Bassam Malaeb

Bassam Malaeb

- حدث في 18 كانون الأول-

1347- السلطان حسن بن الناصر محمد قلاوون يتولى عرش مصر.1865- الولايات المتحدة تحرم العبودية.1914- إنكلترا تعلن الحماية على مصر وتنهي السيادة العثمانية عليها.1941- القوات اليابانية تنزل على شواطئ هونغ كونغ وتقوم بسلسلة من المذابح المريعة حتى استسلمت المدينة بالكامل في يوم عيد الميلاد.1956- اليابان تصبح عضوًا في الأمم المتحدة.1969- الاتفاق النهائي بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت على اقتسام المنطقة المحايدة بينهما.1972- توقيع اتفاقية بين مصر والمجموعة الاقتصادية الأوروبية في بروكسل.1997- صدور قرار يمنح إسكتلندا برلمان خاص بها لأول مرة من ثلاثة قرون.2002- افتتاح مارينا مول في الكويت، وهو من أضخم المشاريع الذي ينفذها القطاع الخاص في الكويت.2004- قضاة عراقيون يحققون مع علي حسن المجيد ووزير الدفاع في عهد صدام حسين سلطان هاشم أحمد تمهيدًا لمحاكمتهم بتهمه ارتكاب جرائم ضد الإنسانية (نفذ حكم الإعدام فيه مطلع عام 2010).2006- وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد يستقيل من منصبه.2008- محكمة جرائم الحرب تحكم بالسجن مدى الحياة على القائد السابق للجيش الحكومي الكولونيل ثينوسيت باجوسورا بعد إدانته بارتكاب جرائم إبادة جماعية خلال المذابح العرقية التي شهدتها رواندا عام 1994 وراح ضحيتها نحو 800 ألف شخص.

 

بعد أكبر قميص رياضي دخلت قطر اليوم موسوعة جينيس للأرقام القياسية بأكبر كعكة في العالم على هامش احتفالات البلاد بالعيد الوطني والفوز بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022.

وأقيم احتفال كبير بنادي الغرافة رعته المؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار في البشر وعرضت خلاله الكعكة التي صممت على شكل خريطة دولة قطر.

وقال طلال عمر المسؤول في لجنة الأرقام القياسية بموسوعة جينيس أن قطر حطمت الرقم القياسي السابق المسجل باسم ألمانيا بعدما صنعت كعكة طولها 7.99 متر وعرضها 3.89 متر وارتفاعها 15 سنتيمترا.

الدوحة - رويترز

قرر مجلس النواب الأميركي رفض أي قرار قد يصدر عن مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية، داعيا الإدارة إلى استخدام حق النقض (الفيتو) في المجلس.

يأتي هذا القرار الذي انتقدته السلطة الفلسطينية، في وقت كشف فيه عن أن القيادة الفلسطينية تقدمت فعليا بعد قرار الاتحاد الأوروبي انتظار الوقت المناسب للاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود 1967، بطلبات لبلدان أوروبية محددة، للاعتراف بهذه الدولة عند إعلانها في الضفة الغربية وقطاع غزة، حتى من دون اتفاق سلام مع إسرائيل.

ورغم أن السلطة تقدمت بمثل هذا الطلب للاتحاد الأوروبي، فإنها المرة الأولى التي تتقدم بمثل هذا الطلب لدول بعينها، منها بريطانيا وفرنسا والسويد والدنمارك.

ونسبت وسائل إعلام إسرائيلية إلى مسؤولين فلسطينيين القول إنهم تقدموا بهذه الطلبات إلى قناصل هذه الدول في القدس الشرقية المحتلة.

من جانبها، قالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن «اللجنة قررت أخذ زمام المبادرة والتحرك للحصول على اعتراف دولي ونزع الشرعية عن الاستيطان». وأضافت أن «القيادة شكلت لجانا للقيام بهذا التحرك عقب فشل الإدارة الأميركية بإلزام إسرائيل بالوفاء بمتطلبات التسوية العادلة». وشددت عشراوي على وجوب التحرك من أجل مساءلة إسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية والمحكمة الدولية وتجنيد الأطراف السلمية المتعاقدة على ميثاق جنيف الرابع، علاوة على التحرك في المحافل الدولية من أجل إعادة تعريف قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية التي تتنكر لها إسرائيل.

وأشارت عشراوي إلى أن الفلسطينيين سيعملون على توظيف حركة التضامن الدولي الواسعة مع القضية الفلسطينية في تشديد المقاطعة على إسرائيل ومعاقبتها على تعنتها. وشددت على وجوب توظيف المصالح الأميركية الكبيرة في العالم العربي للضغط على واشنطن لتغيير نمط تعاطيها مع ملف التسوية.

ودعت عشراوي إلى وجوب تجند العالم العربي لدعم عملية بناء المؤسسات الفلسطينية، مشيرة إلى أن هناك مصلحة عربية عليا في إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية. وأوضحت أن إسرائيل تواصل الاستيطان، دون إيلاء أي اهتمام لرغبة المجتمع الدولي في إنهاء الصراع القائم، متهمة الأميركيين بعدم التسلح بالإرادة الحقيقية في التأثير على إسرائيل لتغيير نهجها والضغط عليها من أجل توفير الظروف لاستئناف العملية التفاوضية على أرضية مناسبة. واستهجنت عشراوي عدم قيام الجانب الأميركي بـ«تسمية الأمور بمسمياتها الحقيقية وعدم تحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن الطريق المسدود التي وصلت إليه العملية السياسية، وتمييع الأمور بدلا من ذلك، عبر تحميل الجانبين نفس الدرجة من المسؤولية عن إخفاق الجهد الأميركي، وكأن هناك مقارنة بين الضحية والطرف المعتدي».

