بيان اتّحاد المعلّمين العالميّ ( FISE) حول نقْل السفارة الأميركيّة إلى القدس
تُقْدِم الولايات المتّحدة الأميركيّة اليوم على عملٍ عدوانيّ جديد؛ فقد قرّرت إدارة الرئيس الأميركيّ دونالد ترومب نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس. ومن شأن هذه الخطوة أنْ تهدّد الأمن الإقليميّ والعالميّ، فهي تُضيف إلى العدوان الإسرائيليّ عدواناً جديداً، له رمزيّته الخاصّة في كونه يتزامن مع مئويّة وعْد بلفور، فضلا عن أنّها تخالف كل القرارات الدوليّة ذات الصلة، وتساعد الكيان الصهيونيّ على رفْعِ وتيرة غطرسته على الشعب الفلسطينيّ، وتُعرّض حقوقه التاريخيّة في إقامة دولته على أرضه وعاصمتها القدس الشريف، إلى الخطر،
إنّ العالَم مُطالَبٌ اليوم بالضغط على إدارة ترومب، لا للتراجع عن هذا العمل العدوانيّ الجديد فحسب، بل للضغط على حكومة الكيان الصهيونيّ لتنفيذ القرارات الدوليّة الداعية إلى انسحاب اسرائيل من الأراضي العربيّة المحتلّة، وعودة الشعب الفلسطينيّ إلى دياره، وإقامة دولته على أرضه وعاصمتها القدس أيضاً.
إنّ اتّحاد المعلّمين العالميّ ( FISE) إذْ يْجدّد استنكاره لما أقدمت عليه الإدارة الأميركيّة، يعلن تضامنه المطلق مع الشعب الفلسطينيّ، وانحيازه الدائم لحقوقه المشروعة .
في 6- 12 - 2017
رئيس اتّحاد المعلّمين العالميّ ( FISE)
الدكتور حسن اسماعيل
World Federation of Teachers Unions (FISE) gegevens on the transfer of the American Embassy to Jerusalem
The United States on Tuesday offered a new act of aggression, and the administration of US President Donald Tarrumb decided to move its embassy from Tel Aviv to Jerusalem. Such a step would threaten regional and global security, adding to the Israeli aggression a new aggression, with its own symbolism in being coincides with the Celsius promise of Belfort, as well as it contravenes all relevant international resolutions, and helps the Zionist entity to raise its arrogance on Of the Palestinian people and to endanger their historic rights to establish their state on their land, with Jerusalem as its capital,
Today, the world is called upon to put pressure on the management of the Taromb, not only to undo this new act of aggression, but to exert pressure on the Zionist entity's government to implementation of international resolutions calling for the withdrawal of Israel from the occupied Arab territories, the return of the Palestinian people to their homes and the establishment of their state On his land, with Jerusalem as its capital.
The World Teachers ' Union (FISE), which renews its condemnation of the United States Administration, declares its unequivocal solidarity with the Palestinian people and its enduring bias in its legitimate rights.
At 6-12-2017
President of the World Teachers Union (FISE)
Dr. Hasan Ismail
Déclaration de la Fédération mondiale des syndicats d'enseignants (FISE) sur le transfert de l'ambassade des États-Unis de Tel-Aviv à Jérusalem
Les États-Unis, a offert aujourd,houi un nouvel acte d'agression, et l'administration du président américain Donald Tarrumb a décidé de déplacer son ambassade de Tel-Aviv à Jérusalem. Une telle démarche menacerait la sécurité régionale et globale, ajoutant à l'agression israélienne une nouvelle agression, avec son propre symbolisme en coïncidant avec la promesse de la Celsius de Belfort, ainsi qu'elle contrevient à toutes les résolutions internationales pertinentes, et aide l'entité sioniste à lever son arrogance sur Le peuple palestinien, en offrant leurs droits historiques pour établir leur état sur leurs terres, avec Al Qods Al Charif comme capitale, est dangereux. aujourd'hui, le monde exige des pressions sur la gestion de la Taromb, non seulement pour annuler ce nouvel acte d'agression, mais pour faire pression sur le gouvernement sioniste entité de mettre en œuvre des résolutions internationales Demandant le retrait d'Israël des territoires arabes occupés, le retour du peuple palestinien à leurs foyers et l'établissement de leur état sur leurs terres, avec Jérusalem comme capitale.
la Fédération mondiale des s yndicats d'enseignants (FISE), qui renouvelle sa condamnation de l'administration des États-Unis, déclare sa solidarité sans équivoque avec le peuple palestinien et son préjugé durable dans ses droits légitimes.
À 6-12-2017
Président de la Fédération mondiale des syndicats d'enseignants (FISE)
Dr. Hasan Ismail
تابعت المنظمات الشبابية اليسارية اللبنانية والفلسطينية بقلق، ما تمر به القضية الفلسطينية بأخطر مرحلة من مراحلها منذ نشأتها،مرحلة تكاد تكون مقدمة لتصفيتها وتصفية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بعد تصريح الرئيس الأميركي ترامب حول إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني المزعوم .
وأمام سقوط الأنظمة اليمينية الرجعية العربية المرتبطة بالمشروع الإمبريالي في مستنقع الإستسلام، فإننا ندعو لإستكمال المواجهة مع القاعدة العدوانية الخادمة للمشروع الإمبريالي في المنطقة، وبداية ذلك إنهاء الإنقسام الداخلي الفلسطيني ووضع خارطة طريق موحدة في مواجهة هذا القرار الهادف لتصفية القضية.
وإنطلاقا من أن القضية الفلسطينية لم تكن يوما منعزلة عن نضال الشعوب العربية ضد الإحتلال والإمبريالية الصهيونية .
تؤكد المنظمات الشبابية اللبنانية والفلسطينية وقوفها بكافة الأشكال في وجه هذا المشروع التآمري التوسعي، والذي يشكل خطرا دائما على قضايا شعوبنا العربية، ومن أجل إستعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني والمعركة من أجل ضمان الإستقلال السياسي والإقتصادي التام لبلداننا العربية على طريق التحرر والتقدم الإجتماعي .
