إسـرائيـل تشـن حـرباً على ناشـطي السـلام

امجد سمحان

شنت إسرائيل حربا على ناشطي السلام الأجانب، وقررت أن يكون العنف هو الوسيلة الأنسب لقمعهم. وفيما كان عقيد في الجيش الإسرائيلي يضرب ببندقيته متضامنا أجنبيا على وجهه، قرر عدد كبير من الأسرى في سجون الاحتلال مواصلة ركل الطعام المتواضع الذي يقدم لهم داخل السجن، ليخوضوا نضالهم السلمي بإطلاق معركة الإمعاء الخاوية من اجل الحصول على حقوق يفترض أنها مكفولة بموجب القانون الدولي.

وتداول الناشطون على شبكة الانترنت شريط فيديو يظهر أحد قادة جيش الاحتلال الذي طالما تغنى بـمنظومته «الأخلاقية» وهو يقوم بركل متضامن دنماركي شاب على وجهه مباشرة حين كان ضمن تظاهرة سلمية نظمت على الدراجات الهوائية من أجل كسر الحصار الإسرائيلي على منطقة الأغوار في مدينة أريحا في شرقي الضفة الغربية.

يمكن مشاهدة الفيديو على الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=xAtSesKFYfg&feature=plcp&context=C4edfdc4VDvjVQa1PpcFMGp4GONT-FqfArQOkYlSjxPo4I-0uYDvk%3D)

وقال أحد الناشطين الذين شاركوا في التظاهرة لـ«السفير»: «لقد سقط المتضامن أرضا وقام فلسطينيون بحمله وفي وجهه بعض الرضوض من شدة الضرب. لكن الرواية (الإسرائيلية) التي تلت إصابته فيها نوع كبير من الاستهتار بعقول البشر».

وأضاف الناشط «قالت إسرائيل إن الناشط الدنمركي قام بضرب الضابط وكسر له أصبعين، والغريب أن هذا الضابط كان يستخدم يديه بما فيه أصابعه (المكسورة) في ضرب الشاب، كما أن العسكري المكسور أصبعه لا يمكنه، وفق نظام السلامة الذي يتبعه الجيش، أن يبقى مع كتيبته بل يتم نقله من أجل تلقي العلاج».

وكانت صحيفة «معاريف» ذكرت أن الضابط الإسرائيلي هو أحد المستوطنين المتطرفين، ولديه نشاطات عديدة مناهضة للجيش وما يقوم به من أعمال لإخلاء بعض البؤر الاستيطانية. وقد شوهد أيضاً ضمن احتجاج نظمه مستوطنون حين تم إخلاء المستوطنات الإسرائيلية في العام 2005.

وفي سياق مرتبط بقمع الاحتلال للمتضامنين الأجانب، أعلنت إسرائيل، أمس الأول، «انتصارها» حين تمكنت من «إفشال» حملة «أهلا بكم في فلسطين» التي نظمها ناشطون من مختلف دول أوروبا والعالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وحشدت إسرائيل أكثر من 600 شرطي في مطار اللد للتصدي لدخول هؤلاء الناشطين الذين تم ترحيل نحو 20 منهم، فيما اقتيد نحو 30 آخرين إلى السجون الإسرائيلية للتحقيق معهم قبل ترحيلهم إلى بلادهم.

واتهمت السلطة الفلسطينية إسرائيل باستخدام العنف المفرط للتصدي للناشطين السلميين الذين يتضامنون مع قضايا الشعب الفلسطيني العادلة، كما تقمع بقوة شديدة التحركات الجماهيرية الفلسطينية ضد الاستيطان وبناء الجدار، فيما لا تحرك ساكنا حين يرتكب جنودها الانتهاكات.

من جهة ثانية، تصادف اليوم ذكرى يوم الأسير الفلسطيني التي تأتي هذا العام بالتزامن مع حملة إضرابات عن الطعام يخوضها الأسرى في سجون الاحتلال.

وستنطلق من مدينة رام الله في بالضفة الغربية اليوم مسيرة مركزية للمطالبة بالإفراج عن الأسرى، فيما سيتم إشعال «شعلة الحرية» من منزل الأسير خضر عدنان، الذي يعد حالة نضالية مذهلة في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية.

وقال وزير الأسرى الفلسطيني عيسى قراقع «نأمل في أن تلتزم إسرائيل بالموعد المقرر للإفراج عن عدنان»، داعيا إسرائيل إلى الالتزام بالمواثيق الدولية وتحقيق مطالب الأسرى التي يخوضون الإضراب من أجلها وأهمها «وقف التفتيش العاري، والعقوبات الجماعية، والحرمان من الزيارة، ومنع الصحف والتعليم الجامعي والثانوي، والغرامات، واقتحام غرف الأسرى».

وكان الأسير خضر عدنان خاض إضرابا عن الطعام استمر 66 يوما، وقد أنهاه بصفقة تعهدت خلالها إسرائيل بالإفراج عنه في السابع عشر من نيسان (اليوم)، وقد تلت إضرابه حملة إضرابات لأكثر من 25 أسيرا فلسطينيا بعضهم زاد إضرابه عن 40 يوما، لتحقيق عدة مطالب أبرزها وقف الاعتقال الإداري للأسرى، الذي يتم من دون توجيه أية تهم وقد يمتد لسنوات.

ولا يزال في سجون الاحتلال قرابة 4600 أسير، بينهم ست أسيرات و180 طفلا، و330 معتقلا إداريا، و 28 نائبا منتخبا، بالإضافة إلى ثلاثة وزراء سابقين، ونخبة من القيادات السياسية، موزعين على قرابة 17 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف.

الأكثر قراءة