وأكدت عشراوي أن واشنطن شرعت منذ البداية في خطوات خجولة ومتواضعة وتواصلت بتقديم الرشاوى والمكافآت للحكومة الإسرائيلية على تعنتها الذي تمثل في رفض المقترحات الأميركية، وانتهت بمشاركة الإدارة في التحايل لإيجاد مخارج لإسرائيل تضمن تواصل الاستيطان والتهويد. وشددت على أن واشنطن باتت معنية بتواصل مسيرة المفاوضات لأجل المسيرة، وهي تحاول تغليب الخطوات الإجرائية على الخطوات الجوهرية الواجب اتخاذها لإنهاء الصراع، مما أفقد جهودها مصداقيتها. وأوضحت أن التعاطي الأميركي جعل المسيرة التفاوضية دون أسس ومرجعيات وسقف زمني، مشيرة إلى أن الشغل الشاغل للأميركيين أصبح محاولة تعريف الأسس التي تقوم عليها العملية التفاوضية، علما بأن هذه المهمة انتهت منذ عام 1991، علاوة على عودة واشنطن للحديث عن العموميات. وأعربت عشراوي عن أسفها لأن الإدارة الأميركية أصبحت تمنح إسرائيل الوسائل للتنصل من متطلبات عملية التسوية، عبر نقل بؤرة الاهتمام من جوهر المفاوضات إلى شكلها وطريقتها ومن الأسس إلى المظاهر.

وفي واشنطن اتخذ مجلس النواب الأميركي في اجتماع عقده فجر أمس، قرارا بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية إذا ما أعلن عنها من جانب واحد، ودون موافقة إسرائيل

وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، هوارد برمان، إن الولايات المتحدة تؤيد المفاوضات، وستشجب أي محاولة للاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد، مؤكدا أن السلام يجب أن يكون نتيجة للمفاوضات المباشرة. وأضاف هوارد أنه يتوجب على الإدارة الأميركية القيام بحملة دبلوماسية لإقناع دول العالم بعدم الاعتراف.

واعتبر نمر حماد، المستشار السياسي لأبو مازن، معارضة مجلس النواب لأي قرار قد يصدر عن مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية، بأنه تغليب للمصالح الداخلية الأميركية على القانون الدولي والشرعية الدولية. وقال حماد في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»: «يؤسفنا أن يصدر مثل هذا الموقف عن مجلس الشيوخ الأميركي الذي يضع الولايات المتحدة مرة أخرى منفردة في الوقوف إلى جانب التوسع الإسرائيلي ونكران حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره».

وأضاف: «كنا نأمل أن يصدر عن مجلس الشيوخ الأميركي موقف يطالب إسرائيل بإيقاف وتجميد الاستيطان وصولا إلى إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية والعربية».

غزة: صالح النعامي لندن: «الشرق الأوسط»

القدس - ا ف ب أسقطت طائرة عسكرية إسرائيلية أمس الخميس جسماً مشبوهاً كان يحلق فوق المنطقة الجنوبية من البحر الميت حسب ما أفاد الجيش الذي أضاف أن الجسم كان على ما يبدو منطاداً. ويبعد المفاعل النووي الرئيسي مسافة نحو 30 كلم من البحر الميت ويقع في منطقة ديمونا في صحراء النقب. وصرحت متحدثة باسم الجيش لوكالة فرانس برس بأن طائرات تابعة للقوات الجوية لاحقت الجسم المشبوه بعد مشاهدته. وتم إسقاطه إلا أنها لم تكشف عن مزيد من التفاصيل. وتحظر السلطات الإسرائيلية الطيران فوق المفاعل حيث يعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل طورت به اكثر من 200 رأس نووي.

بيروت - وكالات

رفض الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطاب ألقاه أمس الخميس في حشد من أنصاره في ذكرى عاشوراء أي «اتهام» لحزب الله بارتكاب جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري. وتحدث نصر الله الذي أطل عبر شاشة عملاقة وضعت في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية لبيروت، في ختام مسيرة عاشورائية شارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص، عن «المؤامرة الجديدة بالعنوان الدولي وبالقرار الدولي التي تستهدف لبنان والمقاومة، والتي تسمى بالمحكمة الدولية والقرار الظني الاتهامي». وأكد نصرالله في خطاب اتسم بنبرة هادئة نسبيا بالمقارنة مع خطاباته في الأشهر الأخيرة التي تناول فيها موضوع المحكمة، «الالتزام والحرص على بلدنا لبنان على وحدتنا الوطنية وعلى العلاقة السليمة والأخلاقية بين جميع مكونات شعبنا ومذاهبه واتجاهاته». وأضاف «نعلن رفضنا لأي فتنة بين المسلمين وخصوصا بين الشيعة والسنة وحرصنا الدائم على مواجهة أي شكل من أشكال الفتنة لأنها اليوم مشروع أمريكا وإسرائيل لأمتنا». من جهة ثانية دعا نصر الله العرب إلى انتهاج «خيار المقاومة» ضد إسرائيل معتبراً أن «التسوية ماتت وأصبحت جيفة». وقال إن جامعة الدول العربية «اكتشفت في وقت متأخر ما قالته بالأمس من أن المفاوضات مضيعة وقت، لكنها قالته». وأضاف «تعالوا إلى طريق المقاومة وخيار المقاومة. المفاوضات انتهت والتسوية ماتت وأصبحت جيفة، لكن العديدين ما زالوا يرفضون الاعتراف بموتها». وتوجه إلى المسؤولين العرب بالقول «صارحوا شعوبكم واعترفوا لهم بالحقيقة: لقد ماتت التسوية ولا خيار أمام هذه الأمة لاستعادة الأرض والكرامة سوى طريق المقاومة».

اعلنت قيادة الجيش اللبناني تفكيك منظومة تجسس وتصوير اسرائيلية في منطقة صنين مشيرة الى ان المنظومة تحوي انظمة بصرية وانظمة ارسال واستقبال اشارات وتحكم وتوفر للعدو تحديد احداثيات اهداف لضربها.واضافت القيادة انه يجري العمل على تفكيك منظومة اخرى اكثر تعقيدا في مرتفعات الباروك. وقال بيان قيادة الجيش:"قامت وحدة متخصصة من الجيش بتاريخ 15/12/2010 بتفكيك منظومة تجسس وتصوير زرعها العدو الإسرائيلي في منطقة صنين، وهي عبارة عن خمسة أجزاء تحوي: نظاماً بصرياً، ونظام إرسال الصورة، ونظام استقبال إشارات التحكم بالمنظومة، وإدارة التحكم بالمنظومة، ومصادر تغذية المنظومة بالطاقة. وتعمل هذه المنظومة بتقنية فنية عالية، تصل إلى حد كشف أهداف بعيدة المدى وتحديدها بشكل دقيق، وتحديد إحداثيات أهداف أرضية لتسهيل ضربها. كما يعمل الليزر حتى حدود الـ20 كلم، وبما يؤمن تغطية كامل السلسلة الشرقية ومنطقتي صنين والباروك والمناطق المجاورة، ونقل ما يجري فيها.  كما تقوم وحدة أخرى بتفكيك منظومة ثانية أكثر تعقيداً في مرتفعات الباروك. ويأتي العثور على هاتين المنظومتين نتيجة معلومات حصلت عليها مديرية المخابرات من مصادر المقاومة، حيث باشرت وحدات فنية من الجيش بالكشف على المنظومتين لتفكيكهما ونقلهما من مكانهما. تلفت قيادة الجيش المواطنين إلى ضرورة التنبه لأي جسم مشبوه يتم العثور عليه، وعدم العبث به، تحسباً لإمكانية تفجيره، وإفادة أقرب مركز عسكري عنه ليصار إلى إجراء اللازم بشأنه من قبل الأجهزة المختصة".

