حسن صبرا
28 عاماَ من الاعتقال السياسي للمناضل جورج إبراهيم عبد الله كانت كافية لتشكل إحراجاَ كبيراَ لفرنسا التحرر والديمقراطية.
28 عاما وجورج عبد الله وبرغم وجوده خلف القضبان نراه يزداد شباباَ وثورية، لا بل هو أكثرنا حرية، لم ييأس يوماَ، وقوله الشهير دليل حسي على ذلك «لن أندم ولن أساوم وسأبقى أقاوم».
في الظاهر، صدرت أصوات فرنسية تتحدث عن استعداد فرنسا لإطلاق سراح جورج عبد الله، لكن الأمر يحتاج الى ضمانات أمنية وترتيبات عدة، في المضمون، فيندرج التحول في الموقف الفرنسي، في إطار الوعي الفرنسي للحجم الذي أصبح يشكله الملف. ففي فرنسا، شكل ما تطرق إليه رئيس جهاز الإستخبارات الفرنسية الأسبق أيف بونيه صدمة للقضاء والحكومة الفرنسية بعدما صرّح بأنّ جورج عبد الله بريء ولم نستطع إدانته سوى بامتلاك جواز سفر جزائري «شرعي» وبعض الأسلحة..
ان ما يُقام من نشاطات وفعاليات لإطلاق سراح عبدالله أصبح مزعجاَ للحكومة الفرنسية، والخطوة التي قامت بها بلدية « كالون-ريكوار» بتكريم جورج عبد الله ومنحه وساماَ رسمياَ معتبرة إياه «مواطن شرف»، شكّل عامل ضغط إضافياً.
وفي لبنان، يمكن القول أن ما جرى من تحركات شعبية وسياسية واعلامية ورسمية غير مسبوقة، شكل تراكما فعليا، ساهم فيها أهل وأصدقاء جورج عبد الله، ولجنة رفاق جورج عبد الله، وإتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني والشباب اليساري المتحمس لقضية جورج عبد الله وجميع الذين يعتبرونه مثالاً لهم وهم مستعدون للقيام بأي شيء لإطلاق سراحه.
ان ردة فعل القضاء الفرنسي أتت سريعة بعزل جورج عبد الله عن الخارج، وذلك من الثامن من نيسان الى 20 أيار المقبل، مبررة هذه الخطوة بأنها «مجرد إجراء روتيني».
أصبح القاصي والداني يعلم أنّ كل يوم يبقى فيه جورج عبد الله في السجون الفرنسية يجعل منه بطلاً ورمزاً للحرية والمقاومة، فهنيئاً لنا بجورج عبد الله وسنبقى كما تحدد لنا بوصلتنا فلسطين مناصرين للشعوب المقهورة.
(ناشط شبابي في الحملة الدولية لإطلاق جورج عبد الله)