40 قـتـيـلاً ... وعمـليـات إخـلاء واسـعـة إسـرائـيــل: الحــرائــق هــزمـتـنـا

أخضعت النار إسرائيل، وأجبرت قادتها على إظهار نوع من الاستسلام وطلب العون من أميركا وأوروبا. فقد انتشرت النيران في غابات جبل الكرمل، وامتدت بسرعة كبيرة غربا وجنوبا، بفعل رياح شرقية قوية، ما أدى إلى احتراق كيبوتس بكامله، وإخلاء السكان من العديد من القرى والموشافيم وبعض أحياء مدينة حيفا. وتم أيضا إخلاء الكثير من القواعد العسكرية القائمة في جنوبي حيفا، وكذلك عدد من المعتقلات والسجون. وتم الإعلان عن مقتل 40 من أفراد حرس السجون، فضلا عن إصابة كثيرين، بينهم عدد من كبار قادة الشرطة.وكان الحريق قد شب حوالى الساعة الحادية عشرة من صباح أمس، ولم تفلح قوات الإطفاء التي جمعت من كل نواحي إسرائيل في السيطرة عليه. وفي حوالى الرابعة ظهراً، كانت النيران قد بدأت في الاقتراب من مناطق مأهولة وأحرقت بالكامل كيبوتس بيت أورن. وفي البداية، حاولت بلدية حيفا اتهام بلدية عسفيا الدرزية المجاورة بأنها المسؤولة عن الحريق الهائل. وقيل إن السبب هو حريق في مزبلة بلدية عسفيا، لكن سرعان ما تبين أنه كانت للحريق ثلاث بؤر في مناطق مختلفة، وأن المزبلة لم تكن في دائرة الحريق.وقال قائد شرطة الإطفاء في حيفا «لقد فقدنا السيطرة على الحريق. لا نملك مواد إطفاء كافية في دولة إسرائيل تتيح لنا السيطرة على النيران». وأشار إلى أن قوات الإطفاء تحاول عبر استخدام خراطيم المياه السيطرة على الحريق. واعتبر مسؤول آخر في الإطفاء أن هذا ليس حريقا، وإنما حرب. وأضاف ان «الطبيعة هزمتنا، ولا نملك القوة على هزيمة النيران التي تزداد اشتعالا بقوة الرياح».وقال هذا المسؤول، في حديث للتلفزيون من موقع الحريق، إن مطالبة قبرص واليونان بتقديم العون تقارب الفضيحة، لأن هاتين الدولتين لا تملكان قدرات عالية على مواجهة الحرائق. وأشار إلى أن الولايات المتحدة هي الدولة التي تتوفر لها القدرات الكبيرة لمواجهة الحرائق، ما يعني أن النيران المشتعلة ستظل أياما وقد تحدث كوارث.وطلبت إسرائيل من الإدارة الأميركية إرسال طائرات ومواد إطفاء من قواعدها العسكرية في المنطقة. وأعلنت قبرص واليونان أنها سترسل طائرات إطفاء. وأشارت قبرص الى أنها سترسل مروحية الإطفاء الوحيدة التي تمتلكها للمساعدة. كما أن اليونان سترسل عددا من مروحيات الإطفاء. وطلبت الخارجية الإسرائيلية من بلغاريا وكرواتيا وفرنسا ورومانيا إرسال طائرات إطفاء تستطيع العمل ليلا، وكذلك مواد إطفاء كيميائية.وأعلن كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس شمعون بيريز أن حريق الكرمل هو «واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخنا». وقال نتنياهو ان «إسرائيل تحشد كل قوى الدولة من أجل وقف النار وإنقاذ المصابين، وكل جهدنا موجه لحماية أرواح الواقعين في دائرة النيران». وأشار نتنياهو إلى أن حريق الكرمل هو «كارثة بحجم لم يسبق أن عهدناه»، داعياً روسيا وإيطاليا واليونان وقبرص إلى تقديم العون العاجل لإسرائيل وإرسال طائرات لإطفاء النيران.كما قال بيريز ان «قلوبنا اليوم مع حيفا. والحريق لم ينطفئ بعد، ورجال الإطفاء يظهرون بطولة فائقة. ونحن نصلي من أجل حدوث معجزة، نصلي من أجل أرواح الناس».وأعلن وزير الدفاع إيهود باراك أنه أمر الجيش «بوضع كل القوات المطلوبة من أجل إطفاء الحريق ومعالجة المصابين وإنقاذ المحجوزين»، مشيراً إلى أنّ «الجيش الإسرائيلي يعمل منذ لحظة علمه بالكارثة من أجل تقديم المساعدة بكل قوة ممكنة للتغلب على الحريق الشديد ويضع تحت تصرف المصابين كل الوسائل المطلوبة».وبعد مقتل 40 سجانا أمرت الحكومة الإسرائيلية بإخلاء أحياء طيرة الكرمل التي يعيش فيها ما لا يقل عن عشرين ألفا، والواقعة على السفوح الغربية لجبل الكرمل. كما أمرت سكان بلدات نير عتسيون وعين هود وعين حود على ساحل الكرمل بإخلائها. وكذلك تم إخلاء المدارس الداخلية في القرى المجاورة لجبل الكرمل.ويتحدث المسؤولون عن احتراق ما لا يقل عن عشرات الألوف من الدونمات الأمر الذي يزيد أضعافا عن الحريق الهائل الذي شب في المنطقة قبل عشرين عاما، والذي كان يعتبر كارثة كبرى. وتم إخلاء قرية عسفيا وكيبوتس بيت أورن وكفار سيترين، وكذلك موشاف نير عتسيون والعديد من الفنادق في تلك المنطقة.وتقع في جنوب حيفا العديد من القواعد العسكرية الكبرى، وبينها قاعدة الشحن قرب طيرة الكرمل. كما يقع في دائرة الحرائق معتقل الدامون الذي يحوي ما لا يقل عن 500 من أسرى الانتفاضة الفلسطينية، الذين تم إخلاؤهم إلى سجون أخرى.(«السفير»)

آخر تعديل على Friday, 03 December 2010 07:11

الأكثر قراءة