باريس - رويترز

بيعت صورة فوتوغرافية للراحل مايكل جاكسون وهو يقف مثل فرعون مصري مقابل 26 الف يورو (34880 دولارا) يوم الاثنين في مزاد عرضت به اربع صور لم تشاهد من قبل للمغني الذي اطلق عليه "ملك البوب".

واشترى ايتو مورابيتو مصمم دار ازياء (اورا-ايتو) الصورة الشخصية للمغني الراحل وهو يقف مثل الفرعون مرتديا غطاء رأس ذهبي اللون ويضع حول عينيه الكحل في مزاد اقيم في باريس. وباضافة قيمة العمولة بلغ السعر النهائي للصورة 32240 يورو.

وقال مورابيتو "كنت معجبا به منذ مولدي. انها (صورة) فريدة وتمثل قيمته حقا."

ومنذ وفاته المفاجئة في يونيو/ حزيران 2009 بسبب جرعة زائدة من العقاقير تباع صور وتذكارات مايكل جاكسون بمبالغ قياسية. وبيع قفازه الابيض في مزاد لتذكارات جاكسون مقابل 350 الف دولار في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي بعد اشهر قليلة من وفاته.

وطرح في الاسواق هذا الاسبوع ألبوم صنع بعد وفاته يحتوي اغاني جديدة وحمل اسم "مايكل".

وبيعت صورة شخصية أخرى يظهر فيها جاكسون وحول عينه اليسرى مادة زرقاء لامعة مقابل 25 الف يورو خلال أقل من دقيقة. وبيعت صورة ثالثة يظهر فيها جاكسون وهو يرتدي قميصا لونه أسود يغطي جزءا من وجهه وهو يقف أمام شاشة بها فقاعات ملونة مقابل 22 ألف يورو.

وبيعت اللوحة الرابعة والتي يظهر فيها جاكسون وهو يقف أمام ستارة حمراء مقابل تسعة الاف يورو. وبيعت معظم القطع الاخرى مقابل نحو 1500 يورو.

والتقط هذه الصور عام 1999 المصور الفرنسي ارنو باني الذي كان عمره حينها 23 عاما فقط.

