أمجد سمحان تاريخ المقال: 26-02-2014 02:26 AM
لم تتوقع عائلة المقدسي جهاد الطويل أنّ الرجل ابن السابعة والأربعين عاماً سيعود إليها شهيدا، بعد شهرين فقط من اعتقاله بسبب مخالفة مرورية، ليودّع مدينة القدس تاركاً خلفه عائله من ستة أفراد بلا معيل. ويأتي ذلك على وقع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، والتي سجل آخرها أمس، عندما دارت مواجهات في باحة المسجد الأقصى بين شرطة الاحتلال وشبان فلسطينيين. وفي الساعة الثانية عشرة من ليل أمس الأول، تلقت عائلة الشهيد الطويل خبر استشهاده كالصاعقة، حيث فارق الحياة في «مستشفى سوروكا» في بئر السبع، متأثرا بجروح أصيب بها لدى اقتحام السجن المتواجد فيه. شريف، وهو شقيق الشهيد جهاد، قال لـ«السفير» إنّ أخاه اعتقل بعد مخالفة مرورية احتد على إثرها بسبب «التميز في التعامل مع الفلسطينيين» فقام بضرب الشرطي، ليعتقل بعدها ويحاكم بالسجن ثلاثة أشهر. وأوضح أنه وقبل أسبوعين «تم اقتحام الزنزانة التي يتواجد فيها أخي، حيث أطلق الغاز المسيل للدموع تجاه من كان فيها، كما تم الاعتداء عليه بالضرب، ففقد الوعي ودخل في غيبوبة». وأكد شريف أن أخاه، وحين كان في المستشفى في حالة غيبوبة، «قررت إسرائيل الإفراج عنه لكي تتنصل من المسؤولية عن وفاته بسبب التعذيب، لكننا رفضنا قرار الإفراج، إلى أن فارق الحياة». وشيعت جماهير غفيرة من المقدسيين جثمان جهاد، أمس، فيما أصدرت الحكومة الفلسطينية بيانا شجبت فيه حادثة الوفاة، التي قالت إنها متعمدة وتتطلب تدخلا دوليا سريعا وتحقيقا في ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين والتعامل معهم «بهمجية ولا إنسانية». كما دعت إلى توفير الحماية للأسرى، لاسيما المرضى منهم والذين يبلغ عددهم حوالي 1500، من بينهم 18 حالة حرجة جدا متواجدة دائما في مستشفى سجن الرملة العسكري. في هذه الأثناء، أعلن بيان صادر عن «منظمة التحرير الفلسطينية» أنّ إسرائيل ومنذ انطلاق المفاوضات معها، قبل نحو سبعة أشهر، صعدت من اعتداءاتها ضد الفلسطينيين، حيث مررت مخططات لبناء أكثر من عشرة آلاف وحدة استيطانية لاستيعاب 5200 مستوطن، وقتلت 44 فلسطينيا، واعتقلت 2700 وهدمت 154 منزلا، وشن المستوطنون 497 اعتداء على الفلسطينيين وعلى ممتلكاتهم. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرئيس الأميركي باراك اوباما خلال الشهر المقبل لبحث المستجدات بخصوص المفاوضات. وأكدت مصادر لـ«السفير» أنّ واشنطن تسعى لإقناع الفلسطينيين بتمديد المفاوضات عاما آخر، في محاولة للوصول إلى «اتفاق إطار» يكون بمثابة مرجعية جديدة للمفاوضات مع الاحتلال، ويسمح للجانبين «بالتحفظ عليه». في سياق آخر، اقتحمت شرطة الاحتلال باحة المسجد الأقصى، أمس، حيث جرت مواجهات مع شبان فلسطينيين ما أدى إلى إصابة نحو 20 بحالات اختناق بسبب استخدام الغاز، فيما جرى اعتقال ثلاثة. ويأتي ذلك في وقت كان المفترض أن تبحث الكنيست الإسرائيلية، مساء أمس، مشروع قانون تقدم به النائب موشي فيغلين، وهو العضو المتشدد في «حزب الليكود»، ينص على «بسط السيادة الإسرائيلية» على المسجد الأقصى. من جهته، قال مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، في حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، «منذ يوم أمس (أمس الأول) ونحن نطالب بإغلاق باب المغاربة اليوم (أمس) بسبب الاستفزاز والتصريحات التي تتسبب بالهيجان والذي يتعرض لها المسلمون من قبل بعض الجهات اليمينية». وبحسب الخطيب، فإنه «في الساعة السابعة والثالثة والثلاثين (صباحا) دخلت الشرطة إلى المسجد الأقصى مستخدمة قنابل الصوت بينما استخدم الشبان الحجارة».