أميمة الخليل تقدّم «وجد» بكل صوتها

أميمة الخليل تقدّم «وجد» بكل صوتها
13 May
2015

سعدى علوه - السفير

خرجت أميمة الخليل، وخلال عام تقريباً، بعملين جديدين إلى جمهورها في لبنان والعالم العربي: سمفونية «إنشودة المطر» للمؤلف الموسيقي والملحن عبدالله المصري (شعر بدر شاكر السياب) ، و «خطبة الأحد» شعر مروان مخول، وألحان مراد خوري. اليوم، وتحديداً نهاية الأسبوع الجاري (في 16 و17 أيار) تستكمل أميمة إطلالاتها بحلة جديدة عبر عمل «وجد» الذي يتقاسم تأليفه الموسيقي هاني سبليني وباسل رجوب على خشبة مسرح «مونو» في الأشرفية. ولا يمكن الحديث عن «وجد» بمعزل عن «مطر» و «خطبة الأحد» لأن الخليل كرّست في الأعمال الثلاثة، وإن بطريقة مختلفة في كل منها، نقلة نوعية في مسيرتها الفنية. فبرغم أن أميمة كانت تمتلك طبقة «السوبرانو» (وهي طبقة «الأوكتاف» الأعلى بين أصوات النساء) منذ طفولتها، كما يقول عنها عارفوها، إلا أنها لم تظهر إلا في «مطر»، حيث كان المؤلف الموسيقي عبدالله المصري متحمساً للإفادة من «السوبرانو» التي تمتلكها في خدمة العمل. وعليه، تعرّف الجمهور للمرة الأولى على طبقة صوتية لدى أميمة لم يكن قد اعتادها في تجربتها المهمة والطويلة مع الفنان مرسيل خليفة. طبعاً بالإضافة إلى أهمية «مطر» على الصعيد الموسيقي كسيمفونية كلاسيكية عربية متكاملة. أما «خطبة الأحد» وبرغم كلاسيكيتها التي تتشاركها مع «مطر» إلا أن المؤلف الموسيقي الفلسطيني مراد خوري أدخل فيها الطقس الكنائسي وبعض المقامات الكنائسية كالطقس البيزنطي. ولذا نجد أميمة، وانسجاماً مع طبيعة مغناة «خطبة الأحد» ترتّل حيناً ثم تعود إلى الغناء حيناً آخر، وهي تأتي كرسالة والتزام بقضية أكثر مما هي عمل فني غنائي من أجل الغناء فقط. وجد ويبدو «وجد»، الذي تقدّمه أميمة للمرة الأولى يومي السبت والأحد المقبلين على مسرح «مونو»، عملاً عزيزاً على قلبها. يبدو ذلك في الفرح الطفولي الذي يطغى في عينيها خلال الحديث عنه. في «وجد تسع قصائد تناصف تلحينها هاني سبليني وباسل رجوب، في ما جاءت الكلمات من قصائد للشعراء هاني نديم (ثلاث أغنيات) وجرمانوس جرمانوس (أغنيتان) ومروان مخول (أغنية واحدة باسم وجد التي سُمّي العمل باسمها) ونزار الهندي (أغنية واحدة) ووجيه البارودي (أغنية واحدة) من أنطولوجيا الشعر السوري، ورئيف خوري (أغنية واحدة). تقول أميمة إن «طبيعة القصائد وجدانية إجمالاً سواء كانت طبيعتها وطنية أم غزلية أم ملتزمة أم عاطفية»، فالكلام «عن الشام وبيروت وجداني»، وفق أميمة، والغناء عن سوريا وما يحدث فيها «وجداني أيضاً»، وكذلك في أغنية «ظلالنا» (الوحيدة من ألبوم زمن) التي تتحدث عن كل البلاد. ومع تعدد المعنى تأتي الأجواء الموسيقية لـ «وجد» «متنوّعة أفقياً على الأعمال كلها وحتى ضمن العمل الواحد، كما تقول أميمة «ليس هناك شكل موحّد للأنماط التي اشتغل عليها هاني وباسل». أما على صعيد صوت أميمة نفسه، فهي لم يعد لديها وبعد «مطر» «أي حرج من استعمال صوتي