خاص الموقع
اتفق رئيس كولومبيا خوان مانويل سانتوس ونظيره الفنزويلي هوجو تشافيز على استعادة العلاقات الدبلوماسية في أعقاب أحدث نزاع تشهده منطقة جبال الانديز المضطربة.وتنامت التوترات على مدى العام الماضي بعدما فرض تشافيز قيودا على التجارة عبر الحدود. وقطع الرئيس الفنزويلي علاقات بلاده الدبلوماسية مع كولومبيا الشهر الماضي عندما اتهم الرئيس الكولومبي المنتهية ولايته الفارو أوريبي كراكاس بإيواء متمردين يساريين.يعزز الاتفاق على استعادة العلاقات مع فنزويلا موقف سانتوس الذي حقق نصرا مبكرا في السياسة الخارجية بعد أيام من أدائه اليمين الدستورية لتولي الرئاسة. ويظهر الاتفاق في نفس الوقت تشافيز الذي تجرى الانتخابات في بلده المنتج للنفط يوم 26 سبتمبر أيلول في صورة معتدلة حيث يبدو راغبا في محاولة بناء علاقات أفضل مع الحكومة الجديدة في كولومبيا.لكن من المرجح أن يثير المزج بين سياسات سانتوس اليمينية والاشتراكية التي يطبقها تشافيز توترا في المستقبل.ولا تزال هناك قضايا لم تحل من بينها مزاعم بأن ميليشيات كولومبية تستخدم أراضي تابعة لفنزويلا ورفض تشافيز لعلاقات بوجوتا الوثيقة مع واشنطن. واتفق البلدان على تشكيل لجنة للنظر في قضايا الامن. وكولومبيا هي الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة كما أن لفنزويلا علاقات متنامية مع روسيا والصين وإيران.ودفع انجذاب تشافيز الايديولوجي للمتمردين الماركسيين الكولومبيين واشنطن وبوجوتا إلى اتهامه بدعم الميليشيات على الرغم من دعوة الرئيس الفنزويلي للمقاتلين مؤخرا إلى إلقاء سلاحهم.وقال سانتوس إنه سيكون مستعدا لإجراء محادثات مع المتمردين إذا نبذوا العنف لكن المتمردين كثيرا ما قالوا في الماضي إنهم يفضلون المحادثات ثم استغلوا الهدوء لاعادة تنظيم صفوفهم.والامر الاهم هو أن كراكاس وبوجوتا لم يستعيدا حتى الان تجارتهما الثنائية وهي بمليارات الدولارات في العام والتي كان تشافيز فرض قيودا عليها العام الماضي بعدما وافقت كولومبيا على السماح لقوات أمريكية باستخدام قواعدها العسكرية بشكل أكبر لمكافحة المخدرات والمتمردين. ويقدر البنك المركزي الكولومبي أن صادرات البلاد إلى فنزويلا ستنخفض إلى مليار دولار العام الحالي بعدما كانت أربعة مليارات دولار في 2009 .وقال الرئيسان إنهما سيشكلان لجنة للنظر في استعادة العلاقات التجارية.وأسفر تراجع الصادرات الكولومبية إلى تفاقم التضخم في فنزويلا بسبب نقص السلع الغذائية الكولومبية الرخيصة لكنه أدى إلى تحسن مؤشر أسعار المستهلكين في كولومبيا لانه سمح لبنكها المركزي بالمضي في سياسة نقدية توسعية. وسيضغط أي تنام كبير في الصادرات إلى فنزويلا على عملة البيزو الكولومبية الثابتة بفضل استثمارات النفط والتعدين ويضيف إلى الضغوط التضخمية التي قد تجبر السلطة النقدية على رفع أسعار الفائدة.ومن المرجح أن ترتفع قيمة عملة كولومبيا أثناء التعاملات اليوم وكانت ارتفعت 0.35 في المئة يوم الاثنين بعدما أعلن وزيرا خارجية البلدين عن الاجتماع بين سانتوس وتشافيز. وتقول مجموعة (ايمتا) للصناعة والتجارة إن سندات الخزانة الحكومية الكولومبية المقومة بالبيزو قد تهوي بسبب أنباء الاتفاق.لكن أسعار السندات في فنزويلا لم تتضرر إلى حد كبير بالنزاع الدبلوماسي إذ يهتم المتعاملون بخطط فنزويلا الخاصة بقضية الديون ووضع أموالها بشكل أكبر من اهتمامهم بالنزاع بين بوجوتا وكراكاس.