وسط اجراءات امنية مشددة، نفذت حملة اقفال مطمر الناعمة اعتصاماً تحذيرياً، اول من امس، لم يستمر اكثر من ثلاث ساعات، معلنة اعتصاماً ثانياً في المكان نفسه في ٣١ الجاري، ومؤكدة انها ستتابع عن كثب مسار تنفيذ خطة الحكومة باقفال المطمر بعد ستة اشهر
بسام القنطار - الاخبار
اختارت شركة سوكومي ان توقف تدفق الشاحنات المحملة بالنفايات والمعدة للطمر في مطمر الناعمة – عين درافيل طيلة فترة الاعتصام، الذي دعت اليه حملة اقفال مطمر الناعمة، والذي استمر قرابة ثلاث ساعات، أول من امس. “التعليمات للقوى الامنية كانت واضحة من وزارة الداخلية بمنع اي تعرض للشاحنات او محاولة لقطع الطريق ووقف دخولها الى المطمر، لكن الشركة فضلت عدم استفزاز المعتصمين»، يقول أحد المشرفين على اعمال الطمر في الناعمة.
قبل يومين على اعلان موعد الاعتصام انتشرت قوى مكافحة الشغب امام مدخل المطمر، ونفذت سرية من الجيش اللبناني دوريات عدة في محيط المنطقة، كانت الرسالة الامنية شديدة الوضوح بمنع اي محاولة لاغلاق طريق المطمر الذي يستقبل يومياً نفايات اكثر من ٣٥٠ بلدية وقرية في محافظتي بيروت وجبل لبنان. منذ الساعة الحادية عشرة صباحاً تجمع المعتصمون عند الاوتوستراد الدولي في الناعمة وسلكوا الطريق المؤدية الى المطمر في مسيرة راجلة حاملين الاعلام اللبنانية ولافتات تندد بقرار الحكومة تمديد العمل بالمطمر ستة اشهر.
دعت الحملة الى اعتصام في المكان نفسه في 31 من الشهر الحالي اجراءات القوى الامنية، وحملة ازالة المخالفات على طول الطريق من الشويفات الى خلدة، اخرتا وصول العديد من الوفود من مختلف القرى المحيطة بالمطمر، التي قررت الاعتصام برغم قرار البلديات والاحزاب عدم الاعتصام واعطاء الحكومة مهلة اضافية لتنفيذ وعدها باغلاق المطمر. ومع اكتمال نصاب المشاركين عند الساعة الثانية بعد الظهر اتضح المشهد اكثر، كان هناك فريقان من المعتصمين، الاول يرغب باغلاق الطريق واعلان اعتصام مفتوح، والثاني يريد ايصال رسالة احتجاج قصيرة وسريعة ليعود ادراجه. غالبية هؤلاء من قرى عبيه وعرمون وبعورته اضافة الى نشطاء من الحركة البيئية اللبنانية، وكان واضحاً عدم مشاركة اي وفد من بلدة الناعمة التي اختارت بلديتها اقامة اعتصام في البلدة بدل المشاركة في الاعتصام. قال الناشط أجود العياش: «اليوم عدنا رغم كل التهويل ورغم كل ما قالته الأحزاب ورؤساء البلديات عن ان المجتمع المدني وافق على التمديد». عدنا لنقول: «نحن المجتمع المدني ولا أحد يمكنه ان يصادر قرارنا. ونحن نستحق الحياة ولن نموت خنوعا او اذلالا، بل سنموت واقفين، فهذا المطمر يقتلنا في غرف نومنا، ومن المعيب بحقكم ان تعقدوا الصفقات على ظهورنا». ثم تحدث رئيس الحركة البيئية بول ابي راشد فقال: «سيعاني كل اللبنانيين ما عاناه اهالي الشحار طيلة 17 عاما، لان الاثنين الماضي صدر قرار بانشاء مطامر ومحارق في كل لبنان». وطالب عضو حملة اقفال مطمر الناعمة زياد المهتار «الحكومة بتنفيذ عقد الطمر بحرفيته وطمر العوادم فقط في مدة الثلاثة اشهر المزعومة المقبلة». واقترح اللجوء الى «مجلس شورى الدولة في حال المماطلة والتأجيل». من جهته، قال الشيخ منير الحلبي موجها كلامه إلى النائبين وليد جنبلاط وطلال ارسلان: «سوف نكارمكما وننتظر ستة اشهر، وبعد ذلك اما ان نعيش فوق الارض بكرامتنا، واما أن نكون تحت الارض بكرامتنا». وفي نهاية الاعتصام، دعت الحملة الى اعتصام في المكان نفسه في 31 من الشهر الحالي، محذرة الحكومة من التملص والتاخير في تنفيذ قرار اقفال المطمر في موعده