دعا الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، إلى القيام بمراجعة لعمل لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وذلك بعد كل ما تبين من عملها خلال خمس سنوات، «إذ لم يعد هذا الملف يخص شخصاً أو عائلة بل بات يخص أمة بكاملها». وأكد في الليلة الأخيرة من ليالي عاشوراء في مجمع سيد الشهداء في الرويس، أن النائب السابق لرئيس اللجنة غيرهارد ليمان وكان «ضابط مخابرات ألمانيا وأكبر مسؤول عن تسريب التحقيقات وهو رجل فاسد»، باع وثائق بأموال في لبنان، وأن «هناك أشخاصاً اشتروا منه الوثائق بأموال وأعطوني إياها». وشدد على أن المحكمة سيأتيها يوم أصعب من «ويكيليكس»، مشيرا إلى أنه عُرض على الحزب شراء وثائق من المحكمة بمبلغ مليون دولار. وأكد أن هناك قيادات سياسية وأمنية في لبنان صنعت قيادات الزور، والحكومة كانت «تحميهم الليلة» (أمس). ودعا نصر الله إلى مشاركة واسعة في مسيرات اليوم التي يقيمها الحزب في مختلف المناطق، وقال: إسرائيل تعمل لتقوية نفسها عسكرياً، وحتى إنها في لبنان تستكمل ذلك، وقال: بدأنا نكتشف مجموعة من التجهيزات أو الكاميرات التي تنقل الصورة ليلاً ونهاراً، والإنجاز اليوم تفكيك أجهزة التجسس المتطورة سواء في صنين أو الباروك بالتنسيق بين طرفي المعادلة الذهبية أي المقاومة والجيش. وأوضح أن «الخيار الأول أمام إسرائيل هو أن تذهب إلى المفاوضات والتسوية وهذا لا تريده إسرائيل. الخيار الثاني هو مسار الحرب، أي أن تقدم إسرائيل على حرب إما مع لبنان أو سوريا أو إيران أو غزة أو معهم كلهم»، وأشار إلى أن هذا الخيار في الظروف الحالية غير منطقي، فإسرائيل تعرف جيداً أن الخروج إلى أي حرب في أي جبهة إن لم تكن مضمونة أي أن تكون سريعة وحاسمة وفيها نصر، فهي مغامرة كبرى. واعتبر أن الخيار الثاني صعب وخطير ولكنه ليس مستحيلاً. ورأى أن الخيار الثالث هو بقاء الوضع كما هو عليه بانتظار متغيرات إقليمية ودولية. وأشار إلى أن إسرائيل تفضل الخيار الثالث، وهي تستفيد من الوقت لإنجاز كل الخطوات لتهويد فلسطين واستعادة عناصر القوة. وأوضح أن هناك مشكلة في الخيار الثالث بأن هذا الأمر سيعطي مزيداً من الوقت لأعداء إسرائيل لأن يزدادوا متانة. وتناول نصر الله «مشكلة ثانية يواجهها الخيار الثالث. المستقبل من غير المعروف إذا كان أفضل لإسرائيل، فأميركا فشلها واضح في العراق وأفغانستان، من خسارة المزيد من الحلفاء الاقليميين، اليوم يخسرون تركيا، وانشغال القوى العالمية بأزماتها الداخلية والمالية أو قد ينشغل العالم بمشاكل أخرى، وهناك ارتفاع مضطرد في الكراهية لإسرائيل». واعتبر أن الأخطر في ما يفعله العدو الإسرائيلي هو عمله الدؤوب من خلال الحكومات والأنظمة والأموال ومؤسسات فكرية وشخصيات وأجهزة مخابرات على مشروع الفتنة في العالم الإسلامي والعربي. وأضاف: ماذا فعلت إسرائيل بأهل السنّة، في المجازر بفلسطين المحتلة ومن ثم تهجيرها للسنّة، ومن ثم إزالتهم عن الخريطة، الذين حاربتهم في سوريا والأردن ومصر وجزء من لبنان هم أهل سنّة. وأشار إلى أن من أوجب الواجبات على السنّة والشيعة أن يواجهوا هذا الخطر وأن هذا الأمر يحتاج إلى دقة وترفع وفهم خلفيات ما يجري في المنطقة والعالم وأن ذلك مسؤولية المسيحيين الشرقيين المستهدفين في وجودهم. وتابع نصر الله: أقول لبعض المسيحيين في لبنان وغيرهم من الذين يتوهمون أن الصراع السني - الشيعي يمكن أن يجعلهم الرقم الأصعب في لبنان هذا خطأ، فالصراع السني الشيعي في لبنان إن شاء الله لن يحصل ومع ذلك البعض يعلق عليه آمالاً كبيرة وهذه رهانات خاطئة. وأكد أن ما يريده الإسرائيليون هو إنهاء الوجود المسيحي وإضعاف الوجود المسلم، مشيراً إلى أنه «وفي هذا السياق نفهم موضوع المحكمة الدولية وما يعد من قرار ظني لاتهام أفراد أو قياديين من «حزب الله» باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري». وتحدث نصر الله عن ما ذكر في الصحف منذ العام 2006 من أن التحقيق بات يتخذ مجرى اتهام «حزب الله»، وأشار إلى أنه في العام 2008 جرى التكلم معه في هذا الموضوع وقيل له إنه سيتهم مجموعة مخترقة في «حزب الله». وأشار إلى أن الحزب أبلغ وقرأ ذلك وهذا ليس سراً بل تتداوله شخصيات في لبنان والعالم منذ سنوات. واعتبر «أننا لم نحرك ساكناً لأننا حريصون على بلدنا». وشدد على «أننا لم نتصرف في يوم من الأيام لإيجاد ذريعة للإمساك بلسلطة أو الانقلاب على الطائف أو غيرها، إذا كنا نريد هذه الحجة في موضوع القرار الاتهامي فقد كانت بأيدينا منذ 2008 ولكن لم نلجأ إلى هذا الأمر». وأوضح أنه «وفي الأشهر الأخيرة رأينا أن هذا الأمر يأخذ منحى جدياً ويتركب عليه مؤامرة تستهدف «حزب الله» والمقاومة ولبنان»، وسأل: هل من المنطقي أن نبقى صامتين لنرى القرار الاتهامي، من يقل هذا يضحك على الناس. وشدد على أن المحكمة سيأتيها يوم أصعب من «ويكيليكس»، وقال: كل من تآمروا سيأتيهم يوم أصعب من «ويكيليكس»، وهم لهم علاقة بشهود الزور والتوقيت ويعرفون كل شيء بالتفصيل، سيأتي يوم يظهر فيه الخيط الأبيض من الأسود، فهل من الطبيعي أن نسكت، كلا، ففتحنا الموضوع منذ أشهر، وقمنا وواجهنا بشكل منطقي وبالعلم وقدمنا معطيات وقرائن وتكلمنا ولم نذهب إلى السلبية ولم نقم باعتصامات ولم نعطل البلد ولم نقم بعصيان مدني ولا عطلنا الحكومة، ونحن نعرف أن هناك قراراً اتهامياً سوف يصدر بعد أيام وربما قد لا يُعلن. وتابع نصر الله: يقال إن (المدعي العام للمحكمة دانيال) بيلمار سيقدم ظرفاً مغلقاً ومعروفاً ما فيه، ونعرف أن الأمور تتوجه إلى هذا الاتجاه ولكن هل ذهبنا إلى السلبية؟ بعض الناس قالوا إن «حزب الله» لأنه يدافع عن نفسه فهو متورط؟ كيف يمكن هذا الكلام؟ واجبنا كان في الأشهر الأخيرة أن نشرح مسار الأمور. واعتبر أن «من واجبنا الدفاع عن المقاومة وأيضاً لبنان لأن المستهدف هو تخريب البلد»، وقال: طرحنا منطقاً، فقلنا هل التحقيق سيوصل إلى العدالة وهل هو سليم؟ قلنا بالبرهان إنه مسيس وليس حرفياً وأعطينا دلائل، أولاً من يرد القيام بتحقيق يجب عليه القيام بكل الفرضيات، أين فرضية إسرائيل؟». وكشف أنه «عندما كان (المحقق الدولي ديتليف) ميليس رئيساً للجنة التحقيق كان نائبه غيرهارد ليمان الذي كان ميليس يعتمد عليه، كان ضابط مخابرات ألمانياً وأكبر مسؤول عن تسريب التحقيقات وهو رجل فاسد». وأشار إلى أن لديه الدليل أن ليمان باع وثائق بأموال في لبنان، وأن «هناك أشخاصاً اشتروا منه الوثائق بأموال وأعطوني إياها». وقال نصر الله: بيلمار قام بمعركة لحماية شهود الزور وعدم إعطاء الشهادات في الوقت الذي قام ليمان ببيع هذه الشهادات، وهو فاسد ورخيص وباع الوثائق بـ50 أو 70 ألف دولار، ويومها عُرض عليّ أن هذا الرجل مستعد لإعطائنا كل شيء في التحقيق مقابل مليون دولار، وربما أخطأنا بالرفض، وربما في المستقبل هناك أشخاص سيسربون وسائل ومعطيات. وقال: لقد ذهبنا الى نقاش قضائي ودستوري وفني، ثم طلبنا محاكمة شهود الزور وقالوا هذا شأن يعني المحكمة الدولية، فقالت إن هذا ليس اختصاصها، والحكومة رفضت تحويله إلى المجلس العدلي، يوم مقتل الزيادين واتُهم بقتلهم شباب شيعة. وخشية أن تؤدي الجريمة إلى فتنة حولت الحكومة الملف إلى المجلس العدلي، ولماذا جرائم مثلها لم تذهب إلى المجلس العدلي؟ لأن هنا في خوف من ذهاب إلى الفتنة، وفي مقتل الأخوين انطونيوس تحولت قضيتهم إلى المجلـس العدلي خوفا من الفتنة. وتوجه إلى كل الفرقاء بالقول: المحكمة الدولية تحمي شهود الزور لأن ميليس وليمان شركاء في تصنيع شهود الزور، لأن هناك قيادات سياسية وأمنية في لبنان صنعت قيادات الزور، الحكومة تحميهم، الليلة كانت الحكومة تحميهم، هم يحمون من صنعهم، ولأنه قد تكون هناك جهات تملك مستندات مدينة على هذا الصعيد. وشدد نصر الله على أنه «ومنذ أول يوم فتحنا ملف المحكمة وحتى اليوم نتصرف ضمن رؤية وأساساً لا أحد يتوقع أننا نريد إلغاء قرار مجلس الأمن الدولي»، مشيراً إلى أنه يمكن للمبادرات تعطيل قرارات مجلس الأمن الدولي، وقال: من أخذ الأمور باتجاه سوريا كان له أهداف وخلال 3 أو 4 سنين من خلال صمود المقاومة وسوريا وخلو التحقيق أحبطت هذه الأهداف. واعتبر أنه «اليوم عندما يؤخذ الاتهام نحو «حزب الله» فهو يضع أهدافاً، فلنعطل هذه الأهداف، ومن خلال عمل المقاومة والمعارضة بعض الأهداف المتوقعة منها القرار الاتهامي تم إحباطها، مثلاً تشويه صورة المقاومة. كذلك من جملة الأهداف في حال سكت «حزب الله» وصدر القرار الظني بشكل مفاجئ فأول من سيتضعضع هم حلفاء «حزب الله»، وهذا سيسبب ابعاداً بين الحزب وحلفائه السنة والمسيحيين، فيتم عزل «حزب الله» تمهيداً لضربه في المستقبل. هذا الهدف اُسقط والرهان على عزل «حزب الله» سقط بشكل كبير». واعتبر نصر الله «أننا قدمنا خدمة رغم أنهم لا يريدون الاعتراف بها، وهي أن هذه المحكمة والتحقيق الذي ننتظر أنه سيوصل للعدالة لن يفعل». وقال: أنا أقول دعونا نقم بمراجعة بعد عمل لجنة التحقيق لخمس سنوات، لم يعد هذا الملف يخص شخصاً أو عائلة بل بات يخص أمة بكاملها، فلنقم بمراجعة بعد الإخفاقات في عمل لجنة التحقيق والمحكمة، وأصررنا على فتح ملف شهود الزور لمعرفة من ضلل التحقيق وأيضاً من جملة ما اُنجز أننا أوجدنا أحساساً بالمسؤولية الوطنية، وأظهرنا أن هناك مؤامرة كبيرة وهنـاك مســؤولية عربية ووطنية كبيرة وهناك جهد سعودي وسوري، وإيران دعمت الجهود وأوجدنا جواً من المسؤولية الوطنية والعربية والإسلامية.

