البلد: في الأمس غرقت سفينة ســلام فــي بحر مــن الــدمــاﺀ هــنــاك فــي تــلــك الأعــمــاق الــــهــــادرة وضــعــت بعض الــقــذائــف الــخــاطــفــة حــدًا لمسيرة إنكسرت بناسها قبل أن تكسر حصارً اجائراً. فــوجّــه المئات مــن الجنود الاسرائيليين بنادقهم إلى صدور العُزّل المتضامنين مع غزة. إسرائيل المعروفة بهمجيتها وتوقها الدائم الى رؤية الدماﺀ لم تتحمل سفينة تــضــامــن سلمية مــع الــشــعــب الفلسطيني الــمــحــاصــر. ادار التطرف الاسرائيلي ظهره الى العالم موجهاً رسالة تجاهل الى جميع الهيئات المدنية والمجتمع الــدولــي معلنا الحرب على اكثر من 40 دولة كان مواطنوهايشاركون في اسطول الحرية... وهنابدأت قــصّــة تناتش جــديــدة قد تمهّد لمرحلةٍ جديدة من التعامل مع إسرائيل وقد تبقي على هــالــة الصمت المخيف وتــطــوي صفحة جديدة وربما بيضاﺀ على أنقاض ما حصل. يــوم غضب لبناني وفلسطيني عــبــرت عــنــه الأحـــــزاب والــفــصــائــل والهيئات ومنظمات المجتمع المدني، اســتــنــكــارا للجريمة الصهيونية الجديدة في حق "أبــطــال اسطول الحرية"، في حديقة جبران خليل جبران التي اختلطت فيها الأعلام اللبنانية والفلسطينية والعربية والتركية والحزبية، ولافتات دانت المجزرة وانتقدت السكوت عنها، ارتــفــعــت الاصـــــوات بــالــنــداﺀ الــى فلسطين والخيبة من الأنظمة العربية وحكامها. كما ألقيت كلمات احتجاج من مختلف ا لمشا ر ورأى الـــقـــيـــادي فـــي الــحــزب الــشــيــوعــي ســعــد الــلــه مــزرعــانــي ان ما حصل هو جريمة تضاف الى سجل الصهاينة الاسود في استهداف المدنيين وفي ادارة الظهر للقوانين الدولية مستفيدة مــن التغطية التي توفرها لها الولايات المتحدة. معتبراً هذا العمل رسالة موجهة لكل العالم عــن الــتــطــرف الاســرائــيــلــي. آمــلاً ان يحرك اجـــرام مــن هــذا النوع العالم ويستفز الضمائر العربية. حيث يبقى التحرك الشعبي هو ا لضما نة للضغط على ا لحكا م ا لــعــر ب لتحمّل مسؤ وليا تهم. واعتبر حسن سلمان عضو في اتحاد الشباب الديمقراطي ان مــا حصل فــي الامــس هــو تكرار للهيمنة الاسرائيلية، وجريمة طالت المجتمع المدني بهيئاته، واعــتــداﺀ على الارادة المدنية مما يشكل خــطــورة كبيرة على الحريات العامة وحقوق الانسان. معتبراً ان سفينة الحرية التي خــرجــت لــتــقــديــم الــمــســاعــدات لــمــلــيــون و600 الــــف مــواطــن فلسطيني لم تكن لتستهدف لولا التغطية الشرعية الدولية المتكررة للارهاب الاسرائيلي. والمطلوب اليوم هو وقفة وصحوة وطنية من دول التحرر في العالم . وفي الموازاة اعلن اتحاد الشباب الديمقراطي المباشرة بالاعتصام المفتوح أمــام مبنى الإســكــوا، تضامناً مع أحرار البحر، على أن يــكــون مــقــر الاعــتــصــام منطلقاً لتحركات يومية داعــمــة، ومن ضمن هذه التحركات، قرر اتحاد الــشــبــاب الــديــمــقــراطــي تنفيذ اعــتــصــام غــاضــب أمـــام السفارة الأميركية في عوكر غدا.
