تمر منطقة الشرق الاوسط اليوم بمرحلة سياسية حساسة حيث تتفاقم فيها عوامل الاحتلال والتدخلات الخارجية من جهة، وتتكون فيها حركة شبابية شعبية ثورية من جهة أخرى تعبر عن نفسها في حراك الشارع في العديد من دولها. وبين انتفاضة الشارع العربي المجيدة والتدخلات الاجنبية السافرة تبرز آفاق مستقبل آخر تقرر فيه الشعوب مصائرها دون املاء وقمع من سلطة داخلية او من متسلط خارجي.ينعقد هذا الاجتماع في ظل تصاعد وتيرة العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي داخل الكيان الغاصب، حيث تمارس قوات الاحتلال الاسرائيلي قصفاً يومياً ضد أبناء غزة الصامدة تحت الحصار منذ سنوات طويلة وتمارس موجة من الاعتقالات التعسفية ومن الاستيطان السرطاني غير الشرعي داخل الضفة الغربية بشكل يمنع أي أفق لبناء دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، كما تمارس التهويد والتهجير ضد أبناء القدس لتفرض واقعاً ديموغرافياً جديداً في هذه المدينة يمنع الفلسطينيين من المطالبة بها عاصمة لدولتهم، كما تمارس سياسات التمييز ضد الفلسطينيين داخل أراضي 48 فتحرمهم من أبسط حقوقهم اليومية وتمارس عليهم ترهيباً وتتهيأ لفرض تهجير جديد عليهم في المستقبل. هذا الواقع العدواني يقابله صمود فلسطيني عمره من عمر الاحتلال حيث يرفض هذا الشعب الجبار التنازل عن ثوابته الوطنية ويمارس مقاومة مستمرة بأشكال مختلفة دفاعاً عن حقوقه. يدعم الوفدي بشكل حاسم وقاطع حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة لجميع اللاجئين والافراج عن كل الاسرى والمعتقلين في السجون الصهيونية. كما يدعم الوفدي حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة حتى تحقيق كافة هذه المطالب.أما في دول الجوار، فما زال الكيان الصهيوني يحتل الAffinityCMSن العربي السوري وأجزاء من جنوب لبنان مثل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا منذ عام 1967 خارقاً كل المواثيق الدولية وقرارات مجلس الامن الداعية الى الانسحاب، كما تعتقل تعسفياً العشرات من أبناء الAffinityCMSن. في هذا الاطار يؤكد الوفدي دعمه الواضح لاستعادة الAffinityCMSن الى سوريا وتحريره من الاحتلال كما يدعم حق الشعب اللبناني في المقاومة وتحرير ما تبقى من أراضيه والتصدي للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة عليه.أما في العراق، فبعد مضي حوالي 8 سنوات على الاحتلال الاميركي، لا يزال العراق يعاني آثار الاحتلال وانعكاساته من الاعتداءات اليومية والمتكررة على أبنائه والتدخل في قراره السياسي وسرقة ثرواته ومحاولة تمديد أمد بقاء القوات الاميركية كما يعاني العراق من العنف والمحاصصة الطائفية ومن التدخلات الاقليمية والدولية في شؤونه السياسية الداخلية. هذا الواقع الصعب لا يمكن تخطيه إلا من خلال دعم نضال الشباب والشعب العراقي ضد الاحتلال وكل انواع التدخل الخارجي ورفض الارهاب الذي تمارسه القوى الظلامية، وضد الاقتتال والعنف ذو الطابع الطائفي من أجل عراق حر ديمقراطي موحد ومن أجل توزيع عادل للثروة على أبناء شعبه.كما يدعم الوفدي حق الشعب المغربي باستعادة سبتة ومليلة الواقعتين تحت الاحتلال الاسباني، ويدعو الى تفكيك جميع القواعد العسكرية الاجنبية في المنطقة والتي تتركز بشكل أساسي في دول الخليج العربي حيث تستعمل وسيلة للتدخل والاعتداء ومنصة انطلاق للعمليات العسكرية البرية والبحرية والجوية.