روما - ي. ب. آ:

قال حاكم العاصمة الإيطالية روما جياني اليمانو إن أعمال الشغب التي تخللت المظاهرات الطلابية أمس وقت التصويت على ثقة الحكومة برئاسة سيلفيو برلسكوني تسببت بخسائر قدرت بقرابة 26.5 مليون دولار.

ونقلت وكالة أنباء (انسا) الإيطالية عن اليمانو قوله إن "الضرر كبير، نحن نتحدث عن قرابة 20 مليون يورو (26.5 مليون دولار).. وسنجري تقييماً أدق"، مضيفاً إن "العاصمة ستكون المدعي المدني في المحاكمات ضد هؤلاء الذين تسبب بتلك الحوادث وبهذا الضرر". وقال إنه من غير المقبول أن تدفع المدينة وسكانها الأبرياء بالكامل ثمن هذه المظاهرات.

وكان اليمانو قارن بين المظاهرات التي قام بها الطلاب المناهضون لسياسة حكومة برلسكوني التعليمية وتطورت لاشتباكات مع الشرطة مخلفة أكثر من 100 جريح، ومظاهر العنف السياسي والإرهاب الذي شهدته إيطاليا في سبعينات وثمانينات القرن الفائت.

وقد فازت حكومة يمين الوسط برئاسة برلسكوني في تصويت على الثقة في مجلس النواب بفارق ضئيل أمس وحصلت على ثقة مجلس الشيوخ بغالبية 162 صوتاً مقابل 135 وامتناع 11 عن التصويت.

اللقاء مع أهالي الAffinityCMSن السوريين الباقين في قراهم، هو متعة حقيقية في كل مرة. أناس حميمون وذوو حمية عالية. روح وطنية وصمود حقيقي على مدار 43 عاما، وهي فترة لم تفت في عضدهم ولم تمس بروح انتمائهم للوطن. تعرفت إليهم في أواسط السبعينات بعد سنوات قليلة من الاحتلال، عبر عائلة لطيفة. وكان اللقاء في أحد مستشفيات الناصرة، المدينة العربية البعيدة ساعتي سفر، يفضلون المجيء إليها حتى يكونوا قريبين من أجواء عربية. تمسكٌ بالأرض والهوية. صبية AffinityCMSنية من مجدل شمس جاءت إلى الناصرة لتلد طفلها البكر، وضعوها في غرفة واحدة مع شقيقتي. الصداقة بينهما تحولت إلى صداقة عائلية قريبة. وهكذا بدأنا نتعرف على أوضاعهم.

أناس قنوعون لا يعرفون الشكوى. يؤمنون بأنفسهم ويثقون بأن الاحتلال مرحلة عابرة في تاريخهم، مهما طالت السنون. دماثة الخلق عندهم قاعدة. كرمهم غير محدود. استقبالهم الضيف حار جدا، ووداعهم وجد وحزن. وطنيون بطريقة غير مألوفة: يختلف الواحد منهم مع سياسة حكومته، ولكن هذا لا يقلل أبدا من روح الانتماء للوطن والانسجام مع القيادة في دمشق. وعلى قلة عددهم، نحو 22 ألفا اليوم، وقفتهم الشجاعة في مواجهة الاحتلال كانت وما زالت سببا أساسيا في تكريس الحقيقة أن إسرائيل دولة محتلة.