ميسم رزق
السفير: من منازلهم الوثيرة، إلى سياراتهم الفارهة ذات الزجاج الأسود الداكن، سينتقل وزراء الحكومة اليوم، ليصلوا إلى السرايا الحكومية لعقد جلستهم الوزارية. في أثناء توافدهم إلى القاعة، سيراً على الأقدام، سيلوحون بأيديهم لممثلي الوسائل الإعلامية، مع ابتسامات خفيفة، وبعض القبلات في الهواء. ثمة 49 بنداً وزارياً على جدول الأعمال، بين قضايا إدارية ومالية، سيناقش الوزراء منها ما تيسر وكيفما اتفق - ربما. سيتحلقون حول الطاولة، ليتخاصموا على تمويل المحكمة، فيما رئيس الجمهورية يحلق على متن طائرته، في أرجاء الكون، ليسافر بعده رئيس مجلس النواب، فرئيس الحكومة. هناك من يقول إن معظم أسفار الرؤساء تندرج في سياق السياحة، وخصوصاً حفلات الأعراس، بيد أنهم يفلحون في التمويه. يبرعون. من منازلهم الفقيرة، وبعضها متوسط الحال، إلى سيارات الأجرة أو سياراتهم العادية، ستصل مجموعات شبابية لتحتشد في ساحة رياض الصلح، بمحاذاة السرايا الحكومية، اليوم، تزامناً مع موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء الخامسة عصراً. سيرفعون شعارات كثيرة تندد بـ«جريمتنا.. اننا فقراء». سيلوحون بآيادٍ تحمل لافتات تقول: «أعيدوا لنا رغيفنا». أعضاء «اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني»، عكفوا على التحضير لاعتصام اليوم، ليطالبوا مجلس الوزراء بالضغط على قرار وزارة الاقتصاد الذي رفع سعر ربطة الخبز، السبت الفائت، عبر خفض وزنها بنسبة عشرة في المئة. كانوا يعملون على حشد أكبر عدد ممكن من «المهتمين». المهتمون بأن رغيفهم سرق منهم، في مشهد احتيالي بارع، عندما أصدرت وزراة الاقتصاد قرارها، بطريقة مموهة. سبق التظاهرة، التي تنفذ اليوم، اعتصام رمزي الأسبوع الفائت، سرعان ما تحول إلى إعلان عن تظاهرة اليوم. في ذاك النهار القائظ، قال المشرفون على الاعتصام إنهم وزعوا، كعادتهم، قصاصات من الورق على الناس، تشرح قرار الوزارة. وقالوا، من بين ما قالوا، إنهم توقعوا ان يكون العدد قليلاً، لكن ليس إلى ذاك الحد: كانوا ثمانية شبان، تحلّق من حولهم ممثلو أكثر من عشر وسائل إعلامية. ثمانية شبان، لا أكثر. نزلوا ليرفعوا قبضاتهم عالياً، من دون أن يبايعوا زعيماً، ومن دون أن يشتموا خصم زعيم. رفعوا القبضات، ليقولوا إن هناك فئة معنية لم تصب بالخدر بعد، ولن تصاب به يوماً. رفعوا القبضات، بزهو فتيّ، وحماسة شباب متمرد، ليقولوا إنه في ظل حروب الساسة، ثمة من لا يقبل بأن يكون «شاهد زور». ثمانية شبان، لا أكثر. كانوا يتصلون بأصدقائهم الذين تأخروا، وعندما يصل أحدهم، متأخراً، كانوا يبتسمون في وجهه، كأنهم يقولون إن اليأس ممنوع. في ذاك اليوم، أكدّ المعنيون في «الاتحاد» للصحافيين أنهم لن يتراجعوا عن قرار تظاهرة اليوم. وقالوا، خفية، إن العدد اليوم سيكون أكبر، و«منظم بطريقة شاملة». ثمانية شبان، لا أكثر. كان الخوف بادياً على وجوههم. خافوا من أن تنتقل عدوى اليأس إلى أقرانهم في «القضية» إن هم رأوا «المشهد الفقير». توجسوا من الأرقام، «اللعبة» التي ابتدعها ساسة البلد في الأعوام الأخيرة الماضية. لكن «اللعبة» يجب ألا تؤثر على شبان يعرفون أسباب انقسام أبناء وطنهم، ويعرفون أيضاً ان هوية «الاتحاد» الفكرية، ما زالت ضائعة ومشوشة عند الناس، في ظل تراجع دور اليسار في البلاد. تلك قصة أخرى. غير ان صفحات تلك القصة، لا تصح قراءتها من زاوية الصعوبات التي يواجهها «الاتحاد» لإعادة صياغة هويته الحزبية فحسب، بل إنها قصة البلد المزمنة، والتي تُعتبر تجربة «الاتحاد» مرآة صافية، نقية، في إبرازها: خدر منتشر بين الناس الذين لا يرفعون صوتهم إلا بإشارة من يد «الزعيم»، وهي غالباً ما تكون لمواجهة الزعيم المنازع. خدر يحتم على الناس أن يرفضوا أي حركة احتجاجية من «الغرباء» عن الطوائف، والذين