كذلك تدعو لأوسع مشاركة في التظاهرة الجماهيرية نهار الأحد الساعة ١١ صباحا، أمام السفارة الأمريكية في عوكر .
إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني
قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني
شبيبة حزب الشعب
منظمة الشبيبة الفلسطينية
شبيبة جبهة التحرير الفلسطينية
إتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني .
بيروت ٦_١٢_٢٠١٧
بمناسبة الذكرى الخمسين على إستشهاد القائد الثوري الأممي أرنيستو تشي غيفارا، وبحضور الوزيرة المفوضة لدى السفارة الفنزوالية، رئيس ملتقى الرقي والتقدم اليمني العميد يحيى صالح، وممثلين عن الأحزاب والجمعيات، نظمت جمعية الصداقة الكوبية اللبنانية وإتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني في مركز الإتحاد الرئيسي في مار الياس ندوة بعنوان "غيفارا الرمز الحاضر" .
اعتبر رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني في لبنان يوسف أحمد في كلمته أن إحياء ذكرى رحيل الثائر الأممي جيفارا هي تعبير عن تجذر الفكر الثوري الذي حمله جيفارا، وتأكيد إستمرارية ومواصلة الاجيال في حمل هذه المبادىء النضالية التحررية الثورية التي كرسها الثائر الأممي في مسيرته وحياته الكفاحية ضد الظلم والإستبداد والامبريالية.
وأكد أحمد على أهمية أخد العبر من هذه التجربة الثورية الهامة التي جسدها جيفارا في حياته والمبادىء والقيم التي رسخها وناضل من أجلها.
وختم أحمد، تأكيده بأن الشباب والشعب الفلسطيني قد إستفاد من كل تجارب الشعوب والحركات الثورية في العالم، وبأن الظلم والإحتلال لا يمكن ان يستمر... وعلى هذا الطريق يواصل الشعب الفلسطيني كفاحه ونضاله اليومي في السياسة والميدان وعبر إنتفاضاته المتكررة والمتواصلة بوجه الإحتلال الاسرائيلي، رافعاً راية المقاومة والتخلص من الاحتلال على طريق نيل الحرية والاستقلال لشعب فلسطين وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين تنفيذاً للقرار الدولي 194.
ألقى عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني، سلام ابو مجاهد، كلمة جمعية الصداقة الكوبية – اللبنانية، اعتبر فيها أن التحولات الديمقراطية التي طبعت سمة القرن الواحد والعشرين في أميركا اللاتينية هي دليل عميق على انتصار أفكار غيفارا، موجهاً التحية لشعوب أميركا اللاتينية، وللثورة الكوبية التي أسهم غيفارا إلى جانب قائدها التاريخي فيدل كاسترو في انتصارها، والتي بفضل صمودها شكّلت المنارة والقاعدة الثورية للتحولات السياسية في أميركا اللاتينية.
وأوضح أبو مجاهد، أن هذه التحولات تواجه اليوم محاولات بائسة من الإمبريالية الأميركية لإجهاضها؛ تارةً من خلال التهديد بالتدخل العسكري المباشر في فنزويلا لضرب النهج البوليفاري الذي أرساه هوغو تشافيز، والذي يواصله الرئيس مادورو، وطوراً متوعدّة كوبا وشعبها بإلغاء خطوة تطبيع العلاقات معها وبتشديد الحصار الاقتصادي المشدّد أصلاً على شعبها، مؤكداً على تضامن شعبنا اللبناني وقواه الوطنية مع فنزويلا وشعبها تحت قيادة مادورو، ومع كوبا التي قدمّت مساهمات كبيرة، من التدريب وإعداد كوادر جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي، إضافة إلى المئات من المنح التعليمية لفقراء شعبنا.
كما تحدث عن غيفارا وحضوره الدائم في حركات التحرّر، فكراً وممارسة ونهجاً، في أنغولا والكونغو والجزائر وليبيا ووقوفه إلى جانب مصر عبد الناصر والقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذا الحضور كان يعبّر عن قناعة ثورية لدى تشي، بتلازم النضال التحرري والثوري ضد كل أشكال التبعية للاستعمار مع النضال الطبقي ضد الرأسمالية وظلمها الاجتماعي بكافة تجلياته العدوانية في كل بقاع العالم، وضد مشاريعها التقسيمية والتفتيتية الهادفة إلى نهب خيرات وثروات شعوب دول العالم الثالث.
وقال أبو مجاهد، لقد كان غيفارا يعي تماماً أن ثورة الجزائر والثورة المصرية وحتى الثورة الفلسطينية لم تكن جذورها الأيديولوجية ماركسية - لينينية التوجه، إلا أن وضوح رؤيته الثورية والتحرّرية وفهمه الثوري للماركسية واللينينية فكراً وممارسة، وتحديده الواضح للأولويات في المواجهة مع العدو الطبقي بكافة أدواته، حسمت خياراته دون أي تردد في الوقوف إلى جانب هذه الثورات، فدعم ودرّب وسلّح وقاتل إلى جانبها بهدف الدفاع عنها وانتصارها لتحقيق أهدافها الوطنية والقومية في تحرّرها.
وختم كلماته بالدعوة لمواجهة التحدّيات الكبرى التي تعصف في منطقتنا العربية وشعوبها ومنها لبنان، في سياق استمرار الهجمة الأميركية والصهيونية والرجعية الهادفة لتفتيت الوطن العربي بهدف اخضاعه للنفوذ الصهيوني والأميركي لنهب ثروات الشعوبنا وتمرير حلول التصفية النهائية للقضية الفلسطينية. بالعودة إلى روح وفكر وممارسة غيفارا الثورية.
بدوره تحدث رئيس إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني الرفيق علي متيرك عن كوبا التي شكلت موقعا ثوريا بشعبها وقيادتها المتفانية والصامدة رغم كل محاولات التحريض ومخططات زعزعة الإستقرار، بقيت متمسكة بأفكار ثورتها قوية بشعبها،جميلة بكفاحها، منارة لكل أحرار العالم بقيادتها من فيديل إلى راوول إلى من يحسب إسطورة من الخيال والقصص المثالية الثائر أرنستو تشي غيفارا .
