يطلق اليوم «اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني» نشاطات مؤتمره التاسع في «مركز معروف سعد الثقاقي» في صيدا، تحت عنوان «نحو دولة مدنية تحقق العدالة الاجتماعية». ويفترض بالمؤتمر أن يحدد سياسة الاتحاد في السنوات الثلاث المقبلة. والحال أنه، في نشاطاته في السنوات الماضية، يلتبس الاتحاد بأدواره العديدة. إذ يعرف نفسه بأنه منظمة شبابية علمانية يسارية. هكذا، لا يبدو عمل الاتحاد مركِّزاً على أمر واحد. لكنه يعمل، ولو قليلاً، في كل شيء. «وهذا كان ضرورياً بعد التغيرات التي حصلت في لبنان»، وفق عمر ديب الأمين العام السابق للاتحاد. تأسس الاتحاد في العام 1970. وكان في بدايته سياسياً شبابياً، «وطلابياً تحديداً. لكن المفاهيم تغيّرت، والحياة ومتطلباتها، واهتمامات الشباب أيضاً. لذا، كان لا بد من التغيير والتوسيع»، وفق ديب. لكن السياسي لا يغلب هذه المرة، أو يبقى أقل تغيراً في نشاطات الاتحاد. يذكر علي متيرك، رئيس الاتحاد، في رده على غياب العمل السياسي للاتحاد، حراك إسقاط النظام الطائفي منذ ثلاث سنوات. ويضيف رفيقه ديب التحركات من أجل اعتماد النسبية في قانون الانتخاب، والتحركات المعترضة على التمديد لمجلس النواب. ولا ينسى قضية جورج عبدالله التي «تمكن الاتحاد، في نشاطاته هذه السنة، من أن يحولها إلى قضية رأي عام. وهي كانت، في سنوات ماضية، لا تهم غير بعض اليساريين»، وفق ديب. لا يوافق متيرك على وصف الاتحاد بأنه صار أقرب إلى السائد من جمعيات المجتمع المدني. «وفي المقابل، لسنا حزباً سياسياً صرفاً»، يقول رفيقه ديب. فالاتحاد، وفقهما، يوزع النشاط على القضايا المدنية والمعارض والنشاطات الفنية والكشفية والترفيهية. ويعترف متيرك، المنتسب في أواخر التسعينيات، بأن السنوات الماضية كانت صعبة على الاتحاد. «صار الوصول إلى الشباب اللبناني والعمل معهم صعباً». وذلك نتيجة «الأوضاع والمتغيرات السياسية». لكن هذا ما يخلق عكسه. «إذ حين ترى أن شباناً لا يزالون، في هذه الظروف، غير طائفيين تفرح. هكذا، يكون عملنا ممتعاً». والحال أن الاتحاد، وفق متيرك، «يسعى إلى تعزيز الوعي لدى الشباب اللبناني عبر تحديد أولويات نضالاته في المجتمع الطبقي وليس الصراع المذهبي». ليس واضحاً كيف يمكن الفصل بين هذين المفهومين. لكن لغة اليسار لم تتغير أيضاً. يقر ديب بأن عنوان المؤتمر فضفاض. «وقد تلقينا بعض النقد على الأمر. لكن ما حُضِّر من مسودات للنقاش تحاول أن تدخل أكثر في التفاصيل». هناك ورقة عامة عن الأوضاع السياسية الإقليمية والدولية. وفي المسائل الإجرائية «سنؤكد قرارات المؤتمر الثامن، بما هي تأكيد حق الشباب بوطن يضمن لهم حقهم بالعمل والتعلم. والسعي أيضاً إلى الوحدة النقابية، وتحفيز الشباب على الانتساب إليها»، يقول متيرك. أما سياسياً، وفق ديب، «فسنحافظ على مبادئنا في النضال المدني، مثل النسبية. وهناك اقتراح أن نوجه تحركاتنا السياسية في اتجاه الدولة نفسها، وخصوصاً في قضية جورج عبدالله». ويعترف ديب بأن الاتحاد، في السنوات الماضية، كان مقصراً في متابعة القضايا الطالبية. «لكن هذه مشكلة لدى الجميع. لذا، سنعمل هذه المرة على تفعيل دورنا في المجال هذا. ونحن سنسعى إلى تأسيس جبهة طالبية كمرحلة أولى، ولا سيما في الجامعة اللبنانية، كي لا يعمل كل واحد بمفرده». يبدو الرفاق متفقين على العموميات. «هذا لا ينفي وجود آراء مختلفة داخل الاتحاد. وهذا غنى للتجربة»، وفق متيرك. «لكن هذه الاختلافات ليست حادة. ويمكن أن تحل بالمشاركة»، وفق ديب. والحال أن هذا الاختلاف، كما يصفه الأخير، «يتمحور حول أولوية العمل. البعض يفضّل أن نركز على قضايا معيشية. وآخرون يفضلون عملاً سياسياً مباشراً». «رفاق الدرب» تبدأ نشاطات المؤتمر بندوة دولية بعنوان «الشباب والصراعات الطائفية والعرقية»، عند الحادية عشرة صباحاً في «قصر الأونسكو»، بمشاركة وفود من 15 دولة عربية ودولية. يليها مؤتمر صحافي، الساعة الثالثة في المكان نفسه، عن «مهرجان الشباب والطلاب العالمي» الذي سيقام في الاكوادور. أما الافتتاح الرسمي للمؤتمر فسيكون في «مركز معروف سعد الثقاقي» في صيدا، عند السادسة والنصف مساءً. ويبدأ بكلمة لقدامى الاتحاد يلقيها نائب الرئيس الأسبق خليل يونس. وكلمة للشاعر شوقي بزيع. وكلمة نقابية لرئيس رابطة موظفي القطاع العام محمود حيدر. وكلمة سياسية للوزير السابق شربل نحاس. وكلمة للاتحاد يلقيها رئيسه علي متيرك. ثم يختتم الافتتاح بحفل فني مع فرقة الاتحاد «رفاق الدرب». ثم تنطلق بعدها ورشة العمل الداخلية للاتحاد في جلسات مغلقة تستمر في أيام 5 و6 و12 و13 الجاري في مركز «الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين» في الكولا. عاصم بدر الدين