سرعان ما يتحولون إلى «خوارج». أن ينزل الناس إلى الشوارع والساحات، بحنق، وغضب، ويرفعون قبضاتهم ضد الجوع، والفقر، والحرمان، والغلاء المستشري، هو ضرب من الخيال والجنون. قضايا أضحت المناداة لنصرتها تشبه مساعي «دون كيشوت» في محاربة طواحين الهواء، وتندرج في خانة الصراخ في غرفة فولاذية، معزولة، لن يسمع صداها أحد. هي الغرفة نفسها التي سيصرخ فيها شباب الاتحاد اليوم. شعارات كثيرة سيرددونها، بصراخ، وأنين، لن يسمعه أحد. لكن الشبان، سيندهشون من وجود بعض آلات التصوير التلفزيونية، التي ستنقل صوتهم فقط للهجوم على فريق الوزير، وليس للهجوم على سياسة الفقر العامة. ستقول تلك الشاشات إن وزير الاقتصاد تلاعب بسعر الرغيف، متجاهلة سياسات وزرائها. حشود اليوم، وإن تخطت المئة، سترفع صوتها في الغرفة الفولاذية، فيما الوزراء سيتناولون بند اتفاق وزارة الاقتصاد مع المطاحن - في حال توصلوا إلى مناقشته على حساب «القضايا الهامة» - في مشهد لا يهدف إلا للضغط على الوزير، بغض النظر عن القضية المثارة. لن يتحدثوا عن الرغيف المسروق، ولن يسألوا الوزير عن معادلته: كيف وفق بين مصلحة ثالوث المطاحن والأفران والوزارة من جهة، وبين مصلحة الشعب من جهة ثانية؟ من الغرفة الفولاذية، إلى سيارات الأجرة أو سياراتهم العادية، سيعود الشبان، بعد صراخ أليم، أبكم، إلى حيث ما كانوا، ومعهم الصوت المبحوح الذي سيصدح في كل يوم، من دون كلل أو ملل، ومن دون خجل. هم لن يخجلوا بعددهم، إن كان صغيرا أو كبيراً، حاشداً، بل سيفكرون كيف يخرجون الناس من جلابيب ساساتهم وملوك طوائفهم، ولو كان تفكيراً خيالياً يقال إنه قبس من «روح الشباب»، في ظل الانقسام الحالي. الروح التي يُراد لها ان تُزهق إلى غير رجعة. اليوم، سيشع قبس خفيف، لحلم كبير. واليوم، سيرتفع صوت بعض الذين لا صوت لهم: لن ترتفع أصوات كل الفقراء والضعفاء الذين تنازلوا عن المطالبة برغيف الخبز، بل سترتفع أصوات الذين لا صوت لهم.. أصلاً.
جعفر العطّار
الأخبار:
اختُتم الملتقى الدولي العربي للتضامن مع فلسطين يوم أمس بندوة دولية بعنوان: «فلسطين ودور الشباب في حركة التضامن الدولي، مهرجان الشباب والطلاب العالمي كمثال»، وبإطلاق اللجنة التحضيرية اللبنانية لمهرجان الشباب العالمي، الذي سيقام في جنوب أفريقيا في 13ـــــ21 كانون الأول القادم، والذي يشارك فيه ما يزيد عن 15000 مشارك من مختلف أنحاء العالم. وكانت فعاليات الملتقى، الذي امتدّ ستة أيام، والذي عُقد بدعوة من اتحاد الشباب الديموقراطي، وشاركت فيه أكثر من 20 منظمة يسارية عربية وأجنبية، قد تضمّنت لقاءات متنوعة افتُتحت بلقاء مع الأسير المحرر أنور ياسين، عن تجربته في المقاومة والأسر، تبعته AffinityCMSت مكثفة على المخيمات الفلسطينية في لبنان. في مخيم مار الياس، عقدت الوفود لقاءً مع شبيبة المخيم، بضيافة منظّمة الشبيبة الفلسطينية، تناول اليحث فيه وضع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وجدوى المفاوضات الجارية حالياً بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي. كما نُظّم بالتعاون مع شبيبة حزب الشعب الفلسطيني لقاء تناول جدار الفصل العنصري، وتخلّله عرض فيلم «فالز مع بشير»، تبعه نقاش عن الدعاية الصهيونية. أمّا في مخيم صبرا، فقد عقد ممثلو المنظمات اليسارية لقاءات مع عدد من أهالي الشهداء، وعدد من الناجين من المجزرة، وشاركوا في ورشة عمل عن منظمة الأمم المتحدة للتشغيل والإغاثة (الأونروا)، والمشكلات التي يعانيها الفلسطينيون في مخيمات اللجوء، والحرمان الذي يلف المخيمات. كذلك، زارت الوفود مخيم برج البراجنة، وعقدت لقاءً مع شبيبة المخيم بضيافة اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني، حيث دار نقاش بشأن الحقوق المدنية والإنسانية للشعب الفلسطيني في لبنان.
