كارمن جوخدار - السفير
في انتظار قرار محكمة الاستئناف الفرنسية، الذي سيصدر الخميس حول الطعن الذي تقدم به الأسير المناضل جورج عبدالله على قرار "محكمة تنفيذ الأحكام الفرنسية" الصادر في 6 تشرين الثاني 2014. وفيما ينخفض منسوب الأمل حول قرار المحكمة، بحيث يحتاج تقديم طلب جديد للإفراج عن عبدالله إلى نحو عام ونصف. ارتفعت موجة التحركات في العالم دعما "للسجين السياسي الأقدم في فرنسا". وقد تزامنت التحركات الداعمة لقضية المناضل عبدالله، مع هاشتاغ تحت عنوان "je_suis_georges_abdallah#" تم إطلاقه على غرار "jesuischarlie" الذي كان قد أطلق بعد الاعتداء على الصحيفة الفرنسية في 7 كانون الثاني الماضي، والذي لاقى مشاركة من بعض الأطراف اللبنانية والسياسية بالإضافة إلى مسيرة متعاطفة وداعمة قرب السفارة الفرنسية. عند التاسعة مساءً، بتوقيت بيروت، أطلق عضو "الحملة الدولية لإطلاق سراح جورج إبراهيم عبدالله" والمذيع في قناة "الجديد" رامز القاضي "الهاشتاغ" الذي وصل إلى أكثر من 15 مليون مغرّد. وقد كتب القاضي، "لأن جورج عبدالله مقطوع من طايفة، لا يزال يقبع في السجون الفرنسية" فيما كتب القنطار: "من أجل حرية جورج عبدالله.. هاشتاغ الليلة je_suis_georges_abdallah#، ثم أضاف: "طوبى لكل المسجونين باطل في زمن بيخدعنا وبيماطل". وفيما ذكر عدد كبير من التغريدات وسائل إعلام وسياسيين فرنسيين، قام أحمد بكتابة عدد هائل من التغريدات يسأل فيها سياسيين وإعلاميين لبنانيين: "أنا جورج عبدالله وأنت؟"، في خطوة لإحراج هؤلاء وحثّهم على موقف صريح أكان بالمشاركة أو عدمها. بدورة كتب صبحي الجيز: "رفيق جورج عبدالله.. انت الحُر.. ونحن المُكبلون في الخارج.. رفيق جورج.. سنديانتنا حمرا ورح تضلها حمرا" أما مراقب فقال: "أنت الجلاد في سجنك، تجلدهم بنظراتك الأبية". نظرة جورج لسجّانه احتلّت حيّزاً كبيراً من التغريدات للرجل الذي رفع من سجنه وصية التمسّك بالمقاومة وعدم التخلّي عنها، حيث غرّدت نهى يوسف: "التعب الذي يحتل وجهك أشرف من وجوه مشت بمسيرة باريس واﻷلم الساكن نظرتك أكرم وأنبل منهم" فيما اختصر رالف سعادة القضية قائلاً: "لسجن جورج عبدالله رمزية: القضاء على حالة شيوعية أخرى، قد تكون عامل صحوة عند الشعوب الخمولة!". تغريدات بالعربية، الفرنسية والانجليزية لتصل القضية إلى أكبر جمهور ممكن، والوسم الذي حمل قضية منسية إلا من شباب مناضل حفظ الوصية، بات “Trend” في 6 دقائق فقط، ليحطم جورج خلال 6 دقائق قيوداً جديدة ويحلّق حرّاً. وأشار علي وهبي إلى أن "من يدّعون الحرية يسجنوك بغير حق وهم ينفذون الإرهاب أكثر من غيرهم"، متوجهاً إلى من يغفلون قضية عبدالله بالقول: "لأنكم دمى متحركة لم تقدروا أن ترفعوا رؤوسكم في وجه مرؤوسيكم. الحرية لجورج والمجد له"، فيما شدد قاسم اسماعيل على أن "سجين حر اشرف من حر سجين". وكان للدولة اللبنانية، التي أهملت ملف جورج ما عدا الرئيس سليم الحص، حصة كبيرة من التغريدات، حيث كتبت هدى: "الدولة اللي بتسكت على الذل ما بتمثلني.. انا بتنفس حرية". من جهته، قال ألكس بركات: " نحنا ما عنا دولة.. نحنا عنا ظلم عالمعتر والفقير". إلى ذلك، تساءل محمد غازي: "أين الدولة اللبنانية التي تضامنت مع شارلي إلى جانب (رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو؟ لماذا لا تتضامن اليوم مع مناضلها إلى جانب شعبها وحقه؟". وقال أحمد ياسين: "المناضل الأسير، المنسي في السجون الفرنسية، اللبناني الذي تخلته عنه دولته خوفاً من غضب السيد الأميركي"، فيما رأى د. رافاييل أن "جورج عبدالله ليس أسيراً لدى فرنسا، لكنه أسير نظام عربي جبان يخجل من عمالته وخنوعه وذله.. جورج عبدالله هو كل عربي". وقد نالت "الأم الحنون"، حصة من التغريدات التي تتهمها بازدواجية المعايير وبالخداع خصوصا في ملف الحريات وحقوق الإنسان الذي كشف زيفه استمرار اعتقال جورج، فكتبت هبة بركات: "جورج عبد الله حر أما دعاة الديموقراطية في فرنسا فهم أسرى" أما أحيرام فغرّد: "كي لا ننسى: مجازر الجزائر! مجازر سوريا! مجازر فييتنام! مجازر افريقيا". وتساءلت فاطمة فاعور: "القاضي الفرنسي أصدر قرار الإفراج فلماذا ترفض السلطات الفرنسية تنفيذ القرار تحت ضغط الأميركيين؟"، وانتقد حسن نور الدين الموقف الفرنسي قائلاً: "تعلن عن دعمك للديموقراطية فيما تثبت أفعالك العكس تماماً". وقد شارك بحملة التغريد ناشطون من تونس وسوريا والبحرين وفلسطين، التي ما زال يحملها جورج في قلبه ومن أجلها وفي سبيلها يستمر اعتقاله. وقد ذكّرت هناء فلسطين أولاً بكلام لعبدالله: "وأهم من يتصور أمنا وازدهاراً على أنقاض الشعب الفلسطيني.. طبعاً الرد الطبيعي والملح الآن هو التمسك بكل الوسائل لفرض حق العودة أساس وجوهر القضية الفلسطينية .. التمسك بوحدة الشعب الفلسطيني ومطالبة القوى المسؤولة بإنهاء حالة الانقسام، الانقسام كارثة بين الضفة والقطاع" فيما غرّدت فلسطينية أولاُ غزاوية: "سلاماً عليك وعلى وطن أبداً لن يموت". وغرّد الناشط البحريني المنتظر: "كأنَّ القيودَ على معصميك مفاتيحَ مستقبلٍ زاهرِ". "سجنوك ليسكتوك فتكلم الاحرار بلسانك"، حسبما عبّر جيمي أمس، فكان "القلب ينبض مقاومة"، كما غرّدت أسيل حرب. وقد اختصر وائل عبدالله، ابن أخ جورج، القضية برمّتها بكلام للمناضل الأسير: "هذا العمر ومضة تافهة في الزمان، فإمّا يكون بكرامة، أو كان العمر لا يساوي هبة الحياة فينا". وقد استتبع عباس زهري الحملة الإلكترونية الداعمة لقضية جورج المحقة بصور لسياسيين لبنانيين كالرئيس نجيب ميقاتي وسعد الحريري والنائب سامي الجميل يحملون لافتات كتب عليها je_suis_georges_abdallah# ، مطالباً إياهم بموقف واضح وصريح من استمرار سجن عبدالله.