الأخبار: «نريدها جامعة للشعوب العربية، لا جامعة للأنظمة العربية»، لافتة رفعها معتصمون أمام مكتب الجامعة العربية في بيروت المختص بالقضايا القانونية والقضائية. المعتصمون طالبوا المكتب بتنفيذ بند واحد «محاكمة مجرم الحرب معمر القذافي»
بسام القنطار «ليبيا منبع الثوار أحفادك عمر المختار/ يا معتوه وعملت زعيم فلسطين مش إسراطين/ يا قذافي مهما أجرمت إحنا كسرنا جدار الصمت/ يا قذافي اصحا وشوف احنا قتلا خلاص الخوف/ يا مريض بجنون العظمة القذافي عار على الأمة». هتافات صدحت بها حناجر المعتصمين أمام مكتب الشؤون القانونية والقضائية في جامعة الدول العربية ـــــ مكتب بيروت. الاعتصام الذي دعت إليه «حملة التضامن مع الثورات الشعبية ـــــ لبنان» شارك فيه قرابة خمسين شاباً وشابة يمثلون مجموعات شبابية يسارية، بمشاركة شبان من جنسيات عربية مختلفة من تونسية وليبية وجزائرية وبحرينية ومصرية، تجمعوا في شارع بشارة الخوري وانطلقوا في مسيرة باتجاه مكتب الجامعة العربية في شارع بيضون في الأشرفية.
وكانت المجموعات الشبابية والطلابية التي نظمت حملات التضامن مع ثورات تونس ومصر والبحرين في لبنان قد عقدت اجتماعاً في مقهى 101 في بيروت أول من أمس، وقررت الائتلاف والتنسيق في ما بينها لمواكبة الثورات الشعبية المشتعلة في العديد من البلدان العربية تحت اسم «حملة التضامن مع الثورات الشعبية ـــــ لبنان».رُفعت في مقدمة المسيرة لافتة خضراء كتب عليها «نريدها جامعة للشعوب العربية، لا جامعة للأنظمة العربية». كذلك رفع المشاركون أعلام الدول العربية على اختلافها وصور القذافي وإلى جانبها عبارة «القذافي قاتل»، ورفعت أيضاً خريطة كبيرة للوطن العربي كتب عليها «ثورة ثورة حتى النصر مستمرة للنهاية، ثورة تونس ثورة مصر كانوا هم البداية». وفي الاعتصام صورة للسيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.هتافات المعتصمين لم توفر نجلي العقيد معمر القذافي سيف الإسلام وهنيبعل: «سيف الإجرام ليبيا حرة عم تحفر لبيك قبره؛ هنيبعل قول لأبوك الليبيين رح يعدموك». ولرئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني الصديق الحميم للقذافي رسالة قاسية أيضاً: «برلسكوني يا ابن الفاشية ليبيا بتبقى عربية مش مزرعة قذافية». النصيب الوافر من الهتافات كان موجهاً إلى الأنظمة العربية: «يا أنظمة ساكتين ليه مين فيكن الدور عليه؟ يا أنظمة يا حكام يا عملاء الأمريكان/ التاريخ مش رح يرحمكم في مزبلتو رح يدفنكم».الناشط التونسي منصف بن علي تلا مذكرة باسم المعتصمين أكدت أهمية الاعتصام أمام مكتب جامعة الدول العربية، «لرمزيته في تمثيل الأنظمة العربية المتسلطة وحكوماتها القمعية والمصادرة للحقوق والحريات والثروات في الوطن العربي، لا الشعوب». ونددت المذكرة بالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووصفته «بالموظف المطيع للأنظمة» ودعته إلى «عدم التدخل في ثورات شعوبنا، وألا يركب موجتها لأنه مكشوف وتاريخه معروف». أضافت المذكرة: «أنت لا تمثلنا، وكذلك جامعة أنظمة الطغاة التي تديرها. وقريباً سيتوجه إليها الثوار والأحرار ليحولوها فعلاً إلى جامعة للشعوب العربية».وفي المذكرة «تحية إلى شعبنا الأبي في ربوع ليبيا وثوارها لنكبر فيهم ثورتهم وانتفاضهم على الطاغية وأعوانه وزبانيته انتصاراً للكرامة وحرية الوطن والمواطن ومن أجل الخلاص من الاستبداد ونظام فاشي سلب الحريات والثروات».ونددت المذكرة «بممارسات النظام وجرائمه بحق شعبنا في ليبيا التى ستلقى عقابها عاجلاً لا آجلاً». ودعت «ثوار تونس ومصر إلى مد يد العون لإخوانهم على جهتي الحدود».المستشار في الجامعة العربية باسم حيدر شارك في الاعتصام، معلناً أنه سيرفع رسالة المعتصمين إلى الأمانة العامة في القاهرة. فكان الرد من المعتصمين بأنهم لا يعترفون بالأمانة العامة الحالية، وأنها فاقدة للشرعية مثلها مثل الأنظمة التي تتهاوى واحدة تلو الأخرى. حيدر رد قائلاً: «أتفهم غضبكم، وأنا واحد منكم».وكانت مجموعة من الشباب قد دعت عبر موقع فايسبوك إلى النزول إلى «بيت الأمم المتحدة» وسط بيروت للتظاهر تنديداً بالمجزرة القذافية بحق الشعب الليبي. وأكد الداعون، وبينهم الزميل غسان جواد، أن «الدعوة مفتوحة، وليس هناك أي برنامج سوى الطلب بإلحاح من المجتمع الدولي والضغط عليه لوضع حد للطاغية المجرم معمر القذافي ووقف الجريمة البشعة التي يرتكبها بحق الشعب الليبيي». ورغم تأكيد 155 شخصاً حضورهم عبر فايسبوك، إلا أن التجمع الذي نُظم عند الثالثة بعد الظهر لم يشارك فيه إلا بضعة أشخاص.وفي المواقف، أصدر عدد من الناشطين السياسيين والإعلاميين والمحامين بياناً طالبوا فيه المجتمع الدولي بـ«إحالة القذافي ومعاونيه على محكمة الجزاء الدولية». وأدانت لجنة المتابعة لمنظمات المجتمع المدني في لبنان، في بيان أصدرته أمس، «الممارسات الإجرامية للنظام الليبي». وانتقدت بشدة «الصمت المريب لمعظم الأنظمة الغربية ولمنظمات الأمم المتحدة وكل المنظمات الحقوقية العربية والعالمية، وناشدتهم التحرك السريع بالرصد والمتابعة وتسليط الضوء والتحقيق في كل الانتهاكات التي يمارسها النظام الليبي بحق شعبه الأعزل».في روزنامة اليوم اعتصام عند الساعة الرابعة في حديقة جبران أمام بيت الأمم المتحدة في رياض الصلح. الدعوة موجهة بلا تنسيق مسبق من جهتين: الأولى تطلق على نفسها اسم «منظمة الشباب القومي العربي». أما هدف الاعتصام ـــ بحسب الدعوة عبر فايسبوك ـــ فهو «الانتصار لثورة الشعب العربي في ليبيا والبحرين واليمن». والدعوة الثانية وجهها طلاب من كلية الطب في جامعة بيروت العربية، وبينهم الناشطة لارا أبو صالح تحت عنوان «وقفة تضامنية نصرة لأحرار ليبيا».