السفير: لمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لاغتيال المفكر الشيوعي الشهيد حسن حمدان (مهدي عامل)، وضعت منطقية بيروت في «الحزب الشيوعي اللبناني»، إكليلا على الضريح بحضور عائلة الشهيد والأمين العام للحزب خالد حدادة وقيادة الحزب. ووجه حدادة تحيه إلى مهدي عامل، واصفا إياه بأنه «فيلسوف المقاومة والشعلة المضيئة في الظلام الذي كان يتخبط به الوطن، وعنوان كل المناضلين والثوار الذين يستلهمون من فكره وممارسته معنى الحرية والكلمة الحرة». وقال إن مهدي عامل هو «مناضل قرن الممارسة النظرية بالنضال في صفوف حزبه»، كما وجه تحية إلى شهداء الكلمة الحرة، المناضلة، الوطنية التقدمية، سهيل الطويلة وخليل نعوس وحسين مروة وجميع الشهداء. بدورها، زارت مجموعة من فرع «اتحاد الشباب الديموقراطي» في بيروت ضريح الشهيد، ووضعت إكليلا من الزهر على الضريح، وقال رئيس الفرع أحمد ترو: «لن نعدك بالاستمرار في الاطلاع على فكرك ونشره، لأننا نقوم بذلك لأكثر من حاجة وواجب، بل نعدك، وكل حسب قدرته، بالسعي لتطوير ذلك الفكر، واستئناف مشروعك الذي لم يتحقق حتى الآن، لأن السير باتجاه المنارة هو سبيل خروجنا من هذا النفق المظلم
الديار: اتحاد الشباب الديموقراطي، نخبة من شباب وشابات لبنانيون علمانيون خائفون على مصير وطن، خائفون على مستقبل اخوتهم الشباب اللبناني، بفرعيه «المغرّر به، واللامبالي»، خائفون على مستقبل كل طفل رضيع، شاء القدر ان يولد في تلك الأيام العجاف في وطن مساحته 10452 كلم2، و«دينه» العام تجاوز الــ 55 مليارا من الدولارات، تقريباً العجز عينه الذي تعاني منه اليابان، مع الفارق ان اليابان هي أول دولة صناعية في العالم.
عملياً كل الشباب اللبناني يجب ان يخاف، ومن لا تعتريه أدنى درجة من القلق، فمنطقياً هو لا يحيا في دنيا الأصحّاء.والخوف في ظل هذا الوضع المخزي المرعب، ليس عيباً ولا يعتبر معرّة، ولا يحط من قيمة الانسان، لطالما ان تسونامي الافقار والتجويع بدأ يجتاح الوطن منذ العام 1992، ومدّه وطوفانه مستمران الى الآن، وما من حذر يلوح في الأفق، لكي يوقف نهب ما جناه عرق جبين الفقر والكادحين.اتحاد الشباب الديموقراطي كوكبة من شباب وشابات يسعون الى رأب الصدع، وردم الهوّة، واعادة الامور الى نصابها، لا بل اعادة مليون و200 ألف مواطن هاجروا تهجيرياً عبر تكتات موشوم عليها: ذهاب من دون ايّاب منذ العام 1992 الى الآن.اتحاد الشباب الديموقراطي خميرة صالحة لم تأبه لكنوز الضلال، ولم يغرّها عالم الوميض الذي يجعل الانسان يخسر نفسه، شباب وشابات من مختلف الأطياف والمشارب في لبنان، عادوا لينظّموا التظاهرات والاعتصامات وان كان عددهم يسيراً.لقد هالهم ارتفاع اسعار المحروقات 34.000 ليرة لبنانية سعر صفيحة البنزين، والضريبة الموضوعة على سعر الصفيحة الواحدة تفوق الخمسين في المئة، في وطن، الحدّ الأدنى للأجور فيه يبلغ 500.000 ليرة لبنانية «مصروف كلينكس وورق تواليت».انه لواقع أليم ان يمسي لبنان بقعة جغرافية من بقاع «سفَر برلك»، والعمل بالسخرة جار على قدم وساق.لقد عبّر الاتحاديون والاتحاديات عن سخطهم وامتعاضهم من الارتفاع الجنونيّ لتسعير صفيحة البنزين.فقاموا بجلب حمارين الى ساحة رياض الصلح، سائلين الدولة الكريمة: هل ستعيدون الشعب الى زمن ركوب الحمير؟ وحتى الحمار في ذهننا هذا بات يشعر مع المواطن، ولسان حاله يقول له: «شبّيك لبّيك، عبدك بين ايديك، أرجع لي زمني، وبلا عازتك يا سيارة».