باريس ــ بسّام الطيارة لا تزال قضية ترحيل الغجر من فرنسا تتفاعل على الصعيد الخارجي في صورة تراشق بين الحكومة الفرنسية، المترنحة والمعلنة نهايتها قبل نهاية الشهر حسب معلومات «الأخبار»، وبين المؤسسات الدولية والأممية الناشطة في مجال حقوق الإنسان. وبالطبع، كان هذا الملف حاضراً بقوة على طاولة القمة الأوروبية أمس. الرئيس الدوري للمجلس الأوروبي، رئيس الوزراء البلجيكي إيف لوتيرم، صرح عند وصوله إلى الاجتماع بأنّ «من واجب المفوضية السهر على حسن تطبيق فرنسا لتعهداتها في مسألة الغجر، فهذا من مسؤولياتها الأساسية»، وهو ما رأى فيه البعض دعماً مباشراً للمفوضية. وكان السجال في هذا الشأن قد انتقل قبل يومين إلى أروقة الدوائر الأوروبية مع تهديدات بملاحقات قانونية للدولة الفرنسية بسبب سياستها التي «لا تحترم القوانين الأوروبية» بتمييزها في التعامل بين المواطنين الأوروبيين. وما زاد من احتدام السجالات كشف الصحافة الفرنسية عن تعميم أصدره وزير الداخلية بريس هورتوفو يطلب فيه من الشرطة العمل على «فكفكة ٣٠٠ مخيم للغجر وترحيلهم»، ما يمكن اعتباره «إشارة عنصرية لمجموعة سكانية مستهدفة»، حسب تفسير القانونيين. على أثر ذلك، تحركت المفوضة الأوروبية المكلفة شؤون العدالة والحقوق الأساسية فيفيان ريدينغ واتهمت الحكومة الفرنسية بالتصرف كالنازيين إبان الحرب العالمية الثانية تجاه المواطنين اليهود والغجر، وهي «سياسة تقوم على التمييز العرقي». وسبّب ذلك صدمة قوية للفرنسيين، وخصوصاً أنّ مفوض حقوق الإنسان في المجلس الأوروبي، السويدي توماس هماربرغ، كان قد قارن هو الآخر بين الخطاب الفرنسي إزاء الغجر والخطاب النازي إزاءهم وإزاء اليهود. وتضامنت المفوضية الأوروبية مع المفوضة اللوكسمبورغية الأصل التي قالت «إنها تخشى من عودة إلى الاستهداف العرقي والماضي المظلم الذي عاشته أوروبا». ورأى رئيس المفوضية خوسيه مانويل باروزو أن ريدينغ تتكلم باسم المفوضية كاملة. ورأى عديدون أنّ رد ساركوزي في هذه الأزمة، التي لم يشهد مثلها الاتحاد الأوروبي منذ ٤٠ سنة، جاء «يحمل النفَس العرقي التمييزي داخل أوروبا». إذ قال أمام عدد من أعضاء مجلس الشيوخ إنّ ريدينغ تستطيع «أن تستقبل الغجر في اللوكسمبورغ إذا أرادت»، في إشارة إلى جنسيتها الأصلية وفي خروج عن العرف الأوروبي الذي يرى أنّ المفوض الأوروبي يمثل كلّ المواطنين الأوروبيين. ورغم إعلان أسف ريدينغ على «التفسير الخاطئ لما قصدته»، وهو ما رأى فيه البعض تهدئة للعاصفة عشية اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إلا أنّ التسريبات أكدت أنّ مسألة الغجر احتلت حيزاً هاماً في القمة، التي شهدت «سجالاً حاداً» بين ساركوزي وباروزو، بحسب ما أعلن رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، الذي أضاف أن القمة لم تقرر شيئاً في مسألة الغجر، التي رُحلت إلى القمة المقبلة. في هذا الوقت، ضرب ساركوزي عرض الحائط بكل الانتقادات الأوروبية، وأعلن في ختام القمّة أن بلاده ستواصل تفكيك «كل المخيمات غير القانونية» مهما كانت أصول من يشغلونها. أما في الجبهة الداخلية، فقد سارع البرلمان الفرنسي في إمرار مشاريع قوانين ساركوزي، كأنّه في سباق مع الوقت: قانون البرقع وقانون سحب المساعدات المدرسية من المتخلفين عن الصفوف، وقانون سحب الجنسية