في ذكرى الحرب الأهلية لنشطب المذهب من سجلات النفوس

إنه 13 نيسان، ذكرى الحرب الأهلية البغيضة. تلك الحرب التي تحولت إلى إقتتال داخلي دموي. إقتتال غير واضح المعالم، ومجهول النتائج. حرب ٌ حولت اللبنانيين إلى رهائن بيد الميليشيات الطائفية

 

تلك الحرب التي بذورها وأسبابها جاهزة في كل وقت بسبب النظام اللبناني الذي لم ينجح منذ الإستقلال في بناء دولة. نظام ٌ يتعامل مع اللبنانيين كأرقام ٍ في الطوائف لا كمواطنين. وبالتالي، عند إشتداد أي صراع، يتحول الشعب إلى مادة الإنقسامات، وتشتد العصبيات الطائفية من أجل دعم ذلك الزعيم أو شد أزر ذلك المسؤول. أما بالنسبة إلى الحرب الأهلية، التي كانت إرهاصاتها ظاهرة في الإنقسام حول دور لبنان وموقعه بالصراعات السياسية وحتى كان الإختلاف حول تعريفه. بدأت ملامح تلك الحرب بالتجلي  منذ ما قبل عام 1975 مع شدة بروز الفوارق الإقتصادية والإجتماعية. ومن هنا، من صيدا بدأ فتيل الحرب الأهلية. وذلك مع إغتيال القائد الوطني معروف سعد أثناء مظاهرة دفاعا ً عن حقوق صيادي السمك بوجه الشركات الإحتكارية عابرة القارات. وتعززت بوادر الحرب مع مختلف المؤامرات التي تعرضت لها القضية الفلسطينية بفعل تآمر قوى سياسية لبنانية مع الرجعية العربية.

 

هذه كانت حقيقة الصراع والأسباب، ولكن نظامنا اللبناني الفريد من نوعه، والذي فشل بتحويل "المزرعة" إلى دولة منذ الإسقلال، أيضا ً حوّل طبيعة الصراع بسرعة قياسية. ليتم تحويل الحرب الأهلية إلى حرب ٍ طائفية ويصبح المهدد هو "الوجود الطائفي"، والأهداف هي إمتيازات ومصالح لطوائف. وغرق لبنان بحروب ٍ دموية لسنوات ٍ طوال دون أي يفهم الكثيرون لماذا يتحاربون، وفي أحسن الأحوال إرضاءً لزعيم ميليشيا هنا وزعيم طائفة هناك.

 

اليوم، وبالذكرى الخامسة والثلاثين لبداية الحرب الأهلية وحتى تكون " تنذكر ما تنعاد" فعلا ً لا شعارا ً فقط. يجب إنهاء الأسباب الحقيقية التي تجعل من وطننا أرضا ً خصبة لمختلف الصراعات. يجب القضاء على بذور الحروب والإقتتال الداخلي عبر البدء ببناء الوطن الحقيقي الذي لا يكون إلا عبر التخلص من النظام الطائفي وذلك بإلغاء الطائفية من النصوص والنفوس. وعلينا نحن كشباب وكمواطنين البدء بخطوات جدية بهذا السياق، لأن التجارب أثبتت أن عامة الشعب عموما ً والشباب خصوصا ً هم من يدفع الثمن الأكبر لتلك الحروب والنزاعات العبثية. فلنبدء بخطوة شطب الطائفة من سجلات النفوس، هذه الخطوة ليست إلغاء ً لإنتمائنا الطائفي أو الديني، بل هي إلغاء تقسيمنا كطوائف والعبور إلى مرحلة المواطنين، متساويين في الحقوق والواجبات. لقد آن الآوان لنتحمل مسؤوليتنا من أجل تحقيق حلمنا بوطن لا كما هو الحال منذ الإستقلال "كيانات للتخاصم ومزارع للتقاسم". إلغاء الإشارة إلى المذهب هي خطوة ٌ أولى في مشوار ٍ طويل، لكن دون إنتظار فلنبدأ.

لتكن الخطوة الأولى يوم السبت القادم في 17 نيسان. إلى شباب لبنان في كافة المحافظات، ندعوكم للتوجه إلى مأموري النفوس بكافة الأقضية بدء ً من الساعة التاسعة صباحا ً بهدف شطب الإشارة إلى المذهب من سجلات النفوس. وليتم التواصل مع مسؤولي المنظمات الشبابية المشاركة من أجل الحصول على طلبات الشطب. لنكن جنبا ً إلى جنب من أجل البدء بالخطوات العملية التي تلغي بذور الإنقسامات.

الحملة الوطنية لإلغاء الإعلان عن المذهب من سجلات النفوس

(إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني– قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني – قطاع الشباب والطلاب في حركة الشعب – منظمة الشباب التقدمي عمدة التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي)

آخر تعديل على Tuesday, 01 September 2009 11:26

الأكثر قراءة