افتتح اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني "أشد" المخيم التاسع للشباب الفلسطيني تحت عنوان "مخيم شهداء العودة" بمشاركة عشرات الشباب والشابات الفلسطينيين من كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان وسوريا والاردن اضافة الى مشاركة شبابية من كوبا وكندا والنرويج، وحضر حفل الافتتاح الذي اقيم في الجامعة اللبنانية الدولية في البقاع فعاليات
فلسطينية ولبنانية ومنظمات شبابية وطلابية.
وشمل برنامج المخيم الذي امتد من 15 ولغاية 24 تموز مجموعة من الندوات والمحاضرات. وورش العمل تحدث خلالها كل من استاذ علم الاجتماع في الجامعة الامريكية في بيروت الدكتور ساري حنفي حول دور الشباب في الثوراث العربية، فأكد على اهمية وحيوية الدور الذي يقوم به قطاع الشباب في تحريك الشارع العربي من اجل تحقيق مطالب الشعوب العربية المطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ونجاح الشباب في استخدام وسائل الاتصال الحديثة وتسخيرها بما يخدم اهداف الثورات ومطالبها المحقة والعادلة.
كما تحدث مدير مركز التنمية الانسانية المحامي سهيل الناطور في ندوة اخرى حول قوانين الانتخابات وغياب الحياة الديمقراطية في المؤسسات الوطنية، التي يعيش البعض منها حالة شلل وتعطل وغياب منذ سنوات طويلة، منوهاً بالحراك الشباب الفلسطيني الذي انطلق في شهر آذار ورفع شعارات واضحة تدعو الى انهاء الانقسام الفلسطيني والعودة الى الشعب من خلال انتخابات ديمقراطية تعيد الروح والحياة للمؤسسات الوطنية الفلسطينية. مؤكداً بأن قانون التمثيل النسبي هو القانون العادل الذي يساهم في تعزيز المشاركة الوطنية في مختلف المؤسسات الوطنية .
لتمكن الشباب من لعب دور محوري في مختلف المؤسسات الوطنية الفلسطينية وفي عملية صنع القرار الوطني .
وتحدث نائب رئيس المجلس النيابي اللبناني السابق ايلي الفرزلي في ندوة حول القضية الفلسطينية والتطورات التي تشهدها المنطقة العربية داعياً الى التنبه من المؤامرات الخارجية التي تتعرض لها المنطقة العربية ومحاولة الادارة الامريكية وبعض الدول الغربية استغلال الحراك الشعبي العربي وتحريفه بما يخدم المصالح والاطماع الامريكية الاسرائيلية في المنطقة.
وتطرق الى الاوضاع الفلسطينية فاستغرب الصمت الدولي تجاه الممارسات العدوانية الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني واستمرار سياسة التوسع والاستيطان التي تبتلع الارض الفلسطينية وتهدم منازل المواطنين الفلسطينيين دون أي رادع دولي.
حول اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان فأشار الى ضرورة تحسن الظروف الانسانية والاجتماعية وفي مقدمتها السماح للفلسطينيين بحق العمل الى جانب تحسين واقع المخيمات على كافة الصعد الصحية والاجتماعية وغيرها. منوهاً بتضحيات الفلسطينيين في مسيرات العودة وتقديمهم الدماء والشهداء ليتبثوا للعالم اجمع ان قضية الاجئين وحق العودة هي عنوان نضالهم وانهم لا يمكن ان يتنازلوا عن هذا الحق مهما بلغت المؤامرات فكانت رسائلهم متعددة ووصلت الى اكثر من اتجاه.
وفي ندوة له حول اوضاع الشباب الفلسطيني تطرق رئيس اتحاد الشباب يوسف احمد الى الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها الشباب في مخيمات لبنان، مستعرضا اوضاع المؤسسات الفلسطينية المعنية برعاية الشباب وخاصة مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وفي مقدمتها اتحاد الطلبة والاتحادات الرياضية والفنية...، مؤكدا بأن ابقاء هذه الاتحادات دون تفعيل وتطوير يضر بالدور الوطني للشباب الفلسطيني ويحد من قدرته على الفعل والحركة في اطار النضال الوطني والاجتماعي الذي يخوضه اللاجؤون الفلسطينيون في لبنان، داعيا الى الاسراع في اطلاق ورشة بناء تشمل كافة الاتحادات الشعبية بما يعيد الاعتبار لدورها وفعلها بين اوساط الشباب الفلسطيني.
وتطرق الى الاوضاع التربوية للطلبة الفلسطينيين سواء في مدارس الانروا او على صعيد المرحلة الجامعية، فأكد ان هناك الكثير من المشكلات والعراقيل التي تعترض تقدم المسيرة التعليمية في مدارس الانروا بفعل بعض السياسات الخاطئة المتبعة من قبل الوكالة وبفعل تراجع الموازنات المخصصة للبرنامج التعليمي، كما تطرق الى تفاقم ازمة التعليم الجامعي نتيجة عدم تبني الانروا لهذه المرحلة التعليمية واقتصار مساعداتها على العدد المحدود من المنح المقدمة من بعض الدول المانحة. الجذري مشدداً على استمرار اتحاد الشباب بتحركه من اجل تبني الانروا ومنظمة التحرير الفلسطينية لمشروع انشاء الجامعة الفلسطينية في لبنان بإعتباره الحل الجذري الذي ينقذ المستقبل التعليمي للطلبة ويمكنهم من مواصلة دراستهم الجامعية وتحقيق احلامهم وطموحاتهم على صعيد التخصصات الجامعية.
وتحدث الباحث الفلسطيني فتحي كليب بمحاضرة حول النظام السياسي الفلسطيني فأشار الى ان النظام السياسي الفلسطيني هو نظام مركب وفريد من نوعه، انه نظام خليط بين نظام اكتسب شرعيته من تجربة ثورية ونظام آخر استمد شرعيته من اتفاقات دولية ومن عملية انتخابية لها ظروفها الخاصة، وبالتالي عدم الفصل بين النظامين ادى الى بروز تشوهات في تركيبة النظام السياسي الحالي، واي عملية اصلاحية لا يمكن ان تاخذ طريقها دون اقرار قانون انتخابي جديد يراعي الواقع السياسي الفلسطيني، ويراعي في نفس الوقت التعددية السياسية الموجودة على ارض الواقع، والنظام اللانتخابي العادل الذي يوصل الى هذه النتيجة هو نظاظ وقانون التمثيل النسبي الكامل.
واقيمت ورشة عمل حول استراتيجية العمل الشبابي الفلسطيني أدارتها مسؤولة البرامج الشبابية في جمعية المساعدات الشعبية النرويجية منال قرطام، طرح خلالها المشاركون رؤيتهم لواقع وظروف الشباب الفلسطيني والمشكلات التي يعانونها على كافة الصعد السياسية والاجتماعية والتربوية ... واستراتيجية العمل المطلوبة للنهوض بدور الشباب وكيفية تحقيق مطالبه واهدافه.
وتوقف المشاركون امام الاوضاع المعطلة والحياة الديمقراطية المشلولة في المؤسسات الوطنية التي تعنلى باوضاع الشباب الفلسطيني ولا سيما اتحاد الطلبة مجلس رعاية الشباب. واكدوا على اهمية اعطاء الشباب حقهم في المشاركة الفاعلة وفي صنع القرار وتمكينهم من اخد دورهم الريادي والمتقدم على كافة الصعد.
كما استضاف المخيم الوزير المفوض في السفارة الكوبية في لبنان في ندوة حول الثورة الكوبية وتحدياتها، فعرض الوزير المفوض لمسيرة كوبا الثورية وكفاحها ونضالها المستمر ضد الامبريالية العالمية، مؤكدا ان الثورة الكوبية استطاعت ان تتغلب على كل التحديات والظروف الصعبة وان تواجه الحصار والظلم والعدوان بمزيد من الوحدة والتطور.
واكد على موقف كوبا الداعم للشعب الفلسطيني ونضاله من اجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حق اللاجئين بالعودة واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
وتحدث الباحث والاعلامي الفلسطيني معتصم حمادة حول حركة اللاجئين وحق العودة، فاكد على ضرورة دعم حركة مستقلة لللاجئين تدافع عن حق العودة وعن القضايا والهموم المباشرة لللاجئين في مختلف اماكن تواجدهم.
ودعا الى ايجاد آلية للتنسيق بين جميع مكونات حركة اللاجئين تحت راية الدفاع عن حق العودة وفق القرار 194، مشددا على ضرورة دعم الدول العربية المضيفة للمطالب التي ترفعها حركة اللاجئين سواء كانت وطنية عامة، او انسانية واجتماعية وبما يصون الهوية الوطنية للاجئين ويدعم صمودهم ونضالهم من اجل حق العودة وتمكينهم من مواجهة مؤامرات التهجير والتوطين.
كما قام المشاركون بالمخيم بزيارة مدينة الصدر التربوية في بعلبك والتقوا بوفد شبابي من مكتب الشباب والرياضة في حركة امل تقدمهم مسؤول مكتب الشباب في البقاع هيثم لحفوفي، وجرى حوار بين الشباب الفلسطيني واللبناني، تم التاكيد خلاله على ضرورة واهمية التنسيق والتعاون وتعزيز العلاقات الشبابية والطلابية الفلسطينية – اللبنانية بما يصب في مصلحة الشعبين ويدعم نضال اللاجئين وحقهم بالعودة الى ديارهم .وشددوا على اهمية الاسراع في اقرار الحقوق الانسانية والاجتماعية لللاجئين الفلسطينيين وفي المقدمة حق العمل والتملك.
وأكد عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديمقراطية عبد الله كامل خلال ندوة حوارية حول الاوضاع الفلسطينية، أن الاحتكار الثنائي بين حركتي فتح وحماس في بحث آليات تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية، كان السبب في تعثر اتفاق المصالحة وتأخره، مضيفاً: أن أكثر من شهرين مضت على توقيع اتفاق المصالحة دون نتائج تذكر.
وأكد ضرورة تنفيذ اتفاق المصالحة من خلال دعوة ممثلي جميع القوى والفصائل التي وقعت على اتفاق المصالحة لبحث سبل تجاوز العقبات التي تعرقل تطبيق الاتفاق والتوافق على آليات التنفيذ وجدوله الزمني على أساس الشراكة الوطنية الشاملة.
وشدد على أن توجه م.ت.ف. والقيادة الفلسطينية للأمم المتحدة في أيلول القادم لنيل الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967، بحاجة إلى وحدة الصف الفلسطيني وإنهاء كافة أشكال الخلافات الداخلية ودعم وتحرك كافة قوى شعبنا الفلسطيني.
كما شمل برنامج المخيم مجموعة من النشاطات الرياضية والثقافية والترفيهية والفنية وورش العمل الحوارية اضافة الى زيارة عدد من المخيمات والتجمعات الفلسطينية تعرف خلالها المشاركون على اوضاع وظروف اللاجئين الفلسطينييين في لبنان.