أكد الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني د. خالد حدادة أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هي «إحدى مقدمات الفتنة». واعتبر أنه إذا كان البعض يرى أن الفتنة ستكون سنية ـ شيعية نقول انه رهان خاطئ، وسيدفع ثمنها جميع اللبنانيين، لذلك علينا جميعاً التصدي لها. وأشار إلى أن «الشعار الأميركي هو التخلص من المقاومة وثقافتها لذلك تعمل أميركا على تسعير الفتنة الداخلية لإضعاف المقاومة كمقدمة لضربة عسكرية ضد لبنان».
كلام حدادة جاء في احتفال سياسي وجماهيري حاشد أقامته منظمة الحزب في المتن الجنوبي لمناسبة العيد الـ 86 لتأسيس الحزب في نادي بلدية برج البراجنة، حضره حشد حزبي وأهلي وممثلون عن الأحزاب اللبنانية والقوى الفلسطينية.
واعتبر حدادة أن المحكمة قضية سياسية بامتياز واغتيال الرئيس رفيق الحريري بعد صدور القرار الدولي رقم 1559 قضية سياسية بامتياز ايضاً، مذكراً بإعلان الحزب منذ البدء رفضه للقرار 1559 ودعوته الى مواجهته حيث الهدف من إصداره هو تمكين أميركا من السيطرة على لبنان بأشكال مختلفة. وأكد أنه «لا يثق بمحكمة أقرها مجلس الأمن الذي تسيطر عليه أميركا». وفي هذا السياق سأل حدادة «أين التحقيق الدولي في القرصنة الصهيونية على سفينة مرمرة؟ أين مجلس الأمن والتحقيق الدولي مما جرى في قرية أم الفحم الفلسطينية؟ وكيف يمكننا أن نثق بمحكمة دولية ومجلس أمن وأمم متحدة وبان كي مون طالعنا بتقرير لم ير فيه سوى الرصاصة التي أطلقها جندي لبناني شجاع للدفاع عن سيادة لبنان ضد العدو الاسرائيلي، تقرير لم ير فيه آلاف الخروقات للقرار 1701 التي يرتكبها العدو الاسرائيلي ضد لبنان».ورأى أن السجال حول السياسة الاقتصادية ـ المالية «نراه ايجابياً لكشف مسارب الهدر ولكنّ من يريد محاكمة المسؤولين على ما وصل اليه الاقتصاد اللبناني وعلى الهدر والفساد لا يمكن ان يكون جزءاً من حكومة فيها وزراء يطالب بمحاكمتهم، ولا يمكن محاسبة المسؤولين عن كل ذلك وفي الوقت نفسه يدعو الى الحفاظ على الحكومة، بالفعل انها معادلة تعبر عن عفونة النظام اللبناني».
وتوجه حدادة الى الفصائل والقوى الفلسطينية بالدعوة الى التوحد حول برنامج حقيقي للمقاومة ورفض التنازل عن الحق الفلسطيني وحق العودة، لأن المساومة على هذين الحقين تعني نهاية القضية الفلسطينية. ورأى أن أميركا «ستسعى لإفشال أي تقارب من أجل حل قضية العراق» وتوجه الى ايران وسوريا بالقول: «كفى مساومة مع الأميركي بشأن العراق، ولتتوحد كل الجهود من أجل تحرير العراق والخروج من الحالة الطائفية فيه».