انطلقت صباح اليوم عجلات عمليات الاقتراع في الدور الأول للانتخابات التشريعية في مصر، وسط أجواء مشحونة بالتوتر بين السلطة وجماعة الإخوان المسلمين، فيما جرت قرصنة على مواقع الإخوان فور فتح صناديق الاقتراع، وكان حديث عن قيود وتجاوزات من الحزب الحاكم، بحسب شهود عيان.
ويختار الناخبون اليوم 508 نواب في المجلس، بينهم 64 امرأة لولاية تمتد خمس سنوات، من بين 5064 مرشحاً ضمنهم قرابة 800 مرشح من الحزب الوطني الحاكم و130 من جماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى أكثر من 300 مرشح من أحزاب المعارضة الرئيسية، هي: الوفد (ليبرالي) والتجمع (يساري) والناصري.
ونُشر عشرات الآلاف من عناصر الأمن في محيط مكاتب الاقتراع في مختلف مناطق البلاد، وتمركزت شاحنات لقوات مكافحة الشغب (الأمن المركزي) استعداداً لتحريك عناصرها للتدخل عند الضرورة، بحسب مصادر أمنية. وعادة ما تكون نسبة الامتناع عن التصويت في مصر مرتفعة؛ إذ لا تساور الغالبية العظمى من الـ82 مليون مصري أي شكوك في أن نتيجة الانتخابات محسومة سلفاً للحزب الوطني الحاكم. وفي ساعات الصباح الأولى مع فتح صناديق الاقتراع، بدا الإقبال ضعيفاً جداً. وفي القاهرة، في مكتب الاقتراع الذي أقيم في مدرسة الشهيد عبد المنعم رياض الإعدادية للبنين في الدقي، كان هناك ناخب واحد عند بدء الاقتراع.
ولوحظ عدم وجود عازل، وكان من الممكن مشاهدة الناخب وهو يدلي بصوته، بل وحتى معرفة لمن صوت. فيما سارع مسؤول في اللجنة الانتخابية إلى مطالبة الصحافيين بعدم التصوير داخل المدرسة.
وقال مصطفى، وهو سائق سيارة أجرة ثلاثيني: «سأصوت لحزب الوفد؛ لأن مرشحه جيد، وعموماً سأصوت لأي كان إلا الحزب الوطني، كفاية». لكن محمد الموظف الأربعيني يؤكد قائلاً: «أنا لن أصوت لأي كان لأنه لا فائدة من السياسيين، والانتخابات ليست إلا مسرحية».
وفي الإسكندرية، يقول عمر محمود، البائع المتجول، إنه «لا يرى فائدة من الاقتراع»، متسائلاً: «ما الذي سيتغير إذا شاركت في الاقتراع؟». لكن عاصم نور الدين، وهو موظف في شركة خاصة، ومن أنصار الحزب الوطني، يشير إلى الحبر على إبهامه، ويقول: «الاقتراع مهم».
وقال شهود إنه اعتُقل مرشح جماعة الإخوان المسلمين أكرم الشاعر في ساعة مبكرة من صباح اليوم، وأُطلق سراحه بعد قليل. ومُنع مندوبو مرشحي جماعة الإخوان وأحزاب المعارضة من دخول العديد من اللجان في الإسماعيلية والسويس وبورسعيد (المدن الثلاث الواقعة على قناة السويس) وكذلك في الشرقية (دلتا النيل).
وأضاف الشهود أن عشرات من مندوبي الإخوان وأحزاب المعارضة نظموا بعد فتح مكاتب الاقتراع بقليل تظاهرة أمام مديرية الأمن بمدينة السويس احتجاجاً على عدم السماح لهم بدخول مكاتب الاقتراع. وتعرض الصحافيون أيضاً لمضايقات الشرطة، بحسب وكالة «فرانس برس»، التي ذكرت أن مصوريها وصحافييها مُنعوا من أداء عملهم في بعض المراكز. وتأتي الانتخابات بعد حملة انتخابية شهدت توتراً شديداً بين السلطات وجماعة الإخوان التي أكدت اعتقال أكثر من ألف من أعضائها، وأن مئات منهم لا يزالون قيد الاحتجاز. ورأت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية أن «القمع الحكومي يجعل من غير المرجح إطلاقاً أن تجري انتخابات حرة ومنصفة». من جهة ثانية، اختفت صباح اليوم كل مواقع جماعة الإخوان المسلمين بعد أقل من ساعة على فتح مراكز الاقتراع. ولم يتسنّ الوصول إلى نحو 10 مواقع كانت قد بدأت منذ الصباح الباكر ببث أخبار بدء العملية الانتتخابية في معظم المحافظات المصرية، ومن بينها أخبار عن مضايقات قالت الجماعة إن أعضاءها تعرضوا لها أثناء محاولة الإدلاء بأصواتهم.
وقال أحد المسؤولين في إدارة المواقع الإخوانية فتحي فوزي إن المواقع التي تبث باللغتين العربية والإنكليزية تعرضت للقرصنة من جهات لم يسمها. وأضاف أن الفنيين يواجهون صعوبة في التحول إلى مواقع بديلة كانوا قد هيأوها من قبل.
وأشار فوزي إلى أن الإخوان سيحاولون اللجوء إلى الرسائل النصية على الهاتف المحمول لإيصال أخبار الانتخابات إلى المراسلين الصحافيين.
http://al-akhbar.com/ar/node/215920