عباس في ذكرى رحيل عرفات: السلام أهم من الاستيطان

أحيا الفلسطينيون امس الذكرى السادسة لرحيل الرئيس ياسر عرفات باحتفالات اقيمت في انحاء الضفة الغربية، في وقت حض الرئيس محمود عباس أمس الشعب الإسرائيلي على قبول السلام بدلاً من الاستيطان، مؤكداً انه سيبقى ملتزماً الثوابت التي التزمها عرفات والمتمثلة في الدولة المستقلة على حدود عام 1967 والقدس عاصمة لها وعودة اللاجئين، وشدد: «على العهد باقون، وأتحدى ان كان هناك اي تنازل واحد منذ عام 1948 لغاية الآن عن اي ثابت من ثوابتنا».

وقال عباس في كلمة القاها في مهرجان مركزي اقيم في رام الله احياء لذكرى رحيل عرفات: «اتوجه الى الشعب الإسرائيلي ودعاة وقادة السلام في اسرائيل، ان وجدوا، لأقول لهم ان صنع السلام اهم من الاستيطان». وأضاف: «السلام الشامل والعادل أهم وأغلى من اي شيء، أهم من الائتلاف الحكومي ومن افيغدور ليبرلمان (وزير الخارجية وزعيم حزب اسرائيل بيتنا المتطرف المشارك في الحكومة) وأهم من المصالح والرؤى الضيقة». وتابع: «اولادنا وأولادكم لا بد ان يذوقوا طعم التعايش والاستقرار والأمن والاحترام المتبادل قبل ان تضيع الفرصة».

وأعرب عباس عن شديد دهشته واستغرابة من رفض اسرائيل قبول مبادرة السلام العربية، وقال ان هذه المبادرة تعطي اسرائيل محيطاً من السلام يمتد من موريتانيا الى اندونيسيا في حال انسحابها من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاغ غزة والقدس وهضبة الAffinityCMSن السورية ومزارع شبعا اللبنانية. وجدد تمسكة برفض التفاوض في ظل استمرار الاستيطان، وأكد ان الموقف الفلسطيني الثابث هو دولة خالية من الاستيطان والقدس عاصمة لها وحق عودة اللاجئين للوطن. وقال انه لا يوجد اي «فيتو» أميركي على المصالحة، مشيراً الى تجربة سابقة رفض فيها الانصياع لطلب اميركي بعدم المشاركة في قمة دمشق عام 2008.

وشارك في المهرجان آلاف المواطنين وقادة الفصائل والقوى الوطنية، كما شارك ممثل عن حركة «ناتوري كارتا» اليهودية التي لا تعترف بإسرئيل وتعتبر اقامتها مخالفة للدين اليهودي. وتوقفت الدروس في المدارس والعمل في المؤسسات الحكومية اليومية للمشاركة في احياء هذه الذكرى. وأغلقت قوات الأمن الفلسطيني الطرق المؤدية الى المقاطعة امام المركبات، وسمحت فقط للمشاركين في الاحتفال بالسير على الأقدام ودخول المقاطعة بعد الخضوع لتفتيش امني. وعلقت على بناية مجاورة لمكان الاحتفال صورة عملاقة للرئيس عباس وعرفات كتب عليها: «حملنا الأمانة ولن نحيد عن الدرب».

1،5 مليون دولار لمتحف عرفات

في غضون ذلك، تعِد مؤسسة ياسر عرفات لإقامة متحف خاص للرئيس عرفات يضم تراثه الشخصي والوطني، علماً ان مجلس الوزراء الفلسطيني صادق اول من امس على تخصيص مبلغ 1،5 مليون دولار لاستكمال بناء المتحف. وقال مسؤول مؤسسة ياسر عرفات، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الدكتور ناصر القدوة ان المتحف الجاري بناؤه سيضم آلاف القطع والمخطوطات والهدايا والكتب والصور التي توثق مسيرة الرئيس الراحل.

. وشرعت مؤسسة عرفات في جمع كل ما يتصل بالرئيس من ملابس ومقتنيات شخصية وهدايا ومخطوطات، ومن بينها آخر كوفية وآخر بذة ارتداهما الرئيس قبل وفاته، علماً ان الكوفية التي كان عرفات يرتديها مثلت رمزاً للفلسطينيين حول العالم. ومنها ايضاً مسدسه الشخصي وجهاز راديو ترانزستر كان يستخدمه أيام العمل السري في الستينات تركه لدى عائلة اختبأ عن انظار الإسرائيليين في منزلها في اريحا في ايام حرب العام 1967. وقال محمد علوي (86 سنة) انه التقى عرفات واثنين من المقاتلين في اليوم الثالث للحرب في مدينة اريحا، وقدم لهم مخبأ في بيت شقيقته، وإن عرفات اهداه الراديو الشخصي مكافأة له. ويظهر اسم ياسر عرفات محفوراً في صندوق بطارية الراديو. وقال القدوة: «هذه الآثار مهمة لأنها تظهر مراحل مختلفه من مسيرة الشعب الفلسطيني».

الحياة- رام الله - محمد يونس

آخر تعديل على Thursday, 16 February 2012 16:01

الأكثر قراءة