تشافيز يواجه المعارضة على «تويتر»: الإنترنت من أجل معركة إيديولوجية أيضاً.. وسننتصر!ـ

يبدو أننا لن ننتظر طويلاً لنحكم على حجم شعبيته على «تويتر». فالرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز يفتح حساباً على الموقع الاجتماعي بعدما صنّفه في السابق «أداة إرهابية»، وسجّلت صفحته، حيث سيدوّن رسائله بنفسه، أكثر من 180 ألف متتبع منذ أول ظهور له الثلاثاء الماضي حتى الآن. يريد تشافيز مفاجأة المعارضة التي تتهمه بمحاولة حجب مواقع الشبكات الاجتماعية ونقل «المعركة» معها إلى الإنترنت، محاولاً بذلك التفوّق على الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يعترف بأنه لا يدون رسائله بنفسه على «تويتر»، فيما لديه ما يزيد عن مليون وثمانمئة ألف متتبع. ظهرت حماسة تشافيز للفكرة بدعوته الرئيسين البوليفي إيفو موراليس والكوبي فيديل كاسترو للانضمام إلى «تويتر». وفي أول تحديث لحسابه (chavezcandanga@) على الموقع، كتب تشافيز ليل الثلاثاء – الأربعاء، بالإسبانية: «كيف تجري الأمور؟ ظهرت كما قلت إنني سأفعل: عند منتصف الليل. أنا ذاهب الى البرازيل، وسعيد جداً للعمل من اجل فنزويلا. سننتصر!». ومن باريناس في فنزويلا، حيث استضاف الرئيس البوليفي ايفو موراليس، أردف تشافيز تعليقاً ثانياً: «هذا انفجار غير متوقع.. شكرا لكم... أنا هنا مع ايفو. وسوف ننتصر»! تعدّ خطوة تشافيز هذه تحفيزاً لأنصاره على دعمه «عنكبوتياً» لمواجهة المعارضة الفنزويلية المتمرّسة في مجال الإنترنت وتحديداً على «تويتر». فهناك شبكة «غلوبوفيجين» الإخبارية القريبة من المعارضة بحسابها الفاعل على الموقع (أكثر من 219 ألف متتبع يزدادون كل يوم)، والمصنّفة واحدة من بين الحسابات العشرين الأكثر تأثيراً في العالم، بسبب تواصلها وتفاعلها المستمرين مع متتبعيها، مع الإشارة إلى أن استخدام «تويتر» شهد زيادة هائلة في فنزويلا تخطّت ألفا في المئة العام الماضي، لتبلغ الحسابات الفاعلة فيه أكثر من 200 ألف. تفسّر الخطوة أيضاً بأنها ردٌ على منتقدي تشافيز الذين اتهموه بمحاولة حجب المواقع الاجتماعية مثل «تويتر» و«فايسبوك»، عقب دعوته إلى فتح تحقيقٍ بشأن موقع إخباري محلي نشر معلومات خاطئة عن موت أحد وزراء الحكومة، فيما يعتبر محللون أنه يسعى إلى تحسين صورته قبل الانتخابات النيابية التي ستجري في أيلول المقبل، وسط تراجع في تأييد الرأي العام للحكومة بسبب أسلوب معالجتها للاقتصاد وأزمة الكهرباء. وجاء رد تشافيز الذي يدوّن رسائله عبر هاتف «بلاك بيري»، الخميس الماضي، بأن «بعض الناس ينتقدونني ويسيئون إلي. لا أهتم. «تويتر» هو تواصل مع العالم، وهذه ليست الرأسمالية أو الاشتراكية. التكنولوجيا تعتمد على كيفية استخدامك لها. ولا يمكن أن تكون شبكة الإنترنت فقط للبرجوازية، إنها لمعركة ايديولوجية ايضا». وعلى سبيل الفكاهة، يجد أنصار تشافيز «صعوبة» في أن يلتزم زعيمهم المعروف بخطبه وأحاديثه المطولة، التي يلقيها بشكل شبه يومي، بالحد الاقصى للتدوين على «تويتر» وهو 140 حرفا، لأنه يتحدث حوالى سبع ساعات تلفزيونيأ وإذاعياً بشكل شبه يومي لا يستثني الآحاد. لكن الأمر يحتاج إلى وقت كي يتبيّنوا الأمر، فهم خبروا رئيسهم كذلك من العمود الأسبوعي الذي يكتبه في عدد من الصحف الفنزويلية. وإذا تفحصنا الأشخاص الذين يتتبعهم تشافيز على «تويتر»، فنجد أنهم كاسترو ووزيراه للاتصالات ديوسدادو كابيللو وللداخلية والعدل طارق العيصمي، أي بعض من حلفائه في الداخل والخارج. كما يتتبع تشافيز «الحزب الاشتراكي الموحد» الفنزويلي وصحيفة «كورّايو دي أورينوكو» التي أعاد تنشيطها العام الماضي، وشركة «ÜberTwitter» المتخصصة في توفير تقنيين لدعم التدوين على «توتير» عبر الهواتف النقالة. خلال عيد العمال، السبت الماضي، شهدت البلاد تظاهرات مؤيدة ومعارضة لتشافيز الذي دوّن لهذه المناسبة على «تويتر» رسالته الثالثة، وتقول: «تهاني أيها العمال في يومكم. أدعوكم إلى الاشتراكية التي هي مجال الطبقة العاملة». وبعد ساعات قليلة، دوّن للمرة الرابعة قائلاً: «يا التقدم الهائل للعمال! ليصوّت الجميع الاحد (أمس الأول) لنبرهن على الشعبية الهائلة للحزب الاشتراكي الموحد»، وذلك على هامش اختيار مرشحي حزبه للانتخابات النيابية. ثم دوّن للمرة الخامسة: «كما تعلمون، لي الثقل في القاعدة الشعبية. نراكم في مراكز الاقتراع! سننتصر!». لكن ماذا تعني chavezcandanga وفقاً لـ«أسوشيتد برس»، تستخدم «candanga» في مختلف بلدان أميركا اللاتينية للإشارة إلى الشيطان. أما في فنزويلا، فتدلّ على «العقوبة الشديدة التي يعاني منها الفاسقون الذين أُرسلوا من قِبل الشيطان». وللتدليل على الشعبية المتزايدة له على «تويتر»، يؤكد تشافيز «حسابي يسجّل مئتي متتبع في الدقيقة، وهاتفي لا يكف عن الطنــين، سيـــتعيّن عليـــنا وضعه في وعاء من الثــلج لتهدئته».
آخر تعديل على Tuesday, 01 September 2009 11:26

الأكثر قراءة