وتابع متيرك، غيفارا الذي إرتقى من شخصية الطبيب إلى شخصية الثائر، فإختار المواجهة ضد الأنظمة التابعة للمشروع الإمبريالي والمعادية لشعوبها نصرة للفقراء.
واعتبر متيرك أن ثورة كوبا وقيادتها شكلت نموذجا للتحرر والهزيمة في لبنان أثناء الإجتياح الإسرائيلي رغم الحصار المتشابه من الطائرات والمدمرات وزعزعة الإستقرار.
وأكد بأننا نحن الشعوب على مساحة مناعتنا وارتباطا بفكرنا التحرري، وليس على مساحة أنظمتنا البالية المرتبطة بالخارج.
واعتبر أن وجه غيفارا هو الذي كشف النقاب عن الوجه البشع للسياسات الرأسمالية التي أغرقت شعوب أميركا اللاتينية بالفقر والجوع والمرض والجهل، وصادرت ثرواته. لذلك شكل غيفارا نموذجا لدى رفاقنا في إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، وسلاحا ثقافيا ومعرفيا في معاركنا اليومية في وجه سلطات الفساد المتعاقبة، كذلك في مواجهة الإحتلالات المتكررة للعدو الصهيوني على أرض لبنان وشعبه .
واختتم كلمته بتخليد ذكرى تشي غيفارا، وليبقى في ذاكرة أحرار العالم ملهما ومنبها من مخاطر الإستغلال والإحتلال، ونموذجا للتواضع والتفاني والجرأة.
وكانت الكلمة الأخيرة للقائم بأعمال السفارة الكوبية في لبنان راوول مدريغا كاردنا والذي تحدث عن غيفارا الثائر وتفاصيل حياته النضالية وعملية إغتياله، وتطرق إلى المعاملة التي عاملها النظام الكوبي مع منفذ حكم الإغتيال بغيفارا بإنسانية أثناء مرضه، لأن الميزة الكبرى التي تمتع بها غيفارا هي الإنسانية.
كما وتحدث عن صورة الثائر غيفارا لدى الشباب الكوبي، وكيف أصبح رمزًا لكل الأحرار في العالم.
وشدّد كاردنا على ضرورة الإستمرار بالنضال في مواجهة الظلم والتحدي لتحقيق العدالة بين الشعوب، والإنتفاضة من أجل نيل حرية الأوطان.
غيفارا الرمز.. الحاضر أبداً
بقلم: سلام ابو مجاهد – جمعية الصداقة اللبنانية الكوبية.
خمسون سنةً مرّت على استشهاد القائد الثوري الأممي أرنيستو تشي غيفارا، وبقي حاضراً..
خمسون سنة مرّت على سقوط الأهدافِ التي حاولت وكالةُ الاستخبارات الأميركية CIA تحقيقها من خلال اغتيالها لـ تشي. فبعد اعتقالِه واغتيالِه وبأوامرٍ من الرئيس البوليفي المعادي للثورة الكوبية وللشيوعية رينيه بارنيتوس، ها هي بوليفيا اليسارية اليوم، بوليفيا إيفو موراليس تحيي ذكرى استشهادِ هذا القائد الثوري الأممي الذي أضحى بأفكارِه وممارساته النضالية وأحلامه الثورية بتحرير الانسانية من الظلم والاستغلال الرأسمالي المتوحش، أيقونةً وبوصلة الثوار وحركات التحرر في العالم.
إن للتحولاتِ الديمقراطية التي طبعت سمةَ القرن الواحد والعشرين في أميركا اللاتينية، دلالاتٌ عميقة على انتصارِ أفكار غيفارا، فالتحيةُ اليوم لشعوب تلك المنطقة عموماً، وللثورةِ الكوبية التي أسهم غيفارا إلى جانب قائدها التاريخي فيدل كاسترو في انتصارها، والتي بفضلِ صمودِها شكّلت المنارة والقاعدة الثورية للتحولات السياسية في أميركا اللاتينية، هذه التحولات التي تسعى اليوم الإمبريالية الأميركية، بإدارتها الحمقاء، إلى إجهاضها؛ تارةً من خلال التهديد بالتدخل العسكري المباشر في فنزويلا لضرب النهج البوليفاري الذي أرساه هوغو تشافيز، والذي يواصله الرئيس مادورو، وطوراً من خلال توعّد كوبا وشعبها بإلغاء خطوة تطبيع العلاقات معها وبتشديد الحصار الاقتصادي المشدّد أصلاً على شعبها، إلّا أننا على ثقة، بأن الانتصار في وجه تلك السياسات العدوانية سيكونُ حتماً حليفَ كوبا وثورتها، وحليفَ فنزويلا وشعبها، كما ستبقى رايةُ غيفارا واليسار مرتفعةً خفاقةً في بوليفيا ونيكاراغوا والسلفادور والإكوادور وغيرها من البلدان التي تتوق شعوبها إلى التحرر والعيش بكرامة، وسنبقى نحن في لبنان أوفياءً ومتضامنين مع هذه الشعوب، مع كوبا التي قدمّت مساهمات كبيرة لقوانا الثورية اللبنانية، من تدريب وإعداد كوادر جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى مئات المنح التعليمية لفقراء شعبنا.
أيتها الرفيقات أيها الرفاق.
عندما نتحدث عن غيفارا وحضوره الدائم في حركات التحرُّر، فكراً وممارسةً ونهجاً، في أنغولا والكونغو والجزائر وليبيا ووقوفه إلى جانب مصر عبد الناصر والقضية الفلسطينية، لا بدّ لنا أن نشير إلى أن هذا الحضور كان يعبّر عن قناعةٍ ثورية لدى تشي، بتلازم النضال التحرري والثوري ضد كل أشكال التبعية للاستعمار مع النضال الطبقي ضد الرأسمالية وظلمها الاجتماعي بكافة تجلياته العدوانية في كل بقاع العالم، وضد مشاريعها التقسيمية والتفتيتية الهادفة إلى نهب خيرات وثروات شعوب دول العالم الثالث.