وقام الاتحاد بسلسلة احتجاجات على امور أخرى أليمة، ومنها الاحتجاج على نيّة الحكومة الحالية برفع نسبة الـTVA الى الـ12 بالمئة، وتعميق جراح المواطنين، والذين من الاساس اثقلت الضرائب كاهلهم، وايضاً الاحتجاج الشديد على ما آلت اليه أوضاع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.فادارة الضمان بدأت تتصرّف بمدخّرات اللبنانيين، وبحقهم في تعويض نهاية الخدمة من اجل تغطية عجز متراكم، بدأ بالظهور في الأرقام المالية للضمان منذ عام 2001.وفي ذلك العام بالتحديد، جرى التواطئ بين ممثلي الحكومة وأرباب العمل في مجلس ادارة الصندوق، والاستدانة من اموال فرع نهاية الخدمة لتغطية العجز المتراكم في فرعي ضمان الأمومة والمرض والتعويضات العائلية تجاوزت الـ700 مليار ليرة، حتى نهاية سنة 2009.أمّآ معدّل الاشتراك لدى فرعي المرض والأمومة، فجرى تخفيضه من 15% الى 9% وايضا جرى تخفيض معدّل الاشتراك لدى فرع التعويضات المالية من 155% الى 6%.لقد اثبتت التجارب ان الويلات والمآسي التي ضربت لبنان منذ نيله الاستقلال عام 1943 وحتى يومنا هذا، كانت بسبب تحكّم النظام الطائفي بمفاصل الوطن وبسبب السياسات الاقتصادية الخاطئة، سياسات الإفقار والتجويع.فحريّ بنا، أن نشدّ على أيادي شباب الاتحاد العلمانيين ومؤازرتهم، فالمؤازرة تصبّ في خانة القضاء على النظام الطائفي العفن المهترىء في سبيل بناء لبنان علماني عربي ديموقراطي، وفي خانة تمكين حياة اقتصادية، اجتماعية سليمة من الوصول الى شاطىء الأمان بهدف إعادة بناء البصرة اللبنانية.فاتحاد الشباب الديموقراطي مستمر في نضاله ضدّ الفساد والإفساد والشذوذ والانحراف.وهو بانتظار الكثيرين من الجياع الصامتين ممّن تعتصر قلوبهم دماء.فكبت الغضب والحزن يزيد الطين بلّة، لذا اتحاد الشباب ينتظركم على أحر من الجمر في سلسلة تظاهراته ونشاطاته المطلبية، والهادفة اولاً وأخيراً الى تحقيق مطالبكم المحقّة، لكي تستعيدوا حيويتكم وعافيتكم، ولنحتفل معاً بعرس الوطن.
ريمون ميشال هنود
قناة المنار: اعتبر وزير الاتصالات في لبنان شربل نحاس أن موازنة العام 2010 ستكون ولأول مرة منذ السبعينات شاملة. مشيرا إلى أن "الموازنة تقوم على إدارة تدفق الأموال وفق سياسة الفوائد والنظام المصرفي بالإضافة إلى ضبط قنوات التوزيع".
وقال نحاس خلال ندوة نظمها "اتحاد الشباب الديمقراطي" اليوم الاحد إن "الموازنة هي نقطة التقاطع بين الاعتبار المالي والسياسي، لافتا إلى أن "الموازنة يجب أن تكون شاملة فهذا الحديث يطاول مباشرة شروط أداء هذا النظام وأتمنى أن تتثبت هذه القرارات في المستقبل". واشار نحاس الى ان "الجميع في لبنان اليوم مقتنع انه يوجد إنفاق من خارج موازنة وهبات ذات حسابات خاصة وغيرها"، موضحا أن "هذا الأمر ترسخ في الأعراف وتسلل حتى إلى النصوص وبالتالي تم إقرار انه لا انفاق من خارج الموازنة"، معلنا أن "الوزراء سيناقشون على طاولتهم من الآن فصاعدا خيارات اقتصادية واجتماعية وكذلك الأمر على مستوى المجلس النيابي او غيره
http://www.almanar.com.lb/NewsSite/NewsDetails.aspx?id=141925&language=ar
الأخبار: نحاس: الاقتصاد المسيطر قائم على مقايضات حزبية ــــ طائفية
في قاعة مسرح المدينة، حضر حشد شبابي للاستماع إلى تحليل اقتصادي يقدمه وزير الاتصالات شربل نحاس... مشهد ليس مألوفاً في بلد أصبحت «لغة الأرقام فيه أبعد اللغات عن اهتمام المواطنين وفهمهم، بعدما حوّلتها السلطة لأحجية تستغلها لتمرير مشاريعها وصفقاتها، مكرسة بذلك نهجاً يعيد إنتاجها ويحفظ بقاءها وهيمنتها الطبقية» بحسب ما قاله عضو المجلس الوطني في اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني حسان زيتوني.
