سعدي يوسف- الاخبار
ماذا لو اني الآنَ في عدنٍ ؟ سأمضي ، هادئاً ، نحو «التواهي»... والقميصُ الرّطْبُ ، يعبَقُ ، من هواءِ البحرِ . في باب الجماركِ سوف أستأني قليلاً ثم أمشي ، نحو أطلالِ الكنيسةِ سوف أدخلُ: ثَمَّ أمسحُ من ترابٍ أسوَدٍ ، لوحَ البِلى ... بحّارةٌ غرقى أراهم يملأون مقاعدَ اللوحِ العتيقِ . أرى ، هنالكَ ، بينَهم ، لي رفقةً ...
وأصيحُ : أحمدُ ! يا زكيّ ! ويا سعيدُ ! ويا ويا ... إني قطعتُ الكونَ من أقصاهُ ، كي آتي إليكم يا رفاقي فَـلْـتُـفيقوا لحظةً إني أتيتُ لكم بماءٍ سائغٍ من رأسِ رضوى جئتُكُم بالرايةِ الحمراءِ رايتِكُم سأحملُها ، وإنْ وهنتْ ذراعي .