في ذكرى استشهاد القائد الشيوعي الرفيق جورج حاوي
ولد حاوي في بتغرين في عام ۱٩٣٨
كان حاوي أحد أبرز قادة الاتّحاد الطلابي العام في أواخر الخمسينيّات وقد شارك في كلّ التحرّكات الجماهيريّة والمظاهرات والإضرابات وكان يقود معظمها، وبقي لفترة طويلة من الزمن مسؤولاً للّجنة العماليّة ـ النقابيّة.
سجن حاوي في عام ۱٩٦٤ لمدّة ۱٤ يوماً لدوره في إضراب عمّال الريجي مع رفيقه جورج بطل وبعض قادة نقابة عمّال الريجي.
اعتقل حاوي مع رفاق آخرين من قادة الأحزاب والقوى الوطنيّة إثر مظاهرة ٢٣ نيسان \ أبريل في عام ۱٩٦٩ الشهيرة نظراً لتأييدها للمقاومة الفلسطينيّة.
انتخب حاوي أواخر عام ۱٩٦٤ عضواً في اللجنة المركزيّة للحزب الشيوعي اللبناني، وكان أصغر أعضائها سنّاً، ولم يلبث أن أصبح عضواً في المكتب السياسي وعضواً في السكريتاريا في عام ۱٩٦٦.
انتخب حاوي أميناً عاماً مساعداً في أواسط السبعينات، ثمّ أميناً عاماً في المؤتمر الرابع للحزب في عام ۱٩٧٩ خلفاً لنقولا الشاوي، وكان ثاني أمين عام للحزب بعد انفصاله عن الحزب الشيوعي السوري ـ اللبناني، وظلّ في منصبه حتّى عام ۱٩٩٣.
انتخب حاوي رئيساً للمجلس الوطني للحزب في عام ۱٩٩٩، وظلّ في هذا الموقع حتّى أواخر عام ٢۰۰۰.
يعتبر حاوي أحد أبرز قادة الحركة الوطنيّة في لبنان، وقد انتخب نائباً لرئيس المجلس السياسي للحركة في تلك المرحلة.
برز دور حاوي الفعلي على ساحة الحياة السياسيّة اللبنانيّة والعربيّة والعالميّة إبّان احتلال جيش العدو الصهيوني للبنان في صيف عام ۱٩٨٢، حيث كان حاوي أوّل من أعلن إطلاق جبهة المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة (جمّول) من أجل مقاومة الإحتلال.
وقد خلف إعلان حاوي هذا، انتفاضة شعبيّة مسلّحة باسلة للشيوعيين والوطنيين اللبنانيين الذين همّوا لتلبية نداء المقاومة في بيروت وكافّة المناطق اللبنانيّة، والتي كانت نتيجتها دحر وطرد العدو بعدما نال هزيمة نكراء أخرجته من بيروت العاصمة راجياً المقاومين "أن يوقفوا إطلاق النار لأنهم مغادرون".
نعا حاوي خلال فترة قيادته للمقاومة الوطنيّة (جمّول) المئات من شهداء الجبهة وكان مع كلّ خطاب يزّف فيه نبأ استشهاد أحد الرفاق يدعو في ختامه الآخرين إلى مواصلة الفعل المقاوم لصد المشاريع الإستعماريّة ونيل الحريّة.
عرف عن الشهيد حاوي امتلاكه قدرة خطابيّة عالية تسودها الرسائل المحفّزة والدافعة التي تحثّ المقاومين إلى النضال والكفاح المستمر والمثابرة في تقديم التضحيات ولعلّ هذا ما أعطاه أهميّة ودور بارزين خلال فترة قيادته للعمل المقاوم .
استشهد الرفيق حاوي بتاريخ ٢۱ حزيران في عام ٢۰۰٥، بعدما اغتالته الأيادي السوداء التي تتمثّل بالقوى الظلاميّة والرجعيّة والإستعماوريّة، بسبب انتمائه وقناعاته وحسّه الوطني من جهة وبسبب دوره التاريخي في التصدّي والمواجهة وقيادة المقاومة الوطنيّة في وجه العدو الصهيوني.