عالم وردي كانت أول مرحلة في رسالة فرع التكنولوجيا واللوجستية أنه يوجد للقادة معدات جديدة جدا في وحدة مستودعات الطوارئ ولا يحل لأحد المس بها إلا في الحرب. بعد ذلك وجه اللواء دان بيتون توجيها الى سائر قادة الجيش الاسرائيلي إلى أنه يجب أن يجيزوا خططا تنفيذية مع محاول لوجستية وإلا فلن يكون لهم مدد. وذلك خلافا لحرب لبنان الثانية التي طلب في أثنائها الى مروحيات أن ترمي معدات من الجو على مبعدة كيلو متر ونصف الكيلومتر، وهو اجراء زاد في الاخفاق الشديد. والمرحلة الثالثة هي كيف يصبح الجيش الاسرائيلي مرنا وينقل قوته الى كل مكان في زمن منطقي. لا يجب أن تكون عبقريا لتعلم أن حزب الله وسوريا يدركان أن قوة الجيش الاسرائيلي الرئيسة هي جيش الاحتياط، ولهذا اذا اصابا وحدة مستودعات الطوارئ، والمحاور المركزية ومحطات التجنيد، فانهما سيوقفان قدراتنا عن تجنيد سريع وعن النقل الى الجبهة في الوقت. واذا احتاج الجيش الاسرائيلي الى استعمال قوته العظيمة، فسيضطر الى الخروج في مناورة واسعة ولهذا يوجد للجدول الزمني معنى كبير، وإلا فان رشقات الصواريخ نحو جبهة دولة اسرائيل الداخلية ستزداد. جلس أفضل أذهان فرع التكنولوجيا واللوجستية وفكروا في كيفية فعل هذا تحت ضرورات الحرب. الخوف هو من ورطة الزحامات الكبيرة والتوقيت غير الصحيح للقوات. «إن تحريك فرق من مركز قيادة الى آخر أمر معقد مركب بسبب السلسلة التي يحدثها»، يبين ضابط رفيع المستوى آخر في فرع التكنولوجيا واللوجستية. «هذا الأمر المتطرف يشبه عقدة في كرة صوف. لا يمكن حلها». منذ حرب 1948 أصبحت محاول الحركة أوسع لكنها أشد زحاما بسبب كثرة المراكب في الدولة. في مقابل ذلك ازداد الجيش الاسرائيلي قوة وكثرت المراكب. كيف نفعل هذا اذن؟. يروي ضباط في فرع التكنولوجيا واللوجستية نكتة سوداء مأخوذة من مسلسل «عصفور». يروي أحد الضباط ما يلي: «يوجد هناك مقطع جميل. ايتسك يضيء مصباحا ويسأله الرفاق» ماذا تفعل؟». ويجيب: العالم الوردي يرى من خلل عينين حمراوين فقط». تلخص هذه النكتة نقاشات ليلية طويلة وضعت تصور عمل للقوات اللوجستية عرض في الأسبوع الماضي في القيادة الشمالية. منظم الاجتماع والقائد الذي ألقيت عليه مسؤولية التنظيم هو ضابط اللوجستية، يوسي كوهين. يفتتح الاجتماع في حضور جمهور كبير ويسأل: «من يسافر الى جبل الشيخ مع أولاده في الشتاء؟». يرفع ضباط من الجمهور أيديهم. «اذا لم تسافروا في الثانية عشرة ليلا في يوم الجمعة الى جبل الشيخ وتصلوا في الرابعة صباحا، فلن تنجحوا في الوصول الى القطاع الهوائي الأسفل»، يقول لهم وينتظر هز الرأس، «لن تدخلوا جبل الشيخ اذا اتيتم في الساعة التاسعة صباحا. فهناك زحام مروري من القطار الهوائي الأسفل حتى بانياس. زحام جدي لا تستطيعون السير فيه لا الى الوراء ولا الى الأمام. هذا يحدث عندما يكون الحديث عن عشرة آلاف مواطن فقط. حاولوا أن تتخيلوا في هذه المنطقة فرقتين أو ثلاثا». في هذه اللحظة يحسم الأمر. «يكفي لواء واحد فقط يسير في شوارع، وشاحنات وحافلات ليصبح جزء من الدولة في زحام»، يبين ضباط في فرع التكنولوجيا واللوجستية ويؤكدون أنه لا أمل بغير توقيت دقيق وتركيز سيطرة. اذا سألتم ضباطا في اللوجستية ماذا أعطوا في صندوق الأدوات لمواجهة التحدي، فسيجيبون بابتسامة واسعة: «عندنا مطرقة في الصندوق ونحن نضرب رؤوسنا بها بسبب ضغط المهام».