من الجانحين. وأُقرّ مشروع قانون الضمان الاجتماعي وسط شغب وصراخ لم تعرفه قاعة البرلمان الفرنسي منذ عقود عديدة. وللمرة الأولى، يسمع في أرجاء القاعة التاريخية تهمة «انقلابي» موجهة إلى رئيس الجمعية الوطنية الذي رفع الجلسة قبل أن يصل دور نواب المعارضة والمستقلين لشرح تصويتهم، ما منع ١٥٠ نائباً من الكلام في مخالفة مفضوحة لقانون البرلمان الفرنسي من رئيس الجمعية الوطنية برنار أكوايه. ولاحق نواب المعارضة أكوايه داخل أروقة المجلس وهم يصرخون «استقل»، وصرّح أكثر من نائب بأنّ «الأوامر أتت من ساركوزي» في إشارة إلى خرق فاضح للفصل بين السلطات. وبعد ساعات، جرى التصويت الذي لم تكن نتيجته موضع شك؛ لأنّ حزب ساركوزي يحتفظ بغالبية مريحة، فوافق ٣٢٩ عضواً على مشروع القانون واعترض عليه ٢٣٣ عضواً، وبات القانون الذي يُعَدّ من أهم منجزات ساركوزي في ولايته، في منتصف الطريق نحو إقراره، رغم وعد اليسار «بتغييره حالما يعودون إلى الحكم». ويبدأ مجلس الشيوخ النظر بالمشروع في ٢٣ الشهر الحالي، وقد دعت النقابات التي لم تتراخَ تعبئتها إلى «إضراب عام» في التاريخ نفسه لتأكيد رفضها له. وبالطبع تتابع شعبية ساركوزي تراجعها مع كل استفتاء جديد للرأي. ولم يعد نافلاً الحديث عن إمكان خسارة ساركوزي الانتخابات الرئاسية أمام أي من منافسيه الاشتراكيين، مارتين أوبري سكرتيرة الحزب، أو دومينيك ستروس كان، مدير صندوق النقد الدولي. وأحدث استطلاع نشرته صحيفة «لو باريزيان» صدمة لدى اليمين الساركوزي، بعدما بيّن ارتفاع شعبية دومينيك دو فيلبان، الخصم اللدود، على نحو مفاجئ، بحيث بات يتعادل مع ساركوزي (١٨ في المئة). وتترافق هذه النتيجة مع إعلان استعداد النواب المؤيدين لدو فيلبان الانفصال عن حزب الأكثرية الشعبية الحاكم لتأليف مجموعة مستقلة، مع حديث عن إمكان انضمام نواب «حزب الوسط الجديد» الذي يمثلهم في الحكومة وزير الدفاع هيرفيه موران. عوامل قد تكون إشارة إلى «بداية النهاية» لساركوزي، ولا سيما أن التفكّك يصيب الحلف الذي أوصله إلى الإليزيه.
فضائح متلاحقة للمقربين من الرئيسأقحمت سياسة الرئيس نيكولا ساركوزي فرنسا في فوضى فقاعات الفضائح التي تتوالى واحدة تلو الأخرى وتحمل شوائب متشابهة فيها بعض المحاباة وتجاوز القوانين وفرض إيقاع وتوجه للتغيير بحجة «تنفيذ ما وعد به المرشح عام ٢٠٠٧». إلا أنّ هذا التراكم بدأ يكوّن لطخة تتوسع وتزيد من تراجع صورة اليمين الحاكم في فرنسا. لنضع جانباً فضيحة وزير العمل إيريك فورت. ففي فضيحة التجسس على صحيفة «لوموند» لطمس فضيحة فورت، برز اسم مدير الشرطة المقرب جداً من ساركوزي فرديريك بنشار والدور الذي أداه في تبرير ملاحقة التسريبات. إلا أنّ «ردة فعل الصحافة» لم تطل لترد على نحو غير مباشر أمس، إذ كشفت صحيفة «لو باريزيان» عن «لفلفة قضية ابن بنشار» الذي أوقف بحالة السكر الشديدة منذ سنة فتعرض لرجال الأمن بالتهديد بالويل والثبور قبل نقله إلى مركز الشرطة حيث حضر والده وأخرجه من دون أي ملاحقة. وكشفت مصادر مقربة عن «اختفاء أوراق الدعوى والتقارير الملحقة» وأنّ رجال المخفر أُنِّبوا وقيل لهم «اعتبروا أنّ الحادثة لم تحصل». وقبل يومين أوقف مدير مكتب رئيس الوزراء فرانسوا فيون وهو ويقود سيارة بحالة سكر شديدة فتهجم على رجال الشرطة قبل أن يعتذر ويستقيل.