على عكس الاستيطان اليهودي المتركز في الجنوب وفي الوسط، يعيش المواطنون السوريون في منطقة الشمال من الAffinityCMSن. لديهم خمس قرى: أربع على السفوح الغربية من جبل الشيخ، هي مجدل شمس ومسعدة وعين قنيا وبقعاثا، وخامسة هي الغجر تقع على السفوح الشمالية الغربية لجبل الشيخ بمحاذاة الحدود مع لبنان. التقسيم الطائفي لا يهمنا عادة، ولكنه هنا بالغ الأهمية. فسكان القرى الأربع ينتمون للطائفة العربية الدرزية. ولهذا فقد حاول نائب رئيس الحكومة الأسبق في إسرائيل، يغئال ألون، إغراءهم بمشروع إقامة دولة درزية في المنطقة، تضم الدروز في جبل العرب (محافظة السويداء داخل سورية) ودروز لبنان والAffinityCMSن. وتخيل ألون أن هذه الدولة ستكون دولة عربية صديقة لإسرائيل، توفر لها الماء من جهة وتكون جبهة متقدمة لها في مواجهة العرب الآخرين.

وقد أرسل ألون نائبا درزيا في الكنيست الإسرائيلي آنذاك، هو الشيخ جبر معدي، لتقديم الفكرة والترويج لها بين المشايخ الدروز في المنطقة. ولكن رد أهالي الAffinityCMSن في المنطقة المحتلة جاء صارما وحازما وبالإجماع ضد هذه الفكرة. وخوفا من أن لا تفهم رسالتهم هذه جيدا في إسرائيل، بادر الشباب الوطني في الAffinityCMSن وبينهم العديد من الجنود والضباط السابقين في الجيش السوري إلى تشكيل خلايا مسلحة تقاوم الاحتلال ونفذوا العديد من العمليات المسلحة ضد الجيش الإسرائيلي (وليس ضد المدنيين). وقد ندمت إسرائيل على أنها لم تطرد سكان هذه القرى أيضا. وهي حتى في هذه الأيام، بعد مرور 43 سنة على الاحتلال، ما زالت تعتقل الشبان في الAffinityCMSن وتحاكمهم بتهمة «خدمة العدو» في الوطن الأم سورية.

* الاحتلال

* الاحتلال الإسرائيلي هنا، مثل الاحتلال الإسرائيلي في أي مكان وأسوأ. بدأ طريقه في عملية تطهير عرقي مكشوفة. فعندما كان سكان الAffinityCMSن يهربون خلال الحرب، قرر تحويل الهرب المحدود لبعض السكان إلى رحيل جماعي. فراح يطرد المواطنين بالقوة. هائل أبو جبل، يروي ما حصل لسكان قرية جباتا الزيت المجاورة لقريته مجدل شمس. فقد لجأوا إلى المجدل خلال الحرب. وبعد انتهائها، توجه إليهم الحاكم العسكري الإسرائيلي ودعاهم إلى التجمع من أجل إعادتهم إلى قريتهم. فصدقوا. وما إن غادروا المجدل، حتى اضطرهم الجيش للانحراف يسارا ودفعهم بالقوة إلى الحدود مع سورية وطردهم إليها. وأقاموا مكانها لاحقا مستوطنة تدعى «نافيه أطيف». وقبل هذه القرية، كان الاحتلال قد انفرد بعشرات القرى الأخرى وطردهم من بيوتهم من دون أن يستطيعوا الاحتفاظ بأثاثهم وما بنوه وجمعوه بشق النفس.

لقد كان عدد سكان الAffinityCMSن لدى احتلاله 120 ألف نسمة، لم يبق منهم سوى ثمانية آلاف. وكانوا يعيشون في 110 قرى و60 خربة، فلم يبق منها سوى ست قرى. البقية هدمت وآثارها ترى بالعين المجردة في كل مكان. وفي سنة 1970 صادرت إسرائيل أراضي أهالي قرية سحيتا وطردتهم منها إلى قرية مسعدة، فانخفض عدد قرى الAffinityCMSن الباقية إلى خمس.

وكانت سلطات الاحتلال وبعد تفريغ الAffinityCMSن من غالبية أهله، قد ألغت في نهاية 1967 المنهاج الدراسي السوري واستبدلته بمنهاج إسرائيلي يحاول تقزيم الانتماء العربي والسوري ويقوي الانتماء الطائفي الدرزي للسكان وفرضت إدارات بلدية على القرى الباقية لتسهيل تمرير مخططات أسرلة الAffinityCMSنيين السوريين والسيطرة على أراضيهم. وبعد وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، خرج الأهالي في مسيرة وداع شعبي له، فاعتدت عليهم قوات الاحتلال وفرقتهم بالقوة. وفُرضت الضرائب الإسرائيلية عليهم، واقتحمت قوات الاحتلال مئات البيوت وصادرت أثاثا وأجهزة كهربائية. وحاولت فرض الهوية الإسرائيلية على سكان الAffinityCMSن، ولما رفضوا ذلك بشدة وإصرار، باعتبار أنهم سوريون وهويتهم الوحيدة هي هوية سورية، راحت سلطات الاحتلال تمارس الضغوط الشديدة السياسية والأمنية والاقتصادية عليهم. وفرضت القانون الإسرائيلي عليهم بقانون سن في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في سنة 1981.

الAffinityCMSنيون من طرفهم ردوا على الاحتلال بالمقاومة بمختلف الأساليب، بما فيها المقاومة المسلحة والمقاومة الشعبية السلمية. مئات منهم اعتقلوا وبعضهم ما زالوا في السجون. وعندما فرض القانون عليهم، أعلنوا إضرابا مهيبا طيلة 6 شهور. وحاولت سلطات الاحتلال كسر إضرابهم بفرض حصار عليهم، لمنع وصول إمدادات إليهم من القوى الوطنية لدى العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، وساد نقص بالحليب والغذاء ونقص في الخدمات الطبية واعتقل نحو 150 شخصية وطنية اعتقالا إداريا. ولم يكسر الإضراب إلا بعد أن اجتاحت إسرائيل الأراضي اللبنانية، فسرقت الحرب الأضواء عن قضية الAffinityCMSن. ولكن انتهاء الإضراب تم فقط بعد تعهد سلطات الاحتلال بعدم فرض الهوية بالقوة وبأن ضم الAffinityCMSن لن يلحقه تجنيد للشبان إلى الخدمة العسكرية الإلزامية. وواصل الAffinityCMSنيون التمسك بهويتهم السورية. وراحوا يرفعون العلم السوري مرفرفا بشكل علني ويحتفلون باليوم الوطني السوري (عيد الجلاء). وفرضوا مواقفهم الوطنية رغم عسف الاحتلال.

