السفير: ريتا إبراهيم فريد25/01/2011"الجوع ما إلو طايفة. والغلاء لا دين له"، شعار المسيرة التي ستنطلق الأحد المقبل من الكولا نحو السرايا الحكومية. وقد دعا إليها اتحاد الشباب الديموقراطي، بالتعاون مع قطاع الشباب في الحزب الشيوعي، للاحتجاج على الأوضاع المعيشية السيئة."دافع عن لقمة عيشك"، هو عنوانها. "تحرّك" بمواجهة الفقر والفساد والبطالة والمحسوبيات والضرائب... وهي بالدرجة الأولى من أجل دفاع الشعب عن حقوقه. ومن أجل التأكيد أن هناك عددا كبيرا من المواطنين يهمّهم أن يعيشوا بكرامة قبل أي شيء آخر، بحسب ما ورد في الدعوة.عرفت رين نجم عن موعد المسيرة من خلال الـ"فايسبوك". وعمدت إلى تشكيل مجموعة كبيرة للمشاركة فيها من خلال دعوة أصدقائها. تقول إن هذا الموضوع يجب أن تكون له الأولوية بالنسبة للجميع. وتضيف: "ما بقى رح نسمحلهن يستغلونا. ونحنا كشباب حقنا نختار الحياة يللي بدنا ياها".روجيه عوطة يستفيض أكثر بالشرح. يقول إن هذا التحرك هو من أجل زعزعة البنية الاجتماعية المعقدة في لبنان. وهذه البنية، بحسب رأيه، هي التي تجمع ما بين الإيديولوجي وثقافة السلطة، في هويات مهمتها الأساسية إبعاد الناس عن واقعهم. روجيه، ابن البقاع، سوف يشارك في المسيرة التي يعتبر بأنها يجب أن تكون خطوة جدية في سبيل تدمير كل الفساد السائد، من أجل بناء شيء جديد. "لدينا رغبة في الصراخ. وهذا الصراخ لا يكون إلا من خلال الشارع!". وبكثير من الحماسة، يضيف روجيه الذي يعلن بوضوح ثورته: "بتمرّدنا اللانهائي سوف نحوّل المستحيل إلى واقع!".في المقابل، يظهر نوع من "اليأس" عند بعض الأشخاص. "هذه المسيرة لا بتقدّم ولا بتأخّر، وإذا نزلنا وشاركنا ما رح يتغيّر شي". هذا النوع من التعليقات ظهر على موقع "فايسبوك"، على حائط المجموعة الداعية للمسيرة. آخرون تبنّوا الفكرة من حيث المبدأ، واعتبروها حاجة وضرورة في ظل الصراعات الحالية. هكذا كان موقف كارلا الزايد مثلاً. لكن كارلا تحفظت على المشاركة، عندما علمت بالجهة المنظمة للتحرك. وسبب تحفظها التخوف من تسييس هذه المسيرة، كما تقول، فتتحوّل المطالبة بكلمة "خبز" إلى المطالبة بـ"فلسطين" مثلا!تخوّف آخر أبداه البعض بسبب الوضع الأمني القلق في البلاد، والأجواء المشحونة والانقسامات. لهذه الأسباب ترفض ماريا حداد المشاركة. فبالرغم من تأييدها للمطالب المذكورة، والحاجة للانتفاض ضد الغلاء، تعتبر أن الوضع السياسي الحالي غير مناسب. تسأل: "ضد مين بدنا نعتصم؟ ما الحكومة مش موجودة، والوقت مش مناسب أبدا، لأنو أي تحرّك بالشارع ممكن يودّي للمشاكل ويشعّل الفتنة!".الدعوة إلى المسيرة تمت بشكل أساسي عبر موقع "فايسبوك". رغم ذلك، لم يسمع البعض بها، كحال نسيب أبو أنطون. وإذا كان نسيب غير معني بالمشاركة، كما يوضح، إلا أن آخرين أبدوا اهتماما بها، بمجرد أن عرفوا بالتحرك. إيلي عطية مثلاً لم يتلقّ الدعوة عبر الفايسبوك. لكن عندما عرف بالتحرك أظهر حماسة بالغة للمشاركة. "لازم ننزل لأنو ما حدا عم بيفكّر بمستقبلنا. وحتى لو ما لقينا نتيجة، بس لازم نعمل شي لنوصّل صوتنا".وفي هذا الإطار، يؤكد أحمد ضناوي الذي ينتسب إلى اتحاد الشباب الديموقراطي، بأن الدعوات إلى المسيرة لم تتم فقط من خلال الفايسبوك، بل تضمنت أيضا تعليق ملصقات إعلانية في كافة المناطق. وربما تحصل كذلك دعوة إعلامية بواسطة التلفزيون والراديو.ويوضح أحمد بأن هذه المسيرة هي ضدّ سياسات كل أطراف الحكومة (السابقة) أو السلطة، بما فيها حزب الله والمعارضة. فبالنسبة إليه كيساري، لا اختلاف جوهري بين هذه الأطراف عندما يتعلق الأمر بالوضع الاقتصادي والمعيشي. كذلك يرى أحمد أن الجميع يشكلون الصيغة اللبنانية الطائفية، أي "صيغة المزارع". ولا وجود لحل جذري لمشاكل لبنان إلا من خلال الخلاص من هذه الصيغة. ويضيف: "أنا شخصيا لا أتوقع تحقيق نتيجة مباشرة من خلال هذه المسيرة وحدها، فهي ليست إلا جزءا من نضال طويل لن يعطي نتيجة إلا على المدى البعيد"، بحسب قوله.