Hiba Awar

Hiba Awar

«إيه في أمل»: رحلة نقديّة ما وراء صوت فيروزhttp://www.al-akhbar.com/files/images/p01_20101202_pic5.jpg

فيروز خلال حفلة أحيتها في باريس عام 2002فيروز خلال حفلة أحيتها في باريس عام 2002بين الجاز والكلاسيك، الغربي منه والشرقي، يصعب تصنيف ألبوم السيّدة الأخير... عشر أغنيات ومقطوعتان، أنجزها الرحباني الابن تأليفاً وتلحيناً وتوزيعاً، واضعاً طاقاته كلّها في مشروع غنائي وموسيقي فريد. مراجعة متمهّلة لعمل مفصلي في مسار هذا الثنائيبشير صفير

فيروز خلال حفلة أحيتها في باريس عام 2002

تحوي أسطوانة فيروز الجديدة، «إيه في أمل»، 10 أغنيات ومقطوعتين موسيقيتين. 12 عملاً، حملت توقيع زياد الرحباني نصاً ولحناً وتوزيعاً، باستثناء لحن ونَصّ «البنت الشلبية» (تراث شعبي)، ولحن وجزء مِن نَصّ «بكتب أساميهن» (الأخوين رحباني)، ونَصّ «الأرض لكم» (جبران خليل جبران). جميع الأغنيات بصوت فيروز إلا «بكتب أساميهن» (كورس). لن نكرّر في وصف صوت مطربتنا الجميل والمعتّق، وأدائها الفريد، ما يعرفه الجميع.يبلغ زياد الرحباني هنا، في التوزيع الموسيقي، الذروة في توظيف خبرته الطويلة ومهاراته. مخزونه من الأفكار الموسيقية يفيض في هذا الألبوم. التعقيدات تعمل في الخفاء من دون ادعاء: خليط الأصوات ونوعية الآلات (بينها الصوت البشري المتمثِّل بالكورس) التي تنتجها، المسافات الصوتية بين النوتات المتزامنة أو المتتالية، الجمل اللحنية المقابلة للحن الأساسي (الصوت الأوّل)، إلخ... كلّ ذلك لم يأتِ لإنتاج أعمال طليعية ونخبوية أو كلاسيكية، بل مسخَّر للأغنية الشعبية المعاصرة.يحقق الرحباني تطوراً ملحوظاً لناحية التنفيذ، وذلك على الصعُد كافة: العزف، الأداء، التسجيل وفروعه، ليقدّم في النهاية تقريراً فنياً مستقلاً عن كل ما ينتجه الوطن العربي من موسيقى/ أغنية تجارية، أو حتى جادّة. أما سرّه فهو، كما قال يوماً: «وقتي ليس لي، وقتي للسّمع». وزياد في الموسيقى طفلٌ بريء عندما يستمع، ومخطِّطٌ خطير عندما يُسمِعنا.تتألف أسطوانة «إيه في أمل» من خمسة أقسام. القسم الأول، يضمّ الأغنيات الأربع الأولى. في «قال قايل»، يقدِّم الرحباني واحداً من أجمل النماذج في مجال الأغنية الشعبية، ويدعّمها بالمداخلات الخاطفة الأكثر تميّزاً في الألبوم عند إعادة المقدمة الموسيقية في البداية، وبين المذاهب. ثم يكتب في «قصّة زغيرة كتير»، لحناً من جملة موسيقية واحدة، لنصّ هو أيضاً من جملة واحدة. لإضفاء السلاسة على هذا النص/ اللحن الطويل، ولدعم السياق الدرامي، يلجأ الرحباني إلى لعبة تصاعدية على مستوى حضور الإيقاع. يتكرَّر ذلك بعد فاصل موسيقي أوركسترالي (مع إعادة)، قليل النوتات وعنيف، ربما لتنفيس الاحتقان الذي خلّفه طول الجزء المُغنّى. هكذا يتحقق التوازن المزدَوِج، على مستويَيْ المساحة والزخم، بين امتداد المُغنّى وهدوئه، والاعتراض المركَّز والمختزَل للأوركسترا. في «كل ما الحكي»، يتجه زياد بوضوح نحو الموسيقى الكلاسيكية، ويأتي بهدهدة الوتريات وتناغمها ومسارها من حقبة الباروك (باخ، هندِل،...). أمّا أغنية «كبيرة المزحة هاي» فتمثّل أغنية الجاز البطيئة (Ballad)، وما تحتاج إليه من مرافقة موسيقية تصويرية. هذا يساعد على التأمل والعتاب بهدوء، فنحن «بآخر الليل».القسم التالي يضمّ «الله كبير» و«الأرض لكم». الأولى، مثال للأغنية ذات الملامح العالمية غير القابلة للتصنيف الدقيق، التي تعيش طويلاً، وتنتشر خارج الحدود العربية. الثانية، تكتنف تحدّياً في بنائها اللحني، يفرضه شكل النص. وهنا جاءت مرافقة البيانو أقلّ نجاحاً في القسم الثاني من الأغنية.القسم الثالث، يضمّ أعلى ما أنجزه زياد الرحباني لغاية الآن وأجرأه، في الجانب الشرقي من مشروعه في التوزيع الموسيقي (أغنية «ما شاورت حالي» وموسيقى «ديار بكر»). فهو يدفع بالحدود التي يسمح بها التوزيع بحضور ربع الصوت، إلى أقصى ما يمكن. في «ما شاورت حالي»، يحقِّق زياد إبداعاً في تلاصق النصّ مع إيقاع الأغنية. كأن المفردات تضبط الإيقاع كأيّ آلة إيقاعية. إنها أجمل محاولة من هذا النوع بعد أخرى مشابهة لها («انشالله ما بو شي»، «اشتقتلك»، «عودك رنّان»،...). الأهم في هذه النماذج هو أداء فيروز، التي لن نجد أفضل منها لتنفيذ هذه المهمّة على النحو المطلوب، رغم تراشق الكلمات، وتشنّج موقف المتكلِّم. أمّا «ديار بكر» فهي تحفة لناحية التنفيذ والأفكار الموسيقية الجديدة والمعقّدة وتوزيع الأدوار. إنّها معركة حقيقية يعلنها الطبل بُعَيْد البداية، وتجمع، في القسم الأكبر منها، جيشين نظاميّين من الشرق والغرب، وعصابات شبه نظامية (الصولوهات في الوسط).القسم الثالث، يمكن عنوَنَته بـ«الأخوين رحباني»، وفيه «البنت الشلبية» و«إيه في أمل» و«بكتب أساميهن».نبدأ من «البنت الشلبية» التي باتت مصدر عيش لكل مَن تعذَّر عليه وضع لحنٍ جميل. قلة قدّمت لها ما يليق بها، لكن زياد الرحباني كرّمها باحترام وجهد. سخّر كل آلات الدنيا لخدمة بساطتها. كثّف الفواصل بين الجمل والكلمات، وكذلك التلوين فوق هذه وتلك. أضاف التنويعات على الجمل اللحنية الأساسية، ليس إلا لافتراض الاحتمالات اللحنية التي ربما كان قد فكّر فيها ملحّنها المجهول، لكن أسقطها لأنه مجبرٌ بخيار واحد في النهاية.نصل إلى «إيه في أمل»، وهي من أصفى لحظات الألبوم. قد يكون لحن هذه الأغنية، في القسم الأكبر منه، أي باستثناء بعض تقلباته (الضرورية لتزخيمه)، أكثر الألحان بديهية بين كل ما نعرفه من زياد الرحباني. رغم ذلك، ورغم أنّه يبدو مألوفاً، يبقى جديداً وجميلاً. الخصائص ذاتها تنطبق على الشعر. وبالتالي، يتكوّن نوع من التوأمة بين النغمة والكلمة، بصرف النظر عما إذا كان زياد قد وضع النص أوّلاً أم اللحن. فمعانٍ كهذه تفرض النغمات التي تناسبها، والعكس صحيح. استخدام آلة المندولين، وكذلك الأكورديون، خيار ناجح أول. تغليب الوتريات على أجواء الأغنية، إضافة إلى الجمل المكتوبة لها، نقطة قوّة أساسية. اعتماد إيقاع الفالس، خيار موفّق أيضاً. لا آلات ذات نبرة نافرة. إذاً تحاكي هذه الأغنية، في مكوناتها، العديد من الأعمال الرحبانية. لكنها تبقى مميّزة.نصل إلى التحية الواضحة للأخوين. إذا كانت الكلمات الجديدة في «بكتب أساميهن» ذات طابع تكريمي مباشر، فإن التوزيع الذي أنجزه زياد في هذه المحطّة يذهب إلى ما هو أعمق، ليضعنا أمام مصغّر عن أسطوانة «إلى عاصي». باختصار، الكلمات هي تحية من فيروز إلى الرحبانيين (بريشة زياد وبصوت الكورس)، أما التوزيع (والرؤية الموسيقية العامة الجديدة) فتحية زياد إليهما.أما القسم الأخير من «إيه في أمل»، فيتكوّن من مقطوعة موسيقية واحدة مستقلة عن الألبوم، هي «تل الزعتر ـــــ MEA» التي تتألف من جزءين متساويين زمنياً تقريباً. فعلاً، يصعب تحميل 4 دقائق من الموسيقى كل هذه الأوجاع والصراخ. هكذا، يصبح توصيف الموسيقى الآلاتية بـ«الصامتة» ذا دلالة مقبولة هنا، لأنّ الموسيقى أبلغ من الكلام. رغم اختلافهما في النمط، تقوم هذه المقطوعة بجزءيها على مبدأ أساسيّ واحد هو مضاعفة التعبير. يكمن ذلك في تكرار تصاعدي للنغمة الأساسية في «تل الزعتر» كما في «MEA». في الجزء الأول يتحقّق ذلك من خلال نقل النغمة إلى سلّم أعلى، وفي الثاني من خلال التنويع على النغمة الأساسية وبعض التلوين. أخيراً، لنحاول وضع ألبوم «إيه في أمل» في الفئة التي تناسب الجزء الأكبر من محتواه. جاز؟ موسيقى كلاسيكية غربية أم شرقية؟ كلا. أغنية شعبية عربية؟ نعم. تماماً مثل أعمال نانسي وأخواتها!عدد الخميس ٢ كانون الأول ٢٠١٠