* جيل الاحتلال

* شفا أبو جبل، المحامية الشابة التي ولدت في عهد الاحتلال، هي أحد البراهين على فشل هذا الاحتلال، تقول: «صحيح أن الاحتلال في الAffinityCMSن مختلف عنه في الضفة الغربية. فنحن لا توجد لدينا حواجز عسكرية. لا يقصفون بيوتنا بالصواريخ والقذائف كما يفعلون في غزة أو لبنان. وصحيح أننا لا نفكر كل لحظة في الاحتلال. ولكننا نحس بهذا الاحتلال ونراه أسوأ احتلال في التاريخ. فنحن نعيش في غربة عن الأقارب والأحباء في الوطن. لا نستطيع السفر بشكل طبيعي إلى الخارج، لأننا لا نمتلك جواز سفر مثل بقية البشر ونسافر بواسطة تأشيرة مرور مؤقتة (لاسيه باسيه). وحتى في إسرائيل، بطاقة الهوية المختلفة تسبب لنا المتاعب. نتجول في AffinityCMSننا ونشاهد المستوطنات والمشاريع الاقتصادية والزراعية والسياحية وفي قلوبنا غصة، فهم ينهبون خيراتنا في وضح النهار.

تعلمت شفا المحاماة في جامعة حيفا الإسرائيلية. تجيد العبرية. تعرفت إلى الحياة الإسرائيلية بكل عنفوانها. ولكنها تتمكن من وضع حد فاصل بين مغريات هذه الحياة وبين انتمائها الوطني. وتعتبر نفسها سورية بكل معنى الكلمة. تريد وتتمنى أن يتحقق السلام بين إسرائيل وسورية، ولكنها لا تعتقد أن الإسرائيليين معنيون بهذا السلام: «اليسار الذي يرفع شعارات السلام يتراجع باستمرار وإسرائيل تتجه نحو اليمين. لم يتعلموا الدروس من احتلالات أخرى في التاريخ. ويتعاطون مع شعوب المنطقة بنوع فتاك من الغطرسة»، تقول.

منير أبو صالح، وهو أحد الأحرار في الAffinityCMSن الذي سلك طريق النضال منذ بداية شبابه، وعرفناه معتقلا محررا عدة مرات، ينظر باعتزاز إلى الحركة الوطنية السورية في الAffinityCMSن: «توجد لدينا أخطاء وظواهر سلبية عديدة، وتوجد لدينا خلافات واختلافات، فكرية وسياسية، ولكن الروح الوطنية مسيطرة في مجتمعنا. رجال الدين، العلمانيون، الشباب الناشيء، النساء، الشباب الذين ولدوا في عهد الاحتلال أو قبله، أجيال وراء أجيال، الجميع يسير على النهج الوطني. الاحتلال فشل فشل ذريعا في أهدافه لدق الأسافين بيننا وبين دولتنا»، يقول.

قلنا لهم إن هناك ظواهر مناقضة لهذه الروح الوطنية. ففي بلدات الAffinityCMSن تطغى اللغة العبرية على اللافتات التجارية. وفي بلدة قريات شمونة نجد الكثير من الشباب الAffinityCMSني. وفي المجتمع الإسرائيلي عموما وفي مستوطنات الAffinityCMSن اليهودية، نجد الكثير من الAffinityCMSنيين.. عمالا ومقاولين. فيجيبون أن هذه كلها ناجمة عن ضروريات الحياة والبقاء والصمود. ويضيف حمودة مرعي، وهو من قادة العمل الوطني وسجين سابق: «نحن لا نخاف على شبابنا ومواطنينا، لأن الروح الوطنية أولا منزرعة في نفوسهم وتسري كالدم في عروقهم. وحتى إذا وجدنا من ينجرف وراء ملذات المجتمع الإسرائيلي، وينسى الاحتلال، فإن اليمين المسيطر على إسرائيل وقدرا كبيرا من أتباعه في المجتمع الإسرائيلي، يتسمون بما يكفي من الغباء لكي يذكروهم باستمرار بالعنصرية تجاه العرب ويذكروهم بأن إسرائيل بالنسبة لنا هي احتلال، وبأننا ضحية أخرى من ضحايا هذا الاحتلال».

ويشير نزيه أبو فياض إلى دور الدولة السورية في صيانة العلاقة بينها وبين الAffinityCMSن. فسورية تتابع شؤونهم باستمرار. عشرات القرارات اتخذت في مؤسسات الأمم المتحدة ضد الاحتلال بمبادرتها. خلال السنوات العديدة الماضية تستقبل الطلبة للدراسة في الجامعات السورية حتى أصبح هناك ما يزيد على 2200 خريج جامعي، وهذه نسبة عالية جدا على صعيد الوطن العربي كله. وفي السنوات الأخيرة تستوعب سورية نحو نصف إنتاج التفاح من الAffinityCMSن وتقوم بتسويقه. وفي مجلس الشعب السوري يوجد مندوب دائم من الAffinityCMSن. والإعلام السوري يهتم بقضايا الAffinityCMSن، صغيرها وكبيرها، ويواكب أحداثه بلا توقف.

ويذكر الAffinityCMSنيون أن وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، موشيه ديان، كان قد عقد اجتماعا مع مشايخ الAffinityCMSن، في سنة 1982 وعرض عليهم صفقة أن يصبحوا مواطنين إسرائيليين ويندمجوا في الحياة الإسرائيلية مثل المواطنين الدروز سكان إسرائيل. وراح يحاول إغراءهم بالقول إنهم من دون بطاقة هوية إسرائيلية سيستصعبون الحياة بشكل طبيعي. فهم يحتاجون الهوية للسفر خارج البلاد وداخلها ويحتاجونها من أجل الضمانات الاجتماعية والتعليم وغيرها. وقد أجابه الشيخ محمود الصفدي يومها، أنه وغيره من المشايخ والسكان لا يشرفهم حمل هوية سوى الهوية السورية. وقال له الشيخ محمود خزاعي ملي: «حقا إنكم انتصرتم في حرب حزيران، ولكن المهم هو أنكم لم تكسبوا تأييد الجمهور». وعلى مدى السنوات التالية وحتى اليوم، لم يتغير موقف الAffinityCMSنيين السوريين. بل إنهم يعبرون عن هذا الموقف في كل مناسبة. ففي الAffinityCMSن، كما أشرنا يوجد 22 ألف مواطن سوري. نحو ثلاثة آلاف منهم يسكنون في قرية الغجر، التي تعتبر حالة خاصة مختلفة، والباقون (19 ألف مواطن) يسكنون في القرى الأربع المذكورة أعلاه. من مجموع 19 ألفا، يحمل الجنسية الإسرائيلية اليوم 623 شخصا فقط، بينهم العديد من الأبناء والبنات الذين ورثوا هذه الجنسية عن آبائهم. والAffinityCMSنيون يقاطعون الكبار من هؤلاء المواطنين (ويتساهلون مع الأبناء باعتبار أنهم ليسوا مذنبين في حمل هوية ولدت معهم)، فلا يشاركونهم الأفراح أو الأتراح.