(يو بي آي)
(أ ف ب)
خاص الموقع
(رويترز) - أيام قليلة وتتوصل الولايات المتحدة وإسرائيل إلى اتفاق بشأن بيع 19 طائرة إف-35 التي تصنعها شركة شركة لوكهيد مارتن لتكون أول صفقة لبيع هذه الطائرة الحربية خارج الولايات المتحدة.وقال جيفري ويرينجا مدير وكالة تعاون الامن الدفاعي بوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) لرويترز في مقابلة في معرض فارنبارا للطيران "الكرة في ملعبهم. انني في انتظار ان يتخذوا قرارا في أي يوم."ورفضت لوكهيد مارتن التعليق على التطورات المتعلقة بصفقة الطائرات الجارية بين الحكومتين الامريكية والاسرائيلية لكنها قالت إن رغبة اسرائيل في شراء هذه الطائرة دليل على الثقة التي تتمتع بها الطائرة على المستوى العالمي.ويتوقع محللون أن تصل الصفقة إلى ثلاثة مليارات دولار.وقال ستيف أوبرايان نائب رئيس لوكهيد لتطوير أعمال الطائرة إف-35 لرويترز "عندما يختارون إف-35 نعتقد أنها شهادة لإمكانيات الطائرة."وأشار أوبرايان إلى أن إسرائيل تواجه تحديات عسكرية هائلة.وقالت لوكهيد إنها على وشك التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الأمريكية لشراء دفعة رابعة من الطائرة إف-35 بعدد 32 طائرة وقال ان الاتفاق قد يتم في "أي يوم".وسوف تصبح إسرائيل أول دولة أجنبية توقع اتفاقا لشراء الطائرة إف-35 خارج إطار الشركاء الدوليين الثمانية الذين ساهموا في تطويرها.وتجري المفاوضات بشأن الصفقة منذ سبتمبر أيلول 2008 عندما وافق البنتاجون على بيع 25 طائرة مع امكانية رفع العدد 50 طائرة أخرى في السنوات القادمة.