رشا ابو زكي قدّم وزير الاتصالات شربل نحّاس تحليله لآليات عمل النظام السياسي والاقتصادي في لبنان في ندوة نظمها اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني، وتميّز هذا التحليل بشرح معمّق للأزمة البنيوية في الاقتصاد السياسي اللبناني من مرحلة الشهابية حتى موازنة عام 2010... وما بعدها.فقد أشار نحاس الى أن لبنان شهد تطورات هائلة في الستينيات وسبعينيات القرن الماضي، إذ نزحت الرساميل العربية الى لبنان مستفيدة من عوامل عدّة، منها السرية المصرفية، وتسارعت الهجرة الداخلية من الريف الى المدينة، وظهر توسع سريع في التعليم بمستوياته المختلفة، وتأمّنت الطرق والكهرباء والمياه... وبدأ الاقتصاد ينحو باتجاه تطوير أنشطة مختلفة وجديدة، كانت تمثّل نسبة كبيرة من الصادرات، كسلع وخدمات. وفي أوائل السبعينيات، بدأ هذا البنيان يشهد تسارعاً في تكثيفه الداخلي، وحراك سياسي يواكب موجات متسارعة من النزوح، وارتفعت نسبة الصراع الاجتماعي، أما السلطة الفعلية التي كانت ممسكة بالبلد فلم تستطع مواكبة هذه التطورات، فالبنيان الداخلي في نهاية الستينيات بدأ ينفرط عقده، والقوى الأكثر انتشاراً وتنظيماً، والتي كانت مكوناً أساسياً لسلطة الدولة، بدأت تنفك عن السلطة، فشهدت بنية السلطة تخلخلاً كبيراً جداً، ولم تستطع مجاراة التغيرات في المطالب الاجتماعية والاقتصادية الجديدة، ما ساهم في رفع حدة الصراع، إلى أن تم تأريخ الحرب في عام 1975 التي استمرت 15 عاماً، «وها نحن نحمل آثار فشل السلطة في إدارة التحديات الداخلية والمحيطة منذ ذلك الحين حتى اليوم».وشرح نحاس أنه من غير المعقول أن تدوم حرب 15 سنة، لأنها مكلفة، ولأن الناس تفقد جزءاً أساسياً من مداخيلها، فكان لا بد من تأمين مصادر دخل بديلة للناس للاستمرار، وتغذية الآلة الحربية في آن، «وهكذا تزامنت الحرب مع ظاهرة مهمة وهي القفزة النوعية التي شهدتها أسعار النفط في الفترة نفسها».وتابع «الفوائض النفطية وصلت الى أرقام غير مسبوقة، فيما هاجر عدد كبير من اللبنانيين الى الخارج بسبب الحرب، وبين تحويلات اللبنانيين والمال السياسي، الذي جزء أساسي منه نفطي، تأمنت المستلزمات المادية لاستمرار الحرب. وخلال هذه الفترة، انهارت البنية الاساسية للدولة في أواسط الثمانينيات وأهم مؤشر لذلك انهيار العملة الوطنية، وهو يعني أن عملية تحويل هائلة للثروة قد جرت حينها بين الشرائح والطبقات الاجتماعية، ولا تزال آثارها قائمة حتى اليوم، فليس أصحاب المدخرات وحدهم خسروا أموالهم وليس المقترضون وحدهم استفادوا من انهيار قيمة ديونهم، بل إضافة الى ذلك انخفضت الأسعار في الداخل، ومن كان لديه مداخيل في الخارج أصبح لديه قدرة شرائية عالية، فتغيرت البنية الطبقية للمجتمع اللبناني، كما ان الدخل المبني على الأجر وخاصة في الدولة، قد ضُرب، كما حلّ الدولار (وهو عملة معظم المنطقة المحيطة بلبنان) محل الليرة، وتغيرت معالم توزع الثروة وبنية المداخيل نهائياً.وأضاف نحاس «وخلال هذه المرحلة انتقل الصراع الى مرحلة انزواء أجزاء جغرافية واجتماعية من السكان ضمن أطر ومناطق الميليشيات التي لم تكن تمتلك مشاريع للتغيير في الدولة، وتأسست هذه الوضعية، وبدأت الميليشيات هذه تؤسس لتعاون وترابط في ما بينها، وجباية إيرادات وغيرها»...
أما مرحلة الطائف، فقد شهدت، وفق نحاس، انهياراً إضافياً لليرة، ما أدى إلى ضربة إضافية لما بقي من البنية التقليدية لتوزع الثروة والدخل، واستمرت مرحلة ما بعد الطائف فأصبح هنالك تآلف منظم بين الكيانات التي هي ما دون مرتبة الدولة أو ما يسمى بالطوائف، وكانت المقايضة: تشكيل مخزون من المهاجرين الذي يحول إلى لبنان أموالاً، وآليات مركزية من الداخل تتولى توزيع هذه الأموال من خلال قنوات مرتبطة مباشرة بالطوائف، التي تثبت قدرتها على الاستمرار في التوزيع عبر وظائف ومواقع مركزية في الدولة. وهنا أصبح لكل أجهزة الدولة دوران: التوزيع، وتأدية خدمات، ما جعل الخدمة الأساسية ذات مستوى متدن ويستعاض عنها كما في الثمانينيات بحلول رديفة من الجامعات الخاصة ومولدات الكهرباء والاتصالات غير الشرعية...ولفت الى أن تحويلات المهاجرين أموالاً غير ناتجة من إنتاج محلي، تعامل معه الناس كما لو أنه دخل إضافي ويمكن استخدامه لتمويل الاستهلاك، وهذا ساهم في زيادة حجم الاستيراد، ورفع الأسعار، وأصبح الاقتصاد مركّزاً على الأنشطة البسيطة، فارتفعت كلفة المعيشة، ثم اعتُمد على اليد العاملة الأجنبية لزيادة ربحية هذه الأنشطة، فتقلصت فرص العمل للبنانيين نسبة إلى كلفة معيشتهم، وبالتالي فإن دفق هذه الأموال يغذي الهجرة، والهجرة تغذي دفق الأموال.
