روان عز الدين
لم يعد شارع الحمرا الذي صادرت المتاجر الكبيرة ذاكرته يشبه نفسه. حاله كحال معظم أحياء المدينة التي تلفظ ماضيها الجميل، فيما لم تعد تستوعب فقراءها. رغم كل شيء، ما زال الشارع محافظاً على شعبويته، ناجحاً في جمع المواطنين بمختلف مستوياتهم. وسط غزو الماركات العالميّة الباهظة السوق مقابل غياب الصناعات المحليّة، خرج الطالب في العمل الاجتماعي في جامعة «هايغازيان» أيمن كنيفاتي بفكرته الجديدة. «بما أن الدولة لا تساعدنا، قررنا أن نساعد بعضنا»، يقول لـ«الأخبار». ويشرح أنّه وجد في مشروع تخرجه «سوق الحبايب» الذي يجسّد صورة مصغرة عن أسواق الحمرا القديمة، وسيلة لتحقيق هذا الأمر. الشاب ذو الـ 25 عاماً لا يقوم بالعمل وحيداً، بل تساعده طالبة العلوم السياسية في AUB لجين ربّاط، إضافة إلى خالدة سعيد صاحبة متجر صغير لبيع الأكسسوارات والأشغال اليدوية. قبل أربعة أشهر، كانت الخطوة الأولى، حين قرّروا خلق مساحة لبيع بعض القطع المنزلية، والألبسة، والأشغال اليدوية في شارع المقدسي في الحمرا. أما اليوم، فيؤكد كنيفاتي أنّ المشروع الذي سيقام يوم الأحد المقبل، يحاول «إتاحة المجال أمام الأشخاص كي يعرّفوا عن بضائعهم»، مضيفاً أنّ «السوق يضم صوَراً، ولوحات، وحرفاً يدوية، وألبسة وسلعاً مستعملة، إضافة إلى كتب، وأسطوانات لن يتخطّى سعرها عشرة آلاف ليرة لبنانية». لكن ما الذي يميّز «سوق الحبايب»؟ التجربة الجديدة لا تقتصر على المبدأ التجاري بقدر ما توجد جوّاً يجمع بين الموسيقى «الذي يقدّمها محمد حديب من «لقاء اليافطة» الثقافي الشبابي، ومجموعة من العازفين، إضافة إلى عرض مسرحي صغير يقدمه طلاب من جامعة AUB للتوعية إزاء حقوق المرأة في لبنان». نظراً إلى ميزانية المشروع المتواضعة الذي يقام بمشاركة أفراد من «اتحاد الشباب الديموقراطي» وبالتعاون مع Beatz Pub، قرّر القائمون استغلال الساحة «شبه الميتة» المقابلة لمقهى «يونس» في الحمرا، ما حظي بتشجيع أصحاب المحالّ التجاريّة المجاورة. وينوي كنيفاتي أن يصبح «سوق الحبايب» محطة دائمة في روزنامة الشارع «الكوزموبوليتي».
«سوق الحبايب» ـــــ 15 كانون الأول (ديسمبر) ـــ من الساعة 10 صباحاً حتى 11 مساءً للاستعلام: 76/736476
الاربعاء ١٢ كانون الأول ٢٠١٢