محمد نزال
نزل موظفو شركتي الغاز في منطقة بئر حسن، أمس، إلى الشارع وقطعوه بالإطارات المشتعلة. لا يريدون تنفيذ قرار وزير الداخلية نهاد المشنوق بإقفال الشركتين لـ«أسباب أمنية». أحدهم قال: «ربما لو تعاطوا معنا بطريقة لائقة، أو أفهمونا ما سيكون عليه مصيرنا، لتجاوبنا معهم». الموظفون لم يستطيعوا أن يهضموا الطريقة التي تكلّم معهم بها المشنوق، يوم أول من أمس، عندما حضر شخصياً إلى بئر حسن وأبلغهم، أمام الكاميرات التي كان يعلم أنها تصوره، ضرورة الإقفال والمغادرة.
أحدهم، أثناء قطع الطريق أمس، تحدّث إلى وسائل الإعلام قائلاً: «هو قال لمديرنا أنت لا تعرف مع من تتحدث، ونحن نقول له، في المقابل، هو أيضاً لا يعرف مع من يتحدث... لا يحق له ولا لمن هو أكبر منه أن يتكلم معنا بهذه الطريقة». آخر قال: «نحن تحت سقف القانون، ولكن لا شيء يحصل بالقوة، نقول هذا للوزير رامبو، ما حدا يجرّب معنا بالقوة». لاحقاً استطاعت القوى الأمنية، بعد تحويلها السير باتجاه طريق المطار، إعادة فتح الطريق. يُذكر أن هذا التحرّك نفذه الموظفون، من دون حضور أصحاب الشركتين، ومنهم النائب وليد جنبلاط الذي كان أعطى الموافقة سابقاً على قرار المشنوق. هكذا، الموظفون، أي الفقراء في هذه اللعبة، هم دائماً «كبش المحرقة». بعد التحرّك، شهدت وزارة الداخلية اجتماعاً ضم ممثلين عن شركتي الغاز (موصلي وصيداكو) مع المدير العام للبلديات العميد الياس الخوري. استمع الخوري الى اقتراحات ممثلي الشركتين في شأن إيجاد مكان بديل لاستمرار عملهما، فوعدهم بـ«التمهل 24 ساعة لاتخاذ القرار المناسب». وقال ممثل الشركتين عمر موصللي بعد الاجتماع: «لقد اجتمعنا مع العميد الخوري وتداولنا في موضوع الإقفال، فشرح أن الموضوع أمني بحت، وأنه موكل من الوزير إيجاد البدائل السريعة الناجعة لكي تنتقل الشركتان الى منطقة قريبة ومحاذية لمدينة بيروت لتؤمن حاجات البلد من هذه المادة الحياتية المعيشية». إلى ذلك، علمت «الأخبار» أن محطة الغاز الكائنة في منطقة التحويطة ــ الضاحية الجنوبية أقفلت أمس، وذلك للسبب الأمني عينه. مدير التسويق في شركة «صيداكو» جمال عون قال لـ«الأخبار» إن المسألة «لم تحل بعد، ونحن رفضنا إفراغ خزاناتنا من الغاز. البعض يتحدث عن توزيع الموظفين على أماكن أخرى، ولكن لا ثقة لنا بما يقال، ويبدو أنهم يريدون تناتش حقوقنا». هكذا، لم تنته القصة بعد، وهي مرشحة، في حال عدم الوصول إلى اتفاق مع الموظفين، إلى مزيد من التصعيد في الشارع.