لندن – رويترز، أ ف ب، يو بي آي - خاضت حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أقسى مواجهة لها في الشارع منذ إعلانها إجراءات تقشف لخفض العجز في الموازنة. ودان كامرون أعمال عنف اندلعت خلال تظاهرة نظمها طلاب الجامعات البريطانية احتجاجاً على رفع رسوم الدراسة الجامعية، وتعهد بمعاقبة المسؤولين عنها.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن كامرون، الموجود في كوريا الجنوبية لحضور قمة مجموعة دول العشرين، قوله أمس، إن أعمال العنف التي شهدتها التظاهرة «تمثل إحراجاً لنا وعلينا أن نتعلم الدروس من أجل المستقبل لأن مستوى العنف لم يكن متوقعاً».
وأضاف أن أعمال العنف «يجب ألا تمر من دون عقاب»، مشدداً على أنه «لا يخطط للتخلي عن خططه لإصلاح نظام الرسوم الجامعية ويسمح لبعض الجامعات فرض رسوم تصل إلى 9000 جنيه استرليني في العام».
وأُصيب 14 شخصاً بجروح، من بينهم سبعة من رجال الشرطة، حين اقتحم طلاب متظاهرون مقر حزب المحافظين الذي يتزعمه كامرون، فيما اعتقلت الشرطة 35 طالباً بتهم التسبب بأضرار.
وألحق المحتجون بالمبنى خسائر بعشرات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية نتيجة تحطيم النوافذ والأثاث والكتابة على الجدران، كما عرقلوا حركة السير لساعات طويلة وسط لندن، خلال التظاهرة التي قُدر عدد المشاركين فيها بحوالى 50 ألف شخص.
وشارك في التظاهرة طلاب حضروا الى لندن من مختلف البلدات والمدن البريطانية ومن بينها مدن جامعية كبيرة مثل ليفربول ونيوكاسل وبرمنغهام.
وتمكن خمسون متظاهراً من الوصول الى سطح مقر المحافظين حيث رفعوا لافتة.
وحذر ارون بورتر رئيس اتحاد الطلاب الوطني نائب رئيس الوزراء نك كليغ زعيم حزب الديموقراطيين الأحرار من انه سيفقد دعم جيل كامل من الشباب إذا واصل دعمه لرفع الرسوم.
يأتي ذلك بعدما وضعت الحكومة الائتلافية خططاً لخفض تمويل التعليم العالي بنسبة 40 في المئة ووقف منح التعليم في كل المناهج باستثناء العلوم والرياضيات، ورفع رسوم الدراسة الجامعية اعتباراً من عام 2012، في إطار الإجراءات التي اتخذتها للتخفيف من العجز.
وهذا أول احتجاج عنيف على خطة لخفض الإنفاق بنحو 81 بليون جنيه استرليني (130 بليون دولار) أقرها ائتلاف المحافظين والديموقراطيين الأحرار على مدى أربع سنوات. ولم تشهد بريطانيا الى الآن سوى احتجاجات محدودة مناهضة لخطة التقشف، مقارنة بتلك التي هزت دولاً أوروبية مثل فرنسا واليونان.
واستبعد كامرون تكرار ما حدث في الثمانينات حين واجهت حكومة المحافظين برئاسة مارغريت ثاتشر سلسلة من الاحتجاجات العنيفة لعمال المناجم في شأن ضريبة محلية.
أصوليون في لندن
وتظاهر في وسط العاصمة البريطانية امس، حوالى 50 متشدداً، ضد «ممارسات الجيش البريطاني في افغانستان والعراق». وينتمي المتظاهرون الذين ارتدى معظمهم اقنعة، الى منظمة «مسلمون ضد الصليبيين».
وحمل المتظاهرون يافطات كتبوا عليها: «فليحترق الجنود البريطانيون في الجحيم» و «قتلانا في الجنة، قتلاكم في النار». وتدخلت الشرطة البريطانية للفصل بين هذه التظاهرة وأخرى مناهضة لها نظمها حوالى 50 من ابتاع «رابطة الدفاع» اليمينية المتطرفة.
ونظمت التظاهرتان لمناسبة ذكرى «يوم الهدنة» في الحرب العالمية الاولى، المخصص لتكريم الجنود الضحايا.