أما على مستوى الداخل العربي فقد نجح الشعب التونسي والشعب المصري بتحقيق انتصار تاريخي مجيد سيساهم في تغيير وجه المنطقة، حيث تمكن هذان الشعبان من إزاحة رمزين من رموز القمع والتسلط والتبعية للخارج، حيث أجبر الشعب التونسي رئيسه السابق بن علي على الاستقالة والهرب بعدما ضاق ذرعاً بجرائمه وممارساته القمعية. وقد استكمل التونسيون عملهم ففرضوا لجنة لصياغة دستور جديد للبلاد واجبروا حكومتين على الاستقالة ويتحضرون اليوم لانتخابات برلمانية يسعون ان تعكس التطلعات الحقيقية لشباب وشعب تونس. كذلك في مصر، أجبر ثوار مصر العظماء رئيسهم الطاغية الذي حكم بقوة النار والبارود كما بقوة الفساد 30 عاماً على التنحي والهرب وهم يستكملون المعركة اليوم من اجل استعادة اموال الدولة المنهوبة واستكمال الثورة عبر ابعاد كل رموز النظام السابق ومحاسبتهم، ويتحضرون لمرحلة ديمقراطية من خلال صناديق الانتخابات البرلمانية والرئاسية ساعين الى بناء دولة مدنية ديمقراطية تحقق العدالة الاجتماعية. ومن ابرز الدلائل على التحول السياسي في مصر توجه آلاف المحتجين الى السفارة الاسرائيلية في القاهرة في سابقة هي الاولى في تاريخ هذه السفارة. إن الوفدي يدعم بقوة ثورة الشعب المصري والتونسي ويقف جنبهما حتى استكمال الثورة وتحقيق الاهداف.انتفاضة الشارع العربي وصلت أيضاً الى قلب الخليج العربي في البحرين التي انتفض شعبها من اجل الاصلاح ومن اجل تعديلات دستورية إلا انه ووجه بالقمع الدموي الوحشي وبالاجرام السلطوي وبعدها بالتدخل الخليجي تحت غطاء قوات "درع الجزيرة". يدعم الوفدي نضال الشعب البحراني ويدين بشدة اجرام النظام الوحشي كما يدين التدخل الخارجي في الشؤون البحرانية ويدعو الى الانسحاب الفوري ومعاقبة المجرمين واطلاق الحريات العامة وتمكين الشعب البحراني من اختيار أشكال الحكم التي يريدها.أما في اليمن فجاء رأي الشارع بين مؤيد ومعارض للرئيس اليمني ونظام حكمه الذي يمارس ارتكابات مفضوحة ضد شعبه المسالم، ويستمر الصراع بين الشعب الثائر والنظام المصر على الاستمرار، إلا أن اصرار الشعب على تحقيق التغيير هو حق يتجه نحو التحقق وسط اصرار ملايين اليمنيين عليه. يدعم الوفدي حق الشعب اليمني في الاصلاح وتحقيق المزيد من الديمقراطية ويدعو الى وقف فوري لأعمال العنف والقمع والى الاستماع الى مطالب الناس العادلة في رفض استمرار الرئيس اليمني في الحكم ورحيله فوراً وفي رفض التوريث السياسي.وفي ليبيا حيث بدأت الحركة الثورية الشعبية بشكل مسالم عم أنحاء البلاد وشارك فيها فئات واسعة من الشعب الليبي، إلا أن استغلال الحراك وتعاون بعض قياداته مع الناتو خصوصاً تلك المنشقة عن النظام أدى الى تحوير الحراك الشعبي الى حرب أهلية تهدد وحدة ليبيا ومستقبلها، كما أعطى حلف الناتو مدخلاً لتقسيم ليبيا والسيطرة على مواردها النفطية الغنية. تدين منظمات الوفدي التدخل العسكري الغربي في ليبيا وتحديداً من حلف الناتو، كما يدين الممارسات الوحشية للنظام الذي يقتل شعبه بكافة انواع الاسلحة، وتدعو الى حق الشعب الليبي بتقرير شكل النظام الذي يريد دون أي تدخل خارجي.ووصلت موجة التحركات الى العديد من الدول حيث تتنوع المطالب والشعارات بين دولة وأخرى. يتمسك الوفدي بموقفه الداعم لحرية الشعوب وحرية المعتقد والعمل السياسي، وادانته لكافة أشكال القمع والقتل ضد الناس العزل، كما يدين الطابع الفوضوي لبعض الحركات الاحتجاحية واعتمادها أساليب القتل ضد القوى الامنية كما حدث في بعض الحالات. كذلك يدعو الوفدي الى قطع الطريق على كافة أشكال الاستغلال السياسي الذي تلجأ اليه أميركا والاتحاد الاوروبي لبعض التحركات وفقاً لمصالحهم السياسية والاقتصادية والحفاظ على الطابع الشعبي التحرري لهذه الانتفاضات والتمسك بخيار مواجهة المشاريع الاسرائيلية والاميركية المرسومة.الوفدي يؤمن بأن تحرك الشارع العربي يرسم مستقبلاً جديداً لمنطقتنا وبتطورها وتكاملها والتقائها على أهداف الحريات العامة والديمقراطية الشعبية وأيضاً على التصدي للعدو والصهيوني ومن خلفه أميركا والقوى الامبريالية وتحقيق مكتسبات اقتصادية واجتماعية للناس تستطيع ان تؤسس حقبة جديدة في تاريخ العرب وإذا نجحت في تكامل هذه العناوين ستكون أيضاً مثالاً لحركة ثورية في المنطقة والعالم.تعيد المنظمات الحاضرة تضامنها مع المنظمة المضيفة ومع الشباب والشعب المصري وتؤكد بقاءها الى جانبه في كافة نضالاته من أجل مستقبل أفضل.اتحاد الشباب الديمقراطي العالميمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقياالقاهرة 18 نيسان 2011