لقد كان غيفارا يعي تماماً أن ثورةَ الجزائر والثورةَ المصرية وحتى الثورةَ الفلسطينية لم تكن جذورها الأيديولوجية ماركسية أو لينينية التوجه، إلا أن وضوحَ رؤيتِه الثورية والتحرّرية وفهمِه الثوري للماركسية واللينينية فكراً وممارسة، وتحديده الواضح للأولويات في المواجهة مع العدو الطبقي بكافة أدواته وكي لا "ينام العالم على أجساد الفقراء"، حسم خياراته - دون أي تردد- لصالح الوقوف إلى جانب هذه الثورات، فدعم ودرّب وسلّح وقاتل إلى جانب هذه الثورات بهدف الدفاع عنها لتحقيق أهدافها الوطنية والقومية في تحرّرها.
نعم هكذا كان غيفارا ثورياً، ما يطرح السؤال، أين كنّا نحن في التجربة الثورية اللبنانية على صعيد لفكر والممارسة الثورية لـ غيفارا؟
أستطيع أن أجزم، بأن الأسس الثورية التي أرساها المؤتمر الثاني عام 1968 في الحزب الشيوعي اللبناني، في ربطه بين النضال الطبقي للتحرر الاجتماعي وبين النضال التحرّري الوطني والقومي، شكلّت الأساس والمنطلق في الموقف من الكيان الصهيوني، وفي مواجهة الأطماع الصهيونية والرجعية ومشاريع الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، وفي احتضان الثورة الفلسطينية ورفض كافة مشاريع الاستسلام والحلول (تقسيم فلسطين وحلّ الدولتين) الهادفة إلى تشريع وجود الكيان الصهيوني في منطقتنا.
فقد أرسى هذا المؤتمر اللبنة الأولى للكفاح الثوري المسلّح على الساحة اللبنانية، فكان تشكيل "قوات الأنصار" التي شملت الأحزاب الشيوعية العربية لما عرف آنذاك بدول الطوق، كما شكل هذا المؤتمر باستراتيجيته الثورية أساساً لإطلاق "الحرس الشعبي"، ما تُرجم داخلياً بأنه نهوضاً للحركة الشبابية والطلابية والعمالية ونقاباتها الثورية في نضال اجتماعي تغييري داخلي، وامتشاقاً للسلاح دفاعاً عن القرى الحدودية الجنوبية في وجه الاعتداءات الصهيونية وعصاباتها.
نعم هذه الممارسة الثورية التي أرسى أسسها المؤتمر الثاني، جعلت من الثائر غيفارا حاضراً في نضالنا اليومي وفي كفاحنا الثوري المسلح حضوراً ثابتاً ويومياً، خصوصاً في أيام حصار بيروت عام 1982: ألم يرفع حزبكم شعار كاسترو وغيفارا إبّان الثورة الكوبية "الوطن أو الموت .. سننتصر" شعاراً تعبوياً وممارسة ثورية يومية قاتلت في ظله كل التشكيلات العسكرية في بيروت دفاعاً عنها في وجه الغزو الصهيوني وحصاره وحطّمت أسطورته التي لا تقهر، وصولاً إلى إطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي.. ألم يُتَّهم حزبكم بالمغامرة ومن أقرب الحلفاء آنذاك، حين أطلق أمينه العام الأسبق الشهيد جورج حاوي ندائه إلى السلاح تحريراً للبنان؟ ، ألم يتهم غيفارا بالثوري المغامر؟؟
يقول غيفارا في مقطع من رسالته الوداعية الى والديه قبل خروجه من كوبا إلى بوليفيا: "منذ ذلك الحين قبل عشرة اعوام، بقي كل شيء على حاله بشكل عام، غير أنني ازددت وعياً، وازدادت ماركسيتي قناعة. أنا أرى في النضال المسلح المخرج الوحيد للشعوب المناضلة من أجل حريتها، وانا ملتزم بأفكاري، وكثيرون هم الذين يعتبرونني مغامراً. وهذا صحيح، لكنني مغامراً من نوع خاص، من نوع أولئك الذين يخاطرون بحياتهم من أجل ترجمة أفكارهم إلى واقع". (انتهى الاقتباس).
نعم أيها الرفاق
استذكر كل ما تقدم، لأننا اليوم أمام تحدّيات كبرى تعصف في منطقتنا العربية وشعوبها، بما فيها لبنان، فأمام استمرار الهجمة الأميركية والصهيونية والرجعية الهادفة إلى تفتيت وطننا العربي بهدف اخضاعه للنفوذ الصهيوني والأميركي لنهب ثرواته ولتمرير حلول التصفية النهائية للقضية الفلسطينية.
أمام هذه التحديات، نحن بحاجة إلى العودة إلى روح وفكر وممارسة غيفارا، هو حاضرُ أبداً، لكننا نحن من ابتعدنا عنه لأسباب عديدة ليس المكان اليوم لنقاشها. إلا أننا، كما كنّا سبّاقين ومستمرين في النضال التحرري الوطني والاجتماعي، علينا أن نعود إلى مواقعنا في النضال الثوري المسلح في مواجهة أي شكلٍ أو أي أداةٍ عدوانية من الأدوات الجديدة التي سيستخدمها المشروع الأميركي الصهيوني لتحقيق أهدافه. فمن موقعنا الأيديولوجي والفكري والطبقي، علينا أن نحدّد أولوياتنا وأهدافنا، بالعمل على مواجهة ذلك المشروع الذي يسعى إلى إسقاط هذه المنطقة والسيطرة عليها.
حضورنا ومساهمتنا في هذه المعركة ومن موقعنا الطبيعي في الدفاع عن شعوبنا وأرضنا ووجودنا، سيساهم في التأسيس لإعادة إطلاق حركة تحرر وطنية لبنانية عربية من نوع جديد، ومقاومة عربية شاملة، بوصلتها فلسطين وقضية تحريرها، كما يساهم في إعادة تكوين فكر عروبي تقدمي تحرري في وجه كل أشكال الظلامية والأفكار التي دمرت مجتمعاتنا وأوطاننا، بحيث يضعنا في الموقع الصحيح الرامي إلى تطوير وإعادة بناء مجتمعاتنا ودولنا على أسس وطنية ديمقراطية علمانية مقاومة.
