حقّقها في حرب 2006. ونبّهوا من أي مواجهة أو حرب مع الحزب، لأن «أي مواجهة ستغيّر وضع إسرائيل نحو الأسوأ». القناة الاولى في التلفزيون العبري استضافت النائب السابق لرئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي الجنرال دان هرئيل، الذي أكّد أن نصر الله أراد، عبر تهديداته الاخيرة، إمرار رسالة ذات اتجاهين الى إسرائيل: التهدئة والردع، «فمن جهة قال إنه لا يملك سلاحاً كيماوياً، لكنه، من جهة ثانية، أكد أن إسرائيل تعلم جيداً قوة حزب الله الجبّارة»، مشيراً الى أن «تهديدات نصر الله موجهة أيضاً الى الاميركيين، إذ أكد أن الايرانيين سيهاجمونهم إذا أقدمت إسرائيل على مهاجمة إيران». ورأى أن ما ورد في رسائل نصر الله الاخيرة تأكيد إضافي على أنه «يلعب لعبة الردع المتقابل، بينه وبين إسرائيل».

ورأى هرئيل أن نصر الله صادق في تأكيده أنه لا يملك سلاحاً كيماوياً، «لكن لا يمكن التصديق بأنه لا يطمح الى امتلاك سلاح كهذا»، مؤكداً أن «من السيّئ جداً، من ناحية إسرائيل، أن يمتلك حزب الله سلاحاً كيماوياً، سواء جاء ذلك بمبادرة من السوريين أنفسهم أو رغماً عنهم».

وعن الحرب المقبلة وقدرات حزب الله العسكرية، أشار هرئيل الى أن «بإمكان نصر الله أن يحقق إنجازات شبيهة بالإنجازات التي تحققت في الأيام الاولى لحرب لبنان الثانية (عام 2006)، إذ بات يملك قدرة عسكرية أكبر بكثير من ذي قبل»، لكنه نبّه الى أن «الجانب الإسرائيلي لم يقف مكتوف الأيدي، لا من جهة الجهد الدفاعي، ولا من جهة الجمع الاستخباري، ولا من جهة الهجوم المنوي تفعيله ضد لبنان، لأن ردّ إسرائيل سيكون مدمراً».

من جهته، رأى مدير مركز الحوار الاستراتيجي في مدينة نتانيا، والباحث في القدرات الصاروخية والدفاعية، رؤوفين بدهتسور، أن ما ورد من مواقف وتهديدات على لسان الأمين العام لحزب الله، لا يشذّ كثيراً عن الكلام المعهود الذي يصدر عنه. ورأى بدهتسور، في حديث إلى القناة العاشرة، أن إسرائيل تعلم، «وإن كان ليس بدقة كاملة»، بأن لدى حزب الله أكثر من خمسين ألف صاروخ، و«تعلم بأن حزب الله قادر على استهداف أي نقطة في إسرائيل، وهذا ما كرره نصر الله في كلامه الاخير». لكن ما يجب التوقف عنده، بحسب بدهتسور، «هو الجديد الوارد على لسانه (نصر الله)، والذي يجب علينا جميعاً أن نصدقه كما ورد تماماً، أي أنهم لا يملكون رؤوساً كيماوية تركب على الصواريخ، وهذا صحيح ومنطقي، وأقول إن نصر الله يصدق حين يؤكد أنه لا حاجة لحزب الله إلى استخدام سلاح كيماوي».

وأكد بدهتسور الشروحات الواردة في كلام نصر الله، مشيراً الى أن «الأمثلة التي أعطاها، والأهداف التي تحدث عنها، يمكن عرضها وشرحها على الخريطة الاسرائيلية. وعلى سبيل المثال، ما الذي سيحصل في خليج حيفا إذا أصابه صاروخ، فالأمر مشابه لاستخدام سلاح كيماوي، ولهذا السبب تحديداً لا حاجة لحزب الله إلى استخدام أسلحة كيماوية أو التزود بها وجلبها الى داخل لبنان».

وحذر من أي مواجهة أو حرب مع حزب الله، لأن «أي مواجهة ستغيّر وضع إسرائيل نحو الأسوأ، إذ لا تتعلق الحرب المقبلة ببضعة آلاف من الصواريخ. هذه المرة، وعلى نقيض من حرب عام 2006، ستتساقط الصواريخ بكميات كبيرة جداً، وبشكل غير مسبوق». وأوضح أن «الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير جاهزة للحرب، إذ ليس لدى إسرائيل دفاع حقيقي. علينا أن نتواضع ونخفف كثيراً من الحماسة الزائدة بشأن الوهم المتمثل في منظومة القبة الحديدية. عندما تندلع الحرب، فإن كل هذه المنظومات، على قلتها العددية والتي تبلغ أربعاً فقط، ستنصب للدفاع عن القواعد العسكرية، أما التجمعات السكانية فستكون من دون حماية»، مؤكداً أنه خلال يومين فقط من بدء الحرب، ومن تساقط الصواريخ، لن يبقى لدى الجيش الإسرائيلي أي مخزون صاروخي لهذه المنظومة، لأن كل مخزونها من الصواريخ الاعتراضية، سينفد سريعاً.

وفي السياق، أكد ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي أن سلاح البحرية لن يكون قادراً على الدفاع عن المنشآت الغازية والنفطية الإسرائيلية في عرض المتوسط، ما لم يتم تأمين مستلزمات لوجستية ووسائل قتالية ضرورية، تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات. وقال الضابط لصحيفة «إسرائيل اليوم» إن البحرية الاسرائيلية بحاجة الى سفينتين حربيتين حديثتين، تحلان مكان سفينتين ستخرجان قريباً من الخدمة، إضافة إلى أربع سفن دورية كبيرة، وعدد آخر من السفن الصغيرة لتأمين الحماية المباشرة للمنشآت الغازية، مشيراً إلى أن الكلفة الاجمالية لهذه الوسائل تقدر بحوالى 720 مليون دولار.

وحذر الضابط من التقليص في الميزانية الأمنية لإسرائيل، مشيراً الى أن سلاح البحرية مجبر على مواجهة تهديدات آخذة بالازدياد، وفي كل الساحات، وقال: «باتت لدى السوريين قدرة صاروخية متطورة، كما أن لدى حزب الله العشرات من صواريخ بر بحر، من النوع الذي استهدف السفينة الحربية الاسرائيلية حانيت، في حرب لبنان الثانية».

نتنياهو: أدرجوا حزب الله على لائحة الإرهاب الأوروبية

 

طالب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بإدراج حزب الله على لائحة «المنظمات الإرهابية» التابعة للاتحاد الأوروبي. وفي اللقاء الذي جمعه أمس بوزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي، أكد نتنياهو أن «أوروبا تستطيع المساهمة في الامن والسلام، من خلال الإعلان أن حزب الله، العميل لإيران، هو منظمة إرهابية»، مشيراً الى أن «حزب الله هو أكبر منظمة إرهابية في العالم، وأوروبا تستطيع أن تقدم كثيراً من خلال هذا الإعلان».

 

الخميس ٦ أيلول ٢٠١٢

الأكثر قراءة