مسألة تنسيق الخطة أصبحت ناجزة. إن وحدة النقل التي عملت بكامل قدرتها في حرب الأيام الستة ويوم الغفران وسلامة الجليل أنشئت من جديد ويتولى قيادتها ضابط احتياط برتبة عقيد، يعمل تحت إمرته قادة مناطق ذوو خبرة برتب مقدمين، يفترض أن يراقبوا الحركة والجداول الزمنية في المناطق. ضوعفت القوة البشرية في الوحدة ثلاثة أضعاف للثبات لعبء المهام. وكذلك جددت العلاقة بمركز الحركة القطري وقيادة لواء الشمال في شرطة اسرائيل لزيادة السيطرة والرقابة على محاور النقل المختلفة في أنحاء البلاد. والى ذلك، نقل لأول مرة الى فرع التكنولوجيا واللوجستية طائرة بلا طيار تمكن من الرقابة في الوقت الملائم لتحرك القوات المتقدمة في المنطقة ونقل معلومات الى «مقر قيادة» القيادة الشمالية. يبين ضابط رفيع المستوى في فرع التكنولوجيا واللوجستية ان «الجزء الثاني هو استعمال القوة. كيف تنجح في الحقيقة في احتواء حدث مهم جدا لحرب في منطقة قيادة يكون حدثا عظيما؟ إذا لم يوجد عندك خيال فإنه يصعب عليك تصور حدث كهذا. لا شك عندنا في أن الجيش سينتصر اذا نقلنا القوات في الوقت الى الجدار». سينفذ تدريب فرع التكنولوجيا واللوجستية على الحرب قريبا. سيجلس القادة الكبار ووحدة النقل وكذلك عناصر أخرى في القيادة العامة، في غرف الرقابة ويتدربون على أكبر التدريبات اللوجستية للجيش الاسرائيلي، ويودعون طريقة «سيكون الأمر على ما يرام». بين ضباط اللوجستية من القيادة الشمالية في برنامج حاسوب متقدم مسارات السفر والمحاور المركزية والجداول الزمنية، وموقع وحدة مستودعات الطوارىء وحجم القوات ونظام القوات - وسيقومون معا بلعبة أدوار لنقل القوات من قيادة الى قيادة، مع رؤيتهم جملة تنقلات الجيش الاسرائيلي في البر. «يبين برنامج الحاسوب أين توجد جميع المعدات في كل نقطة زمنية»، بين الضابط الرفيع المستوى ان «سر النجاح في هذا الأمر هو التخطيط والتنسيق والتخطيط والتنسيق حتى لو أصبح أحد الألوية مستعدا قبل الجداول الزمنية التي حددت له، فسيوجد قائد يقول لهم: انتظروا لأنه يوجد دور». إنهم في فرع التكنولوجيا واللوجستية قلقون من قدرة العدو على تعقب وسائل الرقابة والسيطرة، ومن أجل ذلك طوروا مع شعبة التنصت بقيادة اللواء عامي شيفران نظام تحديد مشفرا. سيشتمل تدريب اللوجستية الكبير على تحرك آلاف المدرعات الحربية وعشرات آلاف الجنود في مراكب مختلفة، وستنضاف اليهم قوات انقاذ تتحرك في المنطقة لمساعدة المدنيين في الجبهة الداخلية الذين سيتلقون الصواريخ من أنواع مختلفة. ستشتمل السيناريوات المتطرفة على اخلال بالنظام ستسد في أثنائه محاور مركزية تراكم الصعاب على حركة النقل. «نحن نفحص عن إمكانية أن نضطر بسبب قصف محاور أو اغلاق بالتظاهرات، إلى نقل قوات وراء الخط الأخضر ايضا»، بين ضابط رفيع المستوى في فرع التكنولوجيا واللوجستية. تشتمل خطة التشغيل على ربط دائم بشعبة الاستخبارات وقيادة الجبهة الداخلية، التي ستعرف كيف تبلغ فرع التكنولوجيا واللوجستية باطلاق الصواريخ وسقوطها كي تعرف كيف تصرف الحركة.
ما هي الحلقة الضعيفة؟ تشتمل التهديدات للقوات الميدانية أيضا على طريقة تجنيد القوات في زمن الطوارئ. «الكارثة في قرية غلعادي (قتل 12 جندي احتياط زمن التجنيد قرب كفار غلعادي بعد سقوط صواريخ اطلقها حزب الله)، اثارت فينا كثيرا من الأفكار» يبين ضابط رفيع المستوى في فرع التكنولوجيا واللوجستية، «حصنا قيادات وأنشأنا مناطق محمية. لا نجند اليوم داخل مكتب بل في منطقة محمية. حسب التهديد سنعرف أين نجند، لكن مع ذلك سنمنح كل موقع تجنيد جرافة كي ينشئ أنفاقا، يختبئ الجنود من ورائها. وفي مقابل ذلك سنعرف كيف نوزعهم في الميدان ولا نحصرهم في نقطة واحدة». وثمة خطة ثورية أخرى ترمي الى التخفيف في المسيرة اللوجستية هي تجنيد شركات لأعمال الهندسة والنقل. بين ضابط رفيع المستوى في فرع التكنولوجيا واللوجستية الاجراء الحديث، «كنا نجند حتى الآن آلات ثقيلة على حدة والمشغلين أو السائقين على حدة، ونحن الآن نبني تجنيدا في زمن طوارئ حسب قانون شركة كاملة مع المديرين والمستعملين. نشأت علاقة بعدد من الشركات وسننشئ مشروعات في هذا الشأن. وهكذا سنمنع البيروقراطية ونصبح أكثر جدوى». هذا مسار طويل معقد بدأ قبل أربع سنين، مع تطبيق استنتاجات حرب لبنان الثانية، وهو مستمر في هذه الأيام ايضا. يحذرون في فرع التكنولوجيا واللوجستية، برغم التقدم من أن «قوة السلسلة تقاس بقوة الحلقة الأضعف. تستطيع أن تضع سلسلة قوية، وفي النهاية لا تساوي سلسلة القيمة اللوجستية شيئا لأن حلقة واحدة مشكلة. يحتاج الى التركيز والجدية لسائر الحلقات.