واعتبر رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني في لبنان يوسف أحمد في كلمته أن إحياء ذكرى رحيل الثائر الأممي جيفارا هي تعبير عن تجذر الفكر الثوري الذي حمله جيفارا، وتأكيد إستمرارية ومواصلة الاجيال في حمل هذه المبادىء النضالية التحررية الثورية التي كرسها الثائر الأممي في مسيرته وحياته الكفاحية ضد الظلم والإستبداد والامبريالية.
وأضاف أحمد، سنوات طوال قضاها الثائر الأممي جيفارا مع شعوب العالم المظلومة. حاملاً راية التحرر الوطني والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وستبقى مسيرته قوة ورافعة إلهام كبرى لحركات وثورات التحرر الوطني والديمقراطي والاشتراكية.
وأكد أحمد على أهمية أخد العبر من هذه التجربة الثورية الهامة التي جسدها جيفارا في حياته والمبادىء والقيم التي رسخها وناضل من أجلها، حيث نحن أحوج من نكون لإعادة الإعتبار لهذا الفكر الثوري في ظل تعاظم وحشية الإمبريالية العالمية التي تنخر دول وشعوب العالم، وتفتعل الحروب والأزمات وتخلق الصراعات والنزاعات وترتكب أبشع الجرائم في تاريخ البشرية، وهذا يفرض إستخلاص الدروس بالنسبة للثوريين بضرورة الوحدة والنضال المشترك والتقدم للوصول الى العدالة الإجتماعية والإشتراكية وإسقاط المشاريع الإستعمارية الامبريالية..
وختم أحمد، تأكيده بأن الشباب والشعب الفلسطيني قد إستفاد من كل تجارب الشعوب والحركات الثورية في العالم، من كوبا وجنوب أفريقيا، وفيتنام، والجزائر ومن أمريكا اللاتينية من أن الإمبريالية يمكن هزيمتها، وبأن الظلم والإحتلال لا يمكن ان يستمر... وعلى هذا الطريق يواصل الشعب الفلسطيني كفاحه ونضاله اليومي في السياسة والميدان وعبر إنتفاضاته المتكررة والمتواصلة بوجه الإحتلال الاسرائيلي، رافعاً راية المقاومة والتخلص من الاحتلال على طريق نيل الحرية والاستقلال لشعب فلسطين وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين تنفيذاً للقرار الدولي 194.
تحدث رئيس إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني الرفيق علي متيرك في كلمته في الذكرى الخمسين لإستشهاد الثائر الأممي تشي غيفارا،
عن كوبا التي شكلت موقعا ثوريا بشعبها وقيادتها المتفانية والصامدة رغم كل محاولات التحريض ومخططات زعزعة الإستقرار، بقيت متمسكة بأفكار ثورتها قوية بشعبها،جميلة بكفاحها، منارة لكل أحرار العالم بقيادتها من فيديل إلى راوول إلى من يحسب إسطورة من من الخيال والقصص المثالية الثائر أرنستو تشي غيفارا .
ترى من أي الأبواب المشرعة ندخل عليه، ونقلب صفحاته المليئة بالضؤ، كثيرة هي الأبواب التي تفضي إلى عالمه الفسيح الذي ملأ الأرجاء والكون بروح النضال والنبل والشجاعة وإنحيازه للإنسان في أرضه وتحت كل سماء، فإستوطنه هذا الإنحياز منذ شبابه فإختار موقعه باكرا على خط المواجهة ضد سلطات الإبادة وإستغلال الشعوب.
إنه تشي غيفارا الذي قال فيه بول سارتر " بأنه ليس مثقفا فقط ، ولكنه أيضا أكمل إنسان في عصرنا "
إنه غيفارا الذي إرتقى من شخصية الطبيب الذي يمكن أن يؤدي دوره الإنساني في معالجة المرضى إلى شخصية الثائر الذي يبحث عن أسباب المرض والفقر والإستغلال، فإختار المواجهة ضد الأنظمة التابعة للمشروع الإمبريالي والمعادية لشعوبها نصرة للفقراء .
فخاض معركة الحرية مع الشعوب من غواتيمالا والكونغو وفييتنام وتشيلي الى الجزائر والمغرب وغزة في فلسطين حيث المعركة تتشابه بين شعب محتل وأرض مغتصبة، وعدوانية إسرائيلية، تحتل الأرض وتحاول تطويع شعب بطل، فتشابهت الظروف بين كوبا وفلسطين وتشابهت المواجهة .
كذلك في لبنان شكلت ثورة كوبا وقيادتها نموذجا للتحرر والهزيمة أثناء الإجتياح الإسرائيلي رغم الحصار المتشابه من الطائرات والمدمرات وزعزعة الإستقرار.
فنحن الشعوب على مساحة مناعتنا وارتباطا بفكرنا التحرري، وليس على مساحة أنظمتنا البالية المرتبطة بالخارج .
فتحية للشعب الكوبي الذي أثبت عجز القوة عن كسر الإرادة وأنه ليس بإستطاعة لا قوة تكنولوجية ولا قوة عسكرية إخضاعه.
هكذا فهمنا غيفارا هذا الوجه المضيء الذي كشف النقاب عن الوجه البشع للسياسات الرأسمالية التي أغرقت شعوب أميركا اللاتينية بالفقر والجوع والمرض والجهل،وصادرت ثرواته .
لذلك شكل غيفارا نموذجا لدى رفاقنا في إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، وسلاحا ثقافيا ومعرفيا في معاركنا اليومية في وجه سلطات الفساد المتعاقبة، كذلك في مواجهة الإحتلالات المتكررة للعدو الصهيوني على أرض لبنان وشعبه .
فأصبح غيفارا مثالا بسيرته ومواقفه الجريئة،وأعماله الإنسانية سببا من أسباب تقدم الشعوب ونهضتها .
سيبقى تاريخ 9 تشرين أول، يوما لميلاد أسطورة واقعية شكلت مفارقة في الحياة السياسية والثورية.