ستوكهولم 2 حزيران 2010 (ا ف ب)
كشف تقرير نشر الاربعاء ان النفقات العسكرية العالمية سجلت زيادة قياسية جديدة في 2009 ولم تتأثر بالازمة الاقتصادية، معززة بالولايات المتحدة التي لم يؤد تبدل ادارتها الى تغيير هذا الاتجاه.وقال المعهد الدولي لابحاث السلام في ستوكهولم ان العالم خصص 1531 مليار دولار (1244 مليار يورو) للقطاع العسكري العام الماضي، اي بزيادة 5,9 بالمئة بالمقارنة مع 2008 و49% بالمقارنة مع العام 2000، بالاسعار الثابتة.وصرح سام بيرلو فريمان المسؤول في المعهد المتخصص بالابحاث عن النفقات العسكرية ان "عددا كبيرا من الدول زادت نفقاتها العامة الشاملة في 2009 لدعم الطلب ومكافحة الانكماش".واضاف ان "النفقات العسكرية لا تشكل عادة جزءا من الحوافز الاقتصادية لكنها لم تخفض ايضا".واشار المعهد الى زيادة النفقات العسكرية في 65 بالمئة من الدول التي تمكنت من الحصول على ارقام بشأنها.فقد استثمرت الولايات المتحدة التي تحتل المرتبة الاولى في النفقات العسكرية في العالم وبفارق كبير عن البلدان الاخرى، 661 مليار دولار في هذا القطاع العام الماضي، اي بزيادة 47 بالمئة عن 2008.وتشكل الزيادة الاميركية اكثر من نصف الزيادة في العالم (54 بالمئة)، حسب المعهد نفسه.ولا يملك المعهد ارقاما عن المعهد لكنه قدر النفقات العسكرية بمئة مليار دولار. وجاءت فرنسا في المرتبة الثالثة بنفقاتها التي بلغت 63,9 مليار دولار. وقال بيرلو فريمان ان "الارقام تدل ايضا على ان القوى الكبرى والمتوسطة مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند والبرازيل جعلت من النفقات العسكرية خيارا استراتيجيا على الامد الطويل تتمسك به حتى في فترات الصعوبات الاقتصادية".وفي المجموع، جرت 54 عملية حفظ السلام في العالم العام الماضي "بلغتها كلفتها المعروفة" والتي لا سابق لها 9,1 مليارات دولار.وفي العديد، نشرت الولايات المتحدة 219 الفا و278 شخصا (89% عسكريون و11% مدنيون) بزيادة نسبتها 16 بالمئة عن 2008، حسب المعهد.واضاف ان "هذه الزيادة مرتبطة بتعزيز القوات في مناطق عمليات حفظ السلام الجارية والكبرى منها في اطار حلف شمال الاطلسي في افغانستان".وقال المعهد ان الولايات المتحدة "عززت باكثر من الضعف" وجودها في افغانستان العام الماضي وستتجاوز النفقات العسكرية في هذا البلد في 2010 تلك المخصصة للعراق حيث بلغت على التوالي 65 مليار دولار و61 مليارا على التوالي.ورأى الباحث تيم فوكسلي انه على الرغم من جهود الاسرة الدولية والحكومة الافغانية لتشجيع حوار مع طالبان، فان الحركة "لن تنضم على الارجح الى عملية تسوية سياسية بالكامل ما لم تر موقعها يضعف".واكد التقرير ان نفقات العمليات ارتبطت خصوصا بمكافحة الارهاب ومكافحة المخدرات.واخيرا قدر المعهد ب8100 عدد الرؤوس النووية العملانية التي تملكها القوى النووية الثماني في 2009 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والهند وباكستان واسرائيل).ومن هؤلاء "حوالى الفين بحالة تأهب متقدمة ويمكن اطلاقها في اي دقيقة!
تسعى النقابات اليونانية للدخول في اختبار قوة احتجاجاً على خطة التقشف التي أقرّتها الحكومة فدعت موظفي القطاع الخاص والمدرسين الى وقف العمل اليوم والنزول الى الشارع عشية إضراب عام يتوقّع أن يشلّ البلاد. واحتلّ نحو مئتي ناشط شيوعي صباح الثلاثاء موقع الاكروبول الاثري الشهير في أثينا ورفعوا فيه لافتة عملاقة تدعو الى التعبئة. وكتب على اللافتة باللغتين اليونانية والانكليزية «يا شعوب أوروبا انتفضوا!». وأوضح النائب الشيوعي نيكوس باباكونستينو في تصريح لاذاعة «فلاش» أنهم يريدون نشر الرسالة «في كل انحاء اليونان واوروبا». واضاف النائب «تتخذ في اوروبا تدابير تقضي على المكاسب الاجتماعية في كافة أنحائها لكن الغضب الشعبي سيأتي على المنظمات الامبريالية». وتمكّن الناشطون من دخول الموقع الخاضع لحراسة مشددة مرددين شعارات ورافعين الاعلام الحمر بدون منع السياح من مواصلة زيارتهم الى الاكروبول الذي يعتبر من المواقع الاثرية التي تتلقى اكبر عدد من السياح في العام وغادروا المكان قبل الظهر. وقد اعتاد الحزب الشيوعي اليوناني «كي.