ـ«يـوم الغـضـب» المصـري الأكبـر ضـد مبـارك

تحوّل «يوم الغضب» المصري، أمس، من مجرّد دعوة وجهها معارضون غير حزبيين على شبكة الانترنت إلى حركة احتجاج لم تعرفها مصر منذ سنوات طويلة، حيث خرج الآلاف إلى شوارع القاهرة وكبرى المدن في تظاهرات للمطالبة بالإطاحة بالرئيس حسني مبارك، في وقت بدا أن الاحتجاجات مفتوحة على احتمالات التصعيد، بعدما أصر المتظاهرون على البقاء في الشارع، متحدين دعوة السلطات المصرية إلى انهاء تحركهم. وبُعيد منتصف ليل أمس، فرّقت الشرطة حوالى 10 آلاف متظاهر اعتصموا في ميدان التحرير وسط القاهرة بواسطة القنابل المسيلة للدموع. وتفرّق المتظاهرون الذين كانوا معتصمين ولجأوا إلى الشوارع المتفرعة من ميدان التحرير. وكان آلاف المتظاهرين احتشدوا في الميدان، وأماكن تجمع أخرى في الاسكندرية والسويس والإسماعيلية والمحلة والمنصورة وغيرها من المدن، وذلك بعد سلسلة مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن انتهت بمقتل متظاهرين في السويس وشرطي في القاهرة، وإصابة واعتقال العشرات في مختلف مواقع الاحتجاج. أضخم التظاهرات كان في القاهرة، وتحديداً في ميدان التحرير، حيث قدر عدد المشاركين بما بين 40 إلى 50 ألفاً. وشهد الميدان، منذ الساعة الثانية من بعد الظهر، مواجهات عنيفة، حتى بدا أن قوات الأمن قد فقدت السيطرة على الموقف بعدما أبدى المتظاهرون تماسكاً لافتاً، محاولين نقل احتجاجاتهم إلى الشوارع المجاورة، التي يقع فيها معظم المقرات الرسمية بما في ذلك مقر البرلمان، الذي حاول المئات اقتحامه. وذكرت مصادر إعلامية وسياسية مصرية أن المواجهات أسفرت عن إصابة العشرات بجروح وحالات إغماء نتيجة لاستخدام قوات الأمن الهراوات والقنابل المسيلة للدموع لقمع المتظاهرين، فيما تم اعتقال أكثر من 50 شخصاً. ولم يكن الوضع مختلفاً في الاسكندرية حيث وقعت مواجهات بين آلاف المتظاهرين وقوات الأمن أسفرت عن إصابة واعتقال العشرات، وكذلك الحال في مدن السويس، حيث قتل شخصان وأصيب العشرات، وباقي المدن الكبرى. وردد المتظاهرون شعارات موحدة من بينها «ارحل ارحل يا مبارك»، و«يا مبارك يا مبارك... الملك السعودي في انتظارك»، و«عيش... حرية... كرامة إنسانية»، فيما كتب آخرون على الجدران شعارات «يسقط حسني مبارك». ووصفت هذه التظاهرات بأنها الأكبر منذ «انتفاضة الرغيف» في العام 1979، وقد أجمع العديد من الناشطين والصحافيين، الذين تحدثت إليهم «السفير» على أن حجم المشاركة قد تجاوز كل التوقعات. (تفاصيل ص. 14) وبحلول الليل، كان المتظاهرون مصرين على استمرار التحرك، حيث توافد المئات إلى أماكن التجمع، مشددين على عدم مغادرة الشارع إلى حين تنفيذ المطالب، وابرزها تنحي مبارك، وحل الحكومة والبرلمان، وإلغاء قانون الطوارئ. ودعت وزارة الداخلية المصرية الى انهاء التظاهرات، متهمة جماعة «الاخوان المسلمين»، التي لم تتخذ قراراً رسمياً بالمشاركة على غرار باقي أحزاب المعارضة الرسمية، بالقيام بأعمال شغب. وفي واشنطن، علقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون على هذه التظاهرات قائلة «انطباعنا هو ان الحكومة المصرية مستقرة». وقالت كلينتون «نحن ندعم الحق الاساسي في التعبير عن النفس والتجمع لجميع الناس، ونحث جميع الاطراف على ممارسة ضبط النفس وتجنب استخدام العنف... ولكن الانطباع لدينا هو ان الحكومة المصرية مستقرة». («السفير»، أ ف ب، أ ش أ)

الأكثر قراءة