عاشت ذكرى تشي غيفارا، وليبقى في ذاكرة أحرار العالم ملهما ومنبها من مخاطر الإستغلال والإحتلال، ونموذجا للتواضع والتفاني والجرأة.
وستبقى صورتك بعينيك المثقلتين بالأسئلة وصدرك المثخن بالتعب وقلبك المرصود للموجوعين كأنك تقول لنا ألصمت لون من ألوان الموت فلا تلبسوه .
لن نلبس لون الصمت" فأي طعم للحياة إن لم يكن لسعادة الإنسان.
بيان قسم الطلاب في إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني ...
لا لزيادات على الأقساط في المدارس الخاصّة
نعم لتوحيد صفوف الأساتذة والطلاب والأهل ...
مع بداية كل عام دراسي تقوم المدارس الخاصّة برفع الأقساط المدرسية تحت ذريعة سلسلة الرتب والرواتب ، إلا أن هدفها الرئيسي هو الطّمع بمزيد من الربح الطائل على حساب الاهل ، وبذلك تنحرف أكثر فأكثر عن رسالتها التعليمية وتتحوّل الى مؤسسات تجني الأرباح و تتاجر بالحقوق وتنهب جيب أهالي الطلاب ...
ولأن التعليم هو حق لكل طالب في لبنان وهو ما كفله الدستور والقوانين اللبنانية فإن ما تقوم به إدارات المدارس الخاصّة يصنّف في خانة المسّ بهذا الحق الدستوري ويساهم في سياسة إفقار الشعب اللبناني ، وهو يماثل سياسة الإهمال المتعمّد للمدارس الرسمية من قبل السلطة حتى بات تجّار العلم يضاهون في فسادهم تجار الصفقات وأصحاب المحاصصّة .
وإزاء هذا الواقع ومع معاودة المدارس الخاصّة استخدام قضية سلسلة الرتب والرواتب -على أحقيتها- لإضفاء شرعية على الزيادات في الأقساط فإن قسم الطلاب في إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني يعتبر هذا التصرف بمثابة السرقة الموصوفة للطلاب وأهاليهم ونهج معتمد لمنع الطلاب الفقراء بشكل خاص من تطوير قدراتهم العلمية وإفساح المجال فقط للطلاب الأغنياء بتلقي مستوى علمي مرتفع. وهو محاولة مفضوحة لذرّ الرماد في العيون وخلق مشكلة بين الأهل والأساتذة.
ولذلك ندعو الأهالي والطلاب والأساتذة الى التوحّد رفضًا لهذه الزيادات العشوائية واعتبارها مدخلًا لكسر قرار منع طلاب الثانويات من العمل السياسي ضمن اللّجان الطالبية .
مخيم اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني المركزي-٢٠١٧
تحت عنوان
"نحو حركة طلابية جامعة من اجل حماية وانتزاع حقوق الطلاب"
اقام اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني مخيمه الطلابي بحضور طلاب جامعيين وثانويين من مختلف المناطق اللبنانية.
تخلل المخيم الذي استمر لثلاثة أيام في منزل الشهيد جورج حاوي في جدرا عدة مواضيع طلابية،
الجمعة والسبت ٢١-٢٢تموز، عرض وتقييم للتجارب الطلابية التي شهدتها الجامعة اللبنانية في السنة الماضية (لجنة السكن الجامعي، حملة التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون العدو، حملة مكتبة لكل طالب...)
استعرض الطلاب مع الدكتورة وفاء نون واقع الحركة الطلابية السابق والحالي في شرح لأهمية فهم الطلاب لدورهم القوي، إضافة للبحث بدور الجامعة الوطني...
عرض ونقاش لفيلم قصير عن التحرش الجنسي مع الناشطة مهى نمور.
الإنتخابات الطلابية:
بحث في قانون الإنتخابات الطلابية المقر مع الرفيق أدهم السيد، واستتبع بنقاش حول خوض الإنتخابات الطلابية في العام الدراسي القادم.
مهرجان الشباب والطلاب في روسيا، قدم الرفيق عدنان المقداد شرحاً عن تاريخ المهرجان، لمحة عامة عن برنامج المخيم ودورنا كمنظمة في التحضيرات والتفاعل مع باقي المنظمات الصديقة..
اختتم المخيم نهار الأحد في ٢٣ تموز بلقاء طلابي وضع خطة عمل للسنة الدراسية القادمة.
ما كتبه غسان ديبة في جريدة الأخبار
«إن كلاً من الرأسمالية والاشتراكية واضح بشأن الظروف الضرورية لخلق الثروة، أما الشعبوية فلا»
الان غرينسبان
في الآونة الأخيرة، ارتفع بشكل مفاجئ للكثيرين منسوب الخطاب الاقتصادي لدى أركان الأحزاب الحاكمة في لبنان. من وثيقة بعبدا إلى خطط الـ8 مليارات دولار لرئيس الوزراء وصولاً إلى مؤتمر منتدى المؤسسات المتوسطة والصغيرة الذي عُقد الثلاثاء الماضي.
للوهلة الأولى قد نرحّب بهذا التوجه ونقل النقاش الوطني من أفقه السياسي البحت، الذي بدأ يأخذ أكثر وأكثر أشكالاً طائفية ومذهبية، إلى فضاءات الاقتصاد الذي في السنوات الأخيرة، وبالتحديد منذ 2006 وحتى الآن، وُضع على «التسيير الذاتي» مدفوعاً بالعزم المتلاشي للنموذج الاقتصادي الريعي القديم متجهاً نحو تعمق الازمة وصولاً إلى احتمال الانهيار على جميع الصعد.
لكن هذا التحول في الخطاب يبقى أسير المفاهيم القديمة وسجين الفانتازيا التي تأخذ بعض الأشكال الجديدة وإن حاولت تضمين بعض التوجهات التي نادى البعض بها من أجل التغيير الاقتصادي في محاولة تجميلية للنموذج القديم بدلاً من خلعه وإنهائه. وهنا سأضع في هذا الإطار بعض الملاحظات على أجزاء متفرقة من هذه «الخطط» المتعاقبة، أو الأصح، المتهافتة.