كي.اي» والنقابة الموالية له «بامي» وهما في طليعة التعبئة ضد اجراءات التقشف التي فرضت على اليونان بسبب عجزها المالي، على مثل هذه العمليات الاعلامية. وجرت عملية احتلال الاكروبول في اول يوم من الاضراب في قطاع التوظيف العمومي لمدة 48 ساعة، وعشية اضراب عام دعت اليه اكبر نقابتين في القطاعين الخاص والعام. وتأمل النقابات في تعبئة كبيرة ضد خطة التقشف التي تمت المصادقة عليها في اثينا الاحد مقابل مساعدة مالية قدرها 110 مليار يورو من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي. اللافتة معلّقة على الأكروبوليس (ا ب)
وتنص هذه الاجراءات غير المسبوقة من حيث صرامتها على الغاء راتبي الشهرين الثالث عشر والرابع عشر للموظفين الرسميين والشهرين الثالث عشر والرابع عشر للمتقاعدين على ان يتم تعويضهما بعلاوات لذوي الدخل المتدني. ويفترض ان يشل اضراب العاملين في القطاع الرسمي الوزارات والبلديات والمستشفيات التي ستعمل بعدد ادنى من الموظفين. كما قد يعطل اضراب في الطيران المدني اعتباراً من اليوم الرحلات الجوية الداخلية وتوقعت شركة طيران «اوليمبيك» الغاء 42 رحلة داخلية والرحلات بين اثينا ولندن بينما الغت شركة ايجيان 17 رحلة داخلية. وستلغى كافة الرحلات الاربعاء لانّه يتوقع ان يشارك مراقبو الرحلات الجو في الاضراب العام. ودعت اتحادات التجار عناصرها الى الانضمام الى الاضراب لكن من الصعب توقّع حجم تعبئتها في حين أعرب تجار اثينا عن نيتهم فتح محلاتهم التجارية. من جانب اخر حذر وزير المالية الالماني فولفغانغ شويبله الثلاثاء من أنّ اليونان قد تعرض نفسها الى الافلاس اذا لم تف بالتزاماتها مذكراً بأنّ دفع المساعدة مرهون بمراقبة صارمة. وقال الوزير المحافظ «اذا وقع تهاون» في برنامج التقشف فإنّ «دفع الاموال سيتوقف وستكون اثينا حينها معرضة الى الافلاس». وقال شويبله عقب لقاء مع ممثلي القطاع المالي إنّ المصارف الالمانية ستشارك في مساعدة اليونان بدون تحديد قيمة تلك المساهمة. وفي بيان مشترك اعرب اصحاب المصارف عن «استعدادهم كممثلي القطاع المالي في المانيا على غرار زملائهم الاوروبيين لتقديم مساهمة ايجابية في العملية الحالية» لمساعدة اليونان. وحضر ممثلو عدد من كبار المصارف الالمانية بمن فيهم مدير اكبر مصرف في البلاد «دوتشي بانك» يوزف اكيرمن الاجتماع مع شويبله. ودعا الوزراء الاوروبيون المصارف الى المساهمة في انقاذ اليونان في حين قام وزراء مالية منطقة اليورو الاحد بتفعيل خطة مساعدة مشتركة بين الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي بقيمة 110 مليار يورو على مدى ثلاث سنوات لدعم اليونان التي وصلت الى شفير الافلاس. والتزمت الحكومة اليونانية في المقابل بتطبيق برنامج تقشف صارم لاصلاح العجز الهائل في ماليتها العامة. (أ ف ب)
عدد الاربعاء ٥ أيار ٢٠١٠استقبلت العاصمة المغربية اليوم 6 يونيو 2010 مئات الآلاف من المغاربة والمغربيات من مختلف الأعمار والمدن والجهات، تقاطروا على مدينة الجهاد والرباط تنديدا بالمجزرة الهمجية التي أودت بحياة عشرات الشهداء الذين سقطوا في معركة الشرف والرجولة، تضامنا مع غزة وشعبها المحاصر منذ أربع سنوات، بعد أن أقدم العدو الصهيوني على اقتحام أسطول الحرية بوحشية متناهية داست على كل الأعراف والقوانين والشرائع. ففي ساحة باب الأحد ومنذ الصباح الباكر بدأ الآلاف من المغاربة يتقاطرون من مختلف المدن تلبية لنداء نصرة غزة ودعما لمطب رفع الحصار الظالم عنها. فعلى امتداد الشوارع الرئيسية بالرباط ارتفع صوت موحد جامع يندد بالنازية الصهيونية، ويستنكر الصمت الدولي عن الحصار المنافي لكل القيم والأعراف الدولية، ويتبرأ من التواطؤ العربي الرسمي، وقد أعلن الجميع مساندته التامة لغزة المحاصرة وفلسطين المحتلة. "تحية شعبية.. لقافلة الحرية" و"إدانة شعبية.. للقرصنة الصهيونية" و"يا شهيد ارتاح ارتاح.. كلنا رمز الكفاح"، وغيرها من الشعارات واللافتات التي تزينت بها العاصمة.