دفق أموال المغتربين يغذّي الهجرة، والهجرة تغذّي دفق الأموال
وأضاف نحاس أن هذا النمط غير بسيط وإدارته ليست بسيطة، «فليست هينة» أن نحوّل هذه الأموال الى ما يشعر الناس بأنه دخل متاح لهم، فالتحويل يتم عبر المصارف التي تقرض الأموال للدولة والأخيرة تنفقها أجوراً وتعويضات على الناس، وبالتالي من يقبض هذه الأموال يقتنع بأنه دخل فيذهب الى استهلاكه.وخلص نحّاس الى أن الموازنة يجب أن تلعب دورها في تصحيح هذا المسار، إلا أن ذلك لن يكون سهلاً، لذلك نركّز اليوم على إعادة الانتظام وفقاً للدستور والقوانين المرعية الإجراء، وبما يتيح نقل النقاش إلى طاولة مجلس الوزراء وفي المجلس النيابي كخطوة أولى، وهذا ما جعل الإصرار على أن تكون الموازنة شاملة خطوة أساسية، لأن ذلك يطال مباشرة شروط أداء هذا النظام، إذ إن موازنة 2010 لأول مرة منذ السبعينيات ستكون شاملة، وبالتالي سيتاح للوزراء من الآن فصاعداً مناقشة خيارات اقتصادية واجتماعية، وكذلك الأمر على مستوى مجلس النواب أو غيره. وسينطلق النقاش من أن هناك فائضاً في التمويل وضعفاً في قدرة اتخاذ القرارات وبالتالي ستوضع قواعد ليس فقط في تقاسم المغانم بل كذلك التكاليف، «لأن الدين العام هو ترجمة مباشرة لعجز أداء الدولة».
12،9 في المئة
هو معدّل الهجرة النازحة من لبنان بين عامي 2000 و2002 وفق دراسة للأمم المتحدة، يعيش 31،2 في المئة منهم في آسيا، و22،7 في المئة في أميركا اللاتينية، و18،6 في المئة في أميركا الشمالية، و12،5 في المئة في أوقيانوسيا، و10،3 في المئة في أفريقيا. فيما 30،9 في المئة من المهاجرين هم من حملة شهادات التعليم العالي!
الدين ترجمة مباشرة لعجز الدولة
قال نحاس إنه حين «نقول إنّ الموازنة يجب أن تكون شاملة، فهذا الحديث يطاول مباشرةً شروط أداء هذا النظام، إذ إنّ موازنة 2010، لأول مرة منذ السبعينات، تكون شاملة، الوزراء سيناقشون على طاولتهم من الآن فصاعداً خيارات اقتصادية واجتماعية، وكذلك الأمر على مستوى مجلس النواب أو غيره. والقرار الآخر أنه في عام 2011 بعد إقرار شمولية الموازنة، سينطلق النقاش من أنه يوجد فائق في التمويل، وضعف في قدرة اتخاذ القرارات، وبالتالي، ستوضَع قواعد ليس فقط في تقاسم المغانم، بل كذلك التكاليف، لأنّ الدين العامّ هو ترجمة مباشرة لعجز أداء الدولة».
السفير: يقف الحاج أبو زكور القادم من جرود الضنية إلى طرابلس بقبعته البيضاء، إلى جانب المعتصمين من اتحاد الشباب الديموقراطي أمام مالية طرابلس... يحدّق الرجل الثمانيني في وجوه الصبايا والشباب، يقرأ اللافتات، يستمع إلى الأغاني الثورية... ويجول في المكان شأنه في ذلك شأن كثير من رجال قوى الأمن الداخلي الذين حرصوا على تطويق الاعتصام الذي تمحور هذا الأسبوع حول الضمان الاجتماعي.
يسأل الحاج أبو زكور الشاب معروف مولود، أحد الناشطين في اتحاد الشباب الديموقراطي، «شو عم تعملوا يا إبني؟» يجيب معروف: «هيدا اعتصام يا عم... للاحتجاج على الغلاء عموما، وعلى ارتفاع أسعار البنزين، وعلى السياسة الضريبية للدولة»... يضحك أبو زكور ويسارع الى القول: «شو مفكرين إنو لح يطلع منكم شي، أو لح تقدروا تغيروا شي؟».. فيجيب معروف بجدية: «نحنا عم نعمل واجباتنا وعم نعبر عن وجعنا»... ويرد الحاج أبو زكور بلهجته الضناوية: «ياما اعتصمنا زمان، وياما تحركنا.. وياما عملنا مظاهرات علشان رغيف الخبز، وما كان في شي عم يتغير.. الدولة بدها تعمل يلي بدا ياه... بترفع سعر البنزين ألف ليرة، وبتضحك علينا وبتنزل السعر مئة ليرة، وبترجع بترفعوا 500 ليرة وبتنزلوا 50 ليرة، وما حدا قادر يعمل شي، هيك الدولة يا عمي ما بتجيب المصاري إلا من جيوب الناس»... ينتهي الحوار عند هذا الحد... يتجمع الشباب وترتفع أصوات الأغاني، وينشغل المعتصمون برفع اللافتات وفيها: «أنت بخطر... المعاش 550 ما بيكفي يعبي بنزين».. «أنت بخطر... كرمال الخزينة أكتر من مليوني لبناني نازلين تحت خط الفقر».. «أنت بخطر سقف الضمان الاجتماعي مخروق»... «نعم.. لضمان الطبابة المحترمة لكل اللبنانيين».. نعم لضمان يستفيد منه المسنون والعاطلون من العمل». الحاج أبو زكور لم يغادر.. رغم أنه همّ بالمغادرة أكثر من مرة، وابتعد أمتارا عدة عن المعتصمين، لكن الحنين إلى النضال والتحركات الشبابية سرعان ما كان يعيده إلى أمام مبنى المالية، ليجد نفسه متضامنا مع الشباب ومستعيدا بعضا من حيوية أضاعتها سنوات العمر، «يا عمي والله معكم حق.. الحالة ما عادت تنطاق».. يقول الحاج أبو زكور، وقد اتخذ قرارا بالمشاركة في الاعتصام.. طالبا من المنظمين إعطاءه لافتة، سارع إلى حملها وتقدم المعتصمين ليشكل علامة فارقة في اعتصام طرابلس لاتحاد الشباب الديموقراطي. وتخلل الاعتصام توزيع قصاصات على السيارات تطالب بإعادة النظر بكل السياسات الضريبية التي اتخذتها الدولة خلال السنوات الماضية، وتدعو إلى إعادة هيكلة الضمان الاجتماعي، فضلا عن توزيع رسومات كاريكاتورية مختلفة. وألقى فرج حنا كلمة باسم المعتصمين قال فيها: «من دون أي مقدمات، أنت بخطر، الحالة الاقتصادية في انهيار، والوضع المعيشي تخطى الحدود الحمراء، ووحش الغلاء يشق طريقه بكل نجاح ساحقا المداخيل المحدودة المتهاوية، بفعل الضرائب، باختصار واقعنا مترد، حياتنا قلقة، مستقبلنا مهدد، نحن بخطر».. «ثلاثون في المئة من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر بأقل من اربعة دولارات يوميا، 52 في المئة من الأسر اللبنانية لا تكفيها مداخيلها الشهرية لتغطية احتياجاتها الاستهلاكية، 31 في المئة من المقيمين في لبنان يعانون أوجه حرمان مختلفة ولا سيما خارج المدن، 0.05 في المئة من السكان يستأثرون بأكثر من 34 مليار دولار من الودائع المصرفية، 90 في المئة من الضرائب والرسوم تستعمل في تمويل الفوائد التي يستفيد منها الأثرياء، هذه هي أرقامكم أنتم، الظاهرة في دراساتكم أنتم، وهذه النسب المئوية هي نحن، هي معاناتنا اليومية من سياساتكم من محاصصاتكم من سرقاتكم وهدركم اليومي للمال العام»، وفق الشعارات نفسها. وانتقد حنا فرض رسوم جديدة على البنزين، لافتا إلى أن رفع الحد الأدنى للأجور أدى إلى ارتفاع الأقساط المدرسية، وأسعار المنازل، وأسعار السلع، وبلغ الوضع المالي في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الخط الأحمر، وبدأت إدارة الضمان تتصرف بمدخرات اللبنانيين وبحقهم في تعويض نهاية الخدمة من أجل تغطية عجز متراكم. وطالب حنا باسم المعتصمين إلغاء الضرائب والرسوم على البنزين من دون مساومة ومن دون مراوغة، وبخفض الدين العام من ثروات المسؤولين التي تراكمت خلال 18 عاما من مشاريع إعادة الإعمار الوهمية، وبوقف الاحتكارات والوكالات الحصرية التي تسيطر على 67 في المئة من السوق اللبنانية، مشددا على ضرورة وضع خطة لتغيير هيكلية الضمان ولمعالجة واقع الطبابة والصحة في كل لبنان كخدمة عامة من واجب الدولة تأمينها مقابل الضراب التي تجبيها. ويأتي اعتصام طرابلس بين أربعة اعتصامات نظمها الاتحاد في بيروت طرابلس وعاليه وصيدا بشعارات موحدة أمام مراكز وزارة المالية ومكاتبها. وكان موضوع الاعتصام لهذا الاسبوع متمحوراً حول الضمان الاجتماعي الرازح تحت عجز مالي كبير ولا يؤمن التقديمات الكافية والضرورية للعاملين والمتقاعدين والعاطلين من العمل ما مع يرافق ذلك من هدر وفساد، وكذلك حول السياسة المالية والضريبية للدولة عامة، التي تهمل حقوق المواطن في الطبابة والاستشفاء وتتقاعس عن تفعيل وتمويل شبكات الرعاية الاجتماعية العامة وعلى رأسها الضمان الاجتماعي. 29/3/2010