اعتصام لاتحاد الشباب دعماً لثـورة الشـباب البحريني: «فصـل ثالـث من كتـاب الحريـة» .. بعد مصـر وتونـس

السفير: كان مؤمن في ميدان اللؤلؤة في العاصمة البحرينية المنامة يوم أمس الأول، يشارك في الاحتجاجات، ولم يغادرها إلا قبل دقائق من «المجزرة» التي لم يُعترف بعدد ضحاياها حتى الآن حسب قوله. وقف مساء أمس في حديقة جبران في وسط بيروت أمام مبنى الإسكوا، مشاركاً في اعتصام دعا اليه اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني، «استنكاراً للهجمات الأمنية المنظمة ضد أبناء الشعب البحريني». وصل الشاب، إلى بيروت أمس، بعدما هُدد بالاعتقال، فقرر اللجوء إلى حيث يمكنه أن يدعم الاحتجاجات بحرية أكبر. يقول مؤمن إن «ما يحصل في البحرين الآن، ليس صراعا طائفيا بين السنة والشيعة، وإن كانت تلك هي الصورة التي تسعى السلطة ودول الخليج إلى تكريسها. في البحرين صراع سياسي، ضد انقلاب الملك على ميثاق العمل الوطني الذي أقر في 14 شباط 2001 وتم الانقلاب عليه بعد سنة من إطلاقه فقط». يعود مؤمن إلى ليلة المجزرة، حيث «طوقت القوى الأمنية المحتجين عند الثانية من فجر الخميس 17 الجاري، وباشر عناصرها بإطلاق الرصاص الكثيف، بكل أنواعها، مستخدمين كل أساليب القوة لتفريق المتظاهرين، بما فيها الرصاص الانشطاري. كنت قد غادرت الميدان للتو، ومنعت من العودة اليه بعد انتشار الدبابات الثقيلة من حوله.. كنت هناك، على مسافة ليست ببعيدة، أسمع أصوات النساء يصرخن والأطفال يبكون. كان هناك نوع من الهستيريا الجماعية.. في الميدان وفي المحيط حوله». يرفض مؤمن الحصيلة الرسمية التي تقول إن ضحايا المجزرة هم خمسة قتلة فقط، مشيرا الى وجود «سبعين مفقوداً، لم يعرف مصيرهم حتى اللحظة، ويرجح أن يكون قسم كبير منهم في عداد الشهداء، ويُشتبه في أن تكون الشاحنات المعدّة لتثليج الفاكهة المركونة حول الميدان، محمّلة بجثثهم!». كان ذلك هو آخر ما شهده الشاب في بلده، وقبل أن يصل إلى بيروت، إلا أن الهاتف في يده ينقل له الأحداث فورا وينقل له أخبار مجزرة جديدة، لم تكن قد عُرفت حصيلتها حتى اللحظة... ما يحدث في البحرين الآن، برأي مؤمن ومواطنه علي هي «احتجاجات تحولت إلى انتفاضة وفي طريقها إلى أن تكون ثورة شعبية ضد الانقلاب على الميثاق الوطني، لا ضد الطائفة كما يروّج لها. في أيامها الأولى، وتحديداً في 14 شباط، كانت مطالبها بتطبيق الميثاق كما أعلن في 2001، وإطلاق المعتقلين السياسيين، وتطبيق ملكية دستورية للتخفيف من نفوذ السلطة الحاكمة، مع احتفاظ العائلة المالكة بموقعها بلا سلطة مباشرة. أما بعد سقوط الشهداء، فلم يعد هناك إمكانية للتسوية، والمطالب باتت بتغيير العائلة الحاكمة تماماً». لا ينكر الشاب أن ثورتي مصر وتونس كانتا بمثابة قوة الدفع للشباب البحريني، و«إننا نتواصل معهم دائما عبر الشبكات الإلكترونية الاجتماعية، بما يثبت أن ما يحصل هو ثورة ضد الظلم، وضد إفقار الشعب. أربعون في المئة من البحرينيين تحت خط الفقر، مقابل ثراء فاحش لأقلية من المواطنين، هي ليست ثورة طائفية». لكن هل يصل صوت المحتجين في البحرين الى الخارج؟ يجيب مؤمن «كيف سيصل والقناة التي دعمت الثورة المصرية، تتعامل مع ثورتنا عن بعد، وبخجل وكأن الأمر لا يعنيها، ونحن نعلم أن أمير قطر اتصل بملك البحرين.. وهذا الاتصال يدل كيف ستتعاطى قطر ودول الخليج وإعلامها مع ثورتنا، والأهم أنه لا قنوات خاصة معارضة في البحرين لتعوض التعتيم الفضائي العربي». يعتبر أحمد، وهو أحد المشاركين في الاعتصام أن «ما يجري في البحرين الآن، يخيف أكثر مما يحصل في مصر، لا سيما أنه يصبغ بالطائفية، ويصور أن الأكثرية الشيعية تحاول الانقلاب على الملك السني، في حين أن الخلافات سياسية بحتة»، معتبرا أن «الكثير من القوى الشيعية في المنطقة العربية ستحاول تكريس وجهة النظر تلك، مقابل قوى سياسية ستدعم الملك السني، وهو واحد من أقوى الحلفاء لأميركا، وطبعا للسعودية». بدوره، اعتبر علي متيرك باسم اتحاد الشباب الديموقراطي أنه «في البحرين الفصل الثالث من كتـاب الأمـة، وكتـاب الحريـة التي بدأت في مصر وتونس»، مؤيداً «محاكمـة الفاسـدين، وتداول السـلطة، ومنح المواطن حياة كريمة على أرضه». وألقت كاترين ضاهر كلمة قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني معتبرة أنه «آن للبلاد العربية أن تُزيل عفونة أنظمتها المستبدة، وفساد حكوماتها».

آخر تعديل على Friday, 17 February 2012 09:00

الأكثر قراءة