أولاً، إن الأزمة الاقتصادية هي أزمة النموذج الاقتصادي القديم والخروج منها لا يكون «تجميلياً»، أي أن «نضيف» اقتصاداً «إنتاجياً وعصرياً» إلى اقتصادنا الريعي المسيطر عليه من قبل الرأسمال المالي؛ فليس صدفة أن القطاعات الصناعية والزراعية والتصديرية اضمحلت في الخمس وعشرين سنة الماضية... وليس صدفة تنامي القطاعات المتدنية الإنتاجية وهجرة الشباب المتعلم وانخفاض الأجور وعدم استعمال القدرات الهائلة الكامنة للبنانيين... وكذلك عدم خلق فرص العمل وزيادة عدم المساواة... بل إن كلّ هذه المساوئ والتشوهات هي نتاج تراكم سنوات عديدة من سياسات اقتصادية خاطئة لا يمكن عكسها بالسهولة التي تتحدث عنها هذه المشاريع الجديدة. إن الاقتصاد السياسي هنا أساسي، فالمصالح الريعية لا يمكن كسرها فقط بالإقناع ولا يمكن الانتقال إلى استعمال أساليب «الاقتصاد العلمي» ولا تحقيق «مصالح الناس» إلا باتباع سياسات راديكالية جديدة تكسر مع الماضي في السياسات الاقتصادية والمالية والضريبية والنقدية، وهي بالمناسبة لا علاقة لها بما عاد الحديث عنه من شعبويات كـ «قطع الحساب» والـ «11 مليار دولار» كبقايا - ملهاة مستوحاة من تلك الوثيقة السيئة العنوان والذكر في آن: «الإبراء المستحيل».
ثانياً، إن القطاع الخاص اللبناني لا يمكنه ضمن متغيرات حسابات الربح قصيرة الأمد التي توجّه استثماراته وعمله، ولا ضمن ضيق أفق الطبقات المتحكمة به وتركزها في الريع والعقار، أن يقود عملية التحوّل نحو اقتصاد منتج وعصري. وبالتالي فإن التعويل على القطاع الخاص لن يجدي نفعاً، وآن الأوان لطرحه جانباً اقتصادياً وحتى فلسفياً. يقول وزير الاقتصاد إن «القطاع الخاص اللبناني يمتلك كل شروط النجاح، من الموارد البشرية الخلاقة». فهذا القول يعكس سيطرة «الخاص» على العقل الاقتصادي اللبناني، فاللبنانيون كقوة عمل فكرية هم من يملكون المهارات وليس «القطاع الخاص»، كما أن «الافتتان» المستجد بالمؤسسات الصغيرة في غير محله، بل أيضاً متأخراً جداً، وهو يذكرنا بكتاب ارنست شوماخر الذي صدر في السبعينيات (Small is Beautiful) طبعاً من دون بعده الفلسفي. فأسطورة المبادر الفردي والمؤسسة الصغيرة لا مكان لها في الاقتصاد الحديث، كما أن دور الدولة أساسي في الرأسمالية ليس فقط في إنتاج المعرفة والعلوم وتطبيقاتها (كانت رداً في أميركا على إطلاق الاتحاد السوفياتي سبوتنيك) بل في كونها المحرك الأساسي للريادة، كما أن الريادة أيضاً في المجتمعات الاقتصادية الحديثة المعقدة هي ريادة جماعية (collective entrepreneurship). إن الريادي الفردي المناضل في الخواء، والذي فقط بحاجة إلى الحصول على «حقوق الملكية» ليزدهر، هو أسطورة ساعد على نشرها اليميني البيروفي هرناندو دى سوتو كحلّ لمعضلة التنمية ولم يعد يؤمن بها أحد لديه مقدار أدنى من الجدية؛ وفي لبنان إن المرادف لنظرية دى سوتو وهو حصول الريادي على «التمويل» وذلك لن يجدي نفعاً لأن الكثير من هذه الريادة كما عرفها الاقتصادي ويليام باومول هي ريادة غير منتجة وحتى تدميرية؛ وهذا ما نراه اليوم في تزاحم وتقليد الرياديين اللبنانيين بعضهم البعض في القطاعات المتدنية الإنتاجية والمنعزلة وتنتج في أكثريتها عمالة غير نظامية وبطالة مقنعة.
ثالثاً، إن الخطط الاقتصادية ليست أحلاماً صيفية أو مجموعة مشاريع نضيفها إلى بعضها البعض حسابياً، بل هي عملية معقدة لإعادة توزيع الموارد وحشدها نحو أهداف محدّدة وهي تحلّ محلّ الأسواق وميكانزماتها جزئياً أو كلياً. كما أن أهدافها لا يمكن أن تكون «ارادوية» أي أن لا تأخذ الواقع بعين الاعتبار. في هذا الإطار يقول وزير الاقتصاد إن لبنان لديه القدرات على مضاعفة الناتج من 52 مليار دولار إلى 100 مليار دولار في سبع سنوات، إضافة إلى المقدرة على الخفض الكبير في عجز الميزان التجاري.
لا أريد أن أستفيض هنا، فقط للتذكير فإن الخطط الخمسية الثلاث الأولى في الاتحاد السوفياتي، والتي نقلته من اقتصاد فلاحي متخلف إلى اقتصاد صناعي متقدم ومكّنته من كسر الآلة الرهيبة للجيش النازي، لم تحقق زيادة الناتج الحقيقي 100% بين 1928 و1939 (حققت زيادة ضخمة بلغت 75%). إذاً فهذه الخطط الجديدة لا تعكس سياسة جدية أو علمية بل إنها تدل بحديثها غير العلمي عن «الإغراق» على بوادر «مركنتيلية جديدة» في لبنان تنظر إلى التجارة الخارجية كشكل من «الاستحواذ» على الثروة عبر الحمائية وليس خلقها، أي كمراكمة الذهب في السابق. وهنا يمكن ربط هذا التفكير الجديد بسياسات المصرف المركزي الأخيرة أي الهندسات المالية، أو الأفضل تسميتها بالخيمياء المالية، وذلك لمراكمة الاحتياطات بالعملة الأجنبية، لتُضاف إلى الذهب الراكن والثروات المجمدة لا أكثر ولا أقل.