كما أكد الكثير من المشاركين استعدادهم التام للمشاركة في قافلة الحرية 2 التي يجري الإعداد لها ويراد أن تكون مغاربية الانطلاق هذه المرة. وقد شاركت في المسيرة مجموعة من القيادات الشعبية والسياسية وممثلين عن المجتمع المدني كان في مقدمتهم المغاربة المشاركون في أسطول الحرية .كما عرفت المسيرة في مختلف أطوارها أجواء من الاحتفاء بأعضاء الوفد المغربي العائد من المشاركة في أسطول الحرية من خلال رفع صورهم والهتاف بأسمائهم وتحيتهم وحملهم على الأكتاف إشادة بخطوتهم الشجاعة بتمثيل الشعب المغربي في قافلة كسر الحصار عن غزة. ومن جهته شدد الأستاذ محمد بنجلون الأندلسي، منسق الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، على أن "العناد الإسرائيلي لا يمكنه أن يخضع إلا بوجود مقاومة وعناد ذوي الحق وأعتقد أن أسطول الحرية استطاع أن يجمع العديد من الأصوات الحرة في العالم لتقول بصوت واحد كفى لهذا الحصار اللاإنساني لشعب أعزل المسجون جماعيا أمام أنظار العالم كله" . واعتبر أن "أسطول الحرية أكد للكيان الإسرائيلي بأن ليس له بعد اليوم أن يفعل ما يريد" ، وقدم "للعرب والمسلمين درسا واضحا هو أن قضية غزة أصبحت تثير المشاعر الإنسانية فلا يتخلفوا عن الدعم حتى لا يفوتهم الركب" . أما الأستاذ خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، فدعا إلى "استمرار الضغط واتساع دائرة القوافل الإنسانية الخارقة للحصار واتخاذ المواقف السياسية القوية" ، أكد بأن "الواجب الآن على الأنظمة العربية أن تؤمن بأن الخيار الوحيد الضاغط على الكيان الصهيوني هو خيار المقاومة وبالتالي لا معنى للحديث مجددا عن خيار السلام، ولا مجال للتمسك بالمبادرة العربية التي يجب سحبها، ولا مجال مطلقا لاستمرار العلاقة مع الكيان الصهيوني من طرف الأنظمة التي تربط هذه العلاقة في شقها السياسي أو الاقتصادي أو الدبلوماسي أو الثقافي، وبالمناسبة سيكون من العار أن يحضر صهاينة في مهرجان الموسيقى الروحية بفاس وقد طالبنا بإلغاء حضورهم" ، واسترسل راصدا الإمكانيات المتاحة للأمة بقوله "وسيكون من العار الاستمرار في تزويد الكيان الصهيوني بمواد عربية وإسلامية، وسيكون العار أن يبقى معبر رفح مغلقا أو فتحه لأجل يجب أن يكون فتح شامل ودائم، ويجب أن نتابع القيادات الصهيونية عن جرائمها أو غيرها من الجرائم. وبالتالي هناك قرارات عربية في يد الأمة العربية والإسلامية يمكنها أن تؤدي إلا نتائج ملموسة" .