بشكل تعبيري جريء يذهب معه إلى أماكن قد لا يتوقعها مني الجمهور، ولكن يجوز أن أذهب إلى أمكنة مختلفة، وسأكون سعيدة أن أهدي المستمعين خيارات متنوعة من الطبقات الصوتية». لم يعد كسر الصورة النمطية عن الصوت الذي اعتاده جمهور أميمة على مدى سنوات طويلة من مسيرتها الفنية يشكل هاجساً لديها «بل أحبّ أن يسمع جمهوري شكلاً آخر من الطبقات الصوتية التي لديّ حشرية لاستعمالها، ضمن خط فني عريض ملتزم» . ومع «وجد» تكمل أميمة مسيرة تقديم أنماط جديدة من الأعمال الفنية. وبعد تعاونها مع المصري وخوري، تقدّم اليوم مجموعة من الأعمال مع سبليني ورجوب ما تعتبره «غنىً شخصياً» لها، و «للمستمع الذي يطلّ عبر هذه الأعمال على أشكال موسيقية غنية ومختلفة». وتبدي أميمة حرصها على إبقاء ناسها الذين يواكبونها ويرافقونها ويعرفونها، وبحكم موقعها كفنانة «على تماس مع أشكال فنية مختلفة تساهم في إغناء الذاكرة الجماعية التي تجمعهم بها». التحدّي للمرة الأولى، وعبر «وجد» تقدّم أميمة عملاً على المسرح مباشرة أمام الجمهور لم يتم تسجيله بعد، لا بل سيتم تسجيله للمرة الأولى خلال حفلتي السبت والأحد المقبلين. وبتسجيل هاتين الحفلتين في حال نجاح التسجيل سيتم إنزال «وجد» إلى الأسواق. وتخوض «أميمة» ومعها سبليني ورجوب تحدياً أساسياً في «وجد» كون الجمهور لم يسمع أو يعرف أياً من أغاني العمل قبل تقديمه على المسرح، لن تكون هناك أغنية يمكن للحاضرين أن يعرفوها من موسيقاها ولحنها، وليس هناك من حفظ بعض الأغاني مسبقاً. فالقادمون إلى الحفل أتوا لسماع أميمة نفسها وجديدها وليس ما سبق واطلعوا عليه». ويبرز التنوّع الموسيقي في «وجد» عبر اتجاه المؤلف الموسيقي هاني سبليني نحو الأسلوب الغربي (لاتين وبيانو) «يعني معي أميمة رح تكون عم تغني أكتر»، بينما نحا باسل رجوب منحى صوفياً عربياً وجدانياً أكثر، «ومعه سترافق أميمة موسيقى تعبيرية تصويرية. وتخطو أميمة عبر تأليفات سبليني الموسيقية خطوة مختلفة عما قدماه معاً من أعمال سابقة «مثلاً دمعتان ملحنة بطريقة غنية بالفلامينكو»، وفق سبليني الذي يقول إنها المرة الأولى التي يشتغل فيها على «مقام حجازي». وتعتبر «دمعتان» مختلفة عن بقية الأغاني وفيها جزء لا بأس به من «الصولو الفوكاليز، يعني أميمة بتقسّم والفرقة بتزنّ لها». ويمكن تسمية «وجد» بالعمل الفني الممسرح يتم تقديمه بشكل ثلاثي «أميمة وسبليني ورجوب»، بحيث لن يكون الأخيران مرافقين لأميمة فقط، بل سيرافقانها وهي تغني وسترافقهما وهما يلعبان موسيقاهما. «وجد» خليط بين قصائد مكتوبة بالفصحى والعامية التي تتجلى في قصائد الشاعر جرمانوس جرمانوس وتراه أميمة «من أجمل مَن يكتبون بالعامية». وستلبس أميمة على مسرح «مونو» من تصميم مصممة الأزياء الفنانة غريس ريحان. ريحان «لا تصمّم لتعرض فساتينها»، كما تقول أميمة، بل تطلع على العمل والموسيقى و «تبدع أزياء تنسجم مع العمل الذي نقدمه وروحيته. وتفعل ذلك بمنتهى البساطة والأناقة»، وفق أميمة نفسها.

الأكثر قراءة