كما يمكن وضع التفكير بـ «الاستفادة» من الصراع القطري- الخليجي (ذكرها أيضاً وزير الاقتصاد في مقابلة مع OTV الأسبوع الماضي!!) في إطار هذا الفكر المركنتيلي الجديد، وأيضاً «إعطاء» أرض معرض رشيد كرامي الدولي، الذي صممه المعماري الكبير أوسكار نيماير، للمناطق الاقتصادية الحرة المزعومة في ما يمكن اعتبارها جريمة في حق الفضاء العام والتراث المعماري في لبنان.
رابعاً، يقول وزير الاقتصاد أيضاً: «بالنسبة إلى موازنة عام 2018، فلن نقبل إلّا أن تكون جزءاً من الخطة الاقتصادية الهادفة إلى تحقيق نمو اقتصادي وتحسين إيرادات الدولة دون زيادة الضرائب»! إذاً السؤال الذي يطرح نفسه: من أين ستأتي الموارد لهذا التغيير المنشود؟ وهل يمكن خلق اقتصاد جديد من دون كسر القديم الذي مدخله التغيير الجذري في النظام الضريبي اللبناني؟ وهل الاعتماد على الخارج والاستدانة (خطة الـ 8 مليارات) ستكون الطريق المأخوذ الذي تعودنا عليه منذ 1992 وحتى الآن، لأننا لا نريد أن نمسّ مصالح الثروات العالية والمصارف والريع والرأسمال المالي بإبقائهم في جنتهم الضريبية بينما اقتصاد لبنان ينهار أكثر فأكثر؟ أما التحفيزات الإقراضية من مصرف لبنان فهي لن تكون كافية وآن الأوان للتوقف عن الاعتماد عليها لأنها تغطية دعائية من المصرف على عمله الحقيقي في حماية مصالح الرأسمال المالي، وكما يتجه الكثير من هذه التحفيزات أيضاً نحو تلبية مصالح تفريعات لنفس هذه الطبقات المسيطرة من دون أن يكون لها أثر مستدام تطويري في الاقتصاد اللبناني.
إن إطلاق المنتدى حول الشركات المتوسطة والصغيرة، وإن تطرق إلى بعض الأفكار الجديدة والحاجة إلى تنسيق الأهداف الاقتصادية وتعزيز القدرات التنافسية، إلا أن مضمونه الأساسي بقي خاوياً متضمناً أفكاراً يعاد دوماً تدويرها وأفلاماً دعائية لم تعد تنطلي على أحد. كما أن رمزياته من حيث أن المتحدثين الأساسيين فيه، من حاكم مصرف لبنان إلى رئيس غرف التجارة والصناعة، الذين هم من أسس النموذج القديم الذي أساسه ليس خلق الثروة بل الاستيلاء عليها من قِبل القلة، تؤشر إلى أن المنتدى لن يؤدي إلى التغيير الذي يتطلع له اللبنانيون، ولن يؤدي فعلاً إلى حشد موارد لبنان الفكرية لبناء اقتصاد جديد. إن هذا التغيير لن يحصل قبل أن تحدث ثورة فعلية في الفكر والممارسة تطيح بالقديم بالكامل، لأن القديم قد مات «اقتصادياً»، ولكنه يستمر في السيطرة فيميت معه كل حيوية فكرية تستطيع أن تربط بين العمل والتطور وبين العمل والثروة وبين العمل والإنتاجية، وهي العلاقات التي منذ أن أطاح آدم سميث بالمركنتيلية هي أساس خلق الثروة، وقد آن الأوان في لبنان للإطاحة بمركنتيلييه الجدد وريعييه القدامى لمرة أولى وأخيرة.
http://www.al-akhbar.com/node/280089
تستكمل اللجان الدولية تحضيراتها لمهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر الذي سيقام في سوتشي – روسيا من تاريخ ١٤ لغاية ٢٢ من شهر تشرين الاول.
وعلى ضوء التحضيرات، استضافت اللجنة التحضيرية الروسية اللجنة التحضيرية الدولية في اجتماعها الثاني في موسكو خلال ٢٢ و ٢٣ من الشهر الحالي.
حضرت اللجنة التحضيرية الدولية بكامل أعضائها ما عدا اللجنة التحضيرية الفنزويلية والتي تغيّب ممثلها عن الحضور لأسباب خارجة عن إرادته.
وشارك إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني في الاجتماع ممثلا بالرفيق أندريه المقداد نائب رئيس إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي (وفدي)، وتمّت مناقشة مهام كل من اللجنة التحضيرية الروسية واللجنة التحضيرية الدولية، وكيفية سير العمل في ما بينها كهيئة تعتمد على روح الجماعة والعمل المشترك للتوصل إلى تفاهم متبادل للمضي قدمًا في تطبيق مقررات الاجتماعات اللاحقة وما ينبثق عنها.
كما ناقش المجتمعون الخدمات اللوجستية والتسهيلات المتعلقة بسفر المشاركين إلى المهرجان. وتم التداول في اقتراحات عدة مثل إمكانية إقامة نشاطات إقليمية لمدة ثلاثة أيام في الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر ومشاركة قياديي اللجان التحضيرية في الاحتفال الذي سيقام في موسكو لصعوبة انتقال جميع المشاركين من سوتشي إلى هناك. هذه الاقتراحات وغيرها ستكون قابلة للمناقشة والتعديل ليتم تحديدها بشكل نهائي خلال الاجتماع المقبل لمندوبي اللجان التحضيرية الدولية في شهر آب.
وعلى هامش الاجتماع أقيمت زيارة لضريحي لينين وستالين.
* يذكر أن اللجنة التحضيرية الدولية تتألف من ست وعشرين منطقة تمثل كل أقطار العالم والتي نتجت عن المؤتمر الذي عقد في سيرلانكا بمشاركة ممثلي خمس وأربعين دولة وأربع وسبعين منظمة.