تحيي جماهير شعبنا المناضل، اليوم، مناسبة الثلاثين من آذار، الذكرى الرابعة والثلاثين ليوم الأرض الخالد، الذي سطر فيه شعبنا أسمى صور الصمود والتحدي والملاحم البطولية في الدفاع عن الأرض، والتصدي للمخطط الصهيوني بمصادرة عشرات آلاف الدونمات، من أراضي المواطنين ضمن خطة ممنهجة ومبرمجة للاستيلاء على ما تبقى من الأراضي وتهويد الجليل والمثلث والنقب.
في 30 آذار 1976 قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بمصادرة اراضي جديدة خاصة في قرى الجليل وغيرها ، ومنعت الاهالي من الوصول والاقتراب من الاراضي المصادرة، فهب الاهالي ومعهم اهلنا في كل قرى ومدن الضفة الغربية وغزة، واصطدموا مع الاحتلال وقواته في مواجهات شاملة امتدت لايام، سقط خلالها العديد من الشهداء والجرحى، فكان يوم الارض، اليوم الذي تعمدت فيه الارض الفلسطينية بالدماء الزكية دفاعاً عن الارض وتمسكا بها، ورفضا للاحتلال وسياساته التوسعية والعدوانية.
أربعة وثلاثون عاما مضت والسياسة العنصرية الاسرائيلية تزداد شراسة. فها هو جدار الفصل العنصري يقطع أوصال الضفة الفلسطينية ويحرم شعبنا الفلسطيني من الوصول الى ارضه ومن حقه في زراعتها تمهيدا لمصادرتها. وها هي سياسة الإستيطان تزداد اتساعا لتشمل جميع أحياء مدينة القدس ومختلف أنحاء الضفة الفلسطينية، حيث تشن عليها حملة شاملة ومفتوحة. ولم تعد سياسة الترحيل والطرد وهدم البيوت فردية، بل أصبحت جماعية تطال أحياء بأكملها، فمن حي البستان في سلوان الى الطور وبيت حنينا وشعفاط والمكبر وصور باهر وأم طوبا وعشرات أوامر الهدم، والشروع في إقامة أحياء استيطانية جديدة في الشيخ جراح وسلوان وغيرها، واستكمال إجراءات عزل وفصل مدينة القدس جغرافياً وديمغرافياً عن محيطها الفلسطيني، على طريق تهويد الأرض كمقدمة لطرد السكان وإجبارهم على الرحيل.
في هذا اليوم المجيد ندعو السلطة الفلسطينية الى رفض العودة للمفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع الاحتلال الاسرائيلي مهما كان حجم الضغوط، واعطاء الاولوية لانهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية عبر استئناف الحوار الوطني الشامل على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني واعلان القاهرة، وتوحيد الجهود لدعم الحركة الشعبية الفلسطينية المناهضة والمتصدية للاستيطان والتهويد.
كما ندعو الدول العربية الى اتخاذ مواقف ترتقي الى مستوى التحديات في مواجهة السياسة العنصرية الاسرائلية، والضغط على المجتمع الدولي من اجل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووقف الاستيطان وبناء الجدار وازالته، ووقف سياسة العدوان والحصار من خلال تقديم كل اشكال الدعم السياسي والمالي للشعب الفلسطيني، لتمكينه من مواجهة الاستيطان والحصار الاسرائيلي وممارساته العدوانية. واتخاذ خطوات داعمة للانتفاضة الشعبية وللمقاومة الفلسطينية وتوفير الاموال المطلوبة لتعزيز صمود القدس.
وفي هذه المناسبة ندعو الدولة اللبنانية الى منح شعبنا الفلسطيني اللاجىء في مخيمات لبنان ابسط مقومات الصمود ودعم حقه في العودة من خلال اقرار الحقوق الانسانية، خاصة حق العمل والتملك ودعم اعمار مخيم نهر البارد وانهاء مأساة ابنائه، وبما يساهم في صياغة علاقات جيدة بين الطرفين على قاعدة الحقوق والواجبات...
عاش يوم الارض
المجد للشهداء والحرية للاسرى والنصر لشعبنا