* الغجر

* القرية الخامسة هي الغجر، ولها وضع مختلف. فهذه القرية اكتشفت أنها محتلة فقط بعد شهرين من حرب 1967. فلأنها تقع على الحدود السورية اللبنانية، وهذه الحدود لم تكن قد رسمت في ذلك الوقت، حسبت أنها ظلت خارج الحرب. والجيش الإسرائيلي أيضا لم يعرف أن هذه القرية أصبحت تحت سلطته.

وقد عرف أمر احتلالها بالصدفة، عندما خرج وفد من الأهالي باتجاه سورية ليسأل عن سبب عدم تزويدهم بالمواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات، فاصطدموا بقوة من الجيش الإسرائيلي. فطلبت القوة منهم أن يستسلموا ويقبلوا الهوية الإسرائيلية، فوافقوا. وهناك من يقول اليوم إن هذه الموافقة لم تأت عن دراية وإدراك بالمغازي السياسية وراءها. واليوم هم يحملون الجنسية الإسرائيلية. ولكن التطورات على الساحة الإسرائيلية اللبنانية أدت إلى وضع جديد للقرية، حيث إنهم لا يعرفون اليوم لأية سلطة هم خاضعون.

فهم سوريون وبلدتهم كانت جزءا لا يتجزأ من الAffinityCMSن، وعليه فإنها تعتبر منطقة محتلة. ولكن الاحتلال الإسرائيلي للبنان في سنة 1982 الذي استمر في المنطقة الجنوبية حتى عام 2000، أتاح امتداد الغجر إلى الشمال. فالأزواج الشابة بنت بيوتها في الأراضي الشمالية للقرية. وعندما تم ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل من جهة وبين لبنان وسورية من جهة ثانية، اتضح أن خط الحدود يقسم قرية الغجر إلى قسمين، قسم شمالي جديد يضم ثلثي القرية يقع في الطرف الشمالي أي في لبنان، والقسم الجنوبي القديم يقع في الأرض السورية التي تحتلها إسرائيل. ولم تحل قضيتهم بعد.

الناطق بلسان القرية، نجيب خطيب، يقول إن أهالي القرية ليسوا مسؤولين عن هذا الوضع ولذلك فإنهم يطالبون بإبقاء القرية كلها بشقيها الشمالي والجنوبي جزءا من الAffinityCMSن السوري المحتل، وأن تحل قضيتهم مثل بقية قرى الAffinityCMSن في المستقبل. ويضيف أن الجنسية الإسرائيلية فرضت عليهم فرضا. وهذا ليس ذنبهم. وتمسكهم بالموقف الذي يقضي عمليا باستمرار احتلالهم، نابع من رغبتهم في الحفاظ على وحدة القرية من جهة ووحدة المصير مع بقية القرى السورية من جهة ثانية.

وقد أدى هذا الموقف إلى إعادة اللحمة بين الAffinityCMSنيين. فأهالي القرى الأربع، وبسبب قرارهم مقاطعة حاملي الجنسية الإسرائيلية، خففوا إلى الحد الأدنى من العلاقات مع الغجر. ولكن، عندما أعلن الغجريون تمسكهم بالوطن الأم سورية، قام وفد كبير من المشايخ والقادة الوطنيين في القرى الأربع بزيارة تضامن إلى الأشقاء في الغجر. وكانت تلك بمثابة زيارة صلح غير معلن معهم.

* المستقبل

* لم يعبر المتحدثون معنا من المواطنين العرب السوريين عن أية ذرة شك في أنهم يرون مستقبلهم عائدين إلى أحضان سورية، هم وقراهم وأراضيهم وخيراتهم معا.

عندما طرحنا أمامهم ما يطرح في إسرائيل عن حلول مرحلية أو حلول وسط، مثل تأجير قسم من أراضي الAffinityCMSن لإسرائيل لعشر أو لخمس عشرة سنة، كانوا يردون بابتسامة ساخرة وشيء من الاستغراب وكأننا نتحدث عن مخلوق غريب وهمي: «هذه أرض محتلة. ولا يوجد سلام حقيقي يبقي على الاحتلال بأي شكل من الأشكال»، يقول هائل أبو جبل: «لو كانت إسرائيل تبغي السلام حقا، لكان السلام من ورائنا. نحن نعي أن قادة هذه الدولة (إسرائيل) يحتلون أرضنا بغرض الاحتلال. الأرض وخيراتها هي هدفهم. وكل ما يقترحونه ينطلق من منطلق تغليب هذه الرغبة على السلام. وفي نهاية المطاف تفشل هذه المشاريع كلها وسيضطرون بأي شكل من الأشكال إلى أن ينسحبوا».

- هل تقصد أنهم سينسحبون بالقوة؟، سألنا.

- ليس مهما كيف. المهم أن الاحتلال مصيره إلى زوال. كل احتلال. والاحتلال الإسرائيلي لا يختلف عن أي احتلال في التاريخ. فهو يسير بعكس تيار التاريخ. ومهما فعلوا وتفننوا وتشاطروا، فلن يستطيعوا تغيير حركة التاريخ. وقد كنا نريد أن يستوعبوا الدرس، فهذا أفضل لنا ولهم، لأولادنا ولأولادهم، ولكن إذا لم يستوعبوا اليوم، فسوف يستوعبون لاحقا. المشكلة هي أنه كلما طال الوقت، ندفع نحن وإياهم ثمنا أكبر. وهذا خسارة.

 هضبة الAffinityCMSن: نظير مجلي- الشرق الاوسط

الأكثر قراءة