الشريف (من اليمين) وإلى جانبه عز والمسؤول في الحزب الحاكم علي الدين هلال خلال مؤتمر صحافي في مقر «الحزب الوطني» في القاهرة أمس (أ ب)معركة الرئاسة بدأت ... ومبارك لن يجد منافساً «لائقاً» العام المقبلبـرلمـان مـصــر 2010 مــن دون أي مـعـارضالإخوان والوفد يقاطعون الجولة الثانية ... والتجمّع على الطريـق

اميرة هويديالقاهرة:وجهت المعارضة المصرية ضربة موجعة للحكم أمس بإعلان كل من جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوفد الانسحاب من الانتخابات، والامتناع عن خوض جولة الإعادة الأحد المقبل، احتجاجا على ما شاب الجولة الاولى الاحد الماضي من تزوير ومخالفات واعمال عنف نفذها انصار الحزب الوطني الحاكم بمساعدة من اجهزة السلطة السياسية والامنية، ما يوحي بان انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل قد فتحت بطريقة مغايرة لما كان يتوقعه الحكم.في هذا الوقت، كان حزب التجمع اليساري «يدرس» قرار الانسحاب ويتشاور رئيسه رفعت السعيد مع مرشحيه في الانتخابات. وحسب أنباء ترددت ولم يؤكدها أو ينفيها حزب الوفد، انه أمر أعضاءه الذين فازوا بالفعل بالاستقالة، وان عضو الحزب في مجلس الشورى قد استقال بالفعل.وباتخاذ هذا القرار تكون المعارضة بعثت برسالة قوية إلى الحكم، منها ما هو غاضب لما شاب الانتخابات من أعمال تزوير سماها «الوفد» في بيانه «بالمهزلة»، ومنها ما يستهدف انتخابات الرئاسة ذاتها. إذ كان من المسلمات أو المتوقع هنا، كما جرى الحال في انتخابات 2006 الرئاسية، أن يكون مرشح حزب الوفد هو المنافس «اللائق» للرئيس حسنى مبارك على الرئاسة، لأنه اكبر احزاب المعارضة وأعرقها. لكنه في حال اتخاذ الحزب قرار حاسم بالمقاطعة، بقصد إحراج النظام بسبب نتائج الانتخابات البرلمانية التي اكتسح فيها الوطني بشكل طاغ، قد يكون يضع نفسه في موقع شبه متصادم مع النظام.«قد لا يجد مبارك سوى أحزاب «الغد» و«الجيل» لينافسوه علىمقعد الرئاسة العام المقبل، قال المحلل السياسي ضياء رشوان لـ«السفير». وأضاف رشوان، الذي خاض انتخابات البرلمان في الأقصر في جنوب مصر، ممثلاً عن حزب «التجمع» ومدرجا على لائحة جدول الإعادة الاحد المقبل، إن أهمية الانسحاب تكمن في تلك النقطة بالذات، وان المعارضة بذلك قد «حرقت المادة 76» الخاصة بالترشح للانتخابات الرئاسية المتعددة، وهي مادة استحدثت في العام 2005.وكانت جماعة الإخوان المسلمين، التي خاضت الانتخابات بـ130 مرشحا، لوحت في مؤتمر صحافي مطول أمس الأول بأنها تدرس قرار الانسحاب من جولة الإعادة التي أعلنت أن 26 من أعضائها مدرجين فيها، بعد أن حصلوا على «صفر» في المرحلة الأولى. واتهموا الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم وأجهزة الأمن بتزوير الانتخابات بشكل فج.وحسب النتائج التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات، رغم تضارب أرقامها وتباينها، فاز «الحزب الوطني» الحاكم بـ209 مقاعد، أي في حدود الـ 94 في المئة من مقاعد الجولة الأولى الـ283، و4 مقاعد فقط لأحزاب المعارضة و7 مستقلين، لم تحدد انتماءاتهم، وان كانوا في الغالب منشقين عن «الوطني». وسينافس الحزب الحاكم في جولة الإعادة برقم تباين من 377 إلى 300 على 280 دائرة انتخابية، متوقعا أن يكتسح معظمها.وفي حالة تمسك «الوفد» و«الإخوان» بموقفهم، سيخلو البرلمان المقبل من المعارضة التي شكلت نسبة 25 في المئة من برلمان 2005- 2010.وقالت الجماعة، في بيان، إن «ما حدث في يوم الانتخابات من تزوير وإرهاب وعنف على أيدي بلطجية الحزب الوطني، بل وصول الأمر إلى حد التعدي على بعض القضاة والمستشارين، كل ذلك جعلنا نعيد النظر في المشاركة في جولة الإعادة رغم أن لنا 27 مرشحا ومرشحة». وأضاف إن «مجلس شورى الجماعة قرر بغالبية أعضائه (72 في المئة) عدم المشاركة في جولة الإعادة».وتابع البيان إن «عدم مشاركتنا لا تعني تغييرا في استراتيجيتنا الثابثة بالمشاركة في جميع الانتخابات، ولكنه موقف فرضته الظروف الحالية». وأكد أن الجماعة «تعتزم الاستمرار في كل الإجراءات القانونية لملاحقة المزورين والمفسدين لإبطال هذا المجلس (الشعب) المزور».وقال القيادي الاخواني عصام العريان لـ«السفير» إن قرار الجماعة منطقي في ظل التزوير الذي تعرض له مرشحوها، وبالرغم أن 26 من أعضائها مدرجون في جولة الإعادة، فان النظام اتخذ بالفعل قراراً بخلو البرلمان المقبل من المعارضة. وأضاف «إذا فاز أي من مرشحينا في الإعادة بعد ما حدث في الجولة الأولى، فهذا يعني أن النظام قرر أن يزور لنا، وهو أمر غير مقبول».ورغم إعلان «الوفد» عن قرار «الانسحاب» على موقعه الالكتروني، جاء في بيانه إن المكتب التنفيذي للحزب سيعقد اليوم اجتماعا «لمناقشة» قرار انسحاب مرشحيه الـ9 المدرجين في الإعادة، ما أثار علامات استفهام. كذلك لم يعلن حزب «التجمع» عن موقفه، وان قالت مصادر في الحزب لـ«السفير» إن هناك ضغوطا على رئيس الحزب رفعت السعيد لإعلان انسحاب مرشحي الحزب الستة.وقال «الوفد»، الذي حصل على مقعدين في الدور الأول من الانتخابات في بيان في موقعه على الإنترنت، «أعلنت الهيئة العليا لحزب الوفد انسحابها من انتخابات الإعادة». وأضاف «سادت حالة من التذمر والاستياء والغضب داخل لجان الوفد بالمقر الرئيسي (في القاهرة) و(مقار) المحافظات احتجاجا على أعمال العنف والبلطجة والتزوير التي شابت انتخابات مجلس الشعب». وتابع «يعقد المكتب التنفيذي لحزب الوفد اجتماعا طارئا غدا (اليوم) لإعلان قرار الانسحاب».كما أعلن عضو الهيئة العليا للحزب بهاء الدين أبو شقة انه قرر الاستقالة من مجلس الشورى الذي تم تعيينه فيه قبل بضعة أشهر اتساقا مع قرار الحزب بمقاطعة الانتخابات.وقال الأمين العام للحزب «الوطني» الحاكم صفوت الشريف، في مؤتمر صحافي ردا على سؤال عما إذا كان الحزب خطط لبرلمان من دون معارضة، «القضية ليست قضية برلمان من دون معارضة، ولكن قضية برلمان يعبر تعبيرا صحيحا وحقيقيا عن إرادة الناخبين واختياراتهم»، معتبرا أن «تحــرك الحزب (الوطني) ومناوراته تحرم أيا من مرشحي هذه الجماعة إلا على الحصول على أصوات مؤيديها فقط».من جانبه، قال أمين الحزب احمد عز، الذي هندس الحملة الانتخابية للحزب «الوطني» إن «عنوان انتخابات الأحد الماضي هو «كيف اسقط الحزب الوطني التنظيم المحظور».

