السفير
بات الأسرى الفلسطينيون في السجون وفي المعتقلات الإسرائيلية يكتبون وصاياهم بصبرهم وبتضحياتهم في ظل تصعيد الاحتلال لاعتداءاته عليهم بشكل سافر ومتعمد. وفي ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، اليوم، ثمة دعوات فلسطينية متعددة تبقى في الواجهة، وتتمثل في إيجاد إستراتيجية وطنية شاملة للتعامل مع قضية الأسرى على كل المستويات، إلى جانب ضرورة توجه السلطة الفلسطينية إلى المحاكم الدولية لإدانة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه، خصوصاً بعد إشارات فشل مفاوضات التسوية التي أصبح الإعلان عنها يلوح في الأفق. ولا يزال نحو خمسة آلاف أسير فلسطيني رهن الاعتقال في السجون وفي المعتقلات وفي مراكز التوقيف الإسرائيلية، منهم 19 أسيرة، وقرابة 200 طفل، ونحو ألف وأربعمئة أسير يعانون من أمراض مختلفة. ووفق الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، بلغ عدد الأسرى الذين استشهدوا في السجون وفي مراكز التوقيف 205 أسرى منذ العام 1967 وحتى اليوم. ويرى المنسق العام لـ"الحركة الشعبية لنصرة الأسرى" في غزة نشأت الوحيدي أنّ إسرائيل تعمل على إبادة الروح والجسد والذاكرة الفلسطينية، لافتاً إلى أنّ ما يُمارس على الأسرى داخل السجون يعتبر جريمة حرب بكل ما تعنيه الكلمة، خصوصاً الأسرى المرضى. وفي حديث إلى "السفير"، يشدد الوحيدي على ضرورة أن يحمل العام الحالي صوتاً شعبياً فلسطينياً موحداً في مواجهة التحديات التي يحاول الاحتلال الاسرائيلي فرضها على أرض الواقع. ويضيف أنّ "الأسرى اليوم يكتبون وصاياهم بأنينهم ودموعهم وصبرهم وتضحياتهم، وهم يركضون على أسرّة الموت والقيد، في ظل حرمانهم من حقهم في العلاج والرعاية الطبية التي تضمن عدم استشهادهم داخل السجون". من جهته، يعتبر المتحدث الإعلامي باسم "جمعية واعد للأسرى والمحررين" في غزة عبدالله قنديل أنه يوجد تقصير فلسطيني تجاه الأسرى، لا سيما أنه لا توجد إستراتيجية وطنية شاملة وموحدة للتعامل مع قضيتهم على كل المستويات حتى الآن. ويقول قنديل لـ"السفير" إنّ مصلحة السجون الإسرائيلية تحاول الآن أن تعيد السجون إلى مربع خطير يتمثل في سياسة العزل الانفرادي، داعياً إلى ضرورة وجود جهد فلسطيني وسياسي مواز، إلى جانب جهود المقاومة الفلسطينية التي أثبتت التجارب أنها قادرة على إعادة الحرية مجدداً للأسرى. ويضيف "يجب أن يكون هناك إستراتيجية وطنية شاملة، بعيداً عن الموسمية وردات الفعل، ويجب علينا أن ننقل الكرة في التعامل مع قضية الأسرى الى المربع الدولي". بدوره يقول وكيل وزارة الأسرى في حكومة حماس المقالة بهاء المدهون إن "فعاليات يوم الأسير لهذا العام خُصصت لفضح جرائم الاحتلال وما تنتهجه من سياسة الإهمال الطبي تجاه الأسرى داخل سجون الاحتلال، ونقل معاناتهم للعالم". وفي غزة، وفي سياق منفصل، قتل ثلاثة ناشطين في "كتائب عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة حماس، وأصيب خمسة في انفجار غامض وقع شرقي مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة. وأعلنت كتائب القسام، في بيان مقتضب، أنها "تزف شهداءها رامي مشمش، ويوسف ثابت وأسامة حجي الذين استشهدوا اثر انفجار بطريق الخطأ أثناء عملهم في وحدة التصنيع العسكري".