لا تستقبلوا مارين لوبين وفريقَها الصهيونيّ العنصريّ في لبنان!
تزور لبنان في 19 و20 من الشهر الحاليّ المرشّحة إلى الرئاسة الفرنسيّة، وزعيمة "الجبهة الوطنيّة" (اليمينية المتطرّفة) مارين لوبين، يرافقها عددٌ من محازبيها الذين تنضح مواقفُ بعضهم (على الأقلّ) بالعنصريّة تجاه العرب والمسلمين في المجتمع الفرنسيّ نفسه.
منذ أن أزاحت لوبين والدَها عن رئاسة الحزب سنة 2011، وتصريحاتُها تثير الكثيرَ من الجدل في فرنسا والعالم. ومن اللافت، على وجه الخصوص، أنّ الدائرة المحيطة بها راحت تتقرّب إلى الأوساط الصهيونيّة في فرنسا، وإلى الحكومة الإسرائيليّة، في محاولةٍ لمسح تهمة "معاداة الساميّة" التي وَسمت "الجبهةَ الوطنيّة".
يرافق لوبين إلى لبنان المحامي جيلبير كولار، المعروفُ بمواقفه الفاشيّة والعنصريّة الرافضة لطلب الشعب الجزائريّ من الدولة الفرنسيّة الاعترافَ بجرائمها في الجزائر قبل التحرير. بل إنّ هذا الشخص كان محامي الجلّاد الفرنسيّ بول اوساريس، أحدِ قادة التعذيب الفاشيّ في الجزائر.
ومنذ أن دخل كولار دائرةَ لوبين الضيّقة وهو لا يوفّر فرصةً من أجل إظهار دعمه غيرِ المحدود لـ"إسرائيل" التي تشكّل في نظره "القلعةَ الأخيرةَ للحضارة اليهودية - المسيحية." وكان كولار قد قدّم في الثامن من كانون الثاني الفائت، على إثر العمليّة البطوليّة التي نفّذها الشهيدُ الفلسطينيّ فادي القنبر، تعازيَه الحارّة إلى "الشعب الإسرائيليّ الذي يُضرب مرّةً أخرى في لحمه وعلى أرضه."
وكولار هذا رفض اقتراحًا في البرلمان الفرنسيّ للاعتراف بدولة فلسطين أواخرَ العام 2014، قائلًا إنّ مثل هذا الاقتراح "دعمٌ لـ [حركة] حماس وللإرهاب وللكراهية،" ورافضًا المقارنةَ بين نظام الفصل العنصريّ (الأبارتهايد) في جنوب إفريقيا و"إسرائيل" لأنّ الأخيرة في زعمه "ليست عنصريّةً!"
وعليه، تدعو حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" في لبنان المسؤولين اللبنانيّين، ولا سيّما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، كما تدعو مختلفَ الفعاليّات السياسيّة والمدنيّة والشعبيّة في لبنان، إلى عدم لقاء هذا الوفد، مشيرين إلى أنّ ذلك لن يكون "خرقًا للبروتوكول" لكون هؤلاء "الضيوف" لا يمثّلون حكوماتٍ ودولًا. على العكس، سيكون رفضُ لقائهم موقفًا منسجمًا تمامَ الانسجام مع موقف لبنان الرسميّ المناهض للاحتلال الصهيونيّ، والمؤيِّد لحقّ الشعب الفلسطينيّ في العودة إلى دياره.