- حدث في 1 كانون الأول-

1294 - تولي الملك العادل زين الدين كتبغا المنصوري السلطان ليصبح عاشر سلطان للدولة المملوكية.1534 - السلطان سليمان القانوني يضم مدينة بغداد إلى الدولة العثمانية، حيث كان تسيطر عليها الدولة الصفوية.1640 - الملك جون الرابع ملك البرتغال يتمكن من تخليص بلاده من سيطرة إسبانيا وذلك بعد ستين عاماً من هذه السيطرة.1882 - شمس الدين الإنبابي يعين شيخاً للجامع الأزهر.1925- القوات البريطانية تنسحب من مدينة كولونيا الالمانية التي تحتلها منذ نهاية الحرب العالمية الاولى (1918).1935- توقيع معاهدة عدم اعتداء بين تركيا وايران والعراق وافغانستان.1935 - انتخاب تشن كاي تشيك رئيسًا لجمهورية الصين الوطنية.1940- اكتشاف كهوف لاسكو في فرنسا التي تضم رسوما جدارية تعود الى ما قبل التاريخ.1942 - إمبراطور اليابان هيروهيتو يوقع على قرار إعلان الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية وإنضمام اليابان إلى دول المحور في الحرب العالمية الثانية.1943 - الحرب العالمية الثانية: الرئيس الأميركي روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل والزعيم السوفيتي ستالين يعقدون في طهران أول لقاء لقادة دول التحالف منذ اندلاع الحرب.1948- مؤتمر فلسطين في مدينة أريحا يطالب بضم ما تبقى من فلسطين إلى العرش الهاشمي.1948 -ملوك ورؤساء الدول العربية يتفقون على تنصيب الأمير عبد الله الأول (الملك عبدالله الأول ملك الأردن بعد ذلك) والذي كان أميراً على إمارة شرق الأردن ملكاً على فلسطين أو بالتحديد الضفة الغربية والقدس.1950- الأمم المتحدة تضع إريتريا تحت سيادة المملكة الإثيوبية.1959- مؤتمر دولي حول القطب الجنوبي ينتهي بتوقيع اتفاقية تقضي بتكريس هذه المنطقة للأبحاث العلمية السلمية.1976- الامم المتحدة تطلب من فرنسا سحب قواتها من جيبوتي.1977- الصومال: زعماء الحرب الصوماليون يتفقون في اجتماع في القاهرة على عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية في مدينة بيداوة الواقعة على بعد 200 كم شمال غرب مقديشو.1988 -الجمعية العامة للإمم المتحدة تقرر الإنتقال إلى جينيف للإستماع لخطاب ياسر عرفات بعد أن رفضت الولايات المتحدة الأمريكية إعطاءه تأشيرة دخول.1988 -إنتخاب بينظير بوتو ابنه الرئيس الراحل ذو الفقار علي بوتو رئيسة وزراء لباكستان.1989- ميخائيل غورباتشيوف يلتقي البابا يوحنا بولس الثاني: أول أمين عام للحزب الشيوعي السوفياتي يزور الفاتيكان.1991- الأوكرانيون يعلنون في استفتاء تأييدهم للاستقلال وليونيد كرافتشوك يصبح أول رئيس ينتخب بالاقتراع العام.1999- رئيس الحكومة الايطالية ماسيمو داليما يقوم باول زيارة لرئيس حكومةغربية الى ليبيا منذ 1992.2003- اطلاق "مبادرة جنيف" رسميا التي اعدتها شخصيات فلسطينية واسرائيلية.2006- سيول من الطمي تسفر عن مقتل وفقدان اكثر من 1300 شخص في شرق الفيليبين.2006 - الدوحة تستضيف دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة التي أقيمت من 1 إلى 15 ديسمبر 2006، وتعتبر الدوحة ثاني مدينة في غرب آسيا تستضيف الدورة بعد دورة الألعاب الآسيوية 1974 التي أقيمت في طهران وأول مدينة عربية تستضيفها.2006 - المعارضة اللبنانية تقوم بتنظيم مظاهرة للمطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية.

مسرح جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري (أرشيف)

كلما اقترب موعد إصدار المدعي العام دانيال بلمار قراره الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، انهمك الإعلام العالمي بروايات عن الجريمة وظروفها. في ما يأتي نص تقرير أعدّته مجلة «أودناكو» الروسية، يقول كاتبه تييري مايسان إنّ السلاح الذي استخدم في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري دبّرته ألمانيا

تتبلور كلّ الصراعات التي تدور في الشرق الأوسط اليوم حول المحكمة الخاصة بلبنان. يتوقف عليها السلام، وكذلك الحرب. بالنسبة إلى البعض، يجب أن تؤدي المحكمة إلى حلّ حزب الله، وأن تقمع المقاومة وتؤسس لسلام أميركي. يرى البعض الآخر أنّ المحكمة تهزأ بالقانون للتوصل إلى حلول نظام كولونيالي جديد في المنطقة. أنشئت المحكمة في 30 أيار 2007، عملاً بقرار مجلس الأمن 1757، لمحاكمة الراعين المزعومين لعملية اغتيال الحريري. وقتها، لم يعنِ ذلك سياسياً، أكثر أو أقل من جلب الرئيسين السوري بشار الأسد واللبناني إميل لحود إلى المحكمة، وهما ليسا من المفضّلين لدى المحافظين الجدد. لكنّ التهم لم تُتابَع، لأنّها كانت مبنية على أدلة واهية زرعها شهود زور. مع عدم وجود أي متهم آخر، كان يمكن المحكمة أن تختفي بكل بساطة في دهاليز البيروقراطية لولا تحوّل في الأحداث. تحوّل قذفها مجدداً إلى وسط الساحة السياسية المضطربة في الشرق الأوسط. في 29 أيار 2009، كشف الصحافي إيريك فولاث في «دير شبيغل» أنّ المدعي العام سيتهم بعض قادة حزب الله. في الأشهر الثمانية عشر الأخيرة، كان حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، يعلن براءة حزبه، ويصرّ على أنّ الهدف الحقيقي لهذه الإجراءات هو قطع رأس المقاومة وتطهير المنطقة أمام الجيش الإسرائيلي. من جهتها، في موجة استقامة مفاجئة، تعهّدت الإدارة الأميركية بعدم السماح لأحد بتجنّب العدالة الدولية. وفي أي مناسبة، فإنّ القرار الاتهامي، الذي يظنّه البعض قريباً، سيوجه الاتهام إلى قادة شيعة باغتيال قائد سُنّي. سيؤدي القرار إلى فتنة، أي إلى حرب أهلية إسلامية، تجرّ المنطقة إلى مزيد من سفك الدماء والعنف.

طريق جديد للتحقيق

فتحت المعلومات التي اكتشفناها مجالاً أمام طريق جديد، وجعلت المرء يسأل لماذا لم يُخَض فيه من قبل. خلال تحقيقنا الطويل، واجهنا عدداً كبيراً من الفاعلين، ما سرّب بسرعة الخبر عمّا نعمل عليه، وأثار حذر من يرون أنّ الأدلة التي تورّط المقاومة اللبنانية تفيدهم. وسعياً وراء ترهيبنا، أطلقت «جيروزاليم بوست»، في 18 تشرين الثاني الماضي، هجوماً استباقياً عبر مقالة أشارت إلى عملنا. بطريقة تشهيرية بحتة، تتّهم كاتب هذه السطور (تييري مايسان) بأنّه تلقى مليون دولار من إيران لتبرئة حزب الله. نصل إلى الحقائق. طلب مجلس الأمن النظر في التصرفات غير المهنية للقضاة والشرطة في لبنان، وعيّن المجلس محقّقين منحهم موارد لم يكن باستطاعة لبنان منحهم إياها. منذ بداية التحقيق، كان متفقاً على أنّ الهجوم حصل عبر انتحاري كان يقود سيارة فان معبّأة بالمتفجرات. أنشئت لجنة الأمم المتحدة للتعويض عن نقص المهنية لدى اللبنانيين. بذلك، يتوقع المرء أن تتبع بدقة الإجراءات الجنائية الكلاسيكية. لكن لم يحصل ذلك. لم يُفحَص مسرح الجريمة فحصاً مفصّلاً، وذلك وفقاً لرسوم السطح التي لم تُمسّ وللصور والأشرطة التي صوّرت ذلك اليوم. لم تُستخرَج الجثث ولم تُشَرَّح. ولفترة طويلة، لم يكن هناك أي محاولة للتأكد من أسلوب العمل. بعد نبذ فرضية القنبلة المزروعة تحت الأرض، قَبِل المحققون بفرضية الفان من دون التحقق منها. لكن هذه النسخة غير قابلة للتصديق، فيمكن أياً كان، عبر النظر إلى مسرح الجريمة، أن يلاحظ الحفرة الكبيرة والعميقة التي لا يمكن أن يسببها تفجير حصل على سطح الأرض. أعادت المحكمة الخاصة بلبنان خلق مسرح الجريمة في 19 تشرين الثاني وراء أبواب مغلقة، بعد إصرار الخبراء السويسريين الذين رفضوا التصديق على النسخة الرسمية. لم يحصل ذلك في لبنان أو في هولندا، حيث المحكمة، بل في فرنسا، إحدى الدول التي تموّل المحكمة. بُنيَت الأبنية التي تحيط بمسرح الجريمة وجُلب تراب من بيروت. أُعيد بناء الموكب، ومن ضمنه السيارة المصفحة. كان الهدف البرهنة على أنّ ارتفاع المباني الباطونية حصر الانفجار، ما جعل من الممكن الحصول على الحفرة. لم يُفصَح عن كلفة هذا الاختبار المكلف. حين ننظر إلى الصور والأشرطة التي صوّرت مباشرة بعد التفجير، أول وأكثر ما يلفتنا هو اللهب. كانت قطع السيارات وأشياء عديدة تحترق. ثم كانت هناك جثث الضحايا: تفحّمت كلّها من جهة، فيما بقيت الجهة الأخرى سليمة. هذه ظاهرة غريبة لا تحمل أي شبه لما يحصل عادة في تفجيرات تقليدية. لا تقدم نظرية أنّ الفان كان يحمل مزيجاً من متفجرات «آر دي إكس»، و«بي إي تي إن» و«تي إن تي»، أيّ تفسير للأضرار التي حصلت. أكثر من ذلك، نستطيع الملاحظة، من الصورة التي تظهر جثة رفيق الحريري، أنّ ساعته الذهبية الخالصة قد ذابت، فيما بقيت ياقة قميصه الفاخر في مكانها سالمة.

