فضائح الساركوزية لم تبدأ بـ«بيتانكور»!

لم يكن ينقص الفرنسيين الغاضبين من الإصلاحات الاقتصادية من جهة و«كارثة» هزيمة فريقهم المبكرة من بطولة كأس العالم من جهة اخرى، الا فضيحة سياسية جديدة لتزداد نقمتهم على رئيسهم نيكولا ساركوزي. وما فوز اليسار بقيادة رئيسة الحزب الاشتراكي الفرنسي مارتين اوبري بمقعد الجمعية الوطنية بنسبة 72 في المئة امس الاول، الا دليل على حالة التوتر المحدقة بالحزب الحاكم. فالبعض وصف هزيمة ساركوزي، ولو كانت غير مؤثرة في ميزان القوى داخل الجمعية الوطنية، بالطبيعية نظرا لسيل الفضائح التي شابت عهده الرئاسي. وفي مطلع نيسان الماضي، نشرت صحيفة «جورنال دو ديمانش» الفرنسية الأسبوعية على إحدى مدوناتها شائعات بأن لدى ساركوزي وزوجته كارلا بروني عشاقا. ووفقا لما جاء في المدونة، فإن ساركوزي على علاقة بوزيرة البيئة شانتال جوانو، بينما زوجته كارلا بروني على علاقة بالمغني والموسيقي الفرنسي بنجامين بيولاي. وبينما فتحت الشرطة الفرنسية تحقيقات موسعة لتعقب المدونين الذين كانوا وراء الشائعات بتورط ساركوزي وزوجته في فضيحة الخيانة الزوجية، سارع المستشار الإعلامي للرئيس الفرنسي بيار كارون إلى القول إن الكلام السائد آنذاك جزء من مؤامرة متعمدة لزعزعة الاستقرار في الرئاسة. وفي السياق، ترددت تقارير حول ضغوط مارسها ساركوزي على صحيفة «جورنال دو ديمانش» لرفع دعوى قضائية ضد مروجي الشائعات على مدونتها، خصوصا أن ساركوزي هو أحد الأصدقاء المقربين من مالك الصحيفة المليونير ارنود لاجاردير، فيما سرب مقربون من الرئيس أنباء حول احتمال مسؤولية وزيرة العدل السابقة رشيدة داتي عن الشائعات، ومحاولة إلصاق التهمة بالوزيرة. كما ان شبح التحقيقات الجارية في ارتباط ساركوزي بتمويل حملة رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق ادوارد بالادور، عبر صفقات تسلح مع باكستان، ادى عدم دفع عمولة منها إلى تفجير في مدينة كراتشي قتل خلاله 11 فرنسيا في العام 2002، ما زالت تطارد الرئيس الفرنسي وفريقه من المقربين. وفي 3 تشرين الثاني 2009، كشفت مواقع فرنسية على شبكة الإنترنت عن فضيحة أخرى تطارد ساركوزي، موضحة أنه اعتمد طريقة «النسخ واللصق» في مقاطع طويلة من خطابات ألقاها مرات عديدة، الأمر الذي جلب له اتهامات بالسخرية بسبب خطابات مكررة. واللافت أن فضيحة «النسخ واللصق» لم تكن الأولى من نوعها حيث ظهرت في أعقاب موجة من الاستياء الشعبي بسبب خطة يعدها الرئيس لجعل ابنه الذي لم يتخرج من الجامعة رئيسا لوكالة «ايباد» الحكومية المسؤولة عن تطوير منطقة الأعمال الرئيسية في باريس. واتت فضيحة محاولة تعيين ابنه لتعيد الى الاذهان حياة الترف التي يعيشها ساركوزي ومغامراته العاطفية مع عارضة الأزياء السابقة والمغنية كارلا بروني التي تزوجها في ما بعد، بينما يعاني الفرنسيون العاديون مشقات حياتهم اليومية. («السفير»)
آخر تعديل على Tuesday, 01 September 2009 11:26

الأكثر قراءة