ماذا حصل فعلاً؟

ولّد الانفجار تياراً ذا حرارة قوية جداً لفترة قصيرة. وبالتالي، فإنّ الجلد الذي تعرض له تفحّم مباشرة، فيما لم يحترق الجسد تحته. امتصت الأشياء ذات الكثافة العالية (كالساعة الذهبية) الحرارة ودمرت. على العكس، فإنّ الأشياء ذات الكثافة المنخفضة (مثل القماش الرقيق في ياقة قميص الحريري) لم يكن لديها الوقت لامتصاص الحرارة ولم تتأثر. إلى ذلك، تظهر الأشرطة عدداً من الأشلاء التي قطّعت بفعل الانفجار. بشكل غريب، فإنّ مكان القطع خال كلياً من الشوائب، كأنّه حصل على تماثيل طينية. لا أثر لعظام محطمة أو بارزة، أو جلد ممزق. يعود السبب إلى أنّ التفجير امتصّ كلّ الأوكسيجين وجفف الأجساد، ما جعلها هشّة. في الساعات التي تلت، اشتكى بعض الشهود في المكان من رائحة الأمراض المنتشرة. وعلى نحو مغلوط، فسّرت السلطات ذلك بأنّه ردّ فعل نفسي على الصدمة التي عانوا منها. تمثّل هذه الملاحظات أساس عمل أي تحقيق جنائي. كان يجب أن تكون نقطة البداية، لكنّها لم تظهر في أيّ من التقارير التي سلّمها «الخبراء المهنيّون» إلى مجلس الأمن. تحدث الخبراء العسكريون عن نوع المتفجرات التي يمكن أن تحدث هذا الضرر. تحدثوا عن سلاح من نوع جديد. سلاح طُوِّر لعدة عقود ونشرت عنه تقارير في مجلات علمية. إنّ دمج العلوم النووية وتكنولوجيا الصغائر (nanotechnology) يؤدي إلى انفجار يمكن السيطرة على قوته. هذا السلاح مبرمج لتدمير كلّ شيء في محيط معيّن، بدرجة عالية جداً من الدقة. بالاستناد دائماً إلى الخبراء العسكريين أنفسهم، عرفنا أنّه يمكن أن ينتج هذا السلاح أنواعاًَ أخرى من التأثيرات: يحدث ضغطاً قوياً جداً على منطقة الانفجار. ففي الدقيقة التي يتوقف فيها الانفجار، تُدفع الأشياء الثقيلة بعيداً عن الأرض، وبالتالي تطير السيارات في الهواء. هناك حقيقة واحدة، لا لبس فيها: هذا السلاح جُهِّز بكمية قليلة من اليورانيوم المُخصّب، وهو يصدر بالتالي إشعاعات يمكن قياس حجمها. لقد نجا أحد ركاب سيارة رفيق الحريري المصفحة من الانفجار. نُقل الوزير باسل فليحان إلى مستشفى عسكري فرنسي ممتاز للعلاج. ذُهل الأطباء حين اكتشفوا تعرّضه ليورانيوم مخصب. لكن لم يربط أحد ذلك بالهجوم. تقنياً، صُمِّم السلاح على شكل صاروخ صغير، بطول عشرات السنتيمترات. من المؤكد أنّه أُطلق من طائرة بدون طيار. في الواقع، أكد العديد من الشهود أنّهم سمعوا صوت طائرة تحلّق فوق مسرح الجريمة. طلب المحقّقون من الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين لديهما أقمار اصطناعية للمراقبة، تزويدهم بصور وثيقة الصلة بالموضوع. في يوم الهجوم، أرسلت الولايات المتحدة طائرة «أواكس» فوق لبنان. المعطيات التي تسجلها هذه الطائرة قد تساعد في تأكيد وجود طائرات تجسس وأيضاً تحديد مسارها. لكنّ واشنطن وتل أبيب اللتين حثّتا بلا كلل كلّ الأطراف على التعاون مع المحكمة الدولية رفضتا الطلب.

قرائن نصر الله

في مؤتمر صحافي عُقد في 10 آب 2010، أظهر نصر الله شريطاً مصوّراً، قال إنّه يعود لطائرات تجسس تابعة للجيش الإسرائيلي، واعترضها حزبه. سُجّلت كلّ تحركات رفيق الحريري على مدى أشهر، حتى آخر يوم، حيث تركزت على المنعطف في الطريق، وحيث كان مسرح الهجوم. لهذا، راقبت إسرائيل المنطقة قبل الاغتيال. ولا يعني هذا، كما أشار السيد نصر الله، أنّهم كانوا وراء الجريمة.

إذاً، مَن أطلق الصاروخ؟

هنا، أصبحت الأمور معقّدة. استناداً إلى خبراء عسكريين، كانت ألمانيا في 2005 البلد الوحيد الذي يمتلك هذا النوع من التكنولوجيا. وبالتالي، فإنّ برلين هي من دبّرت سلاح الجريمة. من هنا، من السهل فهم سبب كون المدعي العام السابق لبرلين، ديتليف ميليس، العضو الأكثر إثارة للجدل في مهنته، حريصاً على ترؤس لجنة التحقيق الدولية. في الواقع، هو معروف بصلته بعملاء استخبارات ألمان ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه). عُيِّن عام 1986 لتسليط الضوء على هجوم ملهى (لابيل ديسكو) في برلين. عمل بجدّ على تغطية كلّ البصمات الأميركية والإسرائيلية لاتهام ليبيا وتسويغ قصف قصر معمر القذافي بواسطة سلاح الجو الأميركي. في بداية عام 2000، دُفع للسيد ميليس بسخاء لمهمته كباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (معهد فكري على صلة بمنظمة آيباك، اللوبي الموالي لإسرائيل)، وفي مؤسسة «راند» (مركز أبحاث مرتبط بالصناعات العسكرية). كل العناصر التي تلقي بظلالها على نزاهته في قضية رفيق الحريري ينبغي أن تكون كافية لإزاحته عن القضية. عمل مع ميليس المفتش غيرهارد ليمان، وهو عميل سري ألماني. لقد أشار شهود، رسمياً، إلى مشاركته في برنامج تديره إدارة جورج بوش في أوروبا. تورّط هذا البرنامج في اختطاف سجناء واعتقالهم وتعذيبهم في «الثقوب السوداء» (مراكز الاعتقال غير الرسمية). ذُكر اسمه في تقرير مجلس أوروبا عن الموضوع. على الرغم من ذلك، تمكن من مراوغة كلّ الإجراءات القضائية المتعلقة بمبرر غياب قدّمه زملاؤه في الشرطة الألمانية. نشر ميليس وليمان فرضية وجود الفان الذي يحتوي على المتفجرات لتشتيت انتباه التحقيق عن السلاح الألماني المستخدم في الجريمة. أخذت عيّنات تراب مختلفة من مسرح الجريمة. في البداية خُلطت، ووُزعت على ثلاثة أوانٍ أُرسلت إلى ثلاثة مختبرات مختلفة. في الإناءين الأوّلين، لم تظهر آثار انفجار. الإناء الثالث احتفظ به ميليس وليمان، وأرسلاه شخصياً إلى مختبر ثالث. هنا، وجدت بقايا متفجرات. في المبدأ، إذا اتخذ قرار اللجوء إلى ثلاثة خبراء قانونيين، يُعتمَد الرأي الغالب في حال عدم الإجماع. لم يحصل ذلك. خرق ميليس وليمان البروتوكولات. اعتقدا أنّ نموذجهما هو وحده الجدير بالثقة، وسحبا مجلس الأمن وراءهما في مسار خاطئ. لقد بُرهن على ميزة تحقيقات ميليس ـــــ ليمان المعيبة إلى حدّ كبير. اعترف خلفاؤهما بصوت مبحوح، وأعلنوا أنّ أجزاءً كاملة من الإجراءات باطلة. بين هذه التلاعبات، ارتبطت الأكثر شهرة فيها بشهود الزور. زُعم أنّ هناك خمسة أشخاص شاهدوا الإعداد للهجوم، وجرّموا الرئيسين بشار الأسد وإميل لحود. وفي الوقت الذي قرعت فيه هذه الادّعاءات طبول الحرب، تراجع محاموهم عن الأكاذيب. بناءً على هذه الشهادات الكاذبة، اعتقل ديتليف ميليس، باسم المجتمع الدولي، أربعة من كبار الضباط اللبنانيين، وسُجنوا لمدة أربع سنوات. في طريقه مع رعاة بقره إلى البيوت، من دون إذن السلطات اللبنانية، احتجز هو أيضاً أعضاءً من محيطهم للاستجواب.

مع مساعديه الذين تحدث بالعبرية بعضهم مع بعض، تلاعب بعائلات الضباط. هكذا، نيابة عن المجتمع الدولي، أظهر لزوجة أحد الجنرالات صورة مفبركة توحي أنّ زوجها لم يخف فقط تورّطه في جريمة قتل، لكنه كان يخونها أيضاً. وفي الوقت نفسه، حاول مناورة ابن «المشتبه فيه»، لكن في هذه الحالة، لإقناعه بأنّ والدته كانت امرأة ذات أخلاق غير حميدة. وحاول إقناعه بأنّ هذا الوضع أدى بوالده اليائس إلى حماقة القتل. وكان هدفه الحث على جريمة شرف في العائلة، وبالتالي تشويه صورة أناس محترمين. الأمر غير القابل للتصديق يتمثّل في اقتراح ليمان الإفراج عن أحد الجنرالات الأربعة في مقابل شهادة زور يدلي بها ضد الرئيس السوري. الآن، يتبين أنّ رفض المحكمة محاكمة شهود الزور، كأنّها تعطي انطباع التستّر على التلاعب، هو في الواقع سعي إلى هدف سياسي مماثل (هذه المرة ضد حزب الله، وربما في المستقبل ضد آخرين). والأسوأ من ذلك أنّ المحكمة لن تسلم جميل السيّد (أحد الضباط الأربعة المحتجزين بصورة غير قانونية) محاضر الجلسات الاتهامية، كأنّها تمنعه من طلب التعويض، ما يجعلها تبدو كأنّها تتغاضى عن أربع سنوات من الاعتقال التعسّفي. من ناحية أكثر إحراجاً، تتهرّب المحكمة من مسؤولياتها. من ناحية، يجب أن تحاكم شهود الزور لإحباط مزيد من التلاعب، ومن ناحية أخرى ترفض إجراء عملية «تنظيف» قد تجبرها على اعتقال المدعي العام ميليس. مع ذلك، فإن ما كشفته «أودناكو» في ما يتعلق بالسلاح الألماني يجعل من الصعب الدفاع عن هذا الموقف. كذلك فإنّ الأوان قد فات: فاللواء جميل السيّد قدم شكوى في سوريا، وقاضي التحقيق اتهم ديتليف ميليس وغيرهارد ليمان، إضافة إلى خمسة شهود زور. يمكن المرء أن يتصور الضجة داخل المحكمة الخاصة بلبنان إذا قررت سوريا مطالبة الإنتربول بالقبض عليهم. ومثلما كان يجب على لجنة ميليس التعويض عن عدم وجود الاحتراف اللازم لدى قوات حفظ النظام والأمن، يجب على المحكمة الخاصة بلبنان أن تتأكد من نزاهة المحاكم اللبنانية المفقودة. لكن هذه الأمور ليست ضمن الأهداف، الأمر الذي يطرح مسألة شرعية المحكمة. ومن الواضح أنّه لا صلة، بأي شكل من الأشكال، للتحقيقات الأخيرة باغتيال الحريري. كل شيء يقود اللبنانيين إلى الاعتقاد بأنّ المعلومات مخصصة لإسرائيل، وفي نظرهم، لا تمثّل المحكمة الخاصة سوى أحد فروعها. في نهاية المطاف، تتسرّب الحقيقة في كل مكان. تكشف أشرطة الفيديو الإسرائيلية للطائرات من دون طيار الصادرة عن حزب الله تورّط إسرائيل في الإعداد للجريمة. تشير الحقائق المكشوفة من «أودناكو» إلى استخدام أسلحة ألمانيّة متطورة. اللغز قد اكتمل تقريباً.

الدور الألماني الملتبس وكاسيزي المؤيّد لإسرائيل

يتحدث التقرير الروسي عن جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، في مجلة «أودناكو»، الذي أعدّه تييري مايسان، عن دور ألمانيا، ويكتب: «يُتغاضى دائماً عن دور ألمانيا في الشرق الأوسط، لكن من المهم مراقبته قليلاً. بعد حرب إسرائيل العدوانية على لبنان في صيف عام 2006، أعدّت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قوة كبيرة جداً للانضمام إلى قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). سيطر هؤلاء الجنود الـ2400 على البنية التحتية لمنع وصول الأسلحة المهربة إلى المقاومة عبر البحر الأبيض المتوسط. وفي هذه المناسبة، أعلنت ميركل أنّ مهمة الجيش الألماني هي حماية إسرائيل، الأمر الذي أدى إلى موجة تمرّد بين الضباط. أرسل المئات منهم رسائل لتذكيرها بأنّهم جنود للدفاع عن وطنهم لا عن بلد أجنبي، حتى لو كان حليفاً. حدث تطوّر غير مسبوق في 17 آذار عام 2008، و18 كانون الأول عام 2010، عندما عقدت الحكومتان الألمانية والإسرائيلية اجتماعاً مشتركاً للوزراء، جرى خلاله تبنّي برامج مختلفة، وخصوصاً في قطاع الدفاع. في هذه المرحلة، يجب ألا يكون هناك أسرار كثيرة جداً بين الجيش الألماني وجيش الدفاع الإسرائيلي. التحقيق الذي أجراه ديتليف ميليس سخيف، نظراً إلى استناده إلى شهود الزور، وتلطّخ سمعته بعد الاحتجاز غير القانوني للجنرالات الأربعة، إلى درجة أنّ مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المعني بالاعتقال التعسفي، أدان الاستخدام المفرط للقوة». ويشير التقرير مع علامات استفهام إلى رئيس المحكمة القاضي أنطونيو كاسيزي: «الأنباء السيّئة تأتي بالجملة، وامتدت الشكوك الآن إلى رئيس المحكمة أنطونيو كاسيزي. كان هذا القاضي ذو السمعة الحسنة رئيساً للمحكمة الجنائية ليوغوسلافيا السابقة. ويصادف أنّه كان مؤيّداً متحمّساً للاستعمار اليهودي لفلسطين. وبوصفه صديقاً شخصياً لإيلي فيزل، تلقّى كاسيزي ووافق على جائزة شرف قدمها له فيزل نفسه. لو كان الوضع طبيعياً، لوجب عليه أن ينسحب ويستقيل عندما كشف نصر الله عن أنّ طائرات إسرائيلية بلا طيار كانت تستطلع مسرح الجريمة، فضلاً عن تحركات الضحية لأشهر عدة. الأسوأ من ذلك كله، أنّ القاضي كاسيزي يجسّد تفسيراً للقانون الدولي يسبّب الانقسام في الشرق الأوسط. على الرغم من حجب ذلك في سيرته الذاتية الرسمية، شارك كاسيزي في المفاوضات التي جرت في عام 2005 بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وتلك المطلة على البحر الأبيض المتوسط. أدى تعريفه للإرهاب إلى وصول المناقشات إلى حائط مسدود. وفقاً له، الإرهاب هو حصراً عمل الأفراد أو الجماعات لا الدول. ويترتّب على ذلك أنّ النضال ضد جيش محتل لا يمكن اعتباره «مقاومة» بل «إرهاب». في السياق المحلي، هذا الرأي القانوني يتّسق مع إطار استعماري ويجرّد المحكمة من الأهلية. لا تختلف أساليب المحكمة الخاصة عن تلك التي طبّقتها لجنة ميليس. جمع محقّقو المحكمة الخاصة ملفات ضخمة عن الطلاب اللبنانيين، مستفيدي الضمان الاجتماعي، والمشتركين في خدمات المرافق العامة».

عدد الاربعاء ١ كانون الأول ٢٠١٠

- حدث في 30 تشرين الثاني-

1853 - معركة سينوب البحرية بين روسيا والدولة العثمانية، وانتهت بتحطيم الأسطول العثماني.1854 - الخديوي سعيد يمنح الفرنسي فرديناند دي ليسيبس امتياز حفر قناة السويس.1919 - المرأة الفرنسية تحصل على حق المشاركة في الإنتخابات التشريعية.1939 – غزو الإتحاد السوفياتي لفنلندا التي أعلنت حيادها من النزاعات العالمية خلال الحرب العالمية الثانية.1948- قادة القوات العربية والاسرائيلية يوقعون اتفاقا لوقف اطلاق النار في فلسطين.1965 - تعين الشيخ جابر الأحمد الصباح رئيساً لمجلس الوزراء في الكويت.1967- اتحاد جنوب شبه الجزيرة العربية يصبح جمهورية اليمن الديموقراطية ويعلن استقلاله.1971 - القوات الإيرانية تسيطر على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى في الخليج العربي وتدعي ملكيتها.1973 - الجمعية العامة للأمم المتحدة تقر الإتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة على هذه الجريمة.1999 - نواب مجلس الأمة الكويتي يصوتون ضد منح المرأة حق التصويت في الإنتخابات. 1970 - الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبنى القرار 2649 الذي يعترف بـ "حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني".1981 - توقيع اتفاق للتعاون الإستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل.1989- اقالة وزير العلوم العمالي الاسرائيلي عازر وايزمن بسبب اتصالات اجراهامع منظمة التحرير الفلسطينية.1990 - السعودية تقرر إلغاء ديون مصر المقدرة بأكثر من 4.5 مليار دولار2005- فوز عمير بيريتس في انتخابات حزب العمل الاسرائيلي على خصمه شيمون بيريز.

خامنئي: لبنان بحاجة للمقاومة طالما النظام الصهيوني قائم (دالاتي ونهرا)المقاومة وخريطة طريق حارة حريك، كانتا عنوان اليوم الختامي للزيارة الحريرية لطهران... عن المقاومة بدأ يومه الإيراني الثالث مستمعاً، وبإعلان التزامه بالمقاومة، وضع نقطة على آخر سطر الكلام وغادر إلى باريس كما كان متوقعاً، جاءت زبدة محادثات رئيس الحكومة سعد الحريري في طهران، في الساعات الأخيرة من زيارة الأيام الثلاثة، فسمع ما يحب وما يحاول أن يتجنّبه، وهو في المقابل قال كلاماً يرضي سامعيه الإيرانيين وحلفاءهم في لبنان، لكنه بلا شك سيكون مصدر انزعاج لحلفائه ولمعارضي مساعي الحل في لبنان. بدأ الحريري يومه الثالث والأخير في طهران بلقاء صباحي مع المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي دعاه إلى «تعزيز العلاقات» بينه وبين الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وقال له، بحسب موقعه الرسمي، «هذه العلاقات يجب أن تتعزز أكثر فأكثر»، مشدداً أمامه على أنه «ما دام النظام الصهيوني قائماً، فإن لبنان في حاجة إلى المقاومة»، وأضاف: «لو كان بمقدوره، لكان النظام الصهيوني تقدم إلى بيروت، وحتى إلى طرابلس لتطويق سوريا. إن المقاومة هي العنصر الوحيد الذي يقف في وجه النظام الصهيوني». وردّ الحريري بالقول إن «أي انقسام في لبنان يخدم مصالح إسرائيل»، مشدداً على ضرورة «تعزيز الوحدة الوطنية» في لبنان. وكانت المقاومة قد حضرت أيضاً، مساء أمس، في اللقاء مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي وجّه نداءً للوحدة في لبنان، وقال لضيفه «إذا كانت الحكومة والمقاومة في جبهة واحدة، فإن هذا البلد سيسلك بقوة طريق العظمة والتطور ولن يتمكن النظام الصهيوني من إلحاق أي إساءة به». أما كلام الحريري فجاء في مؤتمر صحافي مشترك عقده والنائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي، بعدما ترأسا المحادثات الختامية التي انتهت بتوقيع 9 مذكرات تفاهم، 3 منها عن رعاية المعوقين والمسنين والأطفال، وواحدة في مجال حماية المرأة والأسرة، و5 عن التعاون في مجالات: التنمية الإدارية، التعليم والتدريب، التراث الثقافي، مكافحة المخدرات، والتعاون بين وزارتي العمل في البلدين. بدأ رحيمي المؤتمر بالإشادة «بهذه الزيارة المباركة»، مبدياً ثقته «بحكمة الرئيس الحريري وحنكته لحل كل الإشكالات» المتعلقة بموضوع المحكمة الدولية. وأعلن دعم بلاده لـ«كشف الحقيقة بمعناها الحقيقي»، مع التشديد على ضرورة أن تكون المحكمة «بعيدة جداً عن المهاترات السياسية».

ثم تحدث الحريري عن النتائج الاقتصادية والسياسية لزيارته، واصفاً النتائج السياسية بأنها «كانت جيدة ومفيدة بحمد الله، لأنها أعادت التركيز على الثوابت المشتركة للعلاقة بين البلدين، وقطعت الشك باليقين، بأن إيران دولة صديقة تريد الخير للبنان ولجميع أبنائه». وأعرب «باسم حكومة الوحدة الوطنية التي تمثّل جميع اللبنانيين» عن إرادة وطنية لبنانية جامعة في بناء علاقات ودّية ومتينة مع طهران «تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والتواصل الدائم بين المؤسسات والإدارات المختصة في البلدين». وشكر لإيران وقوفها إلى جانب لبنان «في مواجهة الحرب الإسرائيلية وتداعياتها على اللبنانيين في كل المناطق»، منوّهاً «بالدعم المميّز» الذي قدمته إلى «أهلنا في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية». وأكد «حق لبنان المشروع في تحرير أرضه في الجنوب»، والالتزام بتطبيق القرار 1701. لبنانياً، طمأن الحريري إلى «أن مسار الأمور يتحرك في الاتجاه الصحيح، وتحت مظلتين كبيرتين: مظلة الحوار الوطني اللبناني الذي لن ينقطع بين قيادات لبنان، مهما بلغت حدة الخطاب السياسي، ومظلة الرعاية السعودية ـــــ السورية المشتركة والمستمرة للملف اللبناني»، مضيفاً أن الدول الشقيقة والصديقة، «وفي مقدّمها» إيران، «تواكب هذا المسار بمسؤولية حقيقية وبكل أشكال الدعم الذي يستحقه». وبعدما نوّه بطريقة استقبال الرئيس الإيراني في لبنان قائلاً «إن لبنان يشرّفه أن يستقبل الرئيس نجاد بالحفاوة لما قدمته إيران إلى لبنان»، خلص إلى القول: «في لبنان حكومة وحدة وطنية ومعادلة أساسية هي: الجيش، الشعب والمقاومة، وهذا ما نلتزمه، ووحدتنا الوطنية هي التي تحمينا، ومن هذا المنطلق سنكمل في هذا المسار». وبهذه المواقف اختتم الحريري زيارته لإيران، التي نادراً ما ضُبط فيها مبتسماً، ثم توجّه إلى فرنسا حيث سيلتقي رئيسها نيكولا ساركوزي ورئيس وزرائها فرانسوا فييون، مبتسماً طبعاً. وقد وزّع مكتب الحريري البيان الختامي المشترك لزيارته طهران، الذي أكد فيه الجانبان اللبناني والإيراني عزمهما على توطيد العلاقات بين الدولتين ومؤسساتهما. وأبدت إيران دعمها وحدة لبنان واستقراره وصيغة العيش المشترك فيه، ومساندتها الكاملة للدولة والشعب والمقاومة الوطنية والإسلامية اللبنانية في مواجهة العدو الصهيوني، مؤكدة ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من كل المناطق المحتلة في لبنان. كذلك أبدت استعدادها «لوضع إمكانياتها وطاقاتها في شتى المجالات الفنية والهندسية والاقتصادية والزراعية تحت تصرّف الدول الصديقة، ومنها لبنان». وأبدى الجانب اللبناني تقديره لدور إيران «في دعم تحقيق الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار في لبنان»، وأعرب الجانبان عن دعمهما للمسعى السعودي ـــــ السوري المشترك في هذا المجال. كذلك أكد الجانب اللبناني حق إيران «في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية، ومعارضة سياسة المعايير المزدوجة والتمييزية في ما يخصّ الترسانة النووية وأسلحة الدمار الشامل للكيان الصهيوني، التي تمثّل خطراً على السلام والأمن الإقليمي، ويدعو إلى شرق أوسط خال من السلاح النووي». وأكد الجانبان «دعمهما نضالات الشعب الفلسطيني المظلوم في سبيل تحرير كل الأراضي الفلسطينية واسترداد حقوقه المشروعة في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريفة»، ووجوب «الوحدة والتلاحم بين الدول والشعوب الإسلامية، وضرورة اتخاذ كل الجهات المعنية الإجراءات المناسبة للتصدي للفتن الطائفية والمذهبية»، وأعلنا مساندتهما «تحقيق العدالة واكتشاف الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وعدم الاستغلال السياسي للمحكمة». واتفقا على تأليف اللجنة المشتركة العليا برئاسة رحيمي والحريري، وقد وجّه الأخير دعوة لرحيمي لزيارة لبنان فرحّب بتلبيتها «في أقرب وقت ممكن». إيرانياً أيضاً، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية البرلمانية الآسيوية في دمشق، إن «الضغوط الأميركية هي التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار وإفشال المسعى الإيراني» لإحلال الاستقرار في العراق وأفغانستان ولبنان. ورأى أن القرار الاتهامي والمحكمة الدولية «مشروع أميركي يهدف إلى ضرب الاستقرار في لبنان»، مضيفاً أن «الأطياف اللبنانية المختلفة هي صاحبة الشأن، وهي قادرة على حل مشاكلها بنفسها، ولا تحتاج إلى أحد من الخارج». وأشار إلى أنه التقى الحريري قبل توجّهه إلى سوريا، «وتطرقنا إلى القضايا الإقليمية، وكانت وجهات النظر متطابقة».

عدد الثلاثاء ٣٠ تشرين الثاني ٢٠١٠

الوثائق تصدرت عناوين صحف العالم (يوري غريباس ـ رويترز)حزب الله الهاجس الأول للأميركيّينمبارك يكره «حماس»... وسليمان هدّد إيرانالقذافي يعاني الرهاب... ومرتبط بممرّضته الأوكرانيةصالح يتبنّى الضربات الأميركيّة في اليمنإسرائيل مشغولة بـ«الخطر» الإيراني: هجوم عسكري أو قلب النظام

كما وصفت الوثائق الأميركية المسربة رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني بأنه «غير مسؤول، ومعتدّ بنفسه»، فيما رأت أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «نزق وسلطوي»، والمستشارة الأميركية أنغيلا ميركل بأنها «تتفادى المخاطر وقليلة الإبداع». أما الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، فصنّفته بأنه «تابع» لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين، الذي نُعت بـ «كلب من فصيلة ألفا».

«11 أيلول الدبلوماسية العالمية»، هكذا وصف وزير الخارجية الإيطالي فرنكو فراتيني تسريبات موقع «ويكيليس» لـ250 ألف وثيقة هي عبارة عن مراسلات بين سفارات الولايات المتحدة في العالم ووزارة الخارجية الأميركية. «11 أيلول» هزّ العالم أمس، وهو ما سعت الولايات المتحدة إلى احتوائه، ولا سيما في ما خص إيران وكلام دول الجوار حولها، الذي كان له النصيب الأكبر من الوثائق، رغم أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سعى إلى التقليل من شأنها

مهدي السيّد كشفت البرقيات السرية التي سربها «ويكيليكس»، أول من أمس، محاولة إسرائيل حث واشنطن على اتخاذ إجراءات اكثر صرامة ضد إيران، مثل فرض العقوبات وقلب نظام الحكم وحتى شن هجوم عسكري على طهران بحلول عام 2011. ويمكن القول إن وثائق «ويكيليكس» لم تترك موضوعاً يخص إسرائيل إلا طرقت بابه، بما ذلك الوضع الداخلي، إذ كشفت وثيقة بلورها السفير الأميركي السابق في إسرائيل، ريتشارد جونز، مقدَّمةً إلى وزارة الخارجية الأميركية، في كانون الثاني 2007، تحليلاً عميقاً للسياسة الإسرائيلية على خلفية أزمة القيادة التي أعقبت عدوان تموز 2006 على لبنان، وعشية نشر استنتاجات لجنة فينوغراد، حيث رأت الوثيقة أن «تقرير فينوغراد يحوم فوق رؤوس إيهود أولمرت، عامير بيرتس، ودان حالوتس، مثل سيف دموقلس». وأضاف جونز، في تقريره، أن سنة 2007 بدأت سيئة جداً بالنسبة إلى الإسرائيليين. كما حلل جونز في الوثيقة السلوك السياسي لإسرائيل مقابل اقتراح الرئيس السوري بشار الأسد الشروع في مفاوضات. وقال في الوثيقة «أولمرت وليفني وافقا على أن المفاوضات مع سوريا هي مصيدة نصبتها دمشق، تهدف إلى رفع الضغط الدولي عنها ونيل حرية عمل أكبر في لبنان. وهم يصرّون على أن المفاوضات لن تكون ممكنة ما لم تقلل سوريا من تأييدها للإرهاب أو تتخذ خطوات مباشرة لإطلاق سراح الأسرى المعتقلين لدى حماس وحزب الله». وتضيف الوثيقة أن «أولمرت وليفني حصلا على تأييد رئيس الموساد مئير دغان لموقفهما، وأن قسماً مهمّاً من المؤسسة الأمنية توصل إلى خلاصة تفيد بأن فحص نيات الأسد يمثل مصلحة إسرائيلية، ربما بواسطة قناة بديلة، من أجل محاولة تعويضه عن طهران». كما تتضمن البرقيات تفاصيل عديدة عن تقديرات زعماء إسرائيل وقادة أجهزة الاستخبارات في الموضوع الإيراني وبالنسبة إلى السبل التي سيحاولون فيها إقناع الإدارة الأميركية بالعمل بقوة أكبر ضد إيران.

وقدر الإسرائيليون، على مسمع من الأميركيين، أن 2010 هي «سنة حرجة» للتصدي لإيران. ونقلت الوثائق عن رئيس شعبة الاستخبارات المنصرف، اللواء عاموس يدلين، تحذيره الأميركيين السنة الماضية من أن «إسرائيل ليست في موضع يمكنها فيه أن تستخفّ بإيران أو أن تسمح لنفسها بأن تفاجأ مثل الولايات المتحدة في عمليات 11 أيلول». وتتضمن الوثائق أيضاً تطرقات واسعة لموقف «الموساد» ورئيسها، مئير دغان بالنسبة إلى النووي الإيراني. وتقتبس عن دغان قوله منذ آذار 2005 على مسمع من سياسيين أميركيين إن «إيران قررت التوجه إلى النووي ولا شيء يوقفها». ويشير المسؤولون الأميركيون في إحدى الوثائق الى أن محافل مختلفة في إسرائيل تعرب عن تقديرات مختلفة بالنسبة إلى وتيرة التطوير النووي في إيران. وأشار أحدهم الى أنه منذ 1993 قدرت إسرائيل أنه في 1998 ستكون لإيران قنبلة نووية. وحسب تقدير خبراء وزارة الخارجية الإميركية فإن «الجيش الإسرائيلي يبدو في نظرنا أكثر تصميماً من أي وقت مضى على التفكير في هجوم عسكري، سواء من جانب إسرائيل أم من جانبنا (الولايات المتحدة)». الحماسة العسكرية تعرض بالقياس إلى التصميم الأقل على الهجوم على ايران في أقسام أخرى من المؤسسة الإسرائيلية الرسمية. وبرأي كاتبي إحدى البرقيات، فإن إسرائيل قادرة على الاستعداد لهجوم في إيران من دون أن يكشف حلفاؤها أو أعداؤها هذه الاستعدادات. ومقابل جنرالات الجيش الإسرائيلي، رأى الأميركيون أن رئيس الموساد «متفائل بنحو مفاجئ» بالنسبة إلى نجاعة العقوبات. وفي لقاء مع مسؤول أميركي، وضع دغان خطة من خمسة عناصر لوقف النووي الإيراني تضمنت تشديد العقوبات، «وسائل سرية»، منع المعلومات والتكنولوجيا عن الإيرانيين، الضغط على المصارف التي تتاجر مع ايران، والقيام بنشاطات واسعة لتشجيع المنظمات الطلابية والمجموعات العرقية داخل إيران على تغيير النظام. ومع ذلك، في نهاية 2009 قدّر الأميركيون أن تفاؤل دغان و«الموساد» تبدد في ضوء حقيقة أن النظام في طهران نجح في التغلب على الاضطرابات في الشوارع وواصل الزخم النووي. في تلك المرحلة، وصف موقف الموساد في الموضوع كالتالي: «ليس ما يدعو إلى الاعتقاد بأن ايران ستفعل شيئاً غير استخدام المفاوضات لكسب الوقت، إذ في سنتي 2010 ـــــ 2011 ستكون لديها قدرة تكنولوجية على تركيب سلاح نووي». وحسب هذا التقدير، تعتقد إسرائيل أنه حتى 2012 سيكون بوسع إيران تركيب قنبلة نووية واحدة في غضون أسابيع وعدة قنابل في غضون نصف سنة. وأثناء لقاء في أيار 2009 بين وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك ووفد برلمانيين أميركيين، حذّر باراك من أنه لم يبق حسب رأيه سوى 18 شهراً، أي حتى نهاية 2010، لاتخاذ خيار عسكري ضد إيران. وأضافت البرقية الأميركية بتاريخ الثاني من حزيران 2009 «يقول باراك إن الفرصة لا تزال سانحة ما بين ستة الى 18 شهراً ابتداءً من الآن لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. وحسب رأيي، فإن أي حل عسكري سيؤدي الى انعكاسات جانبية لا تحتمل». ويقول موقع «ويكيليكس» إن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس سئل في اجتماع مغلق في شباط عن احتمال شن إسرائيل هجوماً، وردّ قائلاً إنه «لا يعلم إن كان سينجح لكن إسرائيل يمكن أن تنفذ عملية». وأشارت إحدى وثائق «ويكيليكس» إلى أن روسيا عرضت على إسرائيل مبلغ مليار دولار مقابل الحصول على تكنولوجيا خاصة بالطائرات من دون طيار المتطورة، كما عرضت على إسرائيل إلغاء صفقة مع إيران تزود بموجبها الأخيرة بمنظومة الصواريخ الدفاعية من طراز «أس ـــــ 300». جاء ذلك في برقية بعثت بها ممثلة نائبة وزيرة الدفاع الأميركية، إيلين تاوتشر، التي اجتمعت في تشرين الثاني من عام 2009 مع رئيس الدائرة الأمنية السياسية في وزارة الأمن الإسرائيلية عاموس جلعاد. كما يتضح من مذكرة نشرتها أيضاً صحيفة «لو موند» الفرنسية أنه «بحسب الإسرائيليين فإن موقف روسيا من الشأن الإيراني لا يزال غامضاً»، وذلك في مذكرة يعود تاريخها إلى تشرين الثاني 2009، أي قبل عام من إعلان الكرملين تراجعه عن صفقة تزويد إيران منظومة صواريخ دفاعية جوية من طراز «أس ـــــ 300». وكتب في إحدى الوثائق المؤرخة في كانون الأول 2009، أن إسرائيل قلقة جداً حيال ضرورة العمل بكل جهد لربط روسيا بالجهود الدبلوماسية الغربية تجاه إيران.

دير الزور

كشفت إحدى الوثائق عن أن دغان أبلغ مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي فرانسيس برغوس تاونسند في شهر تموز عام 2007 أن إسرائيل لن تقصف موقع دير الزور، لكن إسرائيل قصفت الموقع بعد ذلك بشهرين. وأضاف دغان أن سوريا تتوقع هجوماً إسرائيلياً عليها ورفعت مستوى جهوزيتها. وادعى دغان أنه على الرغم من أنه ليس مخططاً لتنفيذ غارة كهذه، يتوقع أن يؤدي ردّ سوريا على أي حادث صغير إلى تصعيد سريع. وبحث دغان وتاونسند خلال لقائهما في العقوبات التي فُرضت على إيران والتوتر الأمني بين إسرائيل وسوريا، وفي ما وصف بتنامي قوة الإسلامي الراديكالي في تركيا. وأشار دغان في اللقاء نفسه إلى أن الحلف الاستراتيجي بين سوريا وإيران وحزب الله لن يتغير، وأن الرئيس السوري بشار الأسد يعتقد أن هذه السياسة صحيحة وناجحة. وأضاف أن ثمة اعتقاداً أن في الإمكان الفصل بين سوريا وإيران، وأن هذا هو المفتاح لإضعاف حزب الله. وأردف قائلا إنه «فقط من خلال تطبيق قرارات الأمم المتحدة على لبنان وزيادة الجهود لتفكيك حزب الله سيتمكن المجتمع الدولي من إزالة الصمغ الذي يربط بين إيران وسوريا». وتابع دغان أن «تطبيق هذه القرارات سيزيد الضغوط على الأسد الذي يخشى من أن يحاكَم في قضية اغتيال رئيس حكومة لبنان، رفيق الحريري، أكثر من أي شيء آخر، حتى أن هذا التهديد قد يخيف السوريين بما بكفي لدفعهم إلى الابتعاد عن إيران والاتجاه إلى شريكة طبيعية أكثر، مثل جامعة الدول العربية».

عملية التسوية

كما أعرب دغان عن تشاؤم شديد بالنسبة إلى فرص المسيرة السلمية مع السلطة الفلسطينية. وقال إنه «أمر لن يتحقق». وحسب أقواله، وحدها الأعمال العسكرية الإسرائيلية هي التي منعت سقوط حكم «فتح» في الضفة، مثلما حصل في قطاع غزة. وأضاف أنه من دون إسرائيل ستنهار حكومة السلطة في غضون شهر، والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) سينضمّ الى «ابنه الغني على نحو غريب» في قطر.

العلاقة مع تركيا

وعن الوضع التركي، قال دغان: «أنا متخوف جداً من تفكك الوسط العلماني هناك تدريجاً، وسيغرق الوضع هناك في التطرف شيئاً فشيئاً»، مضيفاً: «لو أن الجيش التركي كان يتلقى مساعدات مباشرة من الولايات المتحدة، لكان من الممكن أن يعمل بجدية أكثر، وبصلابة، لمنع صعود الإسلاميين إلى الحكم».

نتنياهو: لم نتضرّر

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن تسريب الوثائق السرية الأميركية عبر موقع «ويكيليكس» الإلكتروني لم يلحق أضراراً بإسرائيل، لكنه رأى أن على الزعماء العرب التحدث بصراحة مع شعوبهم، في إشارة إلى مطالبة الولايات المتحدة بمهاجمة إيران. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله خلال اجتماع مع لجنة المحررين في وسائل الإعلام العبرية في تل أبيب «لا أعتقد أن إسرائيل تضررت من التسريبات»، لكنه وصف التسريبات بأنها «يوم تاريخي في ما يتعلق بالعلاقة بين الصحافة والدبلوماسية». وتطرق نتنياهو إلى الوثائق التي كشفت أن ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وملك البحرين حمد بن خليفة آل ثاني طالبا الولايات المتحدة بمهاجمة إيران، وقال «إذا قال زعماء مثل هذه الأمور علناً، فإن هذا سيكون تغييراً مهماً، وعندما يكون الزعماء مستعدين لقول الحقيقة لشعوبهم فهذا سيدفع السلام إلى الأمام».

عدد الثلاثاء ٣٠ تشرين الثاني ٢٠١٠

لم يكن اليمن بمنأى عن تسريبات «ويكيليكس»، في ظل ما يشهده الدور الأميركي في أراضيه، من تعاظم لملاحقة عناصر تنظيم «القاعدة». ورغم أن المعلومات عن اليمن اختُصِرت في وثيقة واحدة، مسرّبة عن لقاء جمع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي (في حينه) دايفيد بترايوس في الثاني من شهر كانون الثاني من العام الحالي، إلّا أنها كانت كافية للدلالة على طبيعة العلاقة، وتحديداً الأمنية، التي تربط اليمن والولايات المتحدة، فضلاً عن نظرة السلطات اليمنية لعدد من دول الجوار. ومن أبرز ما تضمنه محضر الاجتماع، إبداء صالح استعداده للتستر على الضربات العسكرية الأميركية الموجهة إلى تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، من خلال الادعاء أن الهجمات نفذتها القوات اليمنية. وتوجه صالح لبترايوس بالقول: «سنستمر في القول إنها قنابلنا وليست قنابلكم»، ما دفع نائب رئيس الوزراء اليمني، رشاد العليمي للضحك لأنه «كذب لتوه على البرلمان اليمني بقوله إن القنابل التي أسقطت في أرحب وأبين وشبوة على القاعدة أميركية الصنع، لكن الهجوم نفذته القوات اليمنية». وأظهرت الوثيقة تعامل صالح بفتور مع اقتراح أميركي لوضع قوات أميركية داخل منطقة العمليات المسلحة. كذلك أبدى قلقه من تأثير الخسائر البشرية على الجهود المستقبلية لمحاربة تنظيم «القاعدة». وبدا أن صالح لم يكن على اطلاع كافٍ على حجم الخسائر التي سببتها عملية أبين، بعدما جادله بترايوس بأن زوجة أحد قياديي «القاعدة» وطفليه، هم المدنيون الوحيدون الذين لقوا حتفهم في الضربة الجوية. لكن الرئيس اليمني لم يكن لديه أي اعتراض على اقتراح بترايوس التوقف عن استخدام صواريخ كروز، مشيراً إلى أنها «ليست دقيقة جداً». ورحب بالاستعاضة عنها بقاذفات القنابل الموضوعة خارج الأراضي اليمينة «بعيداً عن الأنظار»، لاستخدامها ضد أهداف «القاعدة في جزيرة العرب»، عندما تصبح المعلومات الاستخبارية متاحة. وسلطت الوثيقة الضوء على مطالب يمنية محددة، في مجال المساعدات العسكرية، وبينها طلب يمني بالحصول على اثنتي عشرة مروحية عسكرية، لا مانع من أن تحاول الولايات المتحدة إقناع السعودية والإمارات بتقديمها مناصفة، بعدما تعهد صالح باقتصار استخدامها على محاربة تنظيم «القاعدة». ووافق صالح كذلك على اقتراح بترايوس تخصيص 45 مليون دولار من المساعدات الأميركية المرصودة لليمن في عام 2010 لتدريب وتجهيز فوج الطيران، الذي وصف قائد القوات الأميركية العلاقة معه بـ«الشائكة»، على أن يركز بدوره عملياته على «القاعدة»، لا في صعدة. كذلك كشفت الوثيقة رفض الرئيس اليمني مشاركة قطر في مؤتمر المانحين الذي عُقد في لندن مطلع العام الحالي، بعدما صنفها إلى جانب إيران وليبيا وإريتريا، باعتبارها من بين الدول التي تعمل ضد اليمن. إلى ذلك، جاء في الوثيقة أن صالح اشتكى من عمليات التهريب التي تأتي من جيبوتي، وطلب من بترايوس نقل رسالة إلى الرئيس الجيبوتي، إسماعيل عمر جيلي، مفادها «أنا غير مهتم إذا هرّب ويسكي إلى داخل اليمن ـــــ وخصوصاً إذا كان من نوعية جيدة ـــــ لكن ممنوع تهريب المخدرات والسلاح». (الأخبار)

عدد الثلاثاء ٣٠ تشرين الثاني ٢٠١٠

حازت شخصية الزعيم الليبي معمر القذافي نصيبها من التحليل في وثائق «ويكيليكس» المسرّبة، مظهرةً خوف القذافي من الأماكن المرتفعة، فضلاً عن ارتباطه بممرضة أوكرانيّة

حملت إحدى الوثائق المسرّبة من موقع «ويكيليكس» عنوان «لمحة عن غرابة الزعيم الليبي معمر القذافي»، مشيرةً إلى أن «ضبابية وغرابة أطوار» القذافي ظهرت في ترتيبات زيارته للولايات المتحدة للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي عُقدت في أيلول من عام 2009. ووفقاً للوثيقة، عندما قُدم طلب إلى القنصلية الأميركية في ليبيا للحصول على تأشيرة سفر للزعيم الليبي، طلب أحد موظفي القذافي، الذي حُذف اسمه من القنصلية الأميركية، أخذ إحدى الصور المنتشرة للقذافي في شوارع البلاد لتصغيرها ووضعها في طلب التأشيرة، لكنّ القنصلية أصرت على تقديم صورة شخصية للقذافي، فرضخ المسؤول في النهاية. كذلك كشفت الوثيقة خشية القذافي من الأدوار المرتفعة. وتولّى المسؤول عن الإعداد لزيارة القذافي إبلاغ الأميركيين أن الزعيم الليبي يجب أن يبقى في الطابق الأول في أي مكان يُختار مقر إقامة له. وأبلغ المسؤول بطريقة منفصلة مسؤولين أميركيين في واشنطن أن القذافي «لا يستطيع صعود أكثر من 35 درجة». وأظهرت الوثيقة كره القذافي للرحلات الطويلة، وخوفه من التحليق فوق الماء، وهو ما دفع المسؤول الليبي نفسه إلى إبلاغ السلطات الأميركية أن الوفد الليبي سيصل إلى نيويورك عبر البرتغال، لأن القذافي «لا يستطيع أن يطير أكثر من ثماني ساعات». وإلى جانب مخاوف القذافي، سلطت الوثيقة الضوء على اعتماده تماماً على ممرضته الأوكرانية، غالينا كولوتنياستكا، التي وصفت بأنها «شقراء فاتنة»، وهي من ضمن طاقم مؤلف من أربع ممرضات أوكرانيات، مهمتهن الاهتمام بصحة القذافي ومزاجه العام. وجاء في الوثيقة أنه عندما سبّبت بعض إجراءات السفر عدم لحاق الممرضة بوفد القذافي المتجه إلى نيويورك، أرسل القذافي إليها طائرة خاصة نقلتها من طرابلس لتنضم إلى الوفد الذي أمضى ليلة في البرتغال. وأوضحت الوثيقة نقلاً عن بعض المتصلين بالسفارة الأميركية قولهم إنّ القذافي «على علاقة غرامية» بالممرضة الأوكرانية البالغة من العمر 38 عاماً. مجموعة أخرى محدودة من الشخصيات يبدو أنها تحوز ثقة القذافي، من بينها الشخص الذي تولى تنسيق زيارة القذافي إلى نيويورك، وآخر كانت يُلقى على عاتقه تأمين الاستعدادات لعقد القمة الأفريقية في أيلول 2009. ولفتت الوثيقة إلى أن كبير موظفيه، صلاح الدين البشير، يبدو أنه يؤدّي دوراً مهماً في الدائرة الضيقة للقذافي، إلى جانب نجل الأخير معتصم. من جهتها، لفتت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن إحدى البرقيات الدبلوماسية الأميركية تفيد أن الزعيم الليبي غضب من الاستقبال الذي خصص له خلال زيارته إلى نيويورك عام 2009، فامتنع عن الوفاء بوعد قطعه بتسليم روسيا كمية من اليورانيوم موجودة في بلاده. (الأخبار)

عدد الثلاثاء ٣٠ تشرين الثاني